السبت، 5 أكتوبر 2019

نقد للأديبة الناقدةخوله رمضان لخاطرة تائهة للأديبة المغربية همس كلمات ثورية

1
الرؤية النّقدية المقدّمة من قبلي خوله رمضان   لخاطرة "تائهة"  عبر حلقات في ظلال النّقد .
          للأديبة المتألقة المغربية همس كلمات ثورية
إلى عشاق النّقد
نجوم لمعوا في سماء { همسات فوق أوراق الصّمت }
واسعدونا براقي حروفهم
وأبهرونا بزخات أقلامهم
فوجب علينا أن نهديهم إهداء شرفيا يليق بهم
وهي رؤية لما أبدعوا من سحر الأدب
اخترنا لكم هذا الأسبوع خاطرة   { تائهة }
للأديبة الأديبة المغربية المتألقة حيمواد ثورية.
وإليكم الرّؤيّة النّقدية المبسّطة وما يختبئ وراءها من ظلال وانعكاسات .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

لمحة عن حياة الأديبة
-------------------
الاسم .ثورية
النسب ..حيمواد
من مواليد 03.03.1973
المدينة.. أسفي
الدولة .،المغرب.
الهواية كتابة الشعر 
أحب المطالعة والطبيعة والموسيقى

وإليكم النّص
-----------
  بعنوان : تائهة  
وَأمْضِى بَيْنَ الْحروفِ تائِهةً
وأنْتقِي مِنَ الْكلمَاتِ أجملهاَ
أُوَاسِي بـهَا الْقَلْبـَ الجريحَ
تُشْفِيهِ كلِماتٌ مَلغومةٌ بالأكاذيبَِ
مِنْ فراقِ مَنْ كَانَ هُنَا
كَان أغلَى اُلناسِ
مَنْ كاَنَ اسْمُهُ تُرَدِدُهُ الشِفاهْ
كََلحْنَ مُوسِيقى َ
و أجمل الأشعار
بها تجودُ
انتَظِرْ قَلِيلاً بعدُ
فَمازِلْتُ أَحْكِي
وَالْحَكْيُ طويلٌ
طُولَ سَنَواتِ عمرٍ مضـَى
وبقدرِ فرحةِ صبية
ٍِ حين تمسك دميةً
أكتبُ كلماتيِ
بحرقةِ الوداعِ دون كلماتٍ
وغيابِ الأحبابِ  عن العيونِ
رَحَلُواْ وتَركُواْ ذِكْرَياتٍ
تُواسِينِي تِلكَ الكلماتُ
أُردِدُهَا  فِي لَحظةِ اشْتياق ٍ
وأمْسَحُ تِلكَ الدمعةَالوَحِيدةَ
كَوحْدَتِي بعْدَ الفُراقِ
وأحملُ ذكرياتِي
وأُخْفيِ  آهاتِي
وأبْتسمُ أمام َالنظَراتِ
تُراقبنيِ  من وراءِ الستـارِ
فُضولُ عيونٍ تحبُ الحديـــثَََََ
عَنْ ماضٍ انتهــــَى
كان حزيناً
أخذ َ من العمر سنواتٍ
كانت جميلةً في لحظاتٍ
ممْزوجَةٌ بدموعٍ تَحملهَا وآهاتٍ
حين همستُ  في لحظةِ جنونٍ
أن الحبَ  لا يموتُ
هل أَخبرْتكَ أن الكلمَات جنون حروفٍ؟
تأتي دون ترتيبٍ
فَوضى بين السطورِ
بوح شاعرٍ مجنونٍ
يعشق الرقص بالكلماتِ
يجملها  بالحركاتِ
تعجبني تلك الكلماتُ
حين تجود بها الأقلامُ
في لحظة سكونٍ
قالت مات الحب
وضاعت قصة ليلى والمجنونْ
قالوا كان حباً
كان عشقاً
كان أكاذيبُ كلماتٍ
جاد بها المجنونُ
وصدقتها ليلى
شِعْرًا به صَار مشهوراً
ضاعت ليلى مع شِعِْر  الْمجنونْ
رحل دون وداعٍ
كانت ليلى هنا وكان قيسٌ
قصة من فصولٍ
وسردٍ بلا نهايةٍ
لَيلَى والمجنونْ
كَانت أجْمِل حِكايةً...

ثورية حيمواد

الشّكل البصريّ للنّص :
--------------------
نص نثري وجداني رمزي نفسي  على شكل خاطرة غير مقفاة ..
المعنونة بعنوان : تائهة
        
الصورة الكلّية للنّص
----------------
خاطرة نثرية وجدانيّة رمزيّة اجتماعيّة ، تأتي نهاية لتجربة إنسانيّة .
نبدأ من العنوان وهو بعنوان : تائهة 
تائهة اسم فاعل من الفعل تاه أي فقد زمام الأمر   .
والتوهان يؤدي لنهايات حزينة غالبا
والنّهاية ضد البداية
وكل نهاية لا بد لها من بداية .
هذا العنوان الموحي جزء من منظومة الفلسفة الكونية ، النهاية حتمية والبقاء مطلب لا يتحقق للكائنات الحية ، وكذلك
البقاء مطلب غير واقعي للحضارات مهما مرّ عليها من عهود وازمان .. تبقى الحضارة في تطور حتى تنهار حينما تصل قمة الهرم .

العنوان بحد ذاته قصة واختزال للأحداث
التي تريدها الكاتبة ..
هل وُفقت الكاتبة في هذا العنوان ؟
بالرجوع إلى مائدة النص وعرض الأحداث والمشاعر نجد توافقا بينهما ..
فهناك عنصر مبهم في العنوان تفسيره
ما ورد في النّص النّثري من أفكار .
فماذا تقصد الشاعرة بقولها تائهة  ؟وأي نهاية  بعد هذا التيه  يا ترى ؟ هل هي نهاية قصة وجدانية وتجربة شعورية أم ماذا ؟
سنتابع  كل ما له علاقة بمشاعرها في تلك الحالة الشعورية التي تعيشها .
تعيش لحظات افتقاد وشوق ...
وهذا هو الدليل من قولها :

وَأمْضِى بَيْنَ الْحروفِ تائِهةً
وأنْتقِي مِنَ الْكلمَاتِ أجملهاَ
أُوَاسِي بـهَا الْقَلْبـَ الجريحَ
تُشْفِيهِ كلِماتٌ مَلغومةٌ بالأكاذيبَِ
مِنْ فراقِ مَنْ كَانَ هُنَا
كَان أغلَى اُلناسِ
مَنْ كاَنَ اسْمُهُ تُرَدِدُهُ الشِفاهْ
كََلحْنَ مُوسِيقى َ
و أجمل الأشعار
بها تجودُ
انتَظِرْ قَلِيلاً بعدُ

فَمازِلْتُ أَحْكِي
وَالْحَكْيُ طويلٌ
طُولَ سَنَواتِ عمرٍ مضـَى
وبقدرِ فرحةِ صبية
ٍِ حين تمسك دميةً
أكتبُ كلماتيِ
بحرقةِ الوداعِ دون كلماتٍ
وغيابِ الأحبابِ  عن العيونِ
رَحَلُواْ وتَركُواْ ذِكْرَياتٍ
تُواسِينِي تِلكَ الكلماتُ
أُردِدُهَا  فِي لَحظةِ اشْتياق ٍ

نلاحظ هنا بين السطور افتقاد للحبيب الغائب والأحباب الذين غادروا  وشوق للقاء طال افتقاده ...
وسنأتي على هذه الأفكار بالتفصيل .
النص إنساني انطلق من الذّات والنّفس التي تخص الكاتبة الى نفس كل قارئ لتلك السُّطور  .... عاطفة إنسانية ... تكتنف جميع
النفوس البشرية نظرا للعاطفة الوجدانية التي يشترك بها بني الإنسان ...
التّطلع للقاء بعد الفراق .. الشوق للغيّاب....
انهمار الأحاسيس والمشاعر الإنسانية
في لحظات التَّجلّي النّفسي والوجداني .. شيء رائع  يردُ في نفس كل إنسان سويّ  وتنبع تلك المشاعر من الدّاخل بتتابع جميل   وبدرجة من الرومانسيّه والتّدفُّق الوجداني  ...
هل. وُفُقت الأديبة بالتّعبير عن ذاتها ؟
استطاعت الكاتبة حميواد  أن تنقلنا
لحالتها الشُّعورية من خلال تفاعلها الثّري
مع الأحداث . ، بعد هذا الفقد لجأت للحروف لتلقي بظلال مأساتها على الورق. من خلال مواساتها لقلبها الجريح .
من اين جاءت كلمة أكاذيب ؟
اعترفت الأديبة أنها تكذب على ذاتها لتطمئن  قلبها الجريح بكلمات مواساة  لأن فقد الأحبة مأساة بحدّ ذاتها لا يداويها كتابة الحروف ولكن هي مجرّد مواساة عبر كلمات تشفيها من داء الشوق. 
وَأمْضِى بَيْنَ الْحروفِ تائِهةً
وأنْتقِي مِنَ الْكلمَاتِ أجملهاَ
أُوَاسِي بـهَا الْقَلْبـَ الجريحَ
تُشْفِيهِ كلِماتٌ مَلغومةٌ بالأكاذيبَِ
- ما العلاقة التي تربط كاتبة النص
بمن غادر ؟
نلاحظ اسم التّفضيل أغلى
إذن كان صورة لحبّ قوي جعله أغلى الناس
قالت الأديبة :
كَان أغلَى اُلناسِ
مَنْ كاَنَ اسْمُهُ تُرَدِدُهُ الشِفاهْ
كََلحْنَ مُوسِيقى َ
و أجمل الأشعار
بها تجودُ
انتَظِرْ قَلِيلاً بعدُ
فَمازِلْتُ أَحْكِي
وَالْحَكْيُ طويلٌ
طُولَ سَنَواتِ عمرٍ مضـَى
وبقدرِ فرحةِ صبية
ٍِ حين تمسك دميةً
أكتبُ كلماتيِ

ما هي الصورة التي رسمتها الكاتبة للوداع ؟

أما الوداع بين ذات الشّخصيّة المحبّة ومن رحل فكان بالصّمت الذي هو ابلغ من الكلام

فقالت :
بحرقةِ الوداعِ دون كلماتٍ
وغيابِ الأحبابِ  عن العيونِ
رَحَلُواْ وتَركُواْ ذِكْرَياتٍ
تُواسِينِي تِلكَ الكلماتُ

لكن كيف اصبحت حياتها بعد الفراق ؟
تعيش لحظات الشّوق
وتستقبل الدمعة الوحيدة ، وهذه قمة الوفاء
ونلاحظ وصف الدمعة بالوحيدة دليل الكبت العارم الذي يشملها فهناك من يراقبها . ولا تريد لنفسها الضّعف.

فقالت :
أُردِدُهَا  فِي لَحظةِ اشْتياق ٍ
وأمْسَحُ تِلكَ الدمعةَالوَحِيدةَ
كَوحْدَتِي بعْدَ الفُراقِ
وأحملُ ذكرياتِي
وأُخْفيِ  آهاتِي
وأبْتسمُ أمام َالنظَراتِ
تُراقبنيِ  من وراءِ الستـارِ
فُضولُ عيونٍ تحبُ الحديـــثَََََ
عَنْ ماضٍ انتهــــَى
كان حزيناً
أخذ َ من العمر سنواتٍ

كيف كانت سنواتها بعد الفراق ؟
حسرة على حب ضاع دون وداع
فهي تهمس بجنون
أنّ الحبّ لا يموت .
يا ترى من هي الذّات التي همست انّ الحبّ لا يموت ؟ هي من افتقدت غياب الحبيب
بالتأكيد  .

فهل هي ذات الأديبة ؟
قالت :
كانت جميلةً في لحظاتٍ
ممْزوجَةٌ بدموعٍ تَحملهَا وآهاتٍ
حين همستُ  في لحظةِ جنونٍ
أن الحبَ  لا يموتُ
لكن كيف ربطت الشاعرة بين قصتها وقصة المجنون ؟
نسبت الشاعرة الجنون للحروف فحينما غاب الحبيب تمردت الحروف فجاءت الكلمات من مخاض جنون الحروف ، والجنون ليس به نظام او حكمة في ترتيب الكلمات والدّليل قولها :

هل أَخبرْتكَ أن الكلمَات جنون حروفٍ؟
تأتي دون ترتيبٍ
فَوضى بين السطورِ
بوح شاعرٍ مجنونٍ
يعشق الرقص بالكلماتِ
يجملها  بالحركاتِ
تعجبني تلك الكلماتُ
حين تجود بها الأقلامُ
في لحظة سكونٍ

إذن هو الضغط النفسي بعد الغياب ، اجبرها
على ذلك الموقف . بهذا الغياب صارت تهذي بقصة قيس لدرجة أنها أدركت لوهلة بموت الحبّ . فاعترفت بهذا بجملة صريحة
‏وتابعت قولها : في لحظة سكون مات الحب. 
وضاعت قصة ليلى والمجنونْ
قالوا كان حباً
كان عشقاً
كان أكاذيبُ كلماتٍ
جاد بها المجنونُ
وصدقتها ليلى
شِعْرًا به صَار مشهوراً
ضاعت ليلى مع شِعِْر  الْمجنونْ
رحل دون وداعٍ

نلاحظ أنها  قالت سابقا : الحب لا يموت
والآن تؤكّد موت الحبّ باستخدام فعل ماض مؤكد .
فكيف نفسر ذلك ؟
تفسير ذلك نها ذاقت مرارة الفراق وفقدت الأمل بهذا الحب ، وخصوصا أنه أخذ سنوات عمرها معه ، و ظلت تهذي بالكلمات  لتداوي قلبها الجريح ، وحاولت مرارا أن تهدّئ من روعها ولكنها بهذا العمل كبتت مشاعرها
ووصلت لموقف يشبه موقف قيس حينما مات من أجل ليلى .
فقدت الثّقة بالحبّ وحصلت الكارثة لدرجة أنّها طعنت بقصة الحب تلك واعتبرتها أكاذيب كلمات ، مجرد كلمات جاء بها قيس واشتهر بها .وبعد كل هذا الحبّ رحل عن الدنيا دون وداع  ولم يلتق بليلى .
لكن كما نعلم أن الموت نهاية مؤكّدة لكلّ الأحداث . لكن الأديبة أماتت الحب برحيله لأنه رحل دون وداع تماما كما حصل بقصة الحبّ التي تتحدث عنها.
فهل أنصفت اديبتنا قيس بهذا الحكم ؟
  هل هو كاذب مخادع لم يحبّ أصلا بل قال شعرا به صار مشهورا كما ذكرت ؟
وهذا الرأي من أديبتنا ربما ينطبق على قصة تسردها  اديبتنا فقط . اما قيس فقد غاب عن ليلى لأن والدها رفضه فهام على وجهه في الصحراء حتى وجدوه ميتا ..
وقد كان انتشار خبر مرض ليلى في العراق سببا  في مرض قيس وتأكيدا على وفائه حتى بعد معرفته بأنها تزوجت .
‏فالحكم من اديبتنا لم يكن مناسبا لموقف قيس وليلى، لأننا نعلم كم استمات قيس لأجل ليلى وكيف صارت قصته مضربا للوفاء بين الأحبة  . أما السّبب الرئيس في فقدان المجنون لليلى فهو تناقل العربان لشعره وغزله مما جعل والدها يغضب منه ويرفض تزويجه بها .

كانت ليلى هنا وكان قيسٌ
قصة من فصولٍ
وسردٍ بلا نهايةٍ
لَيلَى والمجنونْ
كَانت أجْمِل حِكايةً...
إنها حكاية تداولها الرواة واستقوا احداثها من شعر قيس بن الملوح الجاهلي  تبعا لما اشتهر به من شعر الغزل العذري . قصة بطل نعلم بوفائه وموته بسبب بعده عن محبوبته التي اجبرت على الزواج من رجل آخر .

بعد أن حكمت الأديبة  على الحبّ بأنه حبٌّ كاذب تبعا لواقعها الشُّعوري وتدفّق ذكرياتها
فهي تعتبر رغم وفائها أنّ كل الحكاية كذب وتدليس باسم الحب .
فهنا كان قيس وهنا كانت ليلى مجرد قصة مكتملة الفصول ..ثم تأتي أديبتنا على ذكر قصة العشق تلك .
أنها قصة لأديبة تنسج من حروفها قصة نثرية غزلية ويأتي الوصف أحيانا بضمير المتكلم وأحيانا بضمير الجمع  ، لكن ارى أنها اسقاطات من قبل الكاتبة على أحداث القصة التاريخية لقيس كي تلقي بظلال تجربتها الشّعورية على القصة الشّعرية التّاريخية لقيس وليلى .لتبيّن لنا الكذبة التي تعيشها النّفس الإنسانية . فالرّحيل بلا سبب مقنع
جعلها تسقط تجربتها على قصة قيس .
في نظرتها أن الحب ما هو إلا أكاذيب ، لأنّ الرّحيل والفراق أكبر ظاهرة للخداع والتّدليس وعدم الوفاء. لكن لا ننسى الموانع التي تحول أحيانا من اجتماع الأحبة وأغلبها موانع اجتماعية كما حصل مع قيس وليلى .
واحيانا يكون الموت سببا آخر ، وأحيانا يكون عدم وفاء أحد الطرفين .

هل وفّقت الكاتبة في هذا الإسقاط النّفسي لدرجة أنها جعلت هذا الحب التاريخي كاذبا  ؟
ربما حمّلت الكاتبة قيس المسؤولية بفقده ليلى . فقد قال كلمات من الشعر العذري جعلته مشهورا بين العربان .
  ثم  تناقل العربان شعره وغزله مما جعل والدها يغضب منه ويرفض تزويجه بها .
وهنا نفهم لماذا قالت الكاتبة  :
ضاعت ليلى مع شعر المجنون .
رحل دون وداع

وإني أسال اديبتنا
هل الموت أديبتنا كان سببا للفراق الذي تحدثت عنه ؟ وخصوصا أنّك قارنت بين قصتين قصة وداع الحبيب في نثريتك وقصة موت قيس في سبيل حبّه .
ونحن نعلم أن الفراق تمّ قبل موت قيس بمجرد ان أرغِمتٔ  ليلى على الزّواج برجل غيره. فهل هذا هو الواقع الذي حصل
في قصة الحب التي تحدثتِ عنها في نثريتك وخاصة أن محور الحديث عن الفراق دون وداع .  ؟
ولك الحرية بالإجابة الصريحة عن السؤال . 

اللغة ومعجم الأديبة .
------------------
نلاحظ الكم الهائل من كلمات الوداع والرّحيل والفراق والذكريات والحزن والحب
الغياب الأحباب الاشتياق ، التيه ، الدموع ، الآهات الجنون، الأكاذيب .
كل هذه الكلمات والمقارنات جعلت من نص اديبتنا نصا رومانسيا وجدانيا نفسيا تغلب فيه العواطف الوجدانية كالحب والعذاب والآهات واليأس والإحباط  .

البؤرة الثابتة
-------------
هو الحب والوفاء الذي آمنت به الكاتبة ، هو الجنون بأن الحب لا يموت .
هو سنوات العمر التي قضتها بالانتظار، هو الإيمان بحتمية اللقاء.

البؤرة المتحولة
--------------
اكتشافها لكذبة الحبّ ، لان الرّحيل جاء دون وداع ، وربما كما قلت كان الموت وراء هذا الفراق بلا وداع، وربما لسبب آخر لا نعلمه .
التّحول في تفكير الكاتبة هو عقدة النّثرية
وبؤرتها المتحولة لدرجة أنها طعنت بالوفاء.
وأسقطت نتيجة الفراق الذي حصل معها على قصة المجنون فقالت :
كان حبا ..  كان عشقا ... كان أكاذيب كلمات
وصلت الكاتبة  لدرجة اليأس والإحباط . رغم أن قصة قيس بذاتها كانت اجمل حكاية ، وقصة من فصول وسرد بلا نهاية .

البلاغة والخيال
------------------
نقلتنا الكاتبة إلى أجوائها النّفسية عبر الكلمات الموحية والتشبيهات والاستعارات والكنايات .
فعلى سبيل المثال :
تشفيه كلمات ملغومة بالأكاذيب
شبهت الكلمات الكاذبة  بالألغام لها وقع كبير في شفاء القلب الجريح.
وقولها : بوح شاعر مجنون يعشق الرقص بالكلمات .
شبهت بوح الشاعر بكلمات الحب بالرقص
كناية عن المتعة التي يجدها في كتابات الغزل.
شبهت الحب بالإنسان الذي يموت على سبيل الاستعارة التصريحية .
في قولها : أن الحبّ لا يموت
ومات الحب
المعذرة على هذه الإطالة فهناك الكثير ايضا ولكنّي اختصرت كي لا أطيل عليكم.

إضاءة على النّص
---------------
هذا النّص غني بالمفردات الجميلة والصُّور الشعرية الرائعة والإسقاطات النّفسية على قصة قيس وليلى التي اثارت عدة تساؤلات
‏إبداعية .. هذا النّص الرومانسي النّفسي في نظري يحتاج للنقد النّفسي ، وقد اشتهرت النّظرية النّفسية في معالجة مثل هذه النصوص عند بعض النُّقاد القدامى مثل : افلاطون وابن قتيبة والجرجاني .
‏وغيرهم من النقاد الغربيين .

‏أشكرك اديبتنا ا. همس كلمات ثورية
بارك الله بك وحفظك مع المزيد
من التقدم في ميدان الأدب الذي خضتيه
بكلّ انفتاح على هذا المجال .. فقد كانت الرومانسيّة رفيقتك .. كل هذا سببه جمال نفسك الفيّاضة بالعطاء ومشاعرك الرقيقة  ..
 
هذا الجهد المتواضع مني هديّة لك  تحياتي وتقديري لتواضعك وحكمك على نفسك بأنك   
هاوية ولست بأديبة متمرّسة .

ألف شكر أديبتنا الراقية همسة عتاب وأديبنا الفذ اشرف سعد لهذا التوجيه من قبلكم  .. كان معكم :
     خولة رمضان
ضمن فعاليات وبرامج مجلة همسات فوق أوراق الصّمت .
 
ألف شكر لكل المتابعين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق