بعنوان : اقتصاص
بقلمي : خوله رمضان
مجاراة للشاعر الكبير نزار قباني في قصيدته تلومني الدنيا
تلومني نفسي لأنّي
قد واعدتُه ..
وجمعتُ ما أعطاني
من مشاعر جمّة وإحساس
كبير
فأظهرتُ له حبي
ثم بعثرتُه ...
ليتني حين عرفتُ حسن
نواياه
راجعت نفسي فأكرمتُه ..
وحين باحَ بقصيدِهِ لي
قد جاريتُه ...
وليتني حين استبدّ بي
الشّوق بخريف عمري
قد واصلتُه ...
ليتني ما مزّقتُ رسائلي
في حنيني إليه
ليتني ما نثرتُها
كما تنثرُ الأشجارُ أوراقَها
بلا حسبان ...
ثم تجدّدُ عشقَها في لحظةٍ
وتخضُر بلا استئذان ..
ليتني مثلُها
قد طرحتُ الشّوق
ثم جمعتُه ..
ليتني جدّدتُ لحظات ودِّي
وما خاصمتُه ...
تلومني نفسي وأنا الّتي
مزّقتُ اثوابَ الهوى
وصددتُه ...
واشعلتُ نيرانَ الفراق
وما واصلتُه ...
ليتني حينما جاءَ معتذرا
قد سامحتُه ....
وحينما التهبَ شوقي
هاتفتُه ...
ليتني في خريف عمري
سامرتُه ...
و في قصائدي خاطبتُه ..
لقد أخطأتُ بحقّه
فخسرتُه ...
لم يستبدّٔ بحكمهِ
لكنُه لامني على كثرِ شوقي
فعاتبته ...
فبعثرَ حنينَه كما فعلتُ
في ربيع عمري ...
فتطايرت
من قلبي أمنياتي ..
وتتابعتٔ حسراتي ...
في خريفٍ أتى متأنيّا
ألهبَ جمري ...
فأيقنتُ أنّه أشعلَ نيران
البُعاد ...
وفي ليلي اقتصَّ من قلبي
الوِداد ...
ليته امتدَّ في قلبي
امتداد ...
ليتني ما فقدتُه ...
بقلمي خولة رمضان
قصيدة الشاعر نزار قباني
تلومني الدنيا
إذا أحببتهُ
كأني ..
أنا خلقتُ الحبَّ واخترعتُه
ُ كأنني على خدودِ الورد
ِ قد رسمته
ُ كأنني أنا التي ..
للطيرِ في السماءِ قد علّمتهُ
وفي حقولِ القمحِ قد زرعتهُ
وفي مياهِ البحرِ قد ذوّبته
ُ كأنني ..
أنا التي كالقمرِ الجميلِ
في السماءِ قد علّقتُه
تلومُني الدنيا
إذا سمّيتُ منْ أحبُّ .. أو ذكرتُه
ُ كأنني أنا الهوى وأمُّهُ .. وأختُه
ُ من حيثُ ما انتظرتهُ
مختلفٌ عن كلِّ ما عرفتهُ
مختلفٌ عن كلِّ ما قرأتهُ
وكلِّ ما سمعته
ُ لو كنتُ أدري
أنهُ نوعٌ منَ الإدمانِ .. ما أدمنته
ُ لو كنتُ أدري أنهُ بابٌ كثيرُ الريحِ.. ما فتحتهُ
لو كنتُ أدري أنهُ عودٌ من الكبريتِ.. ما أشعلتهُ
هذا الهوى .. أعنفُ حبٍّ عشته
ُ فليتني حينَ أتاني فاتحاً يديهِ لي .. رددْتُه
ُ وليتني من قبلِ أن يقتلَني .. قتلتُهُ
هذا الهوى الذي أراهُ في الليلِ أراهُ ..
في ثوبي وفي عطري .. وفي أساوري أراهُ ..
مرسوماً على وجهِ يدي أراهُ منقوشاً على مشاعري
لو أخبروني أنهُ طفلٌ كثيرُ اللهوِ والضوضاءِ ما أدخلته
ُ وأنهُ سيكسرُ الزجاجَ في قلبي لما تركتهُ
لو أخبروني أنهُ سيضرمُ النيرانَ في دقائق
ويقلبُ الأشياءَ في دقائق
ويصبغُ الجدرانَ بالأحمرِ والأزرقِ في دقائق
لكنتُ قد طردتنهُ
يا أيّها الغالي الذي أرضيتُ عني الله .. إذْ أحببته
ُ أروعُ حبٍّ عشتهُ فليتني حينَ أتاني زائراً بالوردِ قد طوّقتهُ وليتني حينَ أتاني باكياً فتحتُ أبوابي لهُ .. وبستهُ
نزار قباني
القلوب الحائرة
http://
alkloobalheera.blogspot.com/2018/11/blog-post_95.html?m=1
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق