الثلاثاء، 26 فبراير 2019

حكايا بقلمي خولة رمضان

بعنوان / حكايا
~~~~~~~~

أوتهجر فرحتَنا
الطفوليّة
وتلك المناديل
التي طرّزتُها
لأجلك
في ليالي الانتظار   ... ؟
أتنسى أنني
دوّنتُ  عليها
حكايتنا
في ثنايا اللُّحاء
ولتشهد الأشجار ...
كيف تدمن  
هجر مملكتي
وقد أدمنتَ السّمر
في ليل تأويلهُ نهار .... ؟
ألم تخطّ تاريخ اللّقاء
في نظم بديع
نقشته يداك
مع نسمات ربيعية
يشهد بها السُّمار  .. ؟
ستغدو في رحاب
التّيه  يوما
‏لو  
تناسيتَ ميلاد الهوى
‏وما علق به في محراب صلاتك  
‏من خربشات
‏بريئة وأسرار ...
ستعيش فوضى
جنونية
لو عزفت على وتر
القطيعة والفرار ...
فما نحن إلا توأمان
كنّا
وكانت حكاية طهرٍ
خريفيّة 
ترافقها توبة للنّفس
مع الأطهار ...
ستندمُ يوما إن
هجرتٔ
فلقاؤنا نقوشٌ سرمديّة
وشمَتها  لنا الأقدار ...

بقلمي / خوله رمضان

الجمعة، 22 فبراير 2019

سموم بقلمي خولة رمضان

بعنوان / سموم بقلمي خولة رمضان

نتمنى طهرَ النّوايا
في أوصال  النّفس
والطّهر في الوجدان ...
ولكنّ الغدر  سمٌّ ناقع
نرتوي منه الخذلان ....
فكيف وصلت
صفات العقرب
للإنسان ؟
كيف بات
القلب مشوبا بحقد
الشيطان .. ؟
كيف تكالبت
علينا العقارب
ونهبت خيرات
الأوطان .. ؟
متى نعود أطهارا
نشفى من الغدر
متى
يغادرنا البهتان ؟ ...
فالحبُّ مزروع فينا ...
والعقرب حشرة
تعادينا ...
لكن البعض يصادقها
ويرافقها كي
يحتال  علينا .. 
يغتال الصدق
ويحيي الحقد  
والسمُّ جوهره الآسن 
مزروع في الشبّ وفي
الطاعن ..
به يكبر  يتظاهر بالطُّهر
فيكوينا ..
ويثور  البركان  !!
بقلمي /  خوله رمضان

تحياتي لمجلة هدير الخليل للإبداع

الأربعاء، 13 فبراير 2019

نقد لخاطرة الأديبة الألقة رجاء عبد الرازق

نقد رجا عبد الرازق

         بسم الله الرحمن الرحيم
   الرؤية النّقدية المقدّمة من قبلي
      ‎خولة رمضان
   ‎ لنص الأديبة المصرية المتألقة / Ragaa  Abdel Razek  
   ‎بعنوان  :  " في هدوء اللّيل "
   ‏عبر برنامج  : في ظلال النّقد 
&&&&&&&&&&&&&         
إلى عشاق النقد الأدبي

نجوم لمعوا في سماء { همسات فوق أوراق الصمت }
وأسعدونا براقي حروفهم
وأبهرونا بزخات أقلامهم
فوجب علينا أن نهديهم إهداء شرفي يليق بهم
وهو نقد لما أبدعوا من سحر القصيد والأدب
اخترنا لكم هذا الأسبوع نص  نثري بعنوان  {.في هدوء الليل  }
للأديبة المصرية  المتألقة صاحبة الخواطر الرجائية .. أديبتنا الألقة رجاء عبد الرازق

وهذه نبذة عن حياتها كما كتبت عن نفسها.:

الاسم رجاء عبد الرازق عبد السلام
عملتُ مدرسة وموجه لغه إنجليزية في مصر والبحرين والسعوديه
أحبّ القراءه  وأكتب النثر و الخواطر .
ركزت في الكتابه أكثر بعد تفرغي وزواج كل الأبناء ومتعتي الآن هي الكتابه .
مهمومه بمشاكل الأمة والمجتمع
كل كتاباتي عن الأخلاق والفضيلة ومشاكلنا بشكل عام وبعض الحلول لها وبعض الخواطر  الدينيه وفي المناسبات المختلفه لي كتاب صدر أخيرا بعنوان خواطر رجائيه في معرض الكتاب .
  
وإليكم النّقد :
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

تحية إكبار وإجلال
من منبر  مجلة همسات فوق أوراق الصمت
مجلة الأدب والفكر والثقافة أحييكم أجمل
تحية وأضع بين أيديكم هذه الرؤية النقدية
الموجهة من قبلي خولة رمضان  لأديبتنا الراقية أ. رجا عبد الرازق  عن نثريتها   :
في هدوء الليل  ضمن برنامج :
( في ظلال النّقد )
           
إليكم النثرية      ‏
        في هدوء الليل

يسرقني اللّيل لحنين وشعور،،،وكتابه أشعار بقافيه ووزن وبحور .
ويعصفني الصمت في ليل ساكن،،،وأجد نفسي أغوص ومع الفكر أدور .
وأتأمل كل ما حولي بنظره،،،وأري البعض حزين والآخر مسرور .
أسمع صوت اليتامي والأرامل،،،يشق الظُّلمة وفي الحزن مغمور .
وأتخيل أطفال شوارع علي الرَّصيف،،،يموتوا من البرد بدون فطور .
ومحب ضاع منه رفيقه،،يبكي ويتمني  منه أن يزور .
وتنتابني ذكريات مرت حزينه،،وأمامي  أخري كانت فيها فرحه وحبور .
وأري النجوم تلمع في السماء،،وأري القمر يشع بالأضواء والنور
وأسرح في ملكوت خالق،،وأري الكون يسبح في الفلك ويدور
وأبكي علي من فات من عمري،،،وعلي تقصيري في الطاعه والحضور
ويخط القلم كلمات حزينه،،ويجف مداده ويرفض الكتابه ويثور
وينادي إترك الدنيا يا صاحبي،،فليس فيها سعاده وكن دائما صبور
ويرن في أذني ٱذان،،،،فقد لاح الفجر بالأمل والنور
فأرجع الي التسبيح والتوبه،،وأحمد ربي وأكون راضيا وشكورا
بقلمي رجاء عبد الرازق
     ************************
أبدأ من العنوان : في هدوء اللّيل
شبه جملة من الجار والمجرور والمضاف والمضاف إليه ( في هدوء اللّيل )
هذا العنوان يفسر الزمن الذي كتبت به الكاتبة خاطرتها .
والليل يوحي بالكثير من الأفكار والخواطر  المهمة نظرا لخصوصيته الكبيرة في جلب
المشاعر العميقة وسبر أغوار النفس .
الليل وقت هادئ، محيط مناسب لصفاء النفس ، تتجوَّل فيه الخواطر  سابحةً تتهادى فيه الذّكريات والأشجان .
ومعلوم أنّ الجسَد يتأثر بالنفس ؛ فيتألم ولا يقاوم ما يعتري النفس من حالات فرح أو حزن ، فهناك ومضات فرح تفرِحه، وهناك ومضات حزن تصيبه باليأس فهو  جسد مخدَّر بإيحات النفس ، لم يَعد يهتم لشيء
إلا أن يعيش لحظة التّجلّي التي تفرضها النفس . وكأنما  الزمن توقَّف.
تستجيب العيون لهذه اللحظات من هدوء اللّيل ، وكأنَّها مفتاح الجسد الذي تجاوب مع الهدوء ففقد  السيطرةَ تماما .
تبقى العيون محملقة تسكَر فلا تغلق .. فيقضي الشخص ليله متأملا محملقا في فضاء اللّيل الواسع فتقبل إليه الذكريات والمواقف الحياتيه تتهادى سكرى ، فينقشها الكاتب الأديب بأي شكل أدبي وفق قدراته .
والبعض الآخر يهمس بلا كتابة فيناجي واهب النّفس أسباب السّعادة أو الحزن.
لهذا كان للتهجُّد قيمة دينية عند المسلمين .
تهتدي النّفس الضالة فتجد ضالتها واستقرارها مع محادثة الخالق والشكوى له بما يؤرقها عبر ساعات اللّيل وتجلياته .

عالَم اللّيل من أجمل العوالم على الإطلاق  تتنافس فيه العاطفة مع العقل لإثبات الهويّة الشّخصية ؛ إنَّه عالَم المثل العليا لجلب الإحساس الرائع ، للنَّفس وحدها، هو عالم الشّكوى الساحر . ليكتب الأديب خواطره وليناجي المتهجد خالقه.
طاب الليل بهدوئه لأديبتنا رجاء عبد الرازق
فأحست بصفاء روحها وتألق إحساسها وخطّ قلمها  لتنتج لنا خواطرها الرجائية .

الصورة البصرية للنّص
----------------------
( في هدوء اللّيل )
النّص إنساني على هيئة نثر مقفى .. التزمت  فية الكاتبة بالقافية .. فجاءت بهيئة الشّعر العمودي إلا أنها لم تلتزم بالتفعيلات الخاصة بالشعر العمودي .
غلب عليه الطابع الوجداني الاجتماعي مع العمق السياسي الإنساني  .

الصورة الكليّة للنص :
---------------------
نص نثري منطلق مع تجليّات النّفس الاجتماعية .
فهو نثر مقفّى على شكل خواطر نفس متأملة لما يعتري هذا العالم من انتكاسات في الخلق والدين ..
نظرة تأملية إنسانية لمجتمع هوى من القمة إلى الحضيض .
لجأت الكاتبة الى أسلوب الخاطرة النّثري
لتسطّر لنا هذا النّص .
أشير إلى أن الشكل البصري يوحي أيضا أنُه شعر حر .. ولكن الشّعر الحر ّيلتزم بتفعيلات بحر معين دون الالتزام بالعدد .
وهنا لم تلتزم الشاعرة بتفعيلات معينة 
فجاء نثرها كخاطرة مسترسلة مسجعة  فنلمس في النص  موسيقى خارجية واضحة
‏بسبب السّجع ، إضافة للنغمات الدّاخليّة الّتي جاءت من حسن انتقاء الألفاظ ذات الجرس الموسيقي.
فهو نص من  النّثر المسجّع.
اعتنت الأديبة بالفعل المضاف لياء المتكلم .. مثل : يعصفني يسرقني تنتابني .
إضافة لاعتنائها بالضمير المستتر والذي يعود إلى الأديبة كما ظهر في الأفعال التالية :
‏أجد أسمع أتخيل أرى ..  الخ
‏ما دلالة ضمير المتكلم والضمير المستتر في نثرها  . ؟
‏دلالته أنها تعبّر عن ذاتها وإحساسها تجاه ما يحدث من تغيرات اجتماعية وتبدّل للقيم والمثل العليا .
‏فقالت في هذا المعنى :

( ‏أسمع صوت اليتامي والأرامل،،،يشق الظُّلمه  وفي الحزن مغمور
وأتخيل أطفال شوارع علي الرصيف،،،يموتوا من البرد بدون فطور
ومحبّ ضاع منه رفيقه،،يبكي ويتمني  منه أن يزور )
نلاحظ كيف صوّرت مظاهر التّغير الجذري في المجتمع ، يتامى أرامل ، أطفال شوارع
فقدان أعزاء .
ففهل هذه المظاهر جديدة على مجتمعاتنا ؟
بالتأكيد لا .
فهذه المظاهر موجودة منذ الأزل . لكن
هنا تشير الكاتبة إشارة خفية أن بنية الأسرة العربية تغيّرت جذريا.
ما دعاها للحديث عن هذا الموضوع هو حجم التغيرات الكبير وتأثير هذا التغير الأخلاقي والاقتصادي على وضع المجتمع.
أطفال الشوارع ظاهرة أفرزها الوضع الاقتصادي السيء ، وأفرزتها الحروب والاقتتال ، رغم أنها ظاهرة لها أسبابها
الكثيرة ، لكن في مجمل القول أن السياسة العالمية والمؤامرات والفساد الإداري أدّت  الدور الأكبر في هذه الظاهرة وغيرها.
والكاتبة لم تشر بشكل واضح للأسباب
لكن النّص الأدبي يوحي بالكثير  .

البؤرة الثّابتة في النّص :
---------------------
النّقد الاجتماعي لمظاهر التغيير في مجتمع الشاعرة . مما دعاها للتأمل في مظاهر الكون
واسترجعت كل الذكريات المفرحة والأليمة .
فاعترتها مشاعر الندم لتقصيرها في العبادة للخالق. فقالت في هذا المعنى :

(ويخط القلم كلمات حزينه،،ويجف مداده ويرفض الكتابه ويثور
وينادي إترك الدنيا يا صاحبي،،فليس فيها سعاده وكن دائما صبور )

فكيف أثرت مظاهر التغير الاجتماعي
على الشاعرة ؟
من خلال نقلنا لنتأمل التّغير النّفسي الذي طرأ على الشاعرة وتعميق الفكر الدّيني والالتزام بالقيم الدينية الثّابتة .
من خلال دعوة النّفس لترك الدّنيا والصّبر على مآسي الوضع الراهن .

البؤرة المتحولة :
بعد الإحباط واليأس الذي رافقها برؤيتها
للمظاهر السلبية  تجتاح الكاتبة مشاعر الثّبات على الخلق والدّين .
إنه شعاع الأمل الذي لاح مع الأذان .
أمل ينطلق عبر الفضاء  بدءا بذات الشاعرة . فقالت في هذا المعنى :
( ويرن في أذني ٱذان،،،،فقد لاح الفجر بالأمل والنور .
فارجع الي التسبيح والتوبه،،وأحمد ربي وأكون راضيا وشكورا )
ترجع الأديبة إلى القيم الثابتة والتي تحفظ المجتمع وتحميه من التّغيرات السّلبية .
إنّه النّظام الإلهي حيث يشعُّ الأمل ويبدّد ظلمة الفساد والتّدني في الرذائل.
وهنا البؤرة المتحولة تظهر جليّا في مجموعة القيم الدّينية التي استخلصتها
الكاتبة بحكم مراجعة النّفس في ليل
هادئ يستلهم الفكر النيّر والخلق الإيجابي في خِضَمِّ الأحداث المتلاحقة .

إضاءات على النّص :
____________
دلالات الألفاظ :
ما دلالة هذه الألفاظ :
الليل ، الهدوء ، الصمت ، الأرامل ، اليتامى
الذكريات ، الفرح ، الحزن ، الأذان، جفاف القلم ، التسبيح ، وترك الدنيا ؟
كل هذه الألفاظ توحي بالقضية الأساسية بالنّص .
   نستطيع ان نعمم بعد توارد هذه الألفاظ   المعجمية والتي تحمل الطابع النّفسي الاجتماعي أنّ النّّص ذو صبغة نفسية  واجتماعية دينية  ذو أبعاد سياسية .
ولو أردنا التّوسع أكثر لقلنا أن مجموعة دلالات الألفاظ في النّص توحي  بالتغيُّرات الأخلاقية والدينية للفئات الإنسانية في عصرنا الحالي ..
حيث تطرأ تغيرات  أيدولوجية تبعا للتغيرات السياسية والتوجّهات الفكرية التي تطغى من جيل لآخر وفق منهجية الدُّول المسيطرة  . ونستطيع تفسيرها وفق  دراسات علم الاجتماع أن الحضارة تصل للقمة ثم تدريجيا تهوى للحضيض حينما تنحدر الأخلاق وتسيطر قوة السلاح على كيان الأمة وتتقطع أوصالها لفئات مختلفة متصارعة .
ومن الملاحظ أنّ الثوابت الخلقية  تتبدل من عصر لآخر وفقا لطغيان الدُّول المسيطرة.
أما ذوي الأخلاق الفاضلة فهم المؤمنون لهم  بصيرة ثاقبة متحصنون بقيم الدين كما ظهر في اخلاق الكاتبة رجا عبد الرّزاق فيبقون في طريق واحد يطالبون بالثّبات .. ويجدون في القيم الدينية الثّابتة سببا للنجاة .كما فعلت الكاتبة رجاء عبد الرّزاق ، دون أن تعمّم على الجميع ولكنها وجدته طريقا للخلاص من أزمة تردي الأخلاق وفساد المجتمع.

الأساليب والبلاغة 
-----------------
الاستعارات ..
ومعنى الاستعارة :
 تشبيه حذف أحد أطرافه
 ‏والاستعارة  أبلغ من التشبيه لأن أحد أطراف التشبيه محذوف .
 ‏ومن الأمثلة على الاستعارة  :
 -‏ يسرقني اللّيل 
 هذه الجملة ‏الفعلية كناية عن السهر ليلا  .
 ‏وقد شبهت اللّيل بالشخص السارق وحذفت المشبه به على سبيل الاستعارة المكنية .

-  ‏قالت :  وأجد نفسي أغوص
 ‏والغوص للسّباح الماهر
 ‏فقد شبهت تأملها وتفكيرها بالغوص في لجة البحار كدليل على شدة مهارتها بالتفكير ليلا .. وأنّ اللّيل طريق الإبداع الأدبي .
 ‏وهذا التشبيه استعارة مكنية .
 ‏
 ‏- وقالت : يشقُّ الظلمة .
 ‏صوت اليتامى والأرامل يشقُّ الظّلمة
 ‏شبهت الصوت بالمدية تشق اللّيل .
 ‏على سبيل الاستعارة المكنية .
 ‏
 ‏- وقالت أيضا :
 ‏ومحب ضاع منه رفيقه
 ‏شبهت الرفيق بالشيء المحمول الذي ضاع
 ‏أيضا على سبيل الاستعارة المكنية.
 ‏وقالت أيضا :
 ‏وأرى الكون يسبّح :
 ‏شبهت كل مظاهر الكون بإنسان يسبّح
 ‏جسّمت الماديات بهذا التشبيه .
 ‏ولكن نحن نعلم أنّ كل شيء بالكون يسبّح
 ‏بحمده وهي حقيقة دينية .
( وما من شيء إلا يسبح بحمده )

والآن وصلنا للقلم  
هذه الأداة البسيطة في شكلها القوية في معناها .. ( نون والقلم وما يسطرون )
فالقلم أقسم به رب العالمين كدليل على أنه
آلة التّغيير الجذري في الكون .
وعندما يخط القلم فهذا يعني أنّ الإنسان
يكتب ويبدع . وهذه أكبر بلاغة أن نجعل الجماد يبدع لنا ،  فالكتابة أداتها القلم ومسببها الإنسان ، والعلاقة بين الإنسان والقلم علاقة سببية ومسببية . وفي البلاغة
يسمى هذا بالمجاز المرسل . وهو نوع من أنواع البلاغة .
وجسّدت الكاتبة القلم فجعلته كالنهر  يجف
ولكن المداد هو ما يجف وليس الماء.
وجعلته أيضا يرفض ويثور وينادي عليها أن تترك الدّنيا وكلها تشبيهات واستعارات وتشخيص للقلم  . 
ألقت عبء تفكيرها على القلم وجعلت منه
سببا لكل أفكارها .. مع العلم أنّها صاحبته
وأن أفكارها دوما تنبه القلم ليكون أداة لكتابة خواطرها. وهكذا يفعل الجميع تعظيما للقلم كما عظّمه رب العالمين.

     تنويه :
     ‏------------
لا بدّ من الإشارة لبعض أخطاء الكتابة والطباعة  ومنها على سبيل المثال :
- الشدة : لم ترسمها الكاتبة رغم اهميتها
لأنها عبارة عن حرف مماثل لما قبله.
- همزة القطع والوصل :  أهملت الكاتبة في بعض المواضع  مثلا  أغوص جعلت همزتها وصلا وهي بالأساس قطع .
- ‏الياء والألف المقصورة :
- ‏جعلت الألف المقصورة ياء في عدة مواضع : وأري ، علي ، ويتمني ، إلي .

الأسلوب :
--------

أما الأساليب فأهم سمة لأسلوب الكاتبة
فهي استخدام الأسلوب الخبري ..
ويعني أنّ الأديبة  قدّمت معلومات تحتمل الصّدق والكذب .. ولم تلجأ للأسلوب الإنشائي  ... فلجأت للجمل الخبرية ...
ولجأت للجمل الفعلية بكثرة.
وهذا الأسلوب من أساليب الخبر الصحفي  ... وأعلّل هذا الاستخدام للخبر والجمل الفعليّة  بأنّها تريد إقناع القارئ بمظاهر تردي المجتمع  . وهي تعلم جيدا مظاهر انحطاط مجتمعاتنا  التي يعلمها كلُّ الشّرفاء . فلجأت لتصوير الواقع بأسلوب بسيط يخلو من التعقيدات اللفظية  ويخلو من الخيال المجنح ، ولكنه خيال التشبيه والاستعارات الذي لجأت إليه .. بكل بساطة .
وهذا دليل على واقعيتها واهتمامها بنقل الصُّور البصرية بأبسط الطُّرق وما تثيره من إحساس يعصف بشعورها فتخط خواطرها ليعلمها القارئ.
أسلوب ملتزم بكل صدق ينقل التّجارب اليومية بتلقائية ودون الحاجة لتتبع مدرسة
أدبية معينة . وقد جاءت عواطفها لتدل على غيرتها على وطنها ومجتمعها ، بكل صدق
تلك العواطف التي تنبع من تديُنها وصلتها
العظيمة بخالقها واهتمامها بتصوير بعض
التّغيرات السلبيّة والوقائع التي تجتاح أغلب
أوطاننا العربية .
ثم تجنح للحلول البسيطة التي تطبقها على نفسها أولا بتركها للدُّنيا وندمها الشديد عل التقصير في الطاعة والعبادة .
بصيص الأمل الذي يشرح الصدور ، صوت الأذان يشّقُّ ظلمة الكون وينهي اللّيل بمجيء
الفجر ليقبل الأمل والضياء وتنهي لنا قصة
سهرها ليلا .. ذلك اللّيل الذي سرقها مع قلمها
وأوقع عليها عقوبة أدبية جميلة تشرح النّفس، وهي عقوبة بوح القلم
لما يعتري نفسها من مشاعر تفيض لأجل
إصلاح مجتمع تملؤه مظاهر البؤس وإفرازات الصراعات والفساد الإداري.
فلم تجد حلا للإصلاح سوى اللّجوء للدّين
والعودة للتسبيح والحمد والتوبة والشّكر  .

أخيرا :
------------
ألف شكر شاعرتنا الفاضلة لهذا الشعور الديني ‏الإنساني الوجداني الذي صغتيه في  خاطرتك وأفضتيه على الإنسانية جمعاء .
لقد أغنيت مشاعر المتلقي بحب الخالق سبحانه وتعالى  والسعي لرضاه ....
وهذا النقد لنثريتها هدية مني خولة رمضان
وعربون شكر وتقدير من مجلة همسات فوق أوراق الصمت نظير تفاعلها ونشرها الطيب
الملتزم .
وإلى لقاء في قصيدة جديدة .
نستودعكم الله ودمتم طيبين
برعاية مجلة همسات فوق اوراق الصّمت .
تحياتي أديبتنا الفاضلة ا. رجا عبد الرزاق. 
‏ أشكرك  أديبنا الفاضل أ. أشرف سعد المنسق العام للبرامج الثقافية .
   ألف شكر وتقدير أديبتنا  الألقة  همسة عتاب مشرفة البرامج الثقافية في مجلة همسات فوق اوراق الصمت .

مع أجمل التّحيات لكلّ المتابعين

    إعداد : خولة رمضان







الجمعة، 8 فبراير 2019

عقاب / بقلمي خولة رمضان

بعنوان  : عقاب 

عن  حريّة الفكر أتحدث
ُ
 
عاقَبوا  كلماتي 
قيّدوا خطواتي
وألجموني
بلجام من نار ...
قدّمتُ
شتى الحجج لأنجو
من التُعذيب
ومواكب الإعصار  .....
صادروا دواويني
مزقوها 
بإصرار .. ...
واقتادوني لغرفة  التّوقيف
ليكتشفوا المسار ...
حاكموني كإرهابي    
فأبقوني  
في قوائم الانتظار ..
وجمعً من الأهل
يرقبُ من بعيد
وأنا
أخططُ للنّجاة
والفرار ...
حكمً مرير
وكراريس تُهمٍ 
تفرّقَ  الأنصار ...
فأين من يؤازرني
أين حماة الدّيار ؟
ناديتهم
فما لبُّوا
صُعِقتُ لأن إخواني
حوكموا قبلي
فضاع الدّليلُ
سلبوهم حريّة الأحرار ...
جمعونا معا في غرفة التعذيب
فاتّفقنا أن نكون
مع التّيار ...
لننجو بما تبقى من جسد
معاقب
مسلوخٍ بلا أفكار ..

بقلمي  خوله رمضان

لا تخاصمني بقلمي خولة رمضان

بوح صورة
ألف شكر إدارة معزفات أوتار النور لروعة تكريمي في بوح الصورة المرفقة .

استنطقتُ
لغة النبضات الزاهرة ...
فكتبتها في فم الزمان
حينما داهمتني
لغة الحوار الدافئ في
ليلتي الماطرة  ....
فاستيقظت من سباتي
وهتفت بإحساسي :
يا كل الأمنيات
العاطرة ..
يا ملاكي النائم
لا تخاصمني 
  فإني أرنو لك بأمنياتي  
وفي ليلتي ساهرة ....
بقلمي :  خوله رمضان