منشور النقد لاحمد سعيد
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
الرّؤية النقدية المقدّمة من قبلي خولة رمضان لنص (لا جديد ) عبر برنامج في ظلال النّقد .
للأديب المتألق الشّاعر المصري
احمد سعيد
ضمن برامج مجلة همسات فوق اوراق الصّمت اخترنا لكم هذا الأسبوع
نصّا شعريّا بعنوان :
{ لا جديد } للشاعر المصري المتألق أحمد سعيد
وإليكم الرّؤية المبسطة وما يختبئ وراء الرُّؤية من ظلال وانعكاسات .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
أعزائي المتابعين
لمحة عن حياة الشّاعر كما ذكر عن نفسه
السـيـرةٌ الذّاتـيـَّةٌ :
أحمد سعيد
الشاعر أحمد سعيد حمودة شاعر وأديب وفنان تشكيلي من محافظة البحيرة في مصر ، تابع دراسته الثّانوية عبر دورات خاصّة بالفن التشكيلي . أب لثلاثة حفظهم الله، صدر له ديوان شعر في بداية حياته اسمه أشواك .
وهناك مجموعة من الدواوين معدّة للطباعة .
يكتب الشعر الحر والعمودي بطريقة فطرية سماعية وله كتابات نثرية ايضا.
وإليكم النّص
لا جديد
مللتُ الكتابة..
وواقع الأوطان..
يدعو للكآبة..
مؤتمر يتلوه مؤتمر ..
والشّمس..
سلّمت الرئاسة للقمر ..
والأرض حبلى بالصّراع ..
وشعوب ..
على وشك الضّياع ..
وأنا الإنسان..
مطحون بين فكىّ الرّحى ..
أشاهد الشّاشات ..
من الصباح للمساء..
ومن المساء للضّحى ..
علنى أمسك بالأمل ..
لا جديد ..
غير فستان المذيعة ..
وعقد يزين أحلى جيد..
لا جديد ..
والحلم مصلوب ..
على أبواب المدينة..
والابتسامات تعلو الوجوه..
وقلوب تملؤها الضّغينة..
لا جديد ..
انظروا للشّام ..
وفلسطين..والعراق ..
وليبيا ..
واليمن السعيد ..
هل هو حقا سعيد ..؟؟
لاجديد ..
غير أبواق تنادى ..
تتشدق بالعروبة ..
والعروبة تتصفّد بالحديد ..
لا جديد ..ولا علاج
لجروح يملؤها الصّديد
لا جديد ..
غير أنّنا ننتظر
القادم من بعيد
ننتظر الأمل الوليد ..
ــــــــــــــــــــــــــــــ
أحمدسعيد...
نظرة للعنوان :
- لا جديد
------------------
لا النّافية للجنس مع كلمة جديد وهي كلمة تدل على المتوقع حدوثه أو ما سيحدث.
لكن أين خبر لا النافية للجنس ؟
الخبر محذوف تقديره يدل عليه سياق الكلام وتقديره لا جديد في الأمر أو لا جديد في القضية ... أو لا جديد اليوم أو بعد اليوم.
و هذا العنوان يوحي بأن الخبر رواية أو قضية يفسرها النص ويشير إليها .
هل ورد العنوان في النّص ؟
نعم ، ورد ست مرات . وهذا التكرار لبّ النّص وهويته التي عُرِف بها .
لكن التكرار في أحيان كثيرة عيب من عيوب الكتابة الأدبية ، فهل جاء التكرار هنا قبيحا ؟
جملة العنوان من الجمل المفتاحية التي صبغت النّص بالجمال ، وتكرارها ضروريّا لأنّ الشّاعر يعرف أين يضع بصمة العنوان داخل النّص ، مما أكسب النّص صبغة إيقاعية ونغمات موسيقية مميزة .
وكأنّ الشاعر تعرض لهجمة من أي نوع ،
سواء على شكل تساؤلات أو سلوكات وربما هي مجرد خواطر هاجمت عقله الواعي وكانت مؤرشفة في عقله الباطن نظرا للظروف التي تحيط به من انتهاكات للنّفس والأوطان . فكان جوابه لا جديد . ونلاحظ أنّ إجابته فيها يأس وإحباط متكرر لكنه مرتبط بالأمل كارتباط الأم بوليدها ، وقد انقشعت ضبابية اليأس في نهاية النّص إضافة لعفوية فرضتها طبيعة النّص الأدبي .
الشكل البصري للنص :
-----------------------
قصيدة من الشّعر على نظام الشعر الحر عنوانه :
( لا جديد )
نص وجداني رمزي وطني قومي يحمل أبعادا اجتماعية ولمحة فلسفية
هذا النّص قصيدة شعر حر ،دلّنا عليها الشّكل البصريّ للنّص, وتناسق جمل النّص والألفاظ والسياقات الشعرية ...
إذن هي قصيدة وطنية وجدانيّة رومانسيّة تحمل الهمّ القومي اليعربي والوطني والمجتمعي, رمزية سياسية, بمسحة فلسفية اجتماعية
تتبع مذهب الفن للمجتمع..
فلو افترضنا العنوان كالتالي :
لا جديد اليوم في قضية الوطن العربي .
لقد تبلور مفهوم الحداثة والجِدة بالنسبة لنا مع مفهوم الوقت الذي سيأتي علينا
فالشاعر يشير الى وقت سابق ضمنا أيضا وكأنه يقول : لا جديد اليوم في قضية مطروحة على جدول البحث من زمن سابق.
وهذا تفسيري للخبر المحذوف وهو الزّمن السّابق واللّاحق .
هنا تتجلّى البلاغة فالمحذوف يفسّره المذكور . لأن الأديب لم يقصد اليوم السابق فقط بل الزمن الّذي بدأت منه القضية وتطوراتها يوما عن يوم .
لا بد من التّعمق في أفكار النّص لنفهم
هذه القضيّة وملابساتها.
نترك العنوان لنبحث في اغوار النّص
عما يفسّر ملابسات وظلال خبر لا النّافية للجنس الذي هو لبّ القضية وأساسها .
البؤرة المحورية في النّص
-------------------------------
الشاعر هنا يترجم واقع الأمة العربيّة
على العموم على سبيل وصف حالة مأساوية لأمة مصفدة بالحديد . ترتع في الخيبات والصراع والضياع .
أنوه ان الشاعر عبر عن هدفه بقصيدة قريبة من الشّعر الحرّ أكثر مما تكون نثرية مقفاة ، وكلمات هذه القصيدة تخلق جوا من الاستفسارات المدهشة التي تدور في أذهان القارئ العربي الحريص على اكتشاف ما خفي من أمور ويرجو أن تعود أمته إلى مجدها وعزّها وبهائها .
حرص الشاعر فيها على إيصال كلماته إلى كل مواطن حرّ شريف ..فجاءت الصّور الشعرية خادمة للأفكار وما هدف إليه الشاعر.
وكذلك تطغى على النّص الإضاءات الجميلة كقوله (لا جديد ) والنّص وجداني بصورة ثورة واستنكار انشائي عبر سيل من الشّكوى المتخفيّة لما آل إليه حال المواطن العربي الذي انفصمت شخصيته وانشطرت لتبدو بمظهر لائق وهو يخفي أشد مظاهر القهر المجتمعي والسّياسي .
تناول الأفكار
----------------
توصلنا الى أنها قصيدة من الشّعر الحرّ المعاصر إنسانية وجدانية سياسية رمزية .وتبدو فيها التجربة الشّعورية مع الأحداث المعاصرة واضحة جليّة . سيطرت على الشّاعر عاطفة اليأس
لهذا وصف نفسه قد ملّ الكتابة .
فقال في هذا المعنى :
مللتُ الكتابة
وواقع الأوطان يدعو للكآبة .
ثم نقلنا معه فجأة الى عاطفة الضّياع التي تشمل كل مواطن عربي ، فعبّر عن دهشته وتعجبه مما يحدث. فقال :
مؤتمر يتلوه مؤتمر
والشمس
سلمت الرئاسة للقمر .
والأرض حبلى بالصّراع
وشعوب على وشك الضّياع
وأنا الإنسان
مطحون بين فكيّ الرّحى
أشاهد الشاشات
من الصّباح للمساء
ومن المساء للضحى
علّني أمسك بالأمل
يتحسر الشاعر على وضع المواطن العربي وأوطان العروبة. فصور لنا المواطن منطلقا من ذاته حيث جاء بصورة بلاغية رائعة ، فقد جعل نفسه كجسد مطحون في رحى الحبوب واستعار للرحى فكين ، مم يشير لصورة قبيحة للمسؤول الذي يضغط على المواطن ليهتم بلقمة عيشه ولا يلتفت لما حلّ بوطنه.
إلا أن شاعرنا لم يستسلم فالمواطن العربي يحاول أن يمسك بطرف خيط الأمل .
ولنتصور هذا المشهد المؤلم .الذي يصعب تخيله على النّفس الإنسانية فما بالكم بالنّفس العربيّة المنتميةوهي نفسية شاعر يمثل أبناء أمته بكل معنى الكلمة ..
هذه البساطة في الألفاظ والتراكيب تدلّ
على أسلوبه المعبّر باستخدام الصّور الشّعرية الواضحة التي نقلنا من خلالها إلى وضعية الوطن العربي في الشام وفلسطين والعراق وليبيا واليمن.
صور رمزيّة حيّة صُلِب فيها الحُلم على أبواب المدينة، كناية عن حالة من التدهور العام ، فحتى الحلم لم يعد المواطن العربي يمسك زمامه . لكّنه مضطر للعيش عبر ابتسامة مزيّفة ، ويحمل قلبا تملؤه الضغينة على من ظلمه فقال في هذا المعنى :
والحلم مصلوب ..
على أبواب المدينة..
والابتسامات تعلو الوجوه..
وقلوب تملؤها الضّغينة..
لا جديد ..
انظروا للشّام ..
وفلسطين..والعراق ..
وليبيا ..
واليمن السعيد
ويتابع الشاعر بسؤال فريد من نوعه
هل هو حقا سعيد ؟ سؤال استنكاري لانقلاب وضع البلد العربي الأصيل اليمن العريق . إضافة لإيحاءات هذا السؤال من رفض تام لهذا الوضع المزري الذي جعل البعض يتظاهر بالانتماء للعروبة عبر أبواق لا تسمن ولا تغني من جوع كناية عن أن المواطن العربي ما زال يعيش بالماضي وبطولات الأجداد ، لكنه حقيقة الأمر مسلوخ عن عروبته لأنّ العروبة مصفّدة بالحديد . وصورة العروبة هذه كناية عن حجم المؤامرات التي تحيط بالعروبة وحجم عداوة بغيضة للعروبة من قبل الغربالذي يريد السيطرة والتسلّط والتّحكم بشعوب الأرض. فقال في هذا المعنى :
لاجديد ..
غير أبواق تنادى ..
تتشدق بالعروبة ..
والعروبة تتصفّد بالحديد ..
لا جديد ..ولا علاج
لجروح يملؤها الصّديد
بعد هذا الاسترسال المبسط وبعد اليأس والاكتئاب ،ما الجديد في الأمر ؟
فقط سننتظر مخاضا للأمل يتولد في أيام قادمة . ربما يكون فيه عصر من الحرية والفكر المستنير.
فقال في هذا المعنى :
لا جديد ..
غير أنّنا ننتظر
القادم من بعيد
ننتظر الأمل الوليد ..
الصورة الكليّة للنّص :
------------------------
نص بهيئة الشّعر الحرّ مكون من نظام الأسطر التي تطول وتقصر وفقا لخلجات الشاعر وتدفقاته الشّعورية .
النص ينقل وجدانيات الشاعر نحو الأوطان المنكوبة، وهو نص واقعي ينقل لنا ما حدث بالفعل ، ونص قومي لأنه يشير لأمة بأكملها غرقت في أوحال سياسة مخطط لها . وهو نص فكري يحمل أبعادا فلسفية من رؤية الشاعر عبر رموز لها تفسير وتشير إلى قضية واقعية مطروحة على الساحة العالمية .
البيئة الشّعرية للنّص:
-------------------------
الوطن العربي الأكبر هو بيئة النّص لأن قضيته قومية عامة فيطلق العنان لدواخله كاشفاً حالته النفسية، وما يعتريه من انفعالات, وفي هذه البيئة الممتدة تتوالد إبداعات الشاعر، وهذه البيئة هي التي تساهم في إخراج عمله الإبداعي ممزوجاً بحالته النفسية وأفكاره .
بيئة بلد الشّاعر، مصر البلد العربي الأصيل, موطن النيل ، البلد العريق بما يحمل من حضارات سادت قبل الإسلام وبعده ، لكن الشّاعر يتحدّث عن الوطن العربي الكبير في الوقت الحالي . وهو الشاعر الذي تغلي عروقه قهرا على بلده الأكبر فتتدفق تيارات فكره وعاطفته, ليرسم لنا لوحة القصيدة هذه.
الخيال :
------------
الخيال في القصيدة ضاربٌ في العمق وهذا العمق بلغ الفضاء . دمج الشاعر بين الواقع وهو قضية قومه وبين عناصر الفضاء كالشمس والقمر .
إن الخيال الذي أخذنا إليه الشاعر يعتبر خيالا مجنّحا وحلّق بنا بين عناصر الكون
بعمق النّظرة للفضاء . إضافة للصّور الشّعريّة
من تشبيه تمثيلي كصورة المواطن بين فكيّ الرّحى وصورة الحلم المصلوب على أبواب المدينة .
البؤرة الثابتة
---------------
تظهر البؤرة الثابتة منذ السّطر الأول للنّص
إذ ذكر الشاعر حالته مع قلمه الذي ملّ الكتابة نظرا لواقع الأوطان العربية الذي يدعو للاكتئاب .
قضية قوميّة مؤججَة بمشاعر اليأس
ولا جديد في القضية مما يشير إلى عهود من السّيطرة على مقدرات الأوطان ، والغوص في لعبة سياسية قذرة . هنا تكمن البؤرة الثابتة . إذ فقد الشاعر الثقة بإمكانية التغيير .
البؤرة المتحولة
------------------
ما الذي حدث لنفسية الشاعر بعد اليأس وفقد الثقة بالتغيير ؟
بدأ يرقب من بعيد نتائج المؤتمرات ، والتغييرات الجذرية المتحوّلة في السلوكات المجتمعية وخصوصا تلك المظاهر التي تبدو في شخصية مذيعة الأخبار . فهي تمثل بيئة اجتماعية عامة ورمز لمن يتفوه بما لا يمثّل له اي اهتمام وانتماء،.
فما تأتي به من أخبار يناقض ما تبدو به من مظهر . وصل به الأمر لحالة من فقد الثّقة بإمكانية التغيير فاعتبر نفسه كالحبوب المطحونة بين فكيّ الرّحى كناية عن الانصهار في بوتقة من الظلم والتسلط وسلب الحقوق . ولكن هل من أمل بالتغيير ؟
نعم هو يتأمل مع قومه فقال : لا جديد إلا اننا ننتظر الأمل الوليد والتغيير المُنتظَر فهنا تكمن البؤرة المتحولة .
عملية فكرية تأملية يتمخض عنها التغيير الشامل .
محاور النص :
----------------
يقوم النص على عدة محاور
أولها : أن الشاعر ابتدأ بذاته التي سينطلق منها إلى قضيته الكبرى .
الذات التي كتبت وتأثرت بالواقع
ولم تجدْ حلّا لقضية استوت وتفحّمتْ في موقد النّار .
والمحور الثاني هو :
تأثير هذا الواقع على الشّاعر الذي هو رمز للمواطن العربي ، حيث ساد اليأس والإحباط بالتأكيد .
الكلمات التي تدل على هذا الحال هي :
مللتُ من الملل
الكآبة من الاكتئاب
انا الإنسان مطحون بين فكيّ الرّحى صورة بلاغية موحية بالكثير وأهمها ما حصل لإنسانية الإنسان على وجه الأرض .
لم يعد للإنسان قيمة تذكر ، فالصراعات جعلت حلم الإنسان العربي موؤودا . صورة الطّحن بين فكيّ الرّحى تدلّ على أن الإنسان العربي هان على مرؤوسيه وهو من خسر الكثير لأجل وطنه ولكنه مستهدف من جميع
الأطراف المتصارعة .
حتى حلمه مصلوب ، صورة توحي بأن الإنسان العربي مسلوب الإرادة .
أما القلوب فتملؤها الضغينة ، لمَ يا ترى ؟
لأن المشكلة السّياسية طغت وتغربلت داخل القلوب ، ونتج عنها توجهات قسّمت الشّعوب وفق طوائفهم .
هذا المواطن يبتسم رغم الحقد إشارة واضحة للنّفاق الاجتماعي والسّياسي والتّخبّط الفكري ، فقد أشرت أنّ النّص اجتماعي أيضا. يكشف عن السلوكات الأيدولوجية للإنسان .
أصبح هم المواطن الوحيد التشدّق والنفخ في الأبواق لإظهار موروثاته الأصيلة وأهمها العروبة وما تعنيه هذه الكلمة الكبيرة والتي قامت من الأساس في لغة الإنسان ،وركيزة مهمة لمن يتمسك بالعروبة والدّين الإسلاميّ .
ما الذي يؤرق هذا المواطن المسلوخ عن قيمه ومبادئه ؟
يريد حلّا جذريّا فينتظر التّغيير ، يترقب على الشّاشات علّه يقرأ خبرا جديدا .
الإنسان العربي غير مستقر نفسيا .
فتأتي الإجابة الشافيه ، صوت العقل الواعي
: لا جديد . ما الجديد في الموضوع ؟
فستان المذيعة وعقدها الذي تتباهى به ،
سخرية مريرة من ظاهر متجدّد يخفي وراءه واقع مظلم .
هذا الجديد أخفى وراءه جراح الوطن التي لم تعد قابلة للعلاج لأنها امتلأت بالصديد . كناية عن الإهمال المبرمج لقضاياه .
وأن الخطط الاستعمارية في طور التمكن من مربط الفرس .
هكذا يريد عدوهم تحقيق الخطط عن طريق هدم انتماء المواطن لعروبته ودينه وقيمه .
يطمسون الحقيقة ويسلمون قيادة الرئاسة لمن لا يستحق أن يمسك زمام الأمور .
الشمس هي الفكر المستنير هي القيادة الحكيمة ، هي العروبة في أيام العزّ والزّهو والانتصارات ، هي الحكمة والمعرفة ، هي القيادة المهيمنة والمكلفة بنشر رسالة السماء.
والعجيب في الأمر أنّ الشّمس تنازلت برضاها للقمر ، وهو الذي يستمد الضوء منها
فهو جرم سماوي مظلم ولولا الشّمس لما كانت له أي أهمية .
هذه الرّمزية في القصيدة سأشير لها لاحقا
ــــــــــــــــــــــــــــــ
الرّمزية في النّص :
(( الرّمزيّة مذهب أدبيّ فلسفيّ، يعبّرُ عن التجارب الأدبيّة والفلسفيّة المختلفة بواسطة الرمز أو الإشارة أو التّلميح، والرمزُ معناه الإيحاء، أيْ التعبير غير المباشر عن النّواحي النفسيّة المستترة التي لا تَقوى اللغة على أدائها أو لا يُراد التعبير عنها مباشرة، وقد كان الشّعر الجنس الأدبيِّ الرئيس في الرمزية... منقول ))
لو تجولنا بين أسطر النّص الشّعريّ نجد الشاعر صريحا كلّ الصّراحة ولم يتعمّد المذهب الرّمزي ولكنّه استخدم بعض الكلمات لتدل على رموز القضية، فماذا نجد من رموز ؟
أولا كما قلت سابقا ، رمز الشمس والقمر .
وهي رموز فلكية مرئية.لها تأثيرها الزّمني في الكون . لكن استخدمها الشاعر كرمز على غياب الحقيقة وضعف الأمة التي تنازلت عن موروثاتها مما جعلها تتنازل عن مبادئها وقيمها لأجل إرضاء رموز السلطة المتغيرة ، إضافة للمداهنة والنّفاق وكسب المصالح .
ثانيا : الرّحى
صورة تمثيلية للتّغيرات التي تحصل للمواطن بفعل الصّراعات السّياسيّة والخطط الاستعمارية ، إضافة أنها رمز اجتماعي للقهر والحصار النّفسي والمجتمعي ، ورمز لسحق شخصية المواطن العربي ليعيش في ضيق وكدر .
أخيرا أشكر اديبنا الفاضل وشاعرنا الألق الأستاذ أحمد سعيد على قصيدته الهامّة حيث فتحت لنا آفاقا في النقد والكشف عن مضامين التغيرات الصّعبة في قضية الوطن العربي .. وقد جعل شاعرنا قيودا خاصة به في تعبيره وأخضع كلماته لحكم العقل وهذه الحريّة المقيدة هي ما نريدها من أدبائنا ومفكرينا .
قصيدة رومانسية شفافة تأخذ القارئ إلى الفضاء في رحلة رومانسية وتعيده للأرض مستمتعا باجواء النّص ومداخلاته القيّمة .
هذا الجهد المتواضع هديّة قيّمة لك مني خوله رمضان ومن إدارة همسات فوق أوراق الصمت.
ألف شكر أديبتنا الراقية همسة عتاب وأديبنا الفذ أشرف سعد لهذا التوجيه من قبلكم ..
كما أني لا أنسى شكر اديبتنا الفاضلة همسة عتاب على تصميم شعار المنشور .
كان معكم :
خولة رمضان
ضمن فعاليات وبرامج مجلة همسات فوق أوراق الصمت .
ألف شكر وتقدير لكل المتابعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق