‏إظهار الرسائل ذات التسميات بقلم المبدعة خولة رمضان. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات بقلم المبدعة خولة رمضان. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 13 فبراير 2019

نقد لخاطرة الأديبة الألقة رجاء عبد الرازق

نقد رجا عبد الرازق

         بسم الله الرحمن الرحيم
   الرؤية النّقدية المقدّمة من قبلي
      ‎خولة رمضان
   ‎ لنص الأديبة المصرية المتألقة / Ragaa  Abdel Razek  
   ‎بعنوان  :  " في هدوء اللّيل "
   ‏عبر برنامج  : في ظلال النّقد 
&&&&&&&&&&&&&         
إلى عشاق النقد الأدبي

نجوم لمعوا في سماء { همسات فوق أوراق الصمت }
وأسعدونا براقي حروفهم
وأبهرونا بزخات أقلامهم
فوجب علينا أن نهديهم إهداء شرفي يليق بهم
وهو نقد لما أبدعوا من سحر القصيد والأدب
اخترنا لكم هذا الأسبوع نص  نثري بعنوان  {.في هدوء الليل  }
للأديبة المصرية  المتألقة صاحبة الخواطر الرجائية .. أديبتنا الألقة رجاء عبد الرازق

وهذه نبذة عن حياتها كما كتبت عن نفسها.:

الاسم رجاء عبد الرازق عبد السلام
عملتُ مدرسة وموجه لغه إنجليزية في مصر والبحرين والسعوديه
أحبّ القراءه  وأكتب النثر و الخواطر .
ركزت في الكتابه أكثر بعد تفرغي وزواج كل الأبناء ومتعتي الآن هي الكتابه .
مهمومه بمشاكل الأمة والمجتمع
كل كتاباتي عن الأخلاق والفضيلة ومشاكلنا بشكل عام وبعض الحلول لها وبعض الخواطر  الدينيه وفي المناسبات المختلفه لي كتاب صدر أخيرا بعنوان خواطر رجائيه في معرض الكتاب .
  
وإليكم النّقد :
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

تحية إكبار وإجلال
من منبر  مجلة همسات فوق أوراق الصمت
مجلة الأدب والفكر والثقافة أحييكم أجمل
تحية وأضع بين أيديكم هذه الرؤية النقدية
الموجهة من قبلي خولة رمضان  لأديبتنا الراقية أ. رجا عبد الرازق  عن نثريتها   :
في هدوء الليل  ضمن برنامج :
( في ظلال النّقد )
           
إليكم النثرية      ‏
        في هدوء الليل

يسرقني اللّيل لحنين وشعور،،،وكتابه أشعار بقافيه ووزن وبحور .
ويعصفني الصمت في ليل ساكن،،،وأجد نفسي أغوص ومع الفكر أدور .
وأتأمل كل ما حولي بنظره،،،وأري البعض حزين والآخر مسرور .
أسمع صوت اليتامي والأرامل،،،يشق الظُّلمة وفي الحزن مغمور .
وأتخيل أطفال شوارع علي الرَّصيف،،،يموتوا من البرد بدون فطور .
ومحب ضاع منه رفيقه،،يبكي ويتمني  منه أن يزور .
وتنتابني ذكريات مرت حزينه،،وأمامي  أخري كانت فيها فرحه وحبور .
وأري النجوم تلمع في السماء،،وأري القمر يشع بالأضواء والنور
وأسرح في ملكوت خالق،،وأري الكون يسبح في الفلك ويدور
وأبكي علي من فات من عمري،،،وعلي تقصيري في الطاعه والحضور
ويخط القلم كلمات حزينه،،ويجف مداده ويرفض الكتابه ويثور
وينادي إترك الدنيا يا صاحبي،،فليس فيها سعاده وكن دائما صبور
ويرن في أذني ٱذان،،،،فقد لاح الفجر بالأمل والنور
فأرجع الي التسبيح والتوبه،،وأحمد ربي وأكون راضيا وشكورا
بقلمي رجاء عبد الرازق
     ************************
أبدأ من العنوان : في هدوء اللّيل
شبه جملة من الجار والمجرور والمضاف والمضاف إليه ( في هدوء اللّيل )
هذا العنوان يفسر الزمن الذي كتبت به الكاتبة خاطرتها .
والليل يوحي بالكثير من الأفكار والخواطر  المهمة نظرا لخصوصيته الكبيرة في جلب
المشاعر العميقة وسبر أغوار النفس .
الليل وقت هادئ، محيط مناسب لصفاء النفس ، تتجوَّل فيه الخواطر  سابحةً تتهادى فيه الذّكريات والأشجان .
ومعلوم أنّ الجسَد يتأثر بالنفس ؛ فيتألم ولا يقاوم ما يعتري النفس من حالات فرح أو حزن ، فهناك ومضات فرح تفرِحه، وهناك ومضات حزن تصيبه باليأس فهو  جسد مخدَّر بإيحات النفس ، لم يَعد يهتم لشيء
إلا أن يعيش لحظة التّجلّي التي تفرضها النفس . وكأنما  الزمن توقَّف.
تستجيب العيون لهذه اللحظات من هدوء اللّيل ، وكأنَّها مفتاح الجسد الذي تجاوب مع الهدوء ففقد  السيطرةَ تماما .
تبقى العيون محملقة تسكَر فلا تغلق .. فيقضي الشخص ليله متأملا محملقا في فضاء اللّيل الواسع فتقبل إليه الذكريات والمواقف الحياتيه تتهادى سكرى ، فينقشها الكاتب الأديب بأي شكل أدبي وفق قدراته .
والبعض الآخر يهمس بلا كتابة فيناجي واهب النّفس أسباب السّعادة أو الحزن.
لهذا كان للتهجُّد قيمة دينية عند المسلمين .
تهتدي النّفس الضالة فتجد ضالتها واستقرارها مع محادثة الخالق والشكوى له بما يؤرقها عبر ساعات اللّيل وتجلياته .

عالَم اللّيل من أجمل العوالم على الإطلاق  تتنافس فيه العاطفة مع العقل لإثبات الهويّة الشّخصية ؛ إنَّه عالَم المثل العليا لجلب الإحساس الرائع ، للنَّفس وحدها، هو عالم الشّكوى الساحر . ليكتب الأديب خواطره وليناجي المتهجد خالقه.
طاب الليل بهدوئه لأديبتنا رجاء عبد الرازق
فأحست بصفاء روحها وتألق إحساسها وخطّ قلمها  لتنتج لنا خواطرها الرجائية .

الصورة البصرية للنّص
----------------------
( في هدوء اللّيل )
النّص إنساني على هيئة نثر مقفى .. التزمت  فية الكاتبة بالقافية .. فجاءت بهيئة الشّعر العمودي إلا أنها لم تلتزم بالتفعيلات الخاصة بالشعر العمودي .
غلب عليه الطابع الوجداني الاجتماعي مع العمق السياسي الإنساني  .

الصورة الكليّة للنص :
---------------------
نص نثري منطلق مع تجليّات النّفس الاجتماعية .
فهو نثر مقفّى على شكل خواطر نفس متأملة لما يعتري هذا العالم من انتكاسات في الخلق والدين ..
نظرة تأملية إنسانية لمجتمع هوى من القمة إلى الحضيض .
لجأت الكاتبة الى أسلوب الخاطرة النّثري
لتسطّر لنا هذا النّص .
أشير إلى أن الشكل البصري يوحي أيضا أنُه شعر حر .. ولكن الشّعر الحر ّيلتزم بتفعيلات بحر معين دون الالتزام بالعدد .
وهنا لم تلتزم الشاعرة بتفعيلات معينة 
فجاء نثرها كخاطرة مسترسلة مسجعة  فنلمس في النص  موسيقى خارجية واضحة
‏بسبب السّجع ، إضافة للنغمات الدّاخليّة الّتي جاءت من حسن انتقاء الألفاظ ذات الجرس الموسيقي.
فهو نص من  النّثر المسجّع.
اعتنت الأديبة بالفعل المضاف لياء المتكلم .. مثل : يعصفني يسرقني تنتابني .
إضافة لاعتنائها بالضمير المستتر والذي يعود إلى الأديبة كما ظهر في الأفعال التالية :
‏أجد أسمع أتخيل أرى ..  الخ
‏ما دلالة ضمير المتكلم والضمير المستتر في نثرها  . ؟
‏دلالته أنها تعبّر عن ذاتها وإحساسها تجاه ما يحدث من تغيرات اجتماعية وتبدّل للقيم والمثل العليا .
‏فقالت في هذا المعنى :

( ‏أسمع صوت اليتامي والأرامل،،،يشق الظُّلمه  وفي الحزن مغمور
وأتخيل أطفال شوارع علي الرصيف،،،يموتوا من البرد بدون فطور
ومحبّ ضاع منه رفيقه،،يبكي ويتمني  منه أن يزور )
نلاحظ كيف صوّرت مظاهر التّغير الجذري في المجتمع ، يتامى أرامل ، أطفال شوارع
فقدان أعزاء .
ففهل هذه المظاهر جديدة على مجتمعاتنا ؟
بالتأكيد لا .
فهذه المظاهر موجودة منذ الأزل . لكن
هنا تشير الكاتبة إشارة خفية أن بنية الأسرة العربية تغيّرت جذريا.
ما دعاها للحديث عن هذا الموضوع هو حجم التغيرات الكبير وتأثير هذا التغير الأخلاقي والاقتصادي على وضع المجتمع.
أطفال الشوارع ظاهرة أفرزها الوضع الاقتصادي السيء ، وأفرزتها الحروب والاقتتال ، رغم أنها ظاهرة لها أسبابها
الكثيرة ، لكن في مجمل القول أن السياسة العالمية والمؤامرات والفساد الإداري أدّت  الدور الأكبر في هذه الظاهرة وغيرها.
والكاتبة لم تشر بشكل واضح للأسباب
لكن النّص الأدبي يوحي بالكثير  .

البؤرة الثّابتة في النّص :
---------------------
النّقد الاجتماعي لمظاهر التغيير في مجتمع الشاعرة . مما دعاها للتأمل في مظاهر الكون
واسترجعت كل الذكريات المفرحة والأليمة .
فاعترتها مشاعر الندم لتقصيرها في العبادة للخالق. فقالت في هذا المعنى :

(ويخط القلم كلمات حزينه،،ويجف مداده ويرفض الكتابه ويثور
وينادي إترك الدنيا يا صاحبي،،فليس فيها سعاده وكن دائما صبور )

فكيف أثرت مظاهر التغير الاجتماعي
على الشاعرة ؟
من خلال نقلنا لنتأمل التّغير النّفسي الذي طرأ على الشاعرة وتعميق الفكر الدّيني والالتزام بالقيم الدينية الثّابتة .
من خلال دعوة النّفس لترك الدّنيا والصّبر على مآسي الوضع الراهن .

البؤرة المتحولة :
بعد الإحباط واليأس الذي رافقها برؤيتها
للمظاهر السلبية  تجتاح الكاتبة مشاعر الثّبات على الخلق والدّين .
إنه شعاع الأمل الذي لاح مع الأذان .
أمل ينطلق عبر الفضاء  بدءا بذات الشاعرة . فقالت في هذا المعنى :
( ويرن في أذني ٱذان،،،،فقد لاح الفجر بالأمل والنور .
فارجع الي التسبيح والتوبه،،وأحمد ربي وأكون راضيا وشكورا )
ترجع الأديبة إلى القيم الثابتة والتي تحفظ المجتمع وتحميه من التّغيرات السّلبية .
إنّه النّظام الإلهي حيث يشعُّ الأمل ويبدّد ظلمة الفساد والتّدني في الرذائل.
وهنا البؤرة المتحولة تظهر جليّا في مجموعة القيم الدّينية التي استخلصتها
الكاتبة بحكم مراجعة النّفس في ليل
هادئ يستلهم الفكر النيّر والخلق الإيجابي في خِضَمِّ الأحداث المتلاحقة .

إضاءات على النّص :
____________
دلالات الألفاظ :
ما دلالة هذه الألفاظ :
الليل ، الهدوء ، الصمت ، الأرامل ، اليتامى
الذكريات ، الفرح ، الحزن ، الأذان، جفاف القلم ، التسبيح ، وترك الدنيا ؟
كل هذه الألفاظ توحي بالقضية الأساسية بالنّص .
   نستطيع ان نعمم بعد توارد هذه الألفاظ   المعجمية والتي تحمل الطابع النّفسي الاجتماعي أنّ النّّص ذو صبغة نفسية  واجتماعية دينية  ذو أبعاد سياسية .
ولو أردنا التّوسع أكثر لقلنا أن مجموعة دلالات الألفاظ في النّص توحي  بالتغيُّرات الأخلاقية والدينية للفئات الإنسانية في عصرنا الحالي ..
حيث تطرأ تغيرات  أيدولوجية تبعا للتغيرات السياسية والتوجّهات الفكرية التي تطغى من جيل لآخر وفق منهجية الدُّول المسيطرة  . ونستطيع تفسيرها وفق  دراسات علم الاجتماع أن الحضارة تصل للقمة ثم تدريجيا تهوى للحضيض حينما تنحدر الأخلاق وتسيطر قوة السلاح على كيان الأمة وتتقطع أوصالها لفئات مختلفة متصارعة .
ومن الملاحظ أنّ الثوابت الخلقية  تتبدل من عصر لآخر وفقا لطغيان الدُّول المسيطرة.
أما ذوي الأخلاق الفاضلة فهم المؤمنون لهم  بصيرة ثاقبة متحصنون بقيم الدين كما ظهر في اخلاق الكاتبة رجا عبد الرّزاق فيبقون في طريق واحد يطالبون بالثّبات .. ويجدون في القيم الدينية الثّابتة سببا للنجاة .كما فعلت الكاتبة رجاء عبد الرّزاق ، دون أن تعمّم على الجميع ولكنها وجدته طريقا للخلاص من أزمة تردي الأخلاق وفساد المجتمع.

الأساليب والبلاغة 
-----------------
الاستعارات ..
ومعنى الاستعارة :
 تشبيه حذف أحد أطرافه
 ‏والاستعارة  أبلغ من التشبيه لأن أحد أطراف التشبيه محذوف .
 ‏ومن الأمثلة على الاستعارة  :
 -‏ يسرقني اللّيل 
 هذه الجملة ‏الفعلية كناية عن السهر ليلا  .
 ‏وقد شبهت اللّيل بالشخص السارق وحذفت المشبه به على سبيل الاستعارة المكنية .

-  ‏قالت :  وأجد نفسي أغوص
 ‏والغوص للسّباح الماهر
 ‏فقد شبهت تأملها وتفكيرها بالغوص في لجة البحار كدليل على شدة مهارتها بالتفكير ليلا .. وأنّ اللّيل طريق الإبداع الأدبي .
 ‏وهذا التشبيه استعارة مكنية .
 ‏
 ‏- وقالت : يشقُّ الظلمة .
 ‏صوت اليتامى والأرامل يشقُّ الظّلمة
 ‏شبهت الصوت بالمدية تشق اللّيل .
 ‏على سبيل الاستعارة المكنية .
 ‏
 ‏- وقالت أيضا :
 ‏ومحب ضاع منه رفيقه
 ‏شبهت الرفيق بالشيء المحمول الذي ضاع
 ‏أيضا على سبيل الاستعارة المكنية.
 ‏وقالت أيضا :
 ‏وأرى الكون يسبّح :
 ‏شبهت كل مظاهر الكون بإنسان يسبّح
 ‏جسّمت الماديات بهذا التشبيه .
 ‏ولكن نحن نعلم أنّ كل شيء بالكون يسبّح
 ‏بحمده وهي حقيقة دينية .
( وما من شيء إلا يسبح بحمده )

والآن وصلنا للقلم  
هذه الأداة البسيطة في شكلها القوية في معناها .. ( نون والقلم وما يسطرون )
فالقلم أقسم به رب العالمين كدليل على أنه
آلة التّغيير الجذري في الكون .
وعندما يخط القلم فهذا يعني أنّ الإنسان
يكتب ويبدع . وهذه أكبر بلاغة أن نجعل الجماد يبدع لنا ،  فالكتابة أداتها القلم ومسببها الإنسان ، والعلاقة بين الإنسان والقلم علاقة سببية ومسببية . وفي البلاغة
يسمى هذا بالمجاز المرسل . وهو نوع من أنواع البلاغة .
وجسّدت الكاتبة القلم فجعلته كالنهر  يجف
ولكن المداد هو ما يجف وليس الماء.
وجعلته أيضا يرفض ويثور وينادي عليها أن تترك الدّنيا وكلها تشبيهات واستعارات وتشخيص للقلم  . 
ألقت عبء تفكيرها على القلم وجعلت منه
سببا لكل أفكارها .. مع العلم أنّها صاحبته
وأن أفكارها دوما تنبه القلم ليكون أداة لكتابة خواطرها. وهكذا يفعل الجميع تعظيما للقلم كما عظّمه رب العالمين.

     تنويه :
     ‏------------
لا بدّ من الإشارة لبعض أخطاء الكتابة والطباعة  ومنها على سبيل المثال :
- الشدة : لم ترسمها الكاتبة رغم اهميتها
لأنها عبارة عن حرف مماثل لما قبله.
- همزة القطع والوصل :  أهملت الكاتبة في بعض المواضع  مثلا  أغوص جعلت همزتها وصلا وهي بالأساس قطع .
- ‏الياء والألف المقصورة :
- ‏جعلت الألف المقصورة ياء في عدة مواضع : وأري ، علي ، ويتمني ، إلي .

الأسلوب :
--------

أما الأساليب فأهم سمة لأسلوب الكاتبة
فهي استخدام الأسلوب الخبري ..
ويعني أنّ الأديبة  قدّمت معلومات تحتمل الصّدق والكذب .. ولم تلجأ للأسلوب الإنشائي  ... فلجأت للجمل الخبرية ...
ولجأت للجمل الفعلية بكثرة.
وهذا الأسلوب من أساليب الخبر الصحفي  ... وأعلّل هذا الاستخدام للخبر والجمل الفعليّة  بأنّها تريد إقناع القارئ بمظاهر تردي المجتمع  . وهي تعلم جيدا مظاهر انحطاط مجتمعاتنا  التي يعلمها كلُّ الشّرفاء . فلجأت لتصوير الواقع بأسلوب بسيط يخلو من التعقيدات اللفظية  ويخلو من الخيال المجنح ، ولكنه خيال التشبيه والاستعارات الذي لجأت إليه .. بكل بساطة .
وهذا دليل على واقعيتها واهتمامها بنقل الصُّور البصرية بأبسط الطُّرق وما تثيره من إحساس يعصف بشعورها فتخط خواطرها ليعلمها القارئ.
أسلوب ملتزم بكل صدق ينقل التّجارب اليومية بتلقائية ودون الحاجة لتتبع مدرسة
أدبية معينة . وقد جاءت عواطفها لتدل على غيرتها على وطنها ومجتمعها ، بكل صدق
تلك العواطف التي تنبع من تديُنها وصلتها
العظيمة بخالقها واهتمامها بتصوير بعض
التّغيرات السلبيّة والوقائع التي تجتاح أغلب
أوطاننا العربية .
ثم تجنح للحلول البسيطة التي تطبقها على نفسها أولا بتركها للدُّنيا وندمها الشديد عل التقصير في الطاعة والعبادة .
بصيص الأمل الذي يشرح الصدور ، صوت الأذان يشّقُّ ظلمة الكون وينهي اللّيل بمجيء
الفجر ليقبل الأمل والضياء وتنهي لنا قصة
سهرها ليلا .. ذلك اللّيل الذي سرقها مع قلمها
وأوقع عليها عقوبة أدبية جميلة تشرح النّفس، وهي عقوبة بوح القلم
لما يعتري نفسها من مشاعر تفيض لأجل
إصلاح مجتمع تملؤه مظاهر البؤس وإفرازات الصراعات والفساد الإداري.
فلم تجد حلا للإصلاح سوى اللّجوء للدّين
والعودة للتسبيح والحمد والتوبة والشّكر  .

أخيرا :
------------
ألف شكر شاعرتنا الفاضلة لهذا الشعور الديني ‏الإنساني الوجداني الذي صغتيه في  خاطرتك وأفضتيه على الإنسانية جمعاء .
لقد أغنيت مشاعر المتلقي بحب الخالق سبحانه وتعالى  والسعي لرضاه ....
وهذا النقد لنثريتها هدية مني خولة رمضان
وعربون شكر وتقدير من مجلة همسات فوق أوراق الصمت نظير تفاعلها ونشرها الطيب
الملتزم .
وإلى لقاء في قصيدة جديدة .
نستودعكم الله ودمتم طيبين
برعاية مجلة همسات فوق اوراق الصّمت .
تحياتي أديبتنا الفاضلة ا. رجا عبد الرزاق. 
‏ أشكرك  أديبنا الفاضل أ. أشرف سعد المنسق العام للبرامج الثقافية .
   ألف شكر وتقدير أديبتنا  الألقة  همسة عتاب مشرفة البرامج الثقافية في مجلة همسات فوق اوراق الصمت .

مع أجمل التّحيات لكلّ المتابعين

    إعداد : خولة رمضان







الأحد، 13 يناير 2019

نقد بقلمي خولة رمضان للشاعر السوري أسامة الشيخ

بسم الله الرحمن الرحيم
   الرؤية النقدية  المقدمة
من قبلي : خوله رمضان  لقصيدة
( لم يعد في القلب  )  عبر برنامج في ظلال النّقد  ....
          للأديب المتألق الشاعر السوري
          ‏أسامة الشيخ .
        إلى عشاق النقد
نجوم لمعوا في سماء { همسات فوق أوراق الصمت }
واسعدونا براقي حروفهم
وأبهرونا بزخات أقلامهم
فوجب علينا أن نهديهم إهداء شرفيا يليق بهم وهي رؤية لما أبدعوا من سحر القصيد
اخترنا لكم هذا الأسبوع
مقطوعة شعرية   {  لم يعد في القلب }
للأديب الشاعر السوري أسامة الشيخ.
وإليكم الرؤية النقدية المبسطة وما يختبئ وراءها من ظلال وانعكاسات .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

تحية إكبار وإجلال
من منبر  مجلة همسات فوق أوراق الصمت
مجلة الأدب والفكر والثقافة أحييكم أجمل
تحية وأضع بين أيديكم هذه الدراسة  بعنوان  : ( في ظلال النقد )
الموجهه من قبلي خولة رمضان لنص الراقي الأديب الشاعر
أسامة الشيخ بعنوان :
   ( لم يعد في القلب  ) .. 

لمحة عن حياة الشاعر كما كتب عن نفسه .
الاسم أسامه الشيخ أعمل  معلم صف .
محافظة حماه
منطقة الغاب
منطقتي مدمره بالكامل وأهلها نازحون يسكنون خيام النزوح .
معلم مدرسه احمل اجازه بالتربيه
الوضع الاجتماعي متزوج ولي اربعة اولاد
وست بنات .
الوضع الأدبي:  لديّ مايقارب 250 قصيده
جلها كتبتها بعد الأحداث التي جرت في سوريا تروي مراره الحياة وألم الأحداث والمواقف الصعبه التي يمربها كل من كوته نار الحرب ومآسيها .
عمري 56 عاما عندي ملتقى شعري باسم شعراء الألم والأمل .فيه مجموعه كبيره من الشعراء الذين فجر الألم والمأساة موهبة الشعر لديهم وقبل الأحداث قليلا ماكتبوا شعرا.

إليكم  المقطوعة الشعرية  :

لم يعد في القلب/أسامة الشيخ …………………………

١- لم يعد في القلب نبض للهوى

فدموعي اشعلت....  نار الجوى

٢- سافرت افراح روحي ....ياأخي

وطني يبكي.. ونبراسي.. هوى

٣- وانا مابين.. ..  بينٍ ....اشتكي

لم يعد للهمس ذاك ...المحتوى

٤- لا تقل ضاع الهوى ......يامنيتي

ضاعت الدنيا وطارت في الهوى

٥-؛سرق الأغراب…..  مني…  لغتي

دمروا..  بيتي.  وأفكاري سوى

٦- زوّرا التّاريخ.  .… .بثّوا.. فتنةً

قتلوا ....الحّلم..بقلبي. فثوى

٧- عتمتٔ شمسي وثارت في دمي

نار حقدي فدعتني……..  للغوى

٨- يا زمانَ الغدر كم لوّعتني
            
في ضفاف النّهر بستاني ذوى

الرؤية البصرية للنّص :
_______________

قصيدة من الشعر العمودي ، والمعنونة :
( لم يعد في القلب ) كتبت بشكل أشطر ، في كل بيت شطران وجاءت القصيدة على بحر الرّمل  ، والرّمل مفتاحة :
رمل الأبحر ترويه الثقات
فاعلاتن فاعلاتن فاعلات
لجأ الشاعر لثلاث تفعيلات في كل شطر
فچاءت القصيدة موزونة على بحر الرمل .
لجأ الشاعر للتفعيلة الرئيسة فاعلاتن  ووردت التفعيلة الفرعية فعِلاتن ..
وفاعلا في الضرب  .

والملاحظ أن الشاعر لجأ للحذف في
تفعيلة الضرب،  فعروض الرمل التام محذوفة دائماً، وبهذا تصير (فاعلاتن) (فاعلا).
أتقن الشّاعر وزن القصيدة ولم يخرج عن التفعيلات الصحيحة للبحر .

العنوان :
نبدأ من العنوان وهو ( لم يعد في القلب )
جملة فعلية مبدوءة بالنفي باداة النفي لم .
فما هو الشيء الذي فقده الشاعر أو من هم
المعنيون بالفقد .
فهل المفقود من القلب هو من غاب عن العين كما يذكر المثل الشعبي .. ؟ أم ماذا ؟
وهل يفارق القلب شيء من خصوصياته
المادية ؟
‏بلا شك أن من يفارق القلب هو خصوصياته
‏المعنوية ، فالنبض ملازم للقلب . وضخ الدم
‏شيء مؤكد .. فالقلب محور الجسم واللبنة الرئيسة فيه . وكل مستلزماته مقدرة ليستمر الكائن بالحركة والنشاط .
‏أما حينما يفقد القلب النبض فإما الموت الحقيقي ‏أو الموت المعنوي.
‏ونلاحظ كيف ارتبط النّبض بالمعنويات
‏البشرية والأدب .
‏فأغلب الأدباء والشعراء استخدموا النّبض على سبيل المجاز واعتبروا الأحاسيس مركزها
‏القلب  وحينما ينفي الشاعر  بقاءالنبض في القلب فهذا يعني مجازا التّعب والانهزام
‏والتعاسة والحزن وغيرها من المشاعر البشرية ...
نستطيع من البيت الأول لشاعرنا أسامة الشيخ أن نفهم القضية الأساسية التي يختزلها العنوان .
فهو ينفي وجود النّبض للهوى ، يعيش حالة الحزن الذي يرافقها الدموع وعذاب البعد وحرقة الحرمان .
نقلنا الشاعر منذ البيت الثاني لمعرفة سبب
الحزن والدموع ، إنه الوطن الذبيح .
إنها المعاناة الحقيقية التي أراد إيصالها عبر تراسل حواسه بين النّبض والحواس .
تلك المأساة هي المحور الأساسي ، ما حصل
للوطن من معاناة بفقده للأهل والأحبة
كان سببا في حصول المأساة  .
عنوان المقطوعة الشعرية مشوّقّ لأنه اختزل
المعنى الكبير الذي تدور حوله القصيدة فجاء
دعوة لكل القرّاء للنّظر في مرامي النّص
لمتابعة مأساة كبرى تعاني منها الأوطان والشّعوب المنكوبة ، كشعبنا العربي الذي
عاش خريف البؤس والشقاء.

الصورة الكليّة للنّص .
يدور النّص في دائرة المشاعر الإنسانية والوطنية .
نص وجداني وطني اجتماعي رمزي رومانسي يلمح للمآسي التي شملت الوطن
العربي برمته بغض النّظر عن الوطن الحقيقي للشّاعر ..

الأفكار العامّة  للقصيدة :
نص من الشعر الوجداني الوطني الإنساني  القومي بلمحة سياسية ..
حرص الشاعر فيه على إيصال عواطفه من خلال الكشف عن السلبيات المتعددة التي يراها على الصعيد : النفسي والمجتمعي والفكري  والإنساني .
نبدأ اولا بالصعيد النّفسي :
______________

   المعاناة الدائمة من فقد الوطن والأحبة والبكاء بسبب التهجير والحرمان من الحب مشكلة نفسية أولا تخصُّ مشاعر الشاعر ومجتمعه تخصُّ بيئة الشاعر ووطنه الذي دفن الحب مع الأبرياء ممن نعاهم الوطن .
وصل الأمر مع الشّاعر بأن رأى الأفراح تسافر من وطنه ..
   فارقت الأفراح روحه فصارت قضيته وطنية كبرى وجميع المواطنين مشتركون في مأساة يعاني منها الوطن .
فرأينا في النّص الوطن يبكي
صورة مجسمة لهول المأساة ، فقد لجأ الشّاعر للتشخيص والتجسيم ليظهر هول الفاجعة ، وهو نوع من المجاز المرسل
لبيان شمولية البكاء للمواطنين الذين يعيشون في الوطن وخارجه.
هوى المثل الأعلى في نظر الشاعر لأن
الوطن رمز للغالي والنفيس ، ورمز لكل العواطف الإنسانية التي تربط بين المواطن الشريف ووطنه .
فقال في هذا المعنى على الصعيد النفسي والمجتمعي والوطني  :
١- لم يعد في القلب نبض للهوى

فدموعي اشعلت....  نار الجوى

٢- سافرت افراح روحي ....ياأخي

وطني يبكي.. ونبراسي.. هوى
نلاحظ كيف عبّر الشاعر عن اضطرابه في مشاعره  الحقيقية  ولم يعد الهمس بمحتواه الجميل .
فهل يعاني الشاعر من غربة داخلية وضياع وتشتت  ؟
نعم والدّليل قوله :  وأنا ما بين بين
طرح الشاعر عواطفه أمام قراء قصيدته
ليعلم الجميع عظم المصيبة التي يعاني منها
لقد طرح الشاعر عواطفه على شاطى الحرمان فأصبح مهزوما بشعوره الوجداني الشفاف ، ولم يعد لهمسه صفات المحتوى السابق للعلاقة التبادلية بين الشاعر ووطنه.
وانعكست الظلال على الدنيا برُمُتها فضاعت الدنيا ثم صورها تطير في الهواء. 
فهل أتقن الشاعر تصوير انتقال المأساة الوطنية إلى الأرض بأكملها . ؟
نعم أشار للدنيا وشبهها بالكرة ، لقد انطلقت
الدّنيا كالكرة الطائرة .
من يخاطب الشّاعر ؟
بلا أدنى شك يخاطب القارئ الذي سيشاركه
المأساة فقال في هذا المعنى :

٣- وانا مابين.. ..  بينٍ ....اشتكي
         لم يعد للهمس ذاك ...المحتوى

٤- لا تقل ضاع الهوى ......يامنيتي
       ضاعت الدُّنيا وطارت في الهوى

هناك إشارة خفية للمعتدي  الذي افتعل المأساة وأشعل فتيل الحرب والفتنة .
فمن هو يا ترى ؟
من الذي اعتدى على اللُّغة ؟
من الذي دمر البيوت وهدم البنية التّحتية في سوريا  والوطن العربي ؟
من الذي امتدت يداه في الظلام فشتّت التفكير وبثّ السُّم الفكري ليعيش المواطن
بخوف مستمر من إظهار ردة فعله ضد  المعتدي الآثم ، ؟ من الذي أشاع الخوف
فحرم المواطن  من نشر أفكاره الوطنية وانتمائه لأمته .؟
نتساءل جميعا والإجابة عندكم يا سادة الفكر الحر .
وصل الأمر لتزوير التاريخ الحقيقي لأمته
بثوا الفتنة وخلقوا الطائفيات البغيضة
حتى وصل القتل للمعنويات ألا وهو الحلم
الذي بات ثقيلا على النفس ، فهوى الحلم  كدليل على بشاعة الأحلام التي تماثل الواقع المزري.
فقال في هذا المعنى :
٥-سرق الاغراب…..  مني…  لغتي
         دمروا..  بيتي.  وافكاري سوى

٦- زورا التاريخ.  .… .بثوا.. فتنةً
            قتلوا ....الحلم..بقلبي. فثوى
إنها إشارات واضحة للمؤامرات الدولية ضد القيم الثابتة في عروبتنا .
فما هو التاريخ ؟
إنه الموروث الثقافي والعلمي والمعرفي
إنه الحضارة الإسلامية والعربية على مرّ
العصور ..
لكن ما علاقة المواطن الشريف بما يدور من وراء الكواليس وتحت موائد المؤامرات الدّولية  كي تظهر المخططات تدريجيا في التّحولات السياسية والوطنية والاجتماعية لأمة من الأمم ؟
كم تسارعت الأحداث منذ نهاية عهد الدّولة العثمانية ، حيث أصبحنا أمة مشتتة مقسّمة
لدول يسهل تمزيقها .
وما يهمنا فقط في النّقد إلقاء الضوء على مشاعر اديب يمثل جلّ الأدباء الذين هجّروا عن مسقط رؤوسهم وأوطانهم .
اسمحوا لي أن أطلق عليه مصطلح  :
( أدب الشتات )ابتدأ منذ هجرة الشّعب الفلسطيني واستمر حتى شمل اغلب الوطن العربي بعد أحداث الربيع العربي إن جازت
‏التسمية .
‏ما تأثير هذه الأحداث على الأمة العربية والتي يمثلها شاعرنا السوري أسامة الشيخ  المهجر من مدينة ‏حماة إلى الشمال السوري في مخيمات اللجوء . ؟
‏نختصر تأثيرها بما ذكره شاعرنا في البيتين
‏الأخيرين حيث قال :

‏٧- عتمت شمسي وثارت في دمي

نار حقدي فدعتني……..  للغوى

٨- يا زمان الغدر كم لوعتني
            
في ضفاف النهر بستاني ذوى

لاحظوا تأثير الحدث الوطني العام على الحياة الاجتماعية للمهجرين
ذوت بهجة العمر فعتمت الشمس والتي هي رمز السعادة والنشوة والأمل .
ثم سرت نشوة الحقد على المسبب لهذه المأساة ..
شبه الشاعر الحقد الذي ظهر في نفوس المهجّرين  بالنار التي تسري في الدّماء.
كم ابدعت شاعرنا !!  فهنا بيت القصيد
وهنا البؤرة المتحولة للنص .
تدرجت المأساة من أسفل السُّلّم العاطفي
إلى الأعلى تدريجيا .. وكأننا نصعد  بعد تناول حبة منشط ..
فقد الهوى والحب بداية الأمر ، ثم رافقتة الدُّموع ، وفقد الرموز الفكرية بمعنى فقداان الثقة بالمسؤول ، ضياع الدّنيا التي تمثّل العيش الكريم للمواطن بمعنى فقد الوطن ، ضياع التاريخ وتشويهه ، محاولات تدمير اللّغة ، محاربة الفكر ،قتل الحلم الذي هو البقية الباقية لمن فقد كل شيء.
ما الغوى إذن ؟
إنه نار الحقد واللوعة  وإباحة كل شيء كان بالأصل غير مباح .. ونترك للشاعر أن يوضّح لنا كلمة الغوى كما قصدها .

غرقت الأماني وذبلت ، وشبهها الشاعر بالبستان الذي يذوي في ضفاف النهر .
صورة عظيمة وواقعية لما حدث ويحدث
بعد أحداث الربيع العربي . وسنطلق عليها أحداث الخريف العربي واظن أن هناك من أطلقها سابقا  . .
انعكست الظلال النّفسية على الطبيعة كما ظهر هنا  .. فالشمس عتّمت  في نظر الشاعر كدليل على مطواعيةالطبيعة ومشاركتها في الوضع العام  الذي أصبح عاما وشاملا .
واني ارى الطبيعة تعكسها نفسية الشاعر
في نظري ان هذا الوضع المزري هو رمز
فكري انساني لتبدل أحوال الوطن العربي
وشمولية الآثار السلبية في الوطن الكبير
الذي يضم الوطن الأصغر وهو وطن الشاعر
سوريا .
وما زال البعد النّفسي يلقي بظلاله ويسود
يوما فيوما ...إلى أن يلقي الشاعر بالمسؤولية على زمانه الذي نعته بالغدر   فهو مسؤول عن لوعته   فقد لازمته الأحقاد والغوى ولمسات البؤس والتعاسة .
التي استنتجناها من الصورة الشعرية الأخيرة  حيث قال :
في ضفاف النهر بستاني ذوى.

كل ما أشار الشاعر إليه دليل على الوضع 
السيء من ضياع للمبادئ  والقيم وانتشار واسع لكل التيارات الفكرية المعاصرة والطائفية المذهبية التي تؤرق المواطن العربي المسلم . وأظن هذا ما قصده الشاعر بكلمة الغوى .

توصلنا الى أن النّص  قصيدة عمودية
إنسانية وجدانية فكرية بلمحة  سياسية  .وتبدو فيها التّجربة الشّعورية مع التغييرات المعاصرة في وطن الشاعر   والوطن العربي والمجتمع الدولي  واضحة جليّة .

الخيال والعاطفة :
جاء الخيال في المقطوعة الشعرية خادما للأفكار والعواطف ومرتبطا بما يحقق للكاتب الغرض من نظرته لوضع وطني عام  لا يخفى على أحد  .
جعل الكاتب للأشياء المعنوية مظاهر وصفات الإنسان .. بمعنى لجأ للتشخيص والتجسيد والتشبيهات والمجازات والاستعارات . كما كتبت سابقا.
فالنبض  مجازا للحب المحكوم عليه بالإعداام .. والأفراح شخص يسافر  ..
الوطن كالإنسان يبكي  .. والدنيا تطير كالكرة ..
ا ...هذا الحلم ايضا شخص يُقتل

هذا الخيال جزء هام لتحقيق الهدف الرئيسى   خدمة ضرورية لتجربة الشاعر الشخصية .
التي استخدم لها ضمائر المتكلم مثل : أنا
وروحي ، وطني ، بقلبي

وهو نص قومي  عام بدليل عواطفه القومية  الشامله والدليل عليها : لغتي التاريخ .
فاللغة هي لغة العروبة ، والتاريخ هو تاريخ العرب والمسلمين .
------------
وفي الختام اوجه الشّكر الجزيل للشاعر الألق أسامة الشيخ على نصّه الوطني الوجداني ، نص من رحم الفاجعة ، ومن بطن
العروبة المنتهكة ، ومن أعماق بحار الظلم والعدوان والمؤامرات والانتهاكات  والخيانات بأيدٍ عربية تمتد في جنح الظلام
لتعين في هدم بنيان الامة العربية .

سلم اليراع اديبنا القدير وهذا الجهد المتواضع هدية لك مني خولة رمضان
ومن إدارة همسات فوق أوراق الصمت
تقديرا لحرفك وجهودك في النشر والتعليق.

ألف شكر أديبتنا الراقية همسة عتاب وأديبنا الفذ الراقي أشرف سعد لهذا التوجيه من قبلكم  .. كان معكم :  خولة رمضان
ضمن فعاليات وبرامج مجلة همسات فوق أوراق الصمت . ألف شكر أديبتنا الراقية همسة عتاب على هذا التصميم للبرنامج .
  ألف شكر لكل المتابعين والمتفاعلين .