الأحد، 30 ديسمبر 2018

نسمات

ألف شكر وتقدير لإدارة مجلة
درة الوجدان
على منحي المركز الأول مكرر في بوح الصورة المرفقة .

بعنوان : نسمات

لحظة اشتياق تجتاح
تكويني ..
كغيم يجتثُّ
حسّي   
مع أقمار  تشرين ..
كنسمة تعبر أوصالي
ترافقها قصائد الحُبلى
فتغزوها ترانيمي ...
تغدو كبوحٍ ليليٍّ
يهاتفني
يرافق منتهى أملي
إذا اجتُثّتٔ عناويني ..
يُمسي بأمل اللقاء
على أعتاب عمري الفائت  
يجري في
مجرى شراييني ...
يجتاحني
يحصد  كربي
في أجمل لحظات
حنيني ...
فتُقبلُ نحوي
ذكريات عمري الماضي 
تسعدني وتُنهي
عصف سنيني ...

بقلمي / خوله رمضان

همس الصداقة

بعنوان / همس الصداقة
في عام ٢٠١٩م

أصدقائي في عام جديد
هيّا نسيرُ معا على  جسرٍ
‏مددناه بين الأرض والغيمات  ..
لنختلسَ من البرق جذوةً
وشرارة
فترتقي صداقتُنا
فلا ضغينةً بيننا
بل حبًّ يرافقُ مسرى  النّسمات ..
يضيء كالمنارة
في  ليل صداقتنا
فتتلاشى  عتمة الطُّرقات ...
وتتألق كلماتنا تلامس السّماوات   ...
هيّا نتهادى منها
بصيصا
من بوح الفؤاد
بقوة تمتدُّ تشمل سواد الأرض
تنير ما تراكم فيها  من ظلمات ..
فهنا حبّ  سطّره يراعنا  
تنتعشُ منه القلوب ..
ومن الحبّ  ننظم قصائدا
نغزلها من خيوط الشّمس
في كلِّ الدُّروب  ..
نتهادى في حبّنا السّماويّ
أدبا
نحقّق رفعة 
لنرتقي
  وترتقي أسماؤنا في الفضاء ...
تتألق قصائدنا في  السّماء ..
تتعالى  في  عزفها
الفيروزي
تحقّق للأوفياء ما اعتنقوه
‏من وفاء ...
و‏ما تمنّٙوه من فيض
‏لعبير  الأمنيات   ..
لتتألق بالودّ أهازيجهم
تعتلي فوق النُّجوم ..
وتنظمُ مزيدا
من دُررِ الحروف
بين  الغيوم ...
فتُطفِئ ليالي الحيرة
وما اعتراها من هموم ...
وترتقي  وترتقي 
برفقة حروف السّمر
في دُجى الأسحار ...
هيّا رفاق العمر نرسم
لوحة صداقتنا
بأناملنا الرقيقة  
‏فنحاكي الطُّهرَ والأطهار ...
‏هيّا
‏ننظمُ شمائلَ صدق
‏في  قصائدنا
بل ‏نورا في ليالي الأنسِ
‏يؤنسُ السُّمّار .... 
  هيّا رفاقَ العمرِ
  ‏نقتحمُ مسرى الفخار  ...
  ‏  يا من في محبتهم سرّ المعالي   
لشمائلِ الأخيار . ..
‎ صدااقتكم معبدُ  للحبّ
‏في وضح  النّهار ...
بحرية تخطهاُّ مروءة وفضائلٌ
‏للسّير  قدما مع  
‏ رفاق الدّرب ...
‏يجتاحون بودهم  نسيج القلب
ويمتلكون ‏أخاديد اللّب 
‏للزهوِّ بالأفكار ...
‏هيّا نتناغى بشوقٍ
‏‏مع جمال  الكلمات ..
‏نكتبها بصدق
‏بواقعٍ يطوي رياحَ الغُبن
‏ والحسرات ...
‏ويجدّدُ أخوة
‏وتراتيلَ حروف
‏ على عرشِ
‏الذّكريات ..
‏هيّا رفاق الحرف
‏نحيي عهد الثّقات ...
‏نوثّقُ محبتنا بأبجدية فضلى
‏ بعد نفادِ الحرف
‏بعد الوفاة    ...
بقلمي / خوله رمضان

الثلاثاء، 18 ديسمبر 2018

سجال مهلا يا قلبي للأديبة خولة رمضان

جميل هذا التصميم لكلماتي
الف شكر أ. الأديبة العزيزة همسة عتاب ..
وافر امتناني لمجلة همسات فوق أوراق الصمت.

مهلا يا قلبي
  وعد لدرب
اللقاء..
فانا وحيدة  بلا
نصير يؤازرني
إلا رب السماء،..
تعددت المحاولات
لأرتق بعثرة عمري
بارتقاء ..
وحينما وصلت 
وجدتك  متواكلا
لا تريد الإصغاء...
ادعوك لتنظر لما فات
من زمن الجفاء..
لنجوب الآفاق معا  كلّما
الحظُّ شاء...
مهلا يا قلبي

بقلمي / خوله رمضان

مهلا يا قلبي فإني
غريب الديار ... ...
أرتل الكلمات  لأجل وطني 
أهمسها مع  عبير
الشوق ...
ومع حروف العشق   ..
فتهيج مني تعابيري
كالأنهار  ...
رفقا يا قلبي  
فإني اتوق لحسن
طيفك 
يضيء دربي كما
الأنوار  ..
أتنفس حبك 
‏  يلملمني يبعثرني
كما تفعل الريح
بالأزهار ...

بقلمي /  خوله رمضان

تمهل يا قلبي
إلى أن يجتاحني
شوق بلا حرمان ...
إلى ان  يزول 
المي
من الشّريان  ..
إلى ان
يخمد لهيب البعد 
حينما  يعصف
كبركان ..
إلى أن  
أتلو قصيدي  
على مدى الأزمان   ...
تمهل يا قلبي
حتى
يشملني أمل جديد  
يغزو قلبي بأمان   ...
بقلمي : خوله رمضان

نقد للأديب محروس عبد الخالق فرحات بقلمي خولة رمضان

بسم الله الرحمن الرحيم
   الرؤية النّقدية  المقدّمة من قبلي خوله رمضان  لقصيدة( فضل اللّه  )  عبر برنامج في ظلال النّقد  ....
          للأديب المتألق الشاعر المصري
          ‏محروس عبد الخالق فرحات .
        إلى عشاق النقد
نجوم لمعوا في سماء { همسات فوق أوراق الصمت }
واسعدونا براقي حروفهم
وأبهرونا بزخات أقلامهم
فوجب علينا أن نهديهم إهداء شرفي يليق بهم وهي رؤية لما أبدعوا من سحر القصيد
اخترنا لكم هذا الأسبوع
قصيدة  {  فضل الله  }
للأديب الشاعر المصري المتألق محروس عبد الخالق فرحات
وإليكم الرؤية النقدية المبسطة وما يختبئ وراءها من ظلال وانعكاسات .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

تحية إكبار وإجلال
من منبر  مجلة همسات فوق أوراق الصمت
مجلة الأدب والفكر والثقافة أحييكم أجمل
تحية وأضع بين أيديكم هذه الدراسة  بعنوان  : ( في ظلال النقد )
الموجهه من قبلي لنص الراقي الأديب الشاعر
محروس عبد الخالق فرحات  ( فضل الله  ) .. 

     إليكم  القصيدة :
****************
فضل الله

1-سجي ليل علي ليلي
                 فهاجت دمعة عندي
2-دجي ليل علي ليلي
                 وجاء الودّ من ردي
3-وطفت بعالم علوي
              أناجي من له وجدي
4- وأسلم قلبي أجمعه
                    بلا بعد ولا صدّ
5- وروحي منّي قد فاضت
                  بكلّ الذّنب والبعد
6-فكان الوعد مغفرة
                وإن زادت عن الحدّ
7-وكان القول مجمله
                   من اللّه إلي العبد
8-ألم اخلقك من طين
                الم أرعاك في المهد؟

9- ألم تعلم عنايتنا
              ورزقك جا بلا جهد؟

10- ألم تسكن هنا رحما
                 فمن يأتيك بالمدد؟
11- ومن يعطيك ارزاقا
                     بلا منّ ولا عدد؟
12- ومن فاضت عنايته
               وكنت عاري الجسد؟
13- ومن كانت رعايته
              من المهد الي اللّحد ؟
14- ومن رفع البلا عنك
              أليس الواحد الأحد ؟
15_ فتب يا عبد والجأ لي
                  فناصيتك هنا بيدي

16-وعمرك طال أم قصر
                     فلن تعمر الي الأبد
17-وسوف تغادر الدنيا
                  وما أعددت من عدد
18-وسوف تنام في قبر
                   فمن يأتيك بالمدد؟
19-فهاجت دمعة مني
           وسالت تجري في خدي

20-وكان القول من قلبي
                       أحبك انت ياربي
21-أحبك انت ياربي
                 وهاجت دمعة عندي

#محروس عبد الخالق فرحات#
***********************
لمحة عن حياة شاعرنا كما كتب عن نفسه

محروس عبد الخالق السيد فرحات
أستاذ جامعي كلية التربية جامعة الأزهر
تخصص صحة نفسية وإرشاد نفسي
حاصل في الأصل على ليسانس آداب وتربية قسم اللغة العربية
عيّنت معيدا بقسم الصحة النّفسية ثم مدرسا بها للآن.
لي ما يقرب من450قصيدة ،  كتبت الشعر منذ الثانوية .

الشّكل البصري للنّص
القصيدة من الشّعر العمودي .. تتألف من اثنين وعشرين  بيتا بعنوان :  ( فضل الله ) 
جاءت القصيدة موزونة على بحر مجزوء الوافر:
يتكون كل بيت من أربع تفعيلات وهي :
مفاعلتن مفاعلتن     مفاعلتن مفاعلتن
في كل شطر تفعيلتين وقد تعمد الشاعر الصياغة على مجزوء الوافر
بهدف الالتزام بموسيقى الشعر العربي والسير على نهج الشعر العمودي  إلا أن هناك فلتات في عدة مواضع  .
  نظرا لأنّ الشّاعر كما يبدو يكتب سماعيا.
  ‏ومن الأخطاء على سبيل المثال :
  ‏البيت الرابع ، التفعيلة الثانية في الصدر
البيت الخامس ، التفعيلة الثانية في الصدر
البيت الثاني عشر ، تفعيلات العجز
البيت الثالث عشر ، التفعيلة الأولى بالعجز .
البيت الخامس عشر ، التفعيلة الأولى بالعجز
البيت التاسع عشر التفعيلة الثانية بالعجز .

الموسيقى في النّص
١- الموسيقى  الخارجية 
القافيه :
كما قال الخليل : القافية  هي : من آخر ساكن في البيت ، إلى أقرب ساكن يليه مع المتحرك الذي قبله . وعليه فالموسيقى .
جاءت من تتابع القافية في جميع أبيات القصيدة والتي جاءت بحرف روي الدال .
ومن عيوب القافية في قصيدة شاعرنا
التكرار  في البيت العاشر والثامن عشر .
10- الم تسكن هنا رحما
                         فمن يأتيك بالمدد؟
   18-وسوف تنام في قبر
                         فمن يأتيك بالمدد؟             ‏
هذا الحرف الأخير الذي هو حرف الروي الدال  يطوّر نغمة بحر الوافر  . 
والمد الذي يلي الدال يعين في جماليات الموسيقى الخارجية . ويكسب النص تتابع موسيقي  ...
اضافة الى  تفعيلات بحر الوافر  هو ما أكسب النّص موسيقاه الخارجية وقد اجتهد شاعرنا في هذا البحر لكن حصلت هفوات
نظرا لاعتماده على السماع.

الموسيقى الداخلية
استخدم عدة أساليب لجلب نغمة داخلية
منها :
- أسلوب الاستفهام في البيت الثامن للرابع
عشر.
ومن الأمثلة على هذا الأسلوب
8-الم اخلقك من طين
               الم ارعاك في المهد؟
9- الم تعلم عنايتنا
              ورزقك جا بلا جهد
10- الم تسكن هنا رحما
                 فمن يأتيك بالمدد؟
11- ومن يعطيك ارزاقا
                     بلا من ولا عدد؟
12- ومن فاضت عنايته
               وكنت عاري الجسد؟
13- ومن كانت رعايته
              من المهد الي اللحد ؟
14- ومن رفع البلا عنك
              الست الواحد الأحد ؟
   - اسلوب الأمر . وقد ورد في البيت
    ‏الخامس عشر            ‏
15_ فتبٔ يا عبد والجأ لي
                  فناصيتك هنا بيدي

التقسيم بجمل متساوية
وقد جاءالتقسيم بشكل تلقائي نظرا لتساوي الشطر الاول بالثاني عروضيا .

- تشابه الحروف مثل :
تتابع حروف الهمس وهي السين والتاء
مثل : السين في الكلمات التالية :
سوف ، سالت ،  ألست ، الجسد ، وأسلم ، سجى .
التاء في الكلمات التالية :
فهاجت ، وطفت ، فاضت ، زادت ، تعلم
تسكن ، كانت ، كنت . .. الخ

سمات الأسلوب
التّناص :
جاء التناص من القرآن الكريم بقوله
ألست الواحد الأحد ؟
من  قوله تعالى : ( قل هو الله احد )
‏والتناص من الأمثال بقوله
‏من المهد إلى اللّحد متأثرا بقول الأمثال :
‏اطلب العلم من المهد إلى اللحد
‏التّناص من أقوال الصوفية بقوله :
‏فمن يأتيك بالمدد ؟
‏متأثرا بقول الصوفية :  مدد مدد
‏وهذه الأساليب يفسرها لجوء الشاعر لموضوع وجداني ديني الهدف منه التّقرب لله ونيل مغفرته ورضاه . به منفعة إنسانية
‏ليعرف الإنسان حقيقة وجوده .

‏التّجنيس الأدبي للنّص:
إن النّص الذي بين أيدينا والمعنون ( فضل الله )هو قصيدة عمودية , دلنا عليها الشكل البصري للنص
قصيدة إنسانية وجدانية تحمل همّ إنساني بمسحة فلسفية  مالت إلى الحكمة الوعظية , وتتبع نظرية الالتزام الديني  .

العنوان :
فضل الله ..
شبه جملة من المضاف والمضاف إليه
عنوان يحمل أبعادا دينية عقائدية وفلسفية
وابعادا اجتماعية إنسانية .
فعلى المستوى الديني يؤمن المسلم وكذلك
كل من له علاقة بالخالق في الأديان الأخرى
بأن الله ذو الفضل على البشرية .
فالمؤمن يدرك قيمة كل شيء خلقه الله تعالى وقيمة كل نعمة أنعم بها الله على عباده .
فلننظر لقول الشاعر :
8-الم اخلقك من طين
               الم ارعاك في المهد؟
9- الم تعلم عنايتنا
              ورزقك جا بلا جهد
10- الم تسكن هنا رحما
                 فمن يأتيك بالمدد؟
11- ومن يعطيك ارزاقا
                     بلا من ولا عدد؟
12- ومن فاضت عنايته
               وكنت عاري الجسد؟
13- ومن كانت رعايته
              من المهد الي اللّحد ؟
14- ومن رفع البلا عنك
              أليس الواحد الأحد
تلك نعم الله ورعايته لعباده ، خلقهم ورزقهم واطعمهم وأسقاهم وكساهم واكتملت نعم الله تعالى عليهم برفع البلاء عن عباده.
ومن رفع البلا عنك    أليس الواحد الأحد ؟
أما على المستوى العقائدي فأغلب  
الأديان تؤمن بخلق الإنسان من طين ونفخ الروح فيه  إلى أمد محدد ، وتؤمن أنه سيغادر الدنيا لينام في قبر .
لكن هناك اختلافات عقائدية بين النّصرانية والإسلام في الثوابت . أمّا حقيقة فقد دعت جميع الأديان والرسالات للتوحيد .
وعمرك طال أم قصر   فلن تعمر إلى الأبد
وسوف تغادر الدنيا.    وما أعددت من عدد
وسوف تنام في قبر    فمن يأتيك بالمدد

أما على المستوى الفلسفي : فقد اعتبر الشاعر الموت نهاية الحياة كمعتقد ديني منطقي محسوس . ولكن ما الذي يحصل
بعد الموت فهذا ما شغل الفلاسفة على مر العصور ..
وقد اعتبر بعض الفلاسفة ان الموت هو الهدف الحقيقي للحياة ، لأن كفاح البشر يخلق الحياة سواء بالعمل الجسدي او بإشهار الكلمة الحرة.
أما العالم والفيلسوف المسلم ابو حامد الغزالي فاعتبر الحياة الدنيا مزرعة للآخرة .
وهو راي جميع مفكري الإسلام ومعتقد لجميع المسلمين .
وفي الإسلام هناك حياة البرزخ بين الدنيا والآخرة وهي فترة البقاء في القبر ، فإما أن يتحول لجنة او لحفرة من حفر النار ،
وقد عبر الشاعر عن الموت وحياة البرزخ بقوله :
16-وعمرك طال أم قصر
                     فلن تعمر الي الأبد
17-وسوف تغادر الدنيا
                  وما أعددت من عدد
18-وسوف تنام في قبر
                   فمن يأتيك بالمدد؟
إنها دعوة إنسانية من الشاعر للبشر بالالتزام
وتذكر هذه الحياة البرزخية . ونهاية الدنيا .
واندمج الشاعر يناجي الله ويبدي حبه
العظيم بقوله :
19-فهاجت دمعة مني
           وسالت تجري في خدي

20-وكان القول من قلبي
                       أحبك انت ياربي
21-أحبك انت ياربي
                 وهاجت دمعة عندي
تجديد الولاء والحب بعد أن أدرك الشاعر
أن الإنسان لن يعمر للأبد . إنها دموع الإيمان التي تترقرق حينما يتفكر الإنسانة بحقيقتة  وخضوعه لله منذ خلقه  ،  والنهاية الحتمية التي تنهي الحياة وتخضع الإنسان للنوم في قبر لا بد منه .

البؤره الثابته في النص :
‏ هو الحب لله تعالى من خلال الوصال الذي يطلبه الشاعر  في حب الله فاجتهد في طلب المغفرة  حيث قال :
  
3-وطفت بعالم علوي
                   أناجي من له وجدي
4- وأسلم قلبي أجمعه
                            بلا بعد ولا صدّ
5- وروحي مني قد فاضت
                              بكل الذّنب والبعد
6-فكان الوعد مغفرة
                         وإن زادت عن الحدّ
  
      تشتعل في قلب الشاعر  وجدانيات الشّعور بالذنب ،  فيصل لهيب الشوق به للعالم العلوي لطلب المغفرة  والاطمئنان بعفو الله .
ومجمل ما ورد في القرآن الكريم من وعود ربانية للعباد . برعاية الإنسان والتكفل برزقه والرعاية له .

البؤرة المتحولة في النص :
اما البؤرة المتحولة في النص فهي تلك الانتقالات العجيبة في حب الله ..
فقد كان الحب سببا لهيجان دموعه في بداية القصيدة فهو  هيجان روح من اجل  التقرب من الله  .

اعتقد ان الشاعر قد أجاد في طرح
قضية الودّ بين العبد وربه فهو يعيش
حالة الوصال الليلي لتصل مناجاته بتفاصيلها لله ويأتي الرد الفوري من الله لعبده :
وكان القول مجمله
                  من الله إلى العبد
‏ألم أخلقك من طين
                  ‏ألم أرعاك في المهد
  الخ .....
  ‏فتب يا عبد والجأ لي
  ‏.               فناصيتك هنا بيدي
  ‏فهل هو رد حقيقي إذن ؟
  ‏لا شك انه رد معنوي من خلال تلاوته للقرآن الكريم ومن خلال استيعابه لأسس العقيدة الثابتة .
  
  وقد جاءت  المناجاة  مع الله تعالى واقعية  ولكن هناك دموع محتبسة  فعادت للنزول في نهاية القصيدة . لأن ما يحصل للإنسان يعدُّ مقصلة للحياة ، ولا بد من الاستسلام لله  أمام  ضعف الإنسان وحقيقتة الخالدة.  
  إن هذا النوع من القصائد الوجدانية الدينية  الإنسانية  كفيل بخلق مشاعر التعاطف  مع مشاعر الشاعر ، فالنفوس  العاصية  المقبلة على الحياة  ستقبل الى الله بكل رضا لتصبح نفسا وادعة مطمئنة يظللها الحبُّ بظلاله الوارفة عنوانها السعادة للنفس والاطمئنان للروح ... ومدادها الصّبر على صراعات النّفس المسيطرة على القلوب العاصية.
     ويعجبني قول أحدهم في الحب بشكل عام والحب بشكل خاص للذات الإلهية  :

قال لقمان: إن الدنيا بحر عميق وقد غرق فيه أناس كثير فلتكن سفينتك تقوى الله.

قال أبن القيم أيضا : الشوق إلى الله ولقائه نسيم يهب على القلب ليذهب وهج الدنيا

وهكذا فإن شاعرنا سهّل كل السبل ليتقرب من الله .. وما زالت نفسه تطمح بالمزيد .
فهل وصل لمنزلة الصوفيين في علاقتهم مع الله تعالى ؟
سعى للسمو في عواطفه مع الله .... وعبّر عن حبه بنهاية القصيدة بأبيات واضحة في الحب الإلهي . فقال :
20-وكان القول من قلبي
                       أحبك انت ياربي
21-أحبك انت ياربي
                 وهاجت دمعة عندي

أما الأسلوب فكان في مجمله بشكل تساؤلات
وجاء الردُّ عليها باقتباسات من آيات الله
في كتابه الكريم  ، ولكن هذا الحب واقعي
ولا يدل على تصوف واضح .

ألف شكر شاعرنا الفاضل حيث جاء تراسل الحواس بينك وبين كتاب الله على شكل خطاب موجّه للإنسانية عامّة .  .
‏وجاء التراسل عبر مدركات يلتمسها الإنسان في كل زمان ومكان ،  فالروح لا تفيض حقيقة إلا عند الموت  .. ولكنها أيضا فاضت في لحظة مناجاة كما ظهر في قصيدتك.
فقد فاضت الروح كناية عن المناجاة الشفافة بينك وبين ذات الله تعالى :

وروحي مني قد فاضت  بكل الذنب والبعد .

أخيرا  ‏
‏ألف شكر شاعرنا الفاضل لهذا الشعور الديني
‏الإنساني الوجداني الذي غرسته في حديقة قلبك وأفضته على الإنسانية جمعاء .
لقد أغنيت مشاعر المتلقي بحب الخالق سبحانه وتعالى  والسعي لرضاه ....

وقبل الانتهاء وسأشير لبعض الهفوات الإملائية  في استخدام همزة القطع والوصل
مثل : الى    الصواب : إلى
وان     الصواب     وإن.  وغيرها
إضافة لتحويل الألف المقصورة لياء
في قوله سجي  والصواب سجى

وإلى لقاء في قصيدة جديدة .
نستودعكم الله ودمتم طيبين
برعاية مجلة همسات فوق أوراق الصّمت .
تحياتي شاعرنا الفاضل د . محروس عبد الخالق فرحات . 
‏ أشكرك  اديبنا الفاضل
أ. أشرف سعد  المنسق العام للبرامج الثقافية .
   ألف شكر وتقدير اديبتنا  الألقة  همسة عتاب مشرفة البرامج الثقافية في مجلة همسات فوق اوراق الصمت .

مع أجمل التّحيات لكلّ المتابعين

    بقلمي خولة رمضان

  

  


الأربعاء، 12 ديسمبر 2018

نقد للقصيدة دموع الوداع للشاعرة الاردنية ام عدي دويكات بقلمي خولة رمضان بالاشتراك مع الناقد المبدع عبد الرحمن بكري

نقد لام عدي
يسرني نشر الرؤية النقدية المقدمة من قبلي
أنا خولة رمضان بالاشتراك مع الناقد المصري  الكبير : عبد الرحمن بكري والخاص بمجلة   همسات استثنائية .

الرؤية النقدية لنص الشاعرة الأردنية
ابتسام البطاينة (أم عدي الدويكات )
كروان الأردن المغرد وهذه الخاطرة بعنوان
دموع الوداع ..

خاطرة
دموع الوداع / بقلم ابتسام البطاينة
...
سأهجر قصرك أيها الفيس
وأعود لخيمتي الصغيرة
ببادية عروبتي وأشعاري
أترنم  ثغاء أغنامي
وصرير أقلامي
واوراق تطير من يدي
وتعتلي أرضي الجرداء
لتبعث بها دفء المشاعر
وتحيي بها روح تاهت
بغياهب الفضاء الأزرق
تاهت بالألوان الصاخبه
والإضاءة الخلاّبه
والتصارع على المجد
تعتلي عرش الكلمات
وتدوس على أرواح بريئة
تحلق بالأفق البعيد
وتنحدر الى قيعان صلدة
فتنخر الصخر
وتعبث بالتراب
وتثير زوابع الغبار
حول الشاشه
ترى البعيد قريباً
وتجالس الشيطان
وتتمرد على المألوف
تزجي لهيب مشاعرك
الى صحراء القلوب
المتعفنه..
فتقتلك برائحتها
وهوى غريب يقتحم سطورك
وآهااات تستصرخ اليراع
لتخرج وتفجر براكين شجونك
تنقلب المعايير
الأبيض انقلب
سوادا حالكا
وليل الدجى يتألم
من المهالك
وضوء القمر
يستعير بهاؤة حزيناً
وشمس الأصيلِ تودع الغروب
ويتفجر بركانٌ صاخب
من الآلام ..
يتنهد بحرقه
لغياب حبيب
وسجون رطبه
تخبئ ترهات الزمن
بذاكرة انقرضت منها الاحاسيس
أصبح العالمُ يتهافت
على الهجران..
كالذباب على الحلوى
وتفوح رائحة القطيعه
من الارحام
وكسيرات خبزٍ لا تسدُّ
رمق الفقير
تتناثر هنا وهناك
يلاحقها بحاويات الأغنياء
جف الريحان
وحزن الياسمين
واصفّرت سنابل حبلى
قبل الحصاد
ومرود كُحلٍ هجرت الأهداب
ومرآةٌ غبشت بضباب
الرؤى..
وما زالت الأشعار
حبيسة المداد
وباب الدار مشّرع
للهُيام
للوئام
لغدر الزمان
لله درّك بيت القصيد
متى تكمل القصيدة
وقد غابت عن عيني
دفاتر الأيام
واعشوشبت الفكرة
في شاشة صماء
بعٔداً لك ايها الغازي
لروح الحضارة

ومنار الثقافه
دونك الخسارة...
إلّزمها..وابعد عن الإمارة
فأنا سيدة الشرق
أنا الحضارة.
بقلمي
ابتسام البطاينه
كروان الاردن المغرد.
من ديوان
السطر الاخير.

وهي من الخواطر النثرية المليئة بالصور
الشعرية والخيال .
الصورة الكلية للنص
نص  معاصر على شكل نثر
مسجع نوعا ما يميل الى اسلوب الخاطرة
بشكل واضح .
نبدأ اولا بالشكل البصري للنص
الشكل البصري يوحي انه شعر حر .. لكنه
خاطرة مسترسلة تتناوبها القوافي فنلمس شيئا من الموسيقى الداخلية
فهو نص أقرب نوعا ما الى الخاطرة ا
اعتنت الأديبة بالسجع المضاف لياء المتكلم .. مثل أقلامي أشعاري أغنامي وهذه الإضافة تفيد  التملك وكأنها تشعرنا برغبتها في معيشة تعتمد على البساطة التي عشنا بها قبل ظهور الفيس  ، ثم انتقلت لسجع بعيد ليس متواصل وليس بينه تقارب. مثل صغيرة وبريئة .
سطورك شجونك
هجران  زمان الريحان
وئام هيام أيام
الثقافة الخسارة الإمارة الحضارة
كل هذا جعل للنص موسيقى خارجية اضافة
الى النغم والتآلف اللفظي بين الكلمات الداخلية .. ابدعت الشاعرة في انتقاء الكلمات ذات النغمات الشجية مثل :
صرير ثغاء (أصوات من الطبيعة )
الصاخبة الخلابة (صفات ذات وقع وجرس)
التصارع المألوف الهجران غياب  (مصادر )
  تعتلي تجالس تدوس تنحدر تنخر تحلق
  تتمرد تعبث تزجي تنقلك تستصرخ ...الخ
  ( أفعال مضارعة متحركة توحي بالاستمرار )

ابدأ في نقدي المتواضع من عنوان النص
       دموع الوداع
اولا الدموع لا تنزل إلا وقت الحزن والجرح
المختزن في الداخل او وقت الفرح أحيانا اما هنا في عنوان الخاطرة فهي نتيجة للأسى والألم وفقدان السيطرة على النفس . ثم أضافت لها كلمة الوداع لتبهرنا بأن الوداع شق على نفسها ، فهل هناك من سفر ؟ بالطبع لا . ولكن الوداع للفيس الذي أشغلها وهامت به عبر الشاشة الزرقاء ثم اكتشفت انها انخدعت بعالم الألوان الصاخب والإضاءة
الخلابة .
إن روحها تاهت بسبب التصارع على
المجد والسعي للوصول للقمة مما أدى الى ظلم الأرواح البريئة التي تلهث بطيبة
قلب تسابق الزمن  ولا تلتفت للخلف ، وهذا كله من مساوئ الفيس التي تجعل الإنسان الهاوي مدمنا حقيقيا يجري ويسابق الرياح
بلا هوادة يستسهل الصعب ليسبق أقرانه
بالوصول لعتبة المجد والشهرة .

(  وأشير الآن الى  رؤية أخي الناقد عبد الرحمن بكري )
الرؤية النقدية المقدمة من قبل  أخي عبد الرحمن بكري :
..وتعتلى آرضى الجرداء ...ما اروع التصوير ..اتت بالمضارع ..تعتلى ..كنايه عن الاستمراريه ..اضافت الضمير للتخصيص وصارت معرفه .. وضافت ..الجرداء صفه لاضمحلالها .. ونرى الكاتبة هنا اجادت التصوير فقد استعارت الارض الجماد لكينونته  وحذف المستعار منه فصارت استعاره مكنيه  .. ثم اردفها بتمثيل اخر بكينونتها وهيأتها ( جرداء ) واتبعتها بلام تعليليه ( لتبعث) واتت بالفعل مناسبا  فصورتها بالبعث كنايه عن فنائها وعودتها ..وهو تصوير اتى رائع.......
...قلق ..تاهت ..تعتلى ..تدوس ..اتت بافعال مضارعه لغاية الاستمراريه والتعدديه فى الوصف ..وقد جلى الاسهاب فى الوصف المتعدد للمساوئ التى اججتها  الكلمات ..(وسجون رطبه ..تخبئ تراهات الزمن ) تشبيهات ضمنيه شبه السجون بالرطبه دليل البرود ..ثم ياتى باستعاره تصريحيه حيث شبه الانعكاسات الزمنيه  واثر الماضى ..بالتراهات واضافها للزمن .....وكما سبق واشرنا
الاديبه الكاتبه ...تدآب على اختيار محاسن الفاظها ..وتعمد الى التنوع الجزلى المثمر فى اختيار الحرف ..ومع هذه المميزات تبالغ في الوصف وتعدده حتى ان بعض الشطور كانت بها تشابه فى المعنى وتكفى الغرض مع استبعاد الشطور المتقاربه ..لولا اختلاف وتنوع الاساليب الابداعيه .

( الرؤية النقدية المقدمة من قبلي )
 
النص من النوع الوجداني  التعبيري الرمزي  الاجتماعي الإنساني الذي تطغى عليه الصور  الشعرية والإضاءات الجميلة ، ويميل الى العاطفة وتبدو فيه التجربة الشعورية واضحة نص رمزي الهدف منه تسليط الضوء على مساوئ الفيس والمقارنة بين الفيس والطريقة الأولى في التعلم  والتأليف بالاعتماد على الورقة والقلم .

البيئة التي قيلت فيها الخاطرة  :
الوطن الصغير للأديبة  الممتد عبر الوطن الأكبر الى خريطة الوطن العربي . إلى العالم أجمع .
عالم ممتد يستخدم الفيس والطرق الحديثة في التأليف والاستغناء عن النصوص  الورقية.... والكلمة المطبوعة ..
لدرجة ان الشاعرة تتملكها عاطفة الحنين
للرجوع الى بيئة الآباء والآجداد .. الى  جو
البيئة البسيطة الخالية من تعقيدات الفيس .
جو البادية الأولي في ظل الخيمة وثغاء الأغنام ..وصرير الأقلام .. واوراق تكتب عليها ما تؤلفه ...
بدأتها الاديبة بعنوان دموع الوداع
وهو عنوان يرتبط بما ذكرته الشاعرة فيما بعد من حنين للرجوع الى بساطة الحياة .
استخدمت الفعل سأهجر قصر الفيس
واستعارت القصر للفيس لانها تراه انتصر على حضارة الورق والتأليف المطبوع .
واستخدمت السين للاستقبال ... على نية
ترك الفيس والرجوع الى البساطة .
قالت معبرة عن ذلك :
سأهجر قصرك أيها الفيس
وأعود لخيمتي الصغيرة
ببادية عروبتي
وأشعاري
أترنم ثغاء أغنامي

ثم  ترى روحها قد تاهت بعالم الفضاء الأزرق .. وخدعت بالألوان الصاخبة والإضاءة الخلابة والتصارع على المجد ... لتعتلي عرش الفيس كنوع من الوصول الى الشهرة والتفوق في هذا العالم الجديد الذي طغى على حياة الأديبة .وحياة الكثير من الناس .
العالم البسيط الذي تقصده الأديبة تحيي به روحها وتبعث به دفء الكلمة . فقالت :
وتعتلي أرضي الجرداء
لتبعث بها دفء المشاعر
وتحيي بها روح تاهت
بغياهب الفضاء الأزرق
تاهت بالألوان الصاخبة
والإضاءة الخلابة
والتصارع على المجد
سؤالي للشاعرة
من هو العالم الجديد الذي تقصده الشاعرة ؟
اما العالم الجديد ففيه اناس وصوليون
وانتهازيون يدوسون على أرواح بريئة .
ودليلي الى ذلك قولها :
ثم تنحدر الكلمة الى قيعان صلدة وتنخر الصخر كدليل على مساوئ استخدام الفيس من قبل الإنسان الذي لا يهمه من دخول الفيس إلا المجد والشهرة .
فقالت :
تعتلي عرش الكلمات
وتدوس على أرواح
بريئة
تحلق بالأفق البعيد.
وتنحدر الى قيعان
صلدة
فتنخر الصخر
وتعبث بالتراب
وتثير زوابع الغبار
حول الشاشة

نستطيع ان نبرز من هنا الآثار
السيئة لمرتادي الفيس من خلال كلمات الشاعرة ابتسام بطاينة   اذ ان كلماتهم تضر من حولهم وتثير الزوابع والغبار ، كرمز فكري
إنساني على الشائعات التي يسهل تناقلها والتهويل من شأنها . اذ ان الطعن في الآخرين أصبح
شيئا ميسورا بالاثفاق مع الشيطان قرين السوء الذي يجعلك تقلب الحقائق فترى البعيد قريبا .. ويثير عواطف الفساد لدرجة 
تصبح معها القلوب متعفنة ...
فقالت الاديبة ابتسام بطاينة  :
  ترى البعيد قريبا
وتجالس الشيطان
وتتمرد على المألوف
تزجي لهيب مشاعرك
إلى صحراء القلوب
المتعفنة ..
فتقتلك برائحتها

ترى الأديبة ان بعض مرتادي الفيس يصبح ملكا لأهوائه
لكن شيء غريب يصدر من الداخل فما هو يا ترى ؟ انها  الآهات تستصرخ القلم .. كرمز فكري انساني على بقايا الضمير الحي الذي يظهر ويفجر براكين من الإحساس الصادق  إذ انه في نظري رمز لصوت الضمير الحي في داخل كل منا .. فنحن نرتبط بمجتمع اسلامي يقدس الفضيلة وينكر التجني على الآخرين .. وينكر قلب الموازين .
فقالت :
وهوى غريب يقتحم سطورك
وآهات تستصرخ الفؤاد
لتخرج وتفجر براكين
شجونك
أما ما ذكرته الشاعرة من انقلاب المعايير فهو
في نظري  ( تزوير الحقائق )عند من يرتاد الفيس فقالت :
الأبيض انقلب سوادا حالكا
في نظري هذا الخداع البصري لتضاد الألوان
هذا الانقلاب عبارة عن صورة فكرية إنسانية ورمز على قدرة البعض على خفض مقدار الآخرين أو رفع شأنهم من أجل  الوصول الى  الشهرة البراقة عبر الفيس وهي شهرة  لا يستحقها البعض .
وقد تكون رمزا فكريا إنسانيا لمن يطعن في
الخفاء عبر الشاشة الزرقاء  لأن الضمير تلاشى ،  وأصبح  استغلال طيبة بعض الأشخاص شيئا ميسورا  للتقليل من شأنهم والطعن فيهم وهدر كرامتهم .
فقالت ترى البعيد قريبا
وتجالس الشيطان
وفي رأيي الشخصي هناك إشارات خفية  تدل على سهولة السرقة لأعمال الغير والوصول للمجد عبر كلمات لم يتعب البعض في التعبير عنها .ودليلي لذلك قولها :
وهوى غريب يقتحم سطورك ..فهل هو
هوى الغرام ام هوى حب التملك !!؟

الى أي مدى وصل خيال الشاعرة للتعبير
عن مشاركة الطبيعة آلامها وحزنها لمن انتهكت حرماته وسرقت مؤلفاته او لمن تمت عملية انتقاص قدره والطعن فيه ؟
أجيب على ذلك من قول الشاعرة :
ليل الدجى يتألم من المهالك
وضوء القمر يستعير بهاؤه حزينا
وشمس الأصيل تودع الغروب
ويتفجر بركان صاخب من الآلام
ويتنهد بحرقة لغياب حبيب
كما نلاحظ الطبيعة كلها مستنكرة غاضبة 
الليل وهو رمز الستر و الغدر وكاتم الأسرار يتألم
هناك مهالك بسبب إساءة  البعض في استخدام الفيس .
القمر فقد بهاؤه وأعاد استعارة البهاء ولكنه ما زال حزينا بائسا ..
الشمس تودع الغروب ثم يتفجر الغروب
ثورة وبركانا من الآلام ويتنهد الغروب بحرقة
ونسأل انفسنا لماذا  الثورة ؟ ما سبب التنهدات ؟

غياب حبيب من حياة الكثيرين ممن عشق الفيس فاختبأ الأحبة خلف شاشات صماء
ليس فيها من أحاسيس المحبين إلا الكلام
الذي لا يترجم من الحياة الواقعية روعتها 
ولا يترجم اللقاء الحقيقي ..
ولم تكتف الشاعرة بذلك بل أضافت لنا
إضافات رائعة للتذكير بمساوئ الفيس فوصفتها بأنها
سجون رطبة ... فاين الهواء الذي يجفف الرطوبة ؟
اوضح رأيي النقدي كناقدة للموقف فأقول :
لقد تمادى مرتادو الفيس في التقوقع داخل
أقبية الفيس وتمادوا في الهجران وقطيعة الرحم .. لم يعد هناك متسع للتواصل الاجتماعي .. بات العالم الافتراضي هو الأهم
في حياة البعض .. وهذه أحدى مساوئ الفيس الكبيرة .. قطع صلة الارحام .. والعيش في سجن العالم الافتراضي
انظروا الى جمال الصورة الفنية واتساع
الخيال اذ تقول :
وسجون رطبة تخبئ ترهات الزمن
بذاكرة انقرضت منها الأحاسيس
أصبح العالم يتهافت على الهجران
صورة فنية جميلة وخصوصا بعد تشبيه
القطيعة بالحلوى التي يتهافت عليها
الذباب .

لله در الشاعرة وهي تكشف عن مساوئ
الفيس تريد ان تبرر  الأسباب التي تبرهن
على سبب  هجرها المعلن للفيس ، لكن متى
سيتم التنفيذ لا نعلم .
تتابع الشاعرة :
وكسيرات خبز لا تسد رمق الفقير
يلاحقها بحاويات الأغنياء
جف الريحان
وحزن الياسمين
واصفرت سنابل حبلى
قبل الحصاد

كل ما ذكرته الشاعرة دليل على قطيعة
الرحم وان التواصل الاجتماعي بات معدوما
كل الرموز الطبيعية تؤكد ذلك
فلقد جف الريحان وحزن الياسمين واصفرت السنابل ....
لم يا ترى كل هذا الحزن  لمظاهر الطبيعية ؟
انا في رأيي المتواضع انها رموز التراحم
ولان هذه المظاهر تدل على العطاء فالريحان
والياسمين والقمح كلها هبات وعطايا  من الله فهي رمز التواصل والمحبة والإخاء 
  بين الأرحام وهي تحمل معنى الجمال
  الذي نستشعره بتبادل الزيارات وتفقد احوال الفقراء ....
 
  وماذا بعد ايتها الأديبة  المتألقة في كشف مساوئ الشاشة الزرقاء ؟

هل لديك المزيد ؟ نعم لديها المزيد وهي
تجعل الكحل تهجر الأهداب .. لان الرؤية
غير واضحة في المرآة ..
نسأل انفسنا لم أصبحت الرؤية
ضبابية ؟
لا شك ان الإجابة في قول الشاعرة :
ومرود كحل هجرت الأهداب
ومرآة غبشت بضباب الرؤى
وما زالت الأشعار  حبيسة المداد

كشفت الأديبة  بهذا المقطع عن اخطر اثر
للجلوس ساعات طوال عبر الشاشة الزرقاء

لا شك ان الكثير بات يعاني من ضبابية
الرؤية بسبب طول الفترات الزمنية التي
يجلسها متتبع الفيس عبر شاشته الزرقاء .

وماذا بعد ضبابية الرؤيا؟
تبقى الأشعار محبوسة .. لن يكملها صاحبها
ولن يستطيع متابعة الكتابة ..ولن تكتمل قصائده فكل الأفكار لم تكتب في حينها
ولهذا صارت الفكرة معشوشبة كدليل انها  ليست متاحة للكتابة في الدفاتر ايضا .
انها من اخطر المساوئ لهذا تقول :
متى تكتمل القصيدة وقد غابت عن عيني
دفاتر الأيام ؟
في نظري كناقدة ان وصف الفكرة بالاعشوشاب
كل هذا رمز انساني وفكري لما يحصل بعد ارتياد الفيس والمكوث في أقبية الفيس
لساعات طوال .. فإن الفكرة ستبقى حبيسة
ولن تكتمل القصائد .. ولن يكمل المرتاد ما بدأه للأسف .
أسأل نفسي وأسألكم:
ما علاقة باب الدار المشرع للهيام والوئام وغدر الزمان بكل ذلك ؟
في تحليلي المتواضع أظن ان الباب المشرع
دليل على غفلة صاحب البيت . وغفلته سببها
المكوث خلف الشاشة الزرقاء .. وكل ما يحدث لأهل البيت وارد هنا بعد الانشغال
بهذا الضيف الدخيل على حياتنا .فكل المساوئ الخطيرة يكشفها هذا المقطع
فهناك بيوت عامرة بالحب آلت الى الخراب
وقد جمعت الشاعرة بين الهيام والوئام
وغدر الزمان كدليل على الأهواء التي تنبت
مجددا عبر الفيس ، أهواء النفوس التي يرافقها الوئام الكاذب لهذا سرعان ما يغدر
الزمان بهذه العلاقات الخادعة .

تتصدى  الشاعرة  لهذا الغازي الجديد وهو التواصل عبر النت  الذي تحدى الحضارة العالمية بشكل عام  والحضارة الشرقية بشكل خاص ..
ترفض أن يكون الفيس سيد الموقف وأن يتحكم بمصير الشعوب .. وترفض أن يصبح
أميرا في إمارة الثقافة والفكر ...
تؤكد على أسبابها المقنعة التي جعلتها تنوي
هجر الفيس ...
دونك الخسارة
الزمها وابعد عن الإمارة
فانا سيدة الشرق
أنا الحضارة ...
هنا في قصيدة دموع الوداع  كانت الحضارة مستخدمة على حقيقتها ولا يدل استخدامها على المجاز .

الطبيعة في خاطرة ألأديبة ابتسام بطاينة

وظفت الشاعرة الطبيعة الحية لخدمة فكرتها فهي تقارن بين الشاشة الزرقاء التي
تنوي هجرانها (الفيس) وبين الطبيعة التي
عاش فيها أجدادنا  .. الطبيعة البدوية بخيمها  ،وأغنامها ، أرضي الجرداء.
والطبيعة القروية ومن مفرداتها : الياسمين
الريحان سنابل ...ولكنها دلالات ذات طابع حزين لأنها استخدمتها مع افعال ماضية توحي بالحزن مثل :
جفّ وحزن واصفرّ
ثم استخدمت الفاظ الطبيعة الموحية مثل :
ارضي الجرداء قيعان صلدة الأفق الصخر
التراب زوابع الغبار ، ليل ، القمر الغروب
هذه الالفاظ موحية  فيما تبعثه من موسيقى داخلية في النص .
ابدعت الشاعرة في انتقاء الالفاظ الموحية
التي تدل على عمق الفكرة أيضا.

وأخيرا
وكما تفضلتم جميعا  ، التقاؤنا هنا في هذا المنبر الثقافي يدل على الرقي  نريد اولا  ان نرتقي بطريقة تناولنا للأمور التي تخص فكرنا العربي الإسلامي ، إنّ هذه الحضارة الشرقية شاهد على رقي  اللّسان العربي الذي ينبض بالأدب والشعر والثقافة والفكر  ، بدون مبالغة نحن أدباء ، والأديب صورة مطابقة لوطنه  الذي ينتمي إليه وصورة حية لثقافته ، ولهذا فعلينا  واجب التصدي للفكر المعاكس  وأن نعتبر أنفسنا سفراء لهويتنا العربية الإسلامية   .
  علينا ان نعطي الصورة الصحيحة عن ثقافتنا الإسلامية عبر ما نؤلفه وننشره من أدب ، يجب علينا ان نحترم هويتنا بأنفسنا عبر رسالتنا الأدبية لا أن نصفق ونطبل لمن يتحامل علينا وينشر ما يسيء لعروبتنا وديننا   ، يجب أن نكون رسل محبة نهدي
  للعالم فكرا أصيلا نقيا خاليا من العواصف
  الفكرية الحديثة والتي تخلو من الأصالة
  نحن من ينهض من سبات الجهل بما
  نكتب وننشر ..
  ودمتم سالمين أدباؤنا وشعراؤنا الأفاضل
  تحياتي لكم جميعا وأشكر كل من سطر
  كلمة حق في هذا المنبر الثقافي ..
  أشكر اديبتنا الأردنية المتألقة ابتسام بطاينة على روعة حضورها ودقة إجاباتها  .. كما أشكر أديبنا الناقد الفذ أخي
  في الله عبد الرحمن بكري على روعة تحليله للخاطرة الأدبية وتعمقه في كشف بلاغة الخاطرة ...
  والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
  ولنا لقاء آخر في تحليل جديد
  إعداد : خولة رمضان