الخميس، 21 مارس 2019

قِفٔ يا زمن

خاص بالمسابقة
في عيد الأم..
عمودية بعنوان:

          (قِف يا زمن)

عَيِيٌّ عنِ الخلـقِ لَــم أُمتَحَـن
بِـدُنيـا غَــرورٍ وأنثـى وَطَــن

فمــالــيْ أراكِ   ابـتِــلاءً  و لا
أرى في السَّعادةِ غيرَ الكَفَن؟

حَسِبتُكِ أمـي فَرُمتُ الحنـان
كَـطفـلٍ رَضيـعٍ   يُـريـدُ اللَّبـن

إذا مـاتَـتِ الأم مـاتَ الأمــان
وَمِن بَعدِها مَن يُواسي وَمَن؟

فقلبي تَفَـطَّرَ خلـفَ الضُّلــوع
وعينـي تَقَـطَّـرَ منهـا الشَّجَـن

فماتَت حروفيَ عنـد الرَّحيـلْ
وغـادَرَ نــورَ العُـيـونِ الـوَسَـن

رحلتِ فأخمَـدتِ نبضَ الوتيـن
و غِبتِ فأشعـلـتِ فِـيَّ الحَـزَن

نَـذَرتُ لَكِ الحُبَّ عند الشُّروقْ
وعِنـدَ الغُـروبِ دَفَعـتُ الثَّمَــن

فأظلَمَ فَـجـريْ و راحَ اليـراع
يَخُـطُّ المنـايــا بِـدمــعٍ وَهَــن

فمالي سِوى الحرفِ أشدو بهِ
ومالي سوى الرُّوحِ فيها أحِنّ

خريفـي تغلغَـلَ فيهِ الصَّقيـع
و بَــردٌ شديـدٌ بقـلبـي سَكَــن

توارى حَنَـانَيكِ تَحتَ التُّرابْ
وتحتَ التُّرابِ استراحَ البَدَن

فَلَـو عُدتُ طفلًا أحبُّ اللِّقـاءْ
بأمّـي، لَعَمـري و مـا أسعَــدَنّ

وإن كنتُ لا أستطيعُ البَقــاءْ،
فَـنَـمْ يا فؤادي، وقِف يازَمَن!

بقلمي ـ كمال يوسف.
    دمشق ٢٠١٩/٣/٢١

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق