نقد لام عدي
يسرني نشر الرؤية النقدية المقدمة من قبلي
أنا خولة رمضان بالاشتراك مع الناقد المصري الكبير : عبد الرحمن بكري والخاص بمجلة همسات استثنائية .
الرؤية النقدية لنص الشاعرة الأردنية
ابتسام البطاينة (أم عدي الدويكات )
كروان الأردن المغرد وهذه الخاطرة بعنوان
دموع الوداع ..
خاطرة
دموع الوداع / بقلم ابتسام البطاينة
...
سأهجر قصرك أيها الفيس
وأعود لخيمتي الصغيرة
ببادية عروبتي وأشعاري
أترنم ثغاء أغنامي
وصرير أقلامي
واوراق تطير من يدي
وتعتلي أرضي الجرداء
لتبعث بها دفء المشاعر
وتحيي بها روح تاهت
بغياهب الفضاء الأزرق
تاهت بالألوان الصاخبه
والإضاءة الخلاّبه
والتصارع على المجد
تعتلي عرش الكلمات
وتدوس على أرواح بريئة
تحلق بالأفق البعيد
وتنحدر الى قيعان صلدة
فتنخر الصخر
وتعبث بالتراب
وتثير زوابع الغبار
حول الشاشه
ترى البعيد قريباً
وتجالس الشيطان
وتتمرد على المألوف
تزجي لهيب مشاعرك
الى صحراء القلوب
المتعفنه..
فتقتلك برائحتها
وهوى غريب يقتحم سطورك
وآهااات تستصرخ اليراع
لتخرج وتفجر براكين شجونك
تنقلب المعايير
الأبيض انقلب
سوادا حالكا
وليل الدجى يتألم
من المهالك
وضوء القمر
يستعير بهاؤة حزيناً
وشمس الأصيلِ تودع الغروب
ويتفجر بركانٌ صاخب
من الآلام ..
يتنهد بحرقه
لغياب حبيب
وسجون رطبه
تخبئ ترهات الزمن
بذاكرة انقرضت منها الاحاسيس
أصبح العالمُ يتهافت
على الهجران..
كالذباب على الحلوى
وتفوح رائحة القطيعه
من الارحام
وكسيرات خبزٍ لا تسدُّ
رمق الفقير
تتناثر هنا وهناك
يلاحقها بحاويات الأغنياء
جف الريحان
وحزن الياسمين
واصفّرت سنابل حبلى
قبل الحصاد
ومرود كُحلٍ هجرت الأهداب
ومرآةٌ غبشت بضباب
الرؤى..
وما زالت الأشعار
حبيسة المداد
وباب الدار مشّرع
للهُيام
للوئام
لغدر الزمان
لله درّك بيت القصيد
متى تكمل القصيدة
وقد غابت عن عيني
دفاتر الأيام
واعشوشبت الفكرة
في شاشة صماء
بعٔداً لك ايها الغازي
لروح الحضارة
ومنار الثقافه
دونك الخسارة...
إلّزمها..وابعد عن الإمارة
فأنا سيدة الشرق
أنا الحضارة.
بقلمي
ابتسام البطاينه
كروان الاردن المغرد.
من ديوان
السطر الاخير.
وهي من الخواطر النثرية المليئة بالصور
الشعرية والخيال .
الصورة الكلية للنص
نص معاصر على شكل نثر
مسجع نوعا ما يميل الى اسلوب الخاطرة
بشكل واضح .
نبدأ اولا بالشكل البصري للنص
الشكل البصري يوحي انه شعر حر .. لكنه
خاطرة مسترسلة تتناوبها القوافي فنلمس شيئا من الموسيقى الداخلية
فهو نص أقرب نوعا ما الى الخاطرة ا
اعتنت الأديبة بالسجع المضاف لياء المتكلم .. مثل أقلامي أشعاري أغنامي وهذه الإضافة تفيد التملك وكأنها تشعرنا برغبتها في معيشة تعتمد على البساطة التي عشنا بها قبل ظهور الفيس ، ثم انتقلت لسجع بعيد ليس متواصل وليس بينه تقارب. مثل صغيرة وبريئة .
سطورك شجونك
هجران زمان الريحان
وئام هيام أيام
الثقافة الخسارة الإمارة الحضارة
كل هذا جعل للنص موسيقى خارجية اضافة
الى النغم والتآلف اللفظي بين الكلمات الداخلية .. ابدعت الشاعرة في انتقاء الكلمات ذات النغمات الشجية مثل :
صرير ثغاء (أصوات من الطبيعة )
الصاخبة الخلابة (صفات ذات وقع وجرس)
التصارع المألوف الهجران غياب (مصادر )
تعتلي تجالس تدوس تنحدر تنخر تحلق
تتمرد تعبث تزجي تنقلك تستصرخ ...الخ
( أفعال مضارعة متحركة توحي بالاستمرار )
ابدأ في نقدي المتواضع من عنوان النص
دموع الوداع
اولا الدموع لا تنزل إلا وقت الحزن والجرح
المختزن في الداخل او وقت الفرح أحيانا اما هنا في عنوان الخاطرة فهي نتيجة للأسى والألم وفقدان السيطرة على النفس . ثم أضافت لها كلمة الوداع لتبهرنا بأن الوداع شق على نفسها ، فهل هناك من سفر ؟ بالطبع لا . ولكن الوداع للفيس الذي أشغلها وهامت به عبر الشاشة الزرقاء ثم اكتشفت انها انخدعت بعالم الألوان الصاخب والإضاءة
الخلابة .
إن روحها تاهت بسبب التصارع على
المجد والسعي للوصول للقمة مما أدى الى ظلم الأرواح البريئة التي تلهث بطيبة
قلب تسابق الزمن ولا تلتفت للخلف ، وهذا كله من مساوئ الفيس التي تجعل الإنسان الهاوي مدمنا حقيقيا يجري ويسابق الرياح
بلا هوادة يستسهل الصعب ليسبق أقرانه
بالوصول لعتبة المجد والشهرة .
( وأشير الآن الى رؤية أخي الناقد عبد الرحمن بكري )
الرؤية النقدية المقدمة من قبل أخي عبد الرحمن بكري :
..وتعتلى آرضى الجرداء ...ما اروع التصوير ..اتت بالمضارع ..تعتلى ..كنايه عن الاستمراريه ..اضافت الضمير للتخصيص وصارت معرفه .. وضافت ..الجرداء صفه لاضمحلالها .. ونرى الكاتبة هنا اجادت التصوير فقد استعارت الارض الجماد لكينونته وحذف المستعار منه فصارت استعاره مكنيه .. ثم اردفها بتمثيل اخر بكينونتها وهيأتها ( جرداء ) واتبعتها بلام تعليليه ( لتبعث) واتت بالفعل مناسبا فصورتها بالبعث كنايه عن فنائها وعودتها ..وهو تصوير اتى رائع.......
...قلق ..تاهت ..تعتلى ..تدوس ..اتت بافعال مضارعه لغاية الاستمراريه والتعدديه فى الوصف ..وقد جلى الاسهاب فى الوصف المتعدد للمساوئ التى اججتها الكلمات ..(وسجون رطبه ..تخبئ تراهات الزمن ) تشبيهات ضمنيه شبه السجون بالرطبه دليل البرود ..ثم ياتى باستعاره تصريحيه حيث شبه الانعكاسات الزمنيه واثر الماضى ..بالتراهات واضافها للزمن .....وكما سبق واشرنا
الاديبه الكاتبه ...تدآب على اختيار محاسن الفاظها ..وتعمد الى التنوع الجزلى المثمر فى اختيار الحرف ..ومع هذه المميزات تبالغ في الوصف وتعدده حتى ان بعض الشطور كانت بها تشابه فى المعنى وتكفى الغرض مع استبعاد الشطور المتقاربه ..لولا اختلاف وتنوع الاساليب الابداعيه .
( الرؤية النقدية المقدمة من قبلي )
النص من النوع الوجداني التعبيري الرمزي الاجتماعي الإنساني الذي تطغى عليه الصور الشعرية والإضاءات الجميلة ، ويميل الى العاطفة وتبدو فيه التجربة الشعورية واضحة نص رمزي الهدف منه تسليط الضوء على مساوئ الفيس والمقارنة بين الفيس والطريقة الأولى في التعلم والتأليف بالاعتماد على الورقة والقلم .
البيئة التي قيلت فيها الخاطرة :
الوطن الصغير للأديبة الممتد عبر الوطن الأكبر الى خريطة الوطن العربي . إلى العالم أجمع .
عالم ممتد يستخدم الفيس والطرق الحديثة في التأليف والاستغناء عن النصوص الورقية.... والكلمة المطبوعة ..
لدرجة ان الشاعرة تتملكها عاطفة الحنين
للرجوع الى بيئة الآباء والآجداد .. الى جو
البيئة البسيطة الخالية من تعقيدات الفيس .
جو البادية الأولي في ظل الخيمة وثغاء الأغنام ..وصرير الأقلام .. واوراق تكتب عليها ما تؤلفه ...
بدأتها الاديبة بعنوان دموع الوداع
وهو عنوان يرتبط بما ذكرته الشاعرة فيما بعد من حنين للرجوع الى بساطة الحياة .
استخدمت الفعل سأهجر قصر الفيس
واستعارت القصر للفيس لانها تراه انتصر على حضارة الورق والتأليف المطبوع .
واستخدمت السين للاستقبال ... على نية
ترك الفيس والرجوع الى البساطة .
قالت معبرة عن ذلك :
سأهجر قصرك أيها الفيس
وأعود لخيمتي الصغيرة
ببادية عروبتي
وأشعاري
أترنم ثغاء أغنامي
ثم ترى روحها قد تاهت بعالم الفضاء الأزرق .. وخدعت بالألوان الصاخبة والإضاءة الخلابة والتصارع على المجد ... لتعتلي عرش الفيس كنوع من الوصول الى الشهرة والتفوق في هذا العالم الجديد الذي طغى على حياة الأديبة .وحياة الكثير من الناس .
العالم البسيط الذي تقصده الأديبة تحيي به روحها وتبعث به دفء الكلمة . فقالت :
وتعتلي أرضي الجرداء
لتبعث بها دفء المشاعر
وتحيي بها روح تاهت
بغياهب الفضاء الأزرق
تاهت بالألوان الصاخبة
والإضاءة الخلابة
والتصارع على المجد
سؤالي للشاعرة
من هو العالم الجديد الذي تقصده الشاعرة ؟
اما العالم الجديد ففيه اناس وصوليون
وانتهازيون يدوسون على أرواح بريئة .
ودليلي الى ذلك قولها :
ثم تنحدر الكلمة الى قيعان صلدة وتنخر الصخر كدليل على مساوئ استخدام الفيس من قبل الإنسان الذي لا يهمه من دخول الفيس إلا المجد والشهرة .
فقالت :
تعتلي عرش الكلمات
وتدوس على أرواح
بريئة
تحلق بالأفق البعيد.
وتنحدر الى قيعان
صلدة
فتنخر الصخر
وتعبث بالتراب
وتثير زوابع الغبار
حول الشاشة
نستطيع ان نبرز من هنا الآثار
السيئة لمرتادي الفيس من خلال كلمات الشاعرة ابتسام بطاينة اذ ان كلماتهم تضر من حولهم وتثير الزوابع والغبار ، كرمز فكري
إنساني على الشائعات التي يسهل تناقلها والتهويل من شأنها . اذ ان الطعن في الآخرين أصبح
شيئا ميسورا بالاثفاق مع الشيطان قرين السوء الذي يجعلك تقلب الحقائق فترى البعيد قريبا .. ويثير عواطف الفساد لدرجة
تصبح معها القلوب متعفنة ...
فقالت الاديبة ابتسام بطاينة :
ترى البعيد قريبا
وتجالس الشيطان
وتتمرد على المألوف
تزجي لهيب مشاعرك
إلى صحراء القلوب
المتعفنة ..
فتقتلك برائحتها
ترى الأديبة ان بعض مرتادي الفيس يصبح ملكا لأهوائه
لكن شيء غريب يصدر من الداخل فما هو يا ترى ؟ انها الآهات تستصرخ القلم .. كرمز فكري انساني على بقايا الضمير الحي الذي يظهر ويفجر براكين من الإحساس الصادق إذ انه في نظري رمز لصوت الضمير الحي في داخل كل منا .. فنحن نرتبط بمجتمع اسلامي يقدس الفضيلة وينكر التجني على الآخرين .. وينكر قلب الموازين .
فقالت :
وهوى غريب يقتحم سطورك
وآهات تستصرخ الفؤاد
لتخرج وتفجر براكين
شجونك
أما ما ذكرته الشاعرة من انقلاب المعايير فهو
في نظري ( تزوير الحقائق )عند من يرتاد الفيس فقالت :
الأبيض انقلب سوادا حالكا
في نظري هذا الخداع البصري لتضاد الألوان
هذا الانقلاب عبارة عن صورة فكرية إنسانية ورمز على قدرة البعض على خفض مقدار الآخرين أو رفع شأنهم من أجل الوصول الى الشهرة البراقة عبر الفيس وهي شهرة لا يستحقها البعض .
وقد تكون رمزا فكريا إنسانيا لمن يطعن في
الخفاء عبر الشاشة الزرقاء لأن الضمير تلاشى ، وأصبح استغلال طيبة بعض الأشخاص شيئا ميسورا للتقليل من شأنهم والطعن فيهم وهدر كرامتهم .
فقالت ترى البعيد قريبا
وتجالس الشيطان
وفي رأيي الشخصي هناك إشارات خفية تدل على سهولة السرقة لأعمال الغير والوصول للمجد عبر كلمات لم يتعب البعض في التعبير عنها .ودليلي لذلك قولها :
وهوى غريب يقتحم سطورك ..فهل هو
هوى الغرام ام هوى حب التملك !!؟
الى أي مدى وصل خيال الشاعرة للتعبير
عن مشاركة الطبيعة آلامها وحزنها لمن انتهكت حرماته وسرقت مؤلفاته او لمن تمت عملية انتقاص قدره والطعن فيه ؟
أجيب على ذلك من قول الشاعرة :
ليل الدجى يتألم من المهالك
وضوء القمر يستعير بهاؤه حزينا
وشمس الأصيل تودع الغروب
ويتفجر بركان صاخب من الآلام
ويتنهد بحرقة لغياب حبيب
كما نلاحظ الطبيعة كلها مستنكرة غاضبة
الليل وهو رمز الستر و الغدر وكاتم الأسرار يتألم
هناك مهالك بسبب إساءة البعض في استخدام الفيس .
القمر فقد بهاؤه وأعاد استعارة البهاء ولكنه ما زال حزينا بائسا ..
الشمس تودع الغروب ثم يتفجر الغروب
ثورة وبركانا من الآلام ويتنهد الغروب بحرقة
ونسأل انفسنا لماذا الثورة ؟ ما سبب التنهدات ؟
غياب حبيب من حياة الكثيرين ممن عشق الفيس فاختبأ الأحبة خلف شاشات صماء
ليس فيها من أحاسيس المحبين إلا الكلام
الذي لا يترجم من الحياة الواقعية روعتها
ولا يترجم اللقاء الحقيقي ..
ولم تكتف الشاعرة بذلك بل أضافت لنا
إضافات رائعة للتذكير بمساوئ الفيس فوصفتها بأنها
سجون رطبة ... فاين الهواء الذي يجفف الرطوبة ؟
اوضح رأيي النقدي كناقدة للموقف فأقول :
لقد تمادى مرتادو الفيس في التقوقع داخل
أقبية الفيس وتمادوا في الهجران وقطيعة الرحم .. لم يعد هناك متسع للتواصل الاجتماعي .. بات العالم الافتراضي هو الأهم
في حياة البعض .. وهذه أحدى مساوئ الفيس الكبيرة .. قطع صلة الارحام .. والعيش في سجن العالم الافتراضي
انظروا الى جمال الصورة الفنية واتساع
الخيال اذ تقول :
وسجون رطبة تخبئ ترهات الزمن
بذاكرة انقرضت منها الأحاسيس
أصبح العالم يتهافت على الهجران
صورة فنية جميلة وخصوصا بعد تشبيه
القطيعة بالحلوى التي يتهافت عليها
الذباب .
لله در الشاعرة وهي تكشف عن مساوئ
الفيس تريد ان تبرر الأسباب التي تبرهن
على سبب هجرها المعلن للفيس ، لكن متى
سيتم التنفيذ لا نعلم .
تتابع الشاعرة :
وكسيرات خبز لا تسد رمق الفقير
يلاحقها بحاويات الأغنياء
جف الريحان
وحزن الياسمين
واصفرت سنابل حبلى
قبل الحصاد
كل ما ذكرته الشاعرة دليل على قطيعة
الرحم وان التواصل الاجتماعي بات معدوما
كل الرموز الطبيعية تؤكد ذلك
فلقد جف الريحان وحزن الياسمين واصفرت السنابل ....
لم يا ترى كل هذا الحزن لمظاهر الطبيعية ؟
انا في رأيي المتواضع انها رموز التراحم
ولان هذه المظاهر تدل على العطاء فالريحان
والياسمين والقمح كلها هبات وعطايا من الله فهي رمز التواصل والمحبة والإخاء
بين الأرحام وهي تحمل معنى الجمال
الذي نستشعره بتبادل الزيارات وتفقد احوال الفقراء ....
وماذا بعد ايتها الأديبة المتألقة في كشف مساوئ الشاشة الزرقاء ؟
هل لديك المزيد ؟ نعم لديها المزيد وهي
تجعل الكحل تهجر الأهداب .. لان الرؤية
غير واضحة في المرآة ..
نسأل انفسنا لم أصبحت الرؤية
ضبابية ؟
لا شك ان الإجابة في قول الشاعرة :
ومرود كحل هجرت الأهداب
ومرآة غبشت بضباب الرؤى
وما زالت الأشعار حبيسة المداد
كشفت الأديبة بهذا المقطع عن اخطر اثر
للجلوس ساعات طوال عبر الشاشة الزرقاء
لا شك ان الكثير بات يعاني من ضبابية
الرؤية بسبب طول الفترات الزمنية التي
يجلسها متتبع الفيس عبر شاشته الزرقاء .
وماذا بعد ضبابية الرؤيا؟
تبقى الأشعار محبوسة .. لن يكملها صاحبها
ولن يستطيع متابعة الكتابة ..ولن تكتمل قصائده فكل الأفكار لم تكتب في حينها
ولهذا صارت الفكرة معشوشبة كدليل انها ليست متاحة للكتابة في الدفاتر ايضا .
انها من اخطر المساوئ لهذا تقول :
متى تكتمل القصيدة وقد غابت عن عيني
دفاتر الأيام ؟
في نظري كناقدة ان وصف الفكرة بالاعشوشاب
كل هذا رمز انساني وفكري لما يحصل بعد ارتياد الفيس والمكوث في أقبية الفيس
لساعات طوال .. فإن الفكرة ستبقى حبيسة
ولن تكتمل القصائد .. ولن يكمل المرتاد ما بدأه للأسف .
أسأل نفسي وأسألكم:
ما علاقة باب الدار المشرع للهيام والوئام وغدر الزمان بكل ذلك ؟
في تحليلي المتواضع أظن ان الباب المشرع
دليل على غفلة صاحب البيت . وغفلته سببها
المكوث خلف الشاشة الزرقاء .. وكل ما يحدث لأهل البيت وارد هنا بعد الانشغال
بهذا الضيف الدخيل على حياتنا .فكل المساوئ الخطيرة يكشفها هذا المقطع
فهناك بيوت عامرة بالحب آلت الى الخراب
وقد جمعت الشاعرة بين الهيام والوئام
وغدر الزمان كدليل على الأهواء التي تنبت
مجددا عبر الفيس ، أهواء النفوس التي يرافقها الوئام الكاذب لهذا سرعان ما يغدر
الزمان بهذه العلاقات الخادعة .
تتصدى الشاعرة لهذا الغازي الجديد وهو التواصل عبر النت الذي تحدى الحضارة العالمية بشكل عام والحضارة الشرقية بشكل خاص ..
ترفض أن يكون الفيس سيد الموقف وأن يتحكم بمصير الشعوب .. وترفض أن يصبح
أميرا في إمارة الثقافة والفكر ...
تؤكد على أسبابها المقنعة التي جعلتها تنوي
هجر الفيس ...
دونك الخسارة
الزمها وابعد عن الإمارة
فانا سيدة الشرق
أنا الحضارة ...
هنا في قصيدة دموع الوداع كانت الحضارة مستخدمة على حقيقتها ولا يدل استخدامها على المجاز .
الطبيعة في خاطرة ألأديبة ابتسام بطاينة
وظفت الشاعرة الطبيعة الحية لخدمة فكرتها فهي تقارن بين الشاشة الزرقاء التي
تنوي هجرانها (الفيس) وبين الطبيعة التي
عاش فيها أجدادنا .. الطبيعة البدوية بخيمها ،وأغنامها ، أرضي الجرداء.
والطبيعة القروية ومن مفرداتها : الياسمين
الريحان سنابل ...ولكنها دلالات ذات طابع حزين لأنها استخدمتها مع افعال ماضية توحي بالحزن مثل :
جفّ وحزن واصفرّ
ثم استخدمت الفاظ الطبيعة الموحية مثل :
ارضي الجرداء قيعان صلدة الأفق الصخر
التراب زوابع الغبار ، ليل ، القمر الغروب
هذه الالفاظ موحية فيما تبعثه من موسيقى داخلية في النص .
ابدعت الشاعرة في انتقاء الالفاظ الموحية
التي تدل على عمق الفكرة أيضا.
وأخيرا
وكما تفضلتم جميعا ، التقاؤنا هنا في هذا المنبر الثقافي يدل على الرقي نريد اولا ان نرتقي بطريقة تناولنا للأمور التي تخص فكرنا العربي الإسلامي ، إنّ هذه الحضارة الشرقية شاهد على رقي اللّسان العربي الذي ينبض بالأدب والشعر والثقافة والفكر ، بدون مبالغة نحن أدباء ، والأديب صورة مطابقة لوطنه الذي ينتمي إليه وصورة حية لثقافته ، ولهذا فعلينا واجب التصدي للفكر المعاكس وأن نعتبر أنفسنا سفراء لهويتنا العربية الإسلامية .
علينا ان نعطي الصورة الصحيحة عن ثقافتنا الإسلامية عبر ما نؤلفه وننشره من أدب ، يجب علينا ان نحترم هويتنا بأنفسنا عبر رسالتنا الأدبية لا أن نصفق ونطبل لمن يتحامل علينا وينشر ما يسيء لعروبتنا وديننا ، يجب أن نكون رسل محبة نهدي
للعالم فكرا أصيلا نقيا خاليا من العواصف
الفكرية الحديثة والتي تخلو من الأصالة
نحن من ينهض من سبات الجهل بما
نكتب وننشر ..
ودمتم سالمين أدباؤنا وشعراؤنا الأفاضل
تحياتي لكم جميعا وأشكر كل من سطر
كلمة حق في هذا المنبر الثقافي ..
أشكر اديبتنا الأردنية المتألقة ابتسام بطاينة على روعة حضورها ودقة إجاباتها .. كما أشكر أديبنا الناقد الفذ أخي
في الله عبد الرحمن بكري على روعة تحليله للخاطرة الأدبية وتعمقه في كشف بلاغة الخاطرة ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ولنا لقاء آخر في تحليل جديد
إعداد : خولة رمضان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق