مجاراة ابن الرومي قصيدة بعنوان:
ـــــــــــ(( دنـيـا وشبـاب ))ــــــــــــ
كَسِّر دِنـانَ المُنىٰ يا دهـرُ وارميهـا
تلك التـي أجَّجَت نفسي ستُمنيها
كم كنتُ أعجِبُها مذ كنت ممتشِقًا
سيفَ الشّبـابِ فقـد ولَّت ليـاليهـا
كنتُ الّذي إن دعتنـي يـومَ نازِلَـةٍ
أجَـرِّد الأبيضَ الصّمصامَ؛ أحميهـا
أقلِّـبُ اليومَ بعد اليومِ فـي سَكَـرٍ
وكلّمـا اشتَـدَّ سِنّـي زادَنـي تيهـا
وكم سقتني رحيقًا فاكتوى كَبِدي
ماأعذبَ الخمرةَ الصهباءَ من فِيها!
ماعدتُ ذاك الفتىٰ المِقدامَ منتصِبًا
لكنَّ أفعـالَ ماضـي الحبِّ أبنيهـا
حتّـى قصائـدَ أشعـارٍ نظمـتُ بهـا
كصهوةٍ تمتطي الشِّعرىٰ قوافيهـا
ساءلتُ دهـري عَلامَ الآهُ تسكنُني
أم أنّ دنيا الهوى ماعدتُ أعنيها؟
دارت وجارت وحارت كلُّ أزمِنَتي
وقصَّتـي للمرايـا بِـتُّ أحكيهـا
هنـا على وجنتـي كانت تقبِّلُنـي
فأرتَـوي من لمًـى حينـًا وأرويهـا
ذوائبي هذه الجذلىٰ قدِ اشتعلت
شَيـبـًا، أأستُرُها، أمْ هل أُحَنّيهـا؟!
شقَّت على جبهتي نِيرُ الدُّنا ثُلَمًا
ومـا بذرتُ لها غـارًا لـِ أسقيهـا
شاخت فصولي وما بالكرم من عِنَبٍ
كَحاطِبٍ يقتفي الأطلالَ، يرثيها
خريفُ عمري أنا كم كنتُ أجهلُهُ
وكم ضحكتُ لِدُنيا صِرتُ أبكيها
أبكي شبابي وقـد أرهَقتُه فَرَطـًا
مابينَ جَـزرٍ و مَـدٍّ فـي ملاهيهـا
لو عاد بي زمني ماتهتُ عن سُنَنٍ
أو فاتني الوقتُ في فرضٍ أصلّيها
وجَّهتُ وجهيَ شطرَ البيتِ معتكفًا
أعفِّـرُ الخَـدَّ والهـامـاتُ أُدنيهـا
لا خَيـرَ فـي هـذه الدّنيـا وأوَّلِهـا
إن لم نفُز في جِنانِ الخُلدِ ثانيها.
بقلمي ـ كمال يوسف
دمشق ٢٠٢١/٢/١٢ م