الخميس، 26 ديسمبر 2019

رغيف خبز بقلمي خوله رمضان

رغيف خبز/ الفقير 
 

الفقر الموجِعُ  يهوانا 
قد جاء  يهرولُ يتبعنا 
 يقتنصُ جمال 
 ‏ الكلمات .. 
 ‏
يختالُ  في ظلّ 
الموت القادم من أقصى 
الأرض 
يرويه رذاذ 
 الغيمات...

يجتاحُ مدن عروبتنا
 فقرٌ مسموم
 في فجر
 ‏ تكلؤه الحسرات ...
 ‏
يتعايشُ معنا منسدلا 
مطروحا في كلّ مكان 
تشهده  الطّرقات .. 

والموت جذلٌ يرقبنا 
يحيطُ برقبتنا  مشدودا 
مفتونا
بجفون قد باتت 
 تخفي الذّلّ 
 ‏تسترقُ النّظرات ....

تشهدُ فرح طفولتنا 
لرغيف الخبز ،
متبوعا
 بقصيدة شكر يلقيها
السّادة ،
لجلّاد أيقظ لهيب
 الثّورات .. 
 ‏
قبحٌ مسموم 
يعطّرُ سيرتكم 
يا أسياد عروبتنا 
أيقظتم جمر الفتنة 
أيقظتم صوت  النّعرات ...

وتساقطتم في موائد دفء 
تحكمها اللّعنة 
بل يحكمها شيطان
 يسوق إليكم لعنات  ...
 ‏
يعربد يختلق الكذب
 يشرب  نخب 
تعثّركم 
في مجرى العثرات   ....

ما أقسى أن نتحاكم للطاغوت 
يقتصّ منّا ، 
يطرحنا أرضا 
يغرقنا 
في بحر الظّلمات ....

وتبقى اللّقمة مغموسة 
بدماء عروبتنا 
في ظلّ حروب مبتورة 
تحكمها النّزوات ....

وما زلنا نهلّل وتكبّر 
ونحلّل سفك دماء
 عظّمها ربي 
 ‏زكّاها 
عن كل الشّهوات   ..

 في جوف القهر 
 ‏سنبقى ، 
 ‏والفقر يلازمنا ، نقتاتُ
 ‏موائدَ فسقِ 
 ‏نسّقها تجّارٌ خابوا
 ‏فقدوا النّخوات ...
 ‏
 وافتتنوا في الذّمم المرهونة
 ‏ منحوها لمعتوه 
 ‏يتقن تنسيق موائد فسق
سخّرها ‏ 
 لفضح هويّتنا ،
 ‏والفتك بكل عروبتنا ،
 ‏ يحلّل نهب  الثّروات  ...

ونحن نصفّق ونطبل 
 لقناص يتقن قنص
 ‏ مروءتنا  
ودحر عزيمتنا 
يتمادى في الشّرّ
يحترفُ السّرقات ..

 ‏  

بقلمي خوله رمضان

بابور جدتي بقلم خولة رمضان

وابور جدّتي / ارتجال بوح صورة 

فيما مضى ارتايتُ
 أن أعيشَ مع ذاتي 
وأهجرَ دمعي
 وأجفّفَ عبراتي .. 
وقرّرتُ أن أستغنيَ 
عن هواياتٍ لا تسعفُني 
و يمكن أن تؤخّر 
قراراتي ..
فلجأتُ لبيت جدّتي 
وغرفتُ من صدقها 
عمريَ الباقي ..
فوهبتني حنانها 
وأهدتني فجريَ الآتي .. 
وكتبتُ على ضوء وابورها شعري
 وبعض من مذكراتي  ..
وأثملتني بحبها الفطريّ
وانارتْ لي طرقاتي..
أيا وابور جدتي 
يا من صوته أثارني 
وأوقعني في بئر خوف  
  زلزلَ بداياتي  .. 
ولم يرقد لي جفن 
إلا بعد أن طمس وابورها 
معاناتي ...
أنت يا جدّتي حبيبتي 
أنرتِ لي طريقي  
وارسيتِ على شواطئ الأمن 
ابتساماتي ...
وصنعتٍ لي هويّتي 
و بحنانك 
 ازلتِ بؤسي وحسراتي .. 
طابَ قبرُك حين 
ضمّ أعظما بطهارة الغيث 
وبالمسك 
 تتنزُّل الرّحماتِ ..
بقلمي خوله رمضان

الخميس، 19 ديسمبر 2019

نقد بقلمي خوله رمضان لقصيدة الشاعرة المصرية نسرين بدر بعنوان جراح الوطن



          بسم الله الرحمن الرحيم 
   الرّؤية النّقدية المقدّمة من قِبلي خولة رمضان  لقصيدة  ( جراح الوطن   ) عبر برنامج في ظلال النّقد ....
          لقصيدة الأديبة المتألقة الشّاعرة المصرية الراقية : نسرين بدر       

إلى عشاق النقد الأدبي 

نجوم لمعوا في سماء { همسات فوق أوراق الصمت }
واسعدونا براقي حروفهم
وابهرونا بزخات أقلامهم 
فوجب علينا أن نهديهم إهداء شرفيا يليق بهم 
وهو نقد لما أبدعوا من سحر القصيد 
اخترت لكم 
قصيدة  {جراح الوطن ) للشٌاعرة  المتألقة
نسرين  بدر . 
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
لمحة عن حياة الشّاعرة كما كتبت عن نفسها :

أنا نسرين بدر من مصر  تخرجت من كليّة دراسات إسلاميّة متزوّجة عندي ثلاثة أولاد ذكور أحببت الشّعر وكتبته منذ الصّغر لي ثلاثة دواوين اثنان شعر فصيح والثّالث شعر عمودي به مائة قصيدة  على كافة البحور  والدّيوان الرابع في الطريق للانتهاء منه إن شاء الله . تعلمت العروض على يد مدرسين مختصين منذ أربع سنوات أحب من الشّعراء أحمد.شوقي والمتنبي.

وإليكم القصيدة :
جراح الوطن
**********
جـرحُ الـمـآسـي هــزّ أركـانَ الـوتَـرْ
تَشقى كَمَن بالحينِ كانت في خَطَرْ

رجـْعُ الليالي أصـبَحـت تُبـكي الدُنا
تاهــتْ نفـوسـاً تدَّعي خـَوفَ القدرْ

أمسـي يُناديـنـي ليُـنـسـيـنـي غدي
طافتْ مروجٌ مـن ضنىً نَحو البشرْ

إنِّي رأيتُ الجـُرحَ فـي صـدري بكى
ظُلـماً فأنهـاري مَـتـى تَسـقـي الزَهَرْ

حَارَ النُهى فـي غفـوةٍ يَنـسى الردى
لكـنْ تَغـافـى الكـلُّ كـم عـانـى الأثرْ

الروحُ تَهـوى السّلمَ مرسى موطـِني
قـلـبـي يرى زيفـاً سَــلا كـلَّ الحــذرْ

لـولاكَ يـادمــعــي لـمـا دارَ الــرّحـى
قـيـداً ولا تمـحـو الدِمـا مـاءَ المـطرْ

وادي اللـظـى يـدنـو إلـى أعـمــاقـنا
ذاكَ الردى قد جــاءَ مـن ذاكَ الشـررْ

طـــوقٌ ونـارٌ فـي لـيـالٍ قــد هــوتْ
تأتـي لـمــنْ يدنــو لـهـا بيـنَ الحـُفـرْ

نامـي عـيـوني أنتِ ما ذُقـتِ الـهـنـا
دمـعـاً بعـينـي فـي سُـــهادٍ أو سـفـرْ

نُجلي شـمـوساً قــد ترازتْ بالــورى
بالـغـدرِ تـقـسـو مـالنا نَخفـي العِبــرْ

بقلمي نسرين بدر 

الرّؤية البصريّة للقصيدة :
قصيدة من الشّعر العمودي المعنونة بجراح الوطن ، مكونة من أحد عشر بيتا كل بيت من شطرين على وزن واحد وهو وزن بحر الرّجز  بقافية موحدة . وحرف روي الراء الساكنة . 
واختارت الشّاعرة التسكين لحرف الرويّ المكسور إعرابيا في أغلب أبيات القصيدة باستثناء البيت الأخير والذي هو مفتوح إعرابيا . 

القصيدة من الشّعر الرومنسي الوجداني  غلبت عليها العواطف الوطنية .

  دعونا نلقي نظرة على ما يختبئ خلف النص من ظلال وانعكاسات .

الشّكل البصري للنصّ : قصيدة عموديّة على بحر الرّجز تتكوّن من أحد عشر بيتا.عنوانها : جراح الوطن
تتكون من ست تفعيلات في كل بيت .
مستفعلن  مستفعلن مستفعلن
مستفعلن مستفعلن مستفعلن 

يمكن أن نقول أنها قصيدة وجدانية رومانسية إنسانية مع مسحة رمزية من خلال بعض المجازات ... سنتأكّد من 
هذا الأمر بعد التدّرج في تناول أبياتها .
أبدأ من عنوان القصيدة :
جراح الوطن 
هذا العنوان تركيب مكوّن من كلمتين مضاف ومضاف إليه، شبة جملة ، الكلمة الأولى تشير إلى مآسي الوطن وجراحة الدّائمة لأسباب ربما تختبئ بين السّطور وسنلاحظها أثناء تحليل النّص. 
ثم أسند هذا المضاف للوطن فهو مسند إليه 
إشارة خفيّه أنّ الوطن ممزق الأركان كاد أن يتهاوى بسبب سيأتي لاحقا. 
وكلمة جراح جمع جرح إشارة لكثرة السّلبيات والمآسي التي يعيشها أبناء الوطن ومنهم الشّاعرة ، في وطن ممزق بسبب
ألاعيب السياسة .

الصّورة الكليّة للقصيدة : 
---------------------------
نص من الشّعر الوجداني الوطني الإنساني  القومي بلمحة سياسية رمزية  ..
حرصت الشّاعرة فيه على إيصال عواطفها من خلال الكشف عن السلبيات المتعددة التي تراها على الصعيد : النّفسي والمجتمعي الوطني  والفكري  والإنساني .

نبدأ من بداية  القصيدة 

المعاناة الدائمة من المأساة على الصعيد الوطني والمجتمعي حيث سادت آثارها وهزت الرأي العام فقالت :

جـرحُ الـمـآسـي هــزّ أركـانَ الـوتَـرْ
تَشقى كَمَن بالحينِ كانت في خَطَرْ

رجـْعُ الليالي أصـبَحـت تُبـكي الدُنا
تاهــتْ نفـوسـاً تدَّعي خـَوفَ القدرْ

المعاناة النّفسية تتجلّى هنا بالتيه العام 
والخوف الدّائم من الأقدار وما تجيء به في حياتنا من هموم ومفاجآت . 
وصل الأمر بأن الأمس وهو يمثل الزمن الماضي الجميل  يتنكر من  غد الشاعرة . 
فهل قصدت الشاعرة نفسها فقط ؟
بالتأكيد هي تقصد أمّة بأكملها . 
تتضح وطنية الشاعرة ومشاعرها المجتمعية نحو قومها الذين غفوا لينسوا ما يلاقيه 
وطنهم من ردى وموت محقق لمن يعيش على أرضه. 
جعلت الشاعرة الطبيعة تناغي قومها
لتخفّف عنهم كالأم الّتي تنظر لضناها بعين الرّأفة والرّحمة .فقالت :
طافتْ مروجٌ مـن ضنىً نَحو البشرْ

ثم وصفت غفوة  عقلها 
الذي لا يتحمل ما يحدث من ظلم .فقالت :
حَارَ النُهى فـي غفـوةٍ يَنـسى الرّدى
 فهل هي الوحيدة في هذا الأمر ؟ 
 ‏لا بالطبع 
فبعد هذا  جمعت الكلّ في غفوة  جماعيّة لنسيان ما رأوه من قبح ومجازر وامتدّ الجرح لصدر الشّاعرة كرمز وطنيّ ومجتمعي للمعاناة .. 
 ‏شاعرتنا تتكلم بضمير المتكلم الذي عمّ القوم كافّة ،  فلم تعد قادرة على إنقاذ أزهارها كصورة رمزيّة جميلة معبّرة لعجزها كمواطنة عن تغيير مجرى الأحداث المأساوية في وطنها ، فوصفت هذا العجز عن طريق الأسلوب الإنشائي ، ووظّفت الاستفهام  الرّمزي فقالت : فأنهاري متى تسقي الزّهر ؟ إنّها صورة من البيئة التي تحيا فيها ترمز لفقدان السّيطرة على تسارع الأحداث ، تتأمل شاعرتنا بهذا الاستفهام تغييرا سيحدث مستقبلا :
فقالت في هذا المعنى :

إنِّي رأيتُ الجـُرحَ فـي صـدري بكى
ظُلـماً فأنهـاري مَـتـى تَسـقـي الزَهَرْ ؟

حَارَ النُهى فـي غفـوةٍ يَنـسى الرّدى
لكـنْ تَغـافـى الكـلُّ كـم عـانـى الأثرْ

إذن هي تفجّر قضية سياسيّة وقوميّة ومجتمعيّة ، إنها قضيّة فقدان الأمن القوميّ والمجتمعيّ ، ما أقساه من وضع عام ينطبق على شعب بأكمله  ! بل أمة كاملة على مسار خريطتها الجغرافية . فالعقل  بات في حيرة فاختارت الشّاعرة  النّسيان والتّغافل والنّوم المفتعل  فربما  تنسى الموت  الجائر الذي حلّ بأبناء شعبها .
تكرار سيناريو القتل والدمار جعلها تختار غفوة تنسيها الرّدى .
فهل تطول الغفوة ؟ 
وهل هناك صحوة تغيير للواقع المرّ ،؟
هي اختارت غفوة من النّوم .. والغفوة رمز للزمن البسيط الذي لا يطول ، لكن ما بال الجميع يتغافى ؟ فقومها قابلوا الأمر  بالتّجاهل ، وعدم الاهتمام ، ربما حرصا على حياتهم من المساءلة القانونية ، وهذا حال الشعوب المغلوبة على أمرها .
يعتاد البشر على وضع ما ، حتى لو كان فيه الظّلم ونهب للحقوق الوطنيّة . 
وقد يمضي عقد من الزمان قبل أن يحصل تغيير في حال الأمة .

فكم عانى أفراد مجتمعها من آثار التّغافل والسّكوت عن الحقّ وكم سكتوا عن  المطالبة بشرعية العيش في مجتمع نظيف يخلو من العنف والظّلم وغيره من السّلبيات.  

  وتابعت الشّاعرة تأكيدها على مطلب وطنيّ بدءا بروحها التي تهوى السّلم والأمن الذي اعتادت عليه في السابق . لكن الأمر 
  ‏خارج عن إرادتها وسيطرتها فقد لبس قومها لباس الزيف والأمن الكاذب . وهنا إشارة إلى ألاعيب السياسة ودورها في إحداث وضع آمن كاذب ،  فالأحداث تتسارع من تحت الطاولة والمفاوضات تستمر لصالح 
  ‏السّياسة المرسومة عالميا .
  ‏فقالت في هذا المعنى :
  ‏الروحُ تَهـوى السّلمَ مرسى موطـِني
قـلـبـي يرى زيفـاً سَــلا كـلَّ الحــذرْ
  ‏
  ‏
  ‏ ولم يعد بمقدور المواطن إلا الرّضوخ والبكاء فقط تعبيرا عن الألم ، وتستمر عجلة الحياة بالسّير قدما كما الرًحى ، مما يعطي المواطن تذكرة سفر ليكمل حياته في عالم السّلبيات دون أن ينبس بكلمة لكن الدّمع هو المؤشر الوحيد على الرفض النّفسي لما يحدث . 
  ‏فقالت في هذا المعنى : 

  ‏لـولاكَ يـادمــعــي لـمـا دارَ الــرّحـى
قـيـداً ولا تمـحـو الدِمـا مـاءَ المـطرْ

 ما دلالة ماء المطر ؟ 
 ماء المطر يستمر بالنّزول وهو رمز وكناية عن الواقع الذي يضطّر فيه النّاس لدفع عجلة الحياة بعملهم الدّائم وسعيهم لطلب لقمة العيش فينسون في خضمّ الحياة مآسيهم ويتأقلمون  مع واقع بغيض .
 ‏ أمّا الدّماء فهي رمز للعنف والظّلم الذي لا يوقف عجلة الحياة . هذا تشبيه تمثيلي واستعارة تمثيلة  منتزعة من الطبيعة بدلالة
 ‏ المطر .

لمن تنسب الشّاعرة أفعال العنف ؟ 
---------------------------------------
تنسبها لمن يشعل الفتن ، ويثير الطائفيّة .
لكن لم تكشف الشّاعرة هذا الأمر بشكل مباشر بل بشكل خفيّ . 
فاعتبرت الموت الجماعي من أسباب ما تشعله الفتنة من عنف يستشري أثره إلى القلوب الضّعيفة ، ويدخل الأعماق فتُزهق الأرواح .فقالت في هذا المعنى :

وادي اللـظـى يـدنـو إلـى أعـمــاقـنا
ذاكَ الردى قد جــاءَ مـن ذاكَ الشـررْ .

لاحظوا كلمة الشرر واللّظى ، والرّدى 
 تؤكد  الحرب الّتي حصلت . فهي من مفردات الحرب الحقيقية . 


وربما تقصد الشاعرة أيضا الحرب النّفسية والإرهاب النّفسي ، ودليلي على هذا المعنى قولها ،وادي اللّظى يدنو إلى أعماقنا .
 
فهذا الأمر يتعلق بمقدار الظّم والقهر المجتمعي وسلب حقوق المواطن ومحاربته في لقمة عيشه ، كل هذا يؤدٌي لموته بعيدا عن الحرب الحقيقية . إنّها حرب من نوع آخر تسلب لذّة الحياة من النّفس وتؤدي للموت قهرا. 

ولي مأخذ بسيط شاعرتنا على عبارة ( قلبي يرى زيفا سلا كل الحذر ) 
فلم أجد لجملة : (سلا كل الحذر )أي توافق مع معاني المقطع الشعري والفكرة الملازمة للبيت المذكور . 
فقالت في هذا المعنى :
 
الروحُ تَهـوى السّلمَ مرسى موطـِني
قـلـبـي يرى زيفـاً سَــلا كـلَّ الحــذرْ

لـولاكَ يـادمــعــي لـمـا دارَ الــرّحـى
قـيـداً ولا تمـحـو الدِمـا مـاءَ المـطرْ

وادي اللـظـى يـدنـو إلـى أعـمــاقـنا
ذاكَ الردى قد جــاءَ مـن ذاكَ الشـررْ

وهل هناك أقسى من أن تستمر نار الحرب والعنف النّفسي لتلاحق الإنسان حتى تصل إليه أيضا بعد الهلاك والموت ، فربما الحفر   هي القبور.  لهذا تجرّدُ الشّاعرة من نفسها ذاتا  تخاطبها وتدعوها للنوم ونسيان الألم للتّعويض عن لحظات الهناء المفترضة حينما يسود السّلم  والعدل . فقالت في هذا المعنى :

 طـــوقٌ ونـارٌ فـي لـيـالٍ قــد هــوتْ
تأتـي لـمــنْ يدنــو لـهـا بيـنَ الحـُفـرْ

نامـي عـيـوني أنتِ ما ذُقـتِ الـهـنـا
دمـعـاً بعـينـي فـي سُـــهادٍ أو سـفـرْ

ثم ألقت الشّاعرة باللّوم على الجميع فهم شركاء في اختيار رموز الوطن ورؤسائه ، الذين يتولّون زمام الأمور ، والدّليل استخدامها لضمائر المتكلم بقولها نجلي شموسا . 
وكأنها تقول :
نحن من نخلق التّسلط والظّلم برفعنا لأشخاص لا يستحقون التّمجيد ، هذا داء مجتمعي لأنّ النّاس تنعق بالألقاب البرّاقة وترفع أشخاصا هم بالأصل جلّادون لكنّهم مزيّفون . وعلى راي المثل :( يتمسكنون حتى يتمكّنون ) .
تجعلهم الشّاعرة كالشّموس في عطائهم ، ثم بعد الوصول للسّلطة  يكشّرون  عن أنيابهم 
وتظهر منهم صفات الغدر والقسوة  ويستمر السّكوت عليهم  خوفا من العواقب الوخيمة .  فهل يستحقّون حقا التّمجيد حتّى بعد أن تمادوا في استخدام المناصب كوسيلة لنهب الوطن ومحاربة المواطن ؟ وكما قال المثل : على نفسها جنت براقش . فهذه الشموس شموس غدر وخيانة وتسلّط .
فقالت في هذا المعنى :

نُجلي شـمـوساً قــد ترازتْ بالــورى
بالـغـدرِ تـقـسـو مـالنا نَخفـي العِبــرْ


علاقة النص بالمواطن العربي في عصر الربيع العربي :

-------------------------------------
القصيدة وطنيّة  انطلقت من الذّات والنّفس التي تخصّ الكاتبة إلى نفس كل مواطن يعيش  في وطنه الممزّق   .... ثم أفاضت على النّص عاطفة إنسانيّة وقوميّة ... تكتنف جميع النّفوس البشريّة التي تعيش في مجتمعات مزقتها الثورات ... ودليلي من النّص كلمة البشر في قولها :
أمسـي يُناديـنـي ليُـنـسـيـنـي غدي
طافتْ مروجٌ مـن ضنىً نَحو البشر

الشاعرة تتطلع لتغيير الجذور وبناء وطن آمن  بعيدا عن الخوف .. ....
انهمار الأحاسيس والمشاعر الإنسانية 
في النّص   .. شيء رائع  يرد في نفس كل إنسان يحتاج للعيش في ظلّ الأمن المجتمعي .
 تتابع منطقيّ موفّق  في المشاهد من بداية النّص لنهايته ففي البداية وصفت المآسي التي  رافقت ثورات الربيع العربي وتأثيرها القويّ في إيجاد بؤرة ثابتة للنّص . 

البؤرة الثابتة :
------------------
 ‏ألا وهي التأثير النفسي للمآسي في صدر المواطن منطلقا من ذات الشاعرة .
 ‏ظهر المواطن كأرجوحة في مهب الريح 
 ‏يحاول جاهدا التأقلم والجري لتحصيل لقمة العيش . فقالت لولاك يا دمعي لما دار الرّحى .
 ‏فالدموع تتبعها حركة دائمة وجري للوصول إلى التغاضي والراحة المفتعلة بالنوم والنّسيان .وهنا نقطة التٌحول من  البؤرة الثابتة إلى المتحولة .


البؤرة المتحوّلة :
 ‏ -----------------  
هل. وُفقت الشاعرة بالتّعبيرعن ذاتها ؟
استطاعت الكاتبة نسرين بدر  أن تنقلنا 
لحالتها الشعورية من خلال وصفها النّفسي  .. بكاء ودموع ودماء مما اضطّر المواطن لأخذ غفوة تخديرية تنسيه صور الموت والسلبيات التي يعيشها.

وهذا النوم له دلالته . فالكاتبة تلقي بظلال 
حالتها الشّعورية على الطبيعة من حولها وهي تحتاج للتنفيس عن دواخلها. 
فجاء هذا عن طريق الإسقاط اللّاشعوري 
على مظاهر الطبيعة في بيئتها وعلى المواطن الذي يشاركها العيش على أرض الوطن . 


الرّمزية في النّص 
----------------------
ما هو وادي اللظى ؟ 
وادي اللظى والمقصود بها الحرب تدنو من أعماقها وتقترب لتجعلها في اضطراب دائم وربما ترمز بهذا التركيب لمن  سقط فكريا وذاتيا بين من تآمر وسقط في حفر المؤامرات العفنة . 
 
صورة فنية تمثيلية فيها تشبيه وتشخيص
فالحرب لا ترحم احدا  وتقترب إلى أعماقنا لتقنص حياتنا ، كل هذا بسبب شرارة حقد مثلتها رصاصة من يد حاقد لتستمر من حولنا حروب عفنة سببها الغدر والخيانة ...
هذه  صورة تترجم حالتها الشخصية التي تمثل كل المواطنين  .
وتتناسب رمزية وادي اللّظى مع رمزية 
 انتزاع الأمن المجتمعي وما ينتج عنه من خوف  بسبب الحروب فقد كشفت عن الأسباب التي أدت لهذا الوضع فالمواطن هو من يوصل الرّموز الوطنية للسلطة ويسكت على كل ما تقوم به .  فلم تجد الشاعرة إلا النوم محاولة لخلق أمن مفتعل  ونسيان ما يحصل .


البلاغة والخيال :
---------------------
وظّفت الشّاعرة خيالها وصورها البيانية لخدمة الأفكار .
ومن هذه الصور  صورة مجنّحة للمآسي فقد شخّصتها ونقلتها من المعنويات للمحسوسات 
نلاحظ كيف أنّ الجرح هزّ أركان الوتر  ، 
والوتر رمز للقوس أو آلة العزف ، وهي أشياء محسوسة ، فالوتر لا يهتز لوحده ، فإن قصدت به القوس فدلالته الثّورة التي تبنّاها الشّعب وإن قصدت به آلة العزف فدلالته ذلك الفن المعبّر عن أوجاع الشّعب.
إنها بصورة أدق تلك الكلمات الأدبية الرّمزية التي يتبناها أصحاب المواهب والتي تعبر عن المآسي ، نجدها قد لُحّنتْ وصدحتْ بها حناجرهم مرافقة بآلات العزف . فقالت في هذا المعنى  :

جـرحُ الـمـآسـي هــزّ أركـانَ الـوتَـرْ
تَشقى كَمَن بالحينِ كانت في خَطَرْ

هذه الصورة واحدة من مجموعة صور شهدها النّص .

ولا أريد الإطالة حتى لا يملّ القارئ فقد استعرضتُ جملةً من الصّور البلاغية في المقدّمة. 

أدب ما بعد الربيع العربيّ :
--------------------------
هذا هو الأدب الحديث والذي رافق الثورات العربيّة وما بعدها  ونتج عن مخاض الحروب المفتعلة ،والطّائفيات البغيضة ،وتدخل الغرب في الشؤون الدّاخلية للأمة العربية وغيرها من العوامل . 
 ولا شك أنّ  المتغيرات  أو الانقلابات أو الكوارث يتبعها تغيّر في الفكر الأدبي، وربما احتدام حتى في علاقة الأديب مع المتغيرات التي حدثت. ويمكن تحديد بداية هذا الفكر الأدبي من بعد  الأحدث المعاصرة  للأمة العربية من متغيرات بدأت في العراق بعد عام ٢٠٠٣م وما حدث بعدها مما سميّ بالربيع العربي ، الذي اشتعلت ناره بداية الأمر في تونس العرب.

ألف شكر أديبتنا الرّاقية نسرين بدر على هذا النّص الذي يعكس الوضع الحالي للشعوب العربية والوضع النّفسي للمواطن العربي في عصر الثّورات المعاصرة . كنت مثالا راقيا  للأديبة التي تحرص على نقل صورة فكرية وشعورية صادقة يصعب التّعبير عنها بدقة وخاصة أنها مرحلة انتقالية بين جيلين شهدا 
متغيرات صعبة .
وأودّ أن أشير إلى أن منشوري هذا رؤية لما وراء النقد  .لهذا اسميت حلقاتي في ظلال النّقد .

ألف شكر أديبتنا الرّاقية همسة عتاب وأديبنا الفذ الرّاقي أشرف سعد لهذا التّوجيه من قِبلكم  .. كان معكم :  خولة رمضان 
ضمن فعاليات وبرامج مجلة همسات فوق اوراق الصّمت . ألف شكر اديبتنا الرّاقية همسة عتاب على هذا التّصميم للبرنامج .
  ألف شكر لكل المتابعين والمتفاعلين .




كان معكم خوله رمضان .. تحياتي وقوافل الشّكر والامتنان . 


الجمعة، 22 نوفمبر 2019

للنفس حكاية بقلم خوله رمضان

للنّفس حكاية

للنّفس حكاية
وسحرُ الدّمع يرويها
حين الغسق ..

تعزف ترانيم شوق
في فجر التّمني ،
يجتاح مآقيها  الأرق ..
يا كاتب الأشواق
سجّل
سعادة النّظرات نترجمها
على  الورق ..

وسجّل فصول الرواية
على تواقيع الخريف
ومع بتلات البوح
تنتظم الحروف
تهيمُ
المحبة في أكواب
ملأى بالحبَق ... 

فتفتّحُ بتلاتُ الحنين
حين يُثارُ الشّوق 
بسُقيا الوَدق ..

ودمع العين راعيها
والقلب يهمسُ
قد تعافى
وما هلك ...

قد فاقَ واستنار الدّرب
وجدّد ليالي الحبّ
على ميس الشّفق ..

يا راعيَ القلب العليل
دام نبضُك في الحياة
بلسما
كي يستريحَ الفكرُ
في اللّيل الطّويل  ..
كنجم أوثقَ سيرَه
يسطعُ في الفَلك . 
بقلمي خوله رمضان

الأربعاء، 13 نوفمبر 2019

بوح صورة ارتجالي/ للشاعر كمال يوسف

الرابطة الشعرية العربية :
من مساجلاتي المتواضعة في بوح صورة

توكأت الهوينـى فوق ظلّـي
لعلّـي أذكـرُ المـاضـي، لعلّـي

تذكرت الطفولة ويح قلبـي
وأيـامـا تَـوَلَّـت ،  لـم  تُــوَلِّ

فذكراها تعشِّشُ في خيالي
فتـأتيـنـي  بعكـاز  التـجلّـي

أشـقُّ الظـل نُكـرانـا لعُمـري
وأرتق ثوب ذاكـرة التَّسلّي

ارتجال ـ كمال يوسف
  دمشق ٢٠١٩/١١/١٤
       ١٢.٢٠ ص

الاثنين، 11 نوفمبر 2019

عتاب وعذاب للشاعر كمال يوسف

خاص بالمسابقة ،، شاعر عكاظ 23
في مجاراة أمير الشعراء أحمد شوقي.

           (عتابٌ وعذاب)

لا جَــوْرَ فـي عَـتَبٍ و لا أتَـرَفَّـقُ
بِـالـلَّـومِ أقسوْ و الحشا تـتـمـزَّقُ

ضـاقَ الفـؤادُ بها فزادت لوعَتـي
قلـبٌ يَحِـنُّ لَـهـا و دَمـعٌ  يُـهــرَقُ

لولا العِتـابُ لمَـا تأجَّـجَ خـافِقـي
شوقـًا ولا شمسُ الـمَـودَّةِ تُشرِقُ

فالحـبُّ أقـوى لـو بَـدا كَمـلامَـةٍ
كالرِّيحِ تعصِفُ بالغصونِ فتورِقُ

كـالبحر أشبَـهُ باللَّـواعـج موجُـهُ
حينـًا أهيـمُ بهـا و حينـًا أغــرَقُ

يستوطنُ الجوريُّ فـي وجناتِهـا
وعلـى  لَـمـاهـا  قبلَــةٌ  تَـتَحَـرَّقُ

خَـلّـي سَبيـل الآهِ  إنّـي عـاشـقٌ
ولتمطري من صِيدِ وصلِكِ أُغْدَقُ

وتعربَشي كالياسَمينِ على يديْ
فعلى يَدَيَّ جنـونُ شوقٍ يَنطِـقُ

لا تُوصِدي بابَ الوصالِ، تعطُّفـًا
فإذا هجـرتِ فـأيَّ بـابٍ أطـرقُ؟

شُدّي وِثاقَ الودِّ فِيَّ وأغضِضِي
طَـرفَ المذمَّـةِ فالمُعنّـى يوثَـقُ

كم يُطرِبُ الأسماعَ منّي شَدوُها
عصفـورةُ الأفنانِ حينَ تزقـزِقُ

قالت: أحبكَ، قلتُ: عُذرًا، كَـرِّرِيْ
أو أَنصِتي خوفَ المشاعِرِ تُسرَقُ

بقلمي ـ كمال يوسف
دمشق  ٢٠١٩/١١/١٠

الجمعة، 18 أكتوبر 2019

دليلي بقلمي خوله رمضان

بعنوان  /  دليلي

ما زلتُ استلهمُ الأفكار
‏في ليلي
‏احلمُ بالسلام عبر
‏مسيري ...
‏وأجتازُ المسافات
‏وأعبرُ الحدود 
‏في تفكيري ...
تلاحقني الخيالات
وبعض تأويلات
تستقرُّ في  ضميري ...
أُرخي حبالَ الشّوق
والأمان ..
وأهدمُ جبلا من الأحزان
كي أواجهَ مصيري ..
ف‏أسكبُ الآهات على مائدة 
‏اللُيل ..
‏ واجتازُ في تأمُّلاتي  
‏قصة سقطاتٍ  أتى بها لساني
‏في الوقتِ العسيرِ ...
‏فيجتاحني الصّمتِ
‏نبراسّ هداية
‏يهدمُ  الأوهام في مخيّلتي 
  ويضيء دربي بالأمل  المنيرِ ..
‏ويرتّلُ تأويلات اراحتني  
‏اكتشفتها
‏في الوقتِ العسير,...
‏وووضعتُها على مائدة
‏السّلام لقلبي
‏حين المسيرِ ...
‏وغارت أفكارٌ  اجتاحتني
‏وتساؤلات ثكلى
تثيرُ إحساسي ...
  ‏تسدلُ الجفون على
  ‏أنفاسي ...
‏    فتتبعني حمامةُ السّلام
‏  تؤازرني 
تدنيني من مرامي  .... 
تغتالُ في الهوى أحلامي ...
تسترجعُ معي ذكرياتٍ 
أرهقتني
  فعثرتُ في أعماقي
  ‏على خارطةٍ
  ‏ قد دُرستٔ ملامحها
  ‏فيها  
بعض أخبارٍ بائدة
من الزّمن  الجميل ...
قادتني إلى طلاسمَ
ليسَ لها تفسيرِ ...
لكنّها  حجَّتي الخارقة
‏ ‏وفيها دليلي ...
بقلمي خوله رمضان

السبت، 5 أكتوبر 2019

نقد للأديبة الناقدةخوله رمضان لخاطرة تائهة للأديبة المغربية همس كلمات ثورية

1
الرؤية النّقدية المقدّمة من قبلي خوله رمضان   لخاطرة "تائهة"  عبر حلقات في ظلال النّقد .
          للأديبة المتألقة المغربية همس كلمات ثورية
إلى عشاق النّقد
نجوم لمعوا في سماء { همسات فوق أوراق الصّمت }
واسعدونا براقي حروفهم
وأبهرونا بزخات أقلامهم
فوجب علينا أن نهديهم إهداء شرفيا يليق بهم
وهي رؤية لما أبدعوا من سحر الأدب
اخترنا لكم هذا الأسبوع خاطرة   { تائهة }
للأديبة الأديبة المغربية المتألقة حيمواد ثورية.
وإليكم الرّؤيّة النّقدية المبسّطة وما يختبئ وراءها من ظلال وانعكاسات .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

لمحة عن حياة الأديبة
-------------------
الاسم .ثورية
النسب ..حيمواد
من مواليد 03.03.1973
المدينة.. أسفي
الدولة .،المغرب.
الهواية كتابة الشعر 
أحب المطالعة والطبيعة والموسيقى

وإليكم النّص
-----------
  بعنوان : تائهة  
وَأمْضِى بَيْنَ الْحروفِ تائِهةً
وأنْتقِي مِنَ الْكلمَاتِ أجملهاَ
أُوَاسِي بـهَا الْقَلْبـَ الجريحَ
تُشْفِيهِ كلِماتٌ مَلغومةٌ بالأكاذيبَِ
مِنْ فراقِ مَنْ كَانَ هُنَا
كَان أغلَى اُلناسِ
مَنْ كاَنَ اسْمُهُ تُرَدِدُهُ الشِفاهْ
كََلحْنَ مُوسِيقى َ
و أجمل الأشعار
بها تجودُ
انتَظِرْ قَلِيلاً بعدُ
فَمازِلْتُ أَحْكِي
وَالْحَكْيُ طويلٌ
طُولَ سَنَواتِ عمرٍ مضـَى
وبقدرِ فرحةِ صبية
ٍِ حين تمسك دميةً
أكتبُ كلماتيِ
بحرقةِ الوداعِ دون كلماتٍ
وغيابِ الأحبابِ  عن العيونِ
رَحَلُواْ وتَركُواْ ذِكْرَياتٍ
تُواسِينِي تِلكَ الكلماتُ
أُردِدُهَا  فِي لَحظةِ اشْتياق ٍ
وأمْسَحُ تِلكَ الدمعةَالوَحِيدةَ
كَوحْدَتِي بعْدَ الفُراقِ
وأحملُ ذكرياتِي
وأُخْفيِ  آهاتِي
وأبْتسمُ أمام َالنظَراتِ
تُراقبنيِ  من وراءِ الستـارِ
فُضولُ عيونٍ تحبُ الحديـــثَََََ
عَنْ ماضٍ انتهــــَى
كان حزيناً
أخذ َ من العمر سنواتٍ
كانت جميلةً في لحظاتٍ
ممْزوجَةٌ بدموعٍ تَحملهَا وآهاتٍ
حين همستُ  في لحظةِ جنونٍ
أن الحبَ  لا يموتُ
هل أَخبرْتكَ أن الكلمَات جنون حروفٍ؟
تأتي دون ترتيبٍ
فَوضى بين السطورِ
بوح شاعرٍ مجنونٍ
يعشق الرقص بالكلماتِ
يجملها  بالحركاتِ
تعجبني تلك الكلماتُ
حين تجود بها الأقلامُ
في لحظة سكونٍ
قالت مات الحب
وضاعت قصة ليلى والمجنونْ
قالوا كان حباً
كان عشقاً
كان أكاذيبُ كلماتٍ
جاد بها المجنونُ
وصدقتها ليلى
شِعْرًا به صَار مشهوراً
ضاعت ليلى مع شِعِْر  الْمجنونْ
رحل دون وداعٍ
كانت ليلى هنا وكان قيسٌ
قصة من فصولٍ
وسردٍ بلا نهايةٍ
لَيلَى والمجنونْ
كَانت أجْمِل حِكايةً...

ثورية حيمواد

الشّكل البصريّ للنّص :
--------------------
نص نثري وجداني رمزي نفسي  على شكل خاطرة غير مقفاة ..
المعنونة بعنوان : تائهة
        
الصورة الكلّية للنّص
----------------
خاطرة نثرية وجدانيّة رمزيّة اجتماعيّة ، تأتي نهاية لتجربة إنسانيّة .
نبدأ من العنوان وهو بعنوان : تائهة 
تائهة اسم فاعل من الفعل تاه أي فقد زمام الأمر   .
والتوهان يؤدي لنهايات حزينة غالبا
والنّهاية ضد البداية
وكل نهاية لا بد لها من بداية .
هذا العنوان الموحي جزء من منظومة الفلسفة الكونية ، النهاية حتمية والبقاء مطلب لا يتحقق للكائنات الحية ، وكذلك
البقاء مطلب غير واقعي للحضارات مهما مرّ عليها من عهود وازمان .. تبقى الحضارة في تطور حتى تنهار حينما تصل قمة الهرم .

العنوان بحد ذاته قصة واختزال للأحداث
التي تريدها الكاتبة ..
هل وُفقت الكاتبة في هذا العنوان ؟
بالرجوع إلى مائدة النص وعرض الأحداث والمشاعر نجد توافقا بينهما ..
فهناك عنصر مبهم في العنوان تفسيره
ما ورد في النّص النّثري من أفكار .
فماذا تقصد الشاعرة بقولها تائهة  ؟وأي نهاية  بعد هذا التيه  يا ترى ؟ هل هي نهاية قصة وجدانية وتجربة شعورية أم ماذا ؟
سنتابع  كل ما له علاقة بمشاعرها في تلك الحالة الشعورية التي تعيشها .
تعيش لحظات افتقاد وشوق ...
وهذا هو الدليل من قولها :

وَأمْضِى بَيْنَ الْحروفِ تائِهةً
وأنْتقِي مِنَ الْكلمَاتِ أجملهاَ
أُوَاسِي بـهَا الْقَلْبـَ الجريحَ
تُشْفِيهِ كلِماتٌ مَلغومةٌ بالأكاذيبَِ
مِنْ فراقِ مَنْ كَانَ هُنَا
كَان أغلَى اُلناسِ
مَنْ كاَنَ اسْمُهُ تُرَدِدُهُ الشِفاهْ
كََلحْنَ مُوسِيقى َ
و أجمل الأشعار
بها تجودُ
انتَظِرْ قَلِيلاً بعدُ

فَمازِلْتُ أَحْكِي
وَالْحَكْيُ طويلٌ
طُولَ سَنَواتِ عمرٍ مضـَى
وبقدرِ فرحةِ صبية
ٍِ حين تمسك دميةً
أكتبُ كلماتيِ
بحرقةِ الوداعِ دون كلماتٍ
وغيابِ الأحبابِ  عن العيونِ
رَحَلُواْ وتَركُواْ ذِكْرَياتٍ
تُواسِينِي تِلكَ الكلماتُ
أُردِدُهَا  فِي لَحظةِ اشْتياق ٍ

نلاحظ هنا بين السطور افتقاد للحبيب الغائب والأحباب الذين غادروا  وشوق للقاء طال افتقاده ...
وسنأتي على هذه الأفكار بالتفصيل .
النص إنساني انطلق من الذّات والنّفس التي تخص الكاتبة الى نفس كل قارئ لتلك السُّطور  .... عاطفة إنسانية ... تكتنف جميع
النفوس البشرية نظرا للعاطفة الوجدانية التي يشترك بها بني الإنسان ...
التّطلع للقاء بعد الفراق .. الشوق للغيّاب....
انهمار الأحاسيس والمشاعر الإنسانية
في لحظات التَّجلّي النّفسي والوجداني .. شيء رائع  يردُ في نفس كل إنسان سويّ  وتنبع تلك المشاعر من الدّاخل بتتابع جميل   وبدرجة من الرومانسيّه والتّدفُّق الوجداني  ...
هل. وُفُقت الأديبة بالتّعبير عن ذاتها ؟
استطاعت الكاتبة حميواد  أن تنقلنا
لحالتها الشُّعورية من خلال تفاعلها الثّري
مع الأحداث . ، بعد هذا الفقد لجأت للحروف لتلقي بظلال مأساتها على الورق. من خلال مواساتها لقلبها الجريح .
من اين جاءت كلمة أكاذيب ؟
اعترفت الأديبة أنها تكذب على ذاتها لتطمئن  قلبها الجريح بكلمات مواساة  لأن فقد الأحبة مأساة بحدّ ذاتها لا يداويها كتابة الحروف ولكن هي مجرّد مواساة عبر كلمات تشفيها من داء الشوق. 
وَأمْضِى بَيْنَ الْحروفِ تائِهةً
وأنْتقِي مِنَ الْكلمَاتِ أجملهاَ
أُوَاسِي بـهَا الْقَلْبـَ الجريحَ
تُشْفِيهِ كلِماتٌ مَلغومةٌ بالأكاذيبَِ
- ما العلاقة التي تربط كاتبة النص
بمن غادر ؟
نلاحظ اسم التّفضيل أغلى
إذن كان صورة لحبّ قوي جعله أغلى الناس
قالت الأديبة :
كَان أغلَى اُلناسِ
مَنْ كاَنَ اسْمُهُ تُرَدِدُهُ الشِفاهْ
كََلحْنَ مُوسِيقى َ
و أجمل الأشعار
بها تجودُ
انتَظِرْ قَلِيلاً بعدُ
فَمازِلْتُ أَحْكِي
وَالْحَكْيُ طويلٌ
طُولَ سَنَواتِ عمرٍ مضـَى
وبقدرِ فرحةِ صبية
ٍِ حين تمسك دميةً
أكتبُ كلماتيِ

ما هي الصورة التي رسمتها الكاتبة للوداع ؟

أما الوداع بين ذات الشّخصيّة المحبّة ومن رحل فكان بالصّمت الذي هو ابلغ من الكلام

فقالت :
بحرقةِ الوداعِ دون كلماتٍ
وغيابِ الأحبابِ  عن العيونِ
رَحَلُواْ وتَركُواْ ذِكْرَياتٍ
تُواسِينِي تِلكَ الكلماتُ

لكن كيف اصبحت حياتها بعد الفراق ؟
تعيش لحظات الشّوق
وتستقبل الدمعة الوحيدة ، وهذه قمة الوفاء
ونلاحظ وصف الدمعة بالوحيدة دليل الكبت العارم الذي يشملها فهناك من يراقبها . ولا تريد لنفسها الضّعف.

فقالت :
أُردِدُهَا  فِي لَحظةِ اشْتياق ٍ
وأمْسَحُ تِلكَ الدمعةَالوَحِيدةَ
كَوحْدَتِي بعْدَ الفُراقِ
وأحملُ ذكرياتِي
وأُخْفيِ  آهاتِي
وأبْتسمُ أمام َالنظَراتِ
تُراقبنيِ  من وراءِ الستـارِ
فُضولُ عيونٍ تحبُ الحديـــثَََََ
عَنْ ماضٍ انتهــــَى
كان حزيناً
أخذ َ من العمر سنواتٍ

كيف كانت سنواتها بعد الفراق ؟
حسرة على حب ضاع دون وداع
فهي تهمس بجنون
أنّ الحبّ لا يموت .
يا ترى من هي الذّات التي همست انّ الحبّ لا يموت ؟ هي من افتقدت غياب الحبيب
بالتأكيد  .

فهل هي ذات الأديبة ؟
قالت :
كانت جميلةً في لحظاتٍ
ممْزوجَةٌ بدموعٍ تَحملهَا وآهاتٍ
حين همستُ  في لحظةِ جنونٍ
أن الحبَ  لا يموتُ
لكن كيف ربطت الشاعرة بين قصتها وقصة المجنون ؟
نسبت الشاعرة الجنون للحروف فحينما غاب الحبيب تمردت الحروف فجاءت الكلمات من مخاض جنون الحروف ، والجنون ليس به نظام او حكمة في ترتيب الكلمات والدّليل قولها :

هل أَخبرْتكَ أن الكلمَات جنون حروفٍ؟
تأتي دون ترتيبٍ
فَوضى بين السطورِ
بوح شاعرٍ مجنونٍ
يعشق الرقص بالكلماتِ
يجملها  بالحركاتِ
تعجبني تلك الكلماتُ
حين تجود بها الأقلامُ
في لحظة سكونٍ

إذن هو الضغط النفسي بعد الغياب ، اجبرها
على ذلك الموقف . بهذا الغياب صارت تهذي بقصة قيس لدرجة أنها أدركت لوهلة بموت الحبّ . فاعترفت بهذا بجملة صريحة
‏وتابعت قولها : في لحظة سكون مات الحب. 
وضاعت قصة ليلى والمجنونْ
قالوا كان حباً
كان عشقاً
كان أكاذيبُ كلماتٍ
جاد بها المجنونُ
وصدقتها ليلى
شِعْرًا به صَار مشهوراً
ضاعت ليلى مع شِعِْر  الْمجنونْ
رحل دون وداعٍ

نلاحظ أنها  قالت سابقا : الحب لا يموت
والآن تؤكّد موت الحبّ باستخدام فعل ماض مؤكد .
فكيف نفسر ذلك ؟
تفسير ذلك نها ذاقت مرارة الفراق وفقدت الأمل بهذا الحب ، وخصوصا أنه أخذ سنوات عمرها معه ، و ظلت تهذي بالكلمات  لتداوي قلبها الجريح ، وحاولت مرارا أن تهدّئ من روعها ولكنها بهذا العمل كبتت مشاعرها
ووصلت لموقف يشبه موقف قيس حينما مات من أجل ليلى .
فقدت الثّقة بالحبّ وحصلت الكارثة لدرجة أنّها طعنت بقصة الحب تلك واعتبرتها أكاذيب كلمات ، مجرد كلمات جاء بها قيس واشتهر بها .وبعد كل هذا الحبّ رحل عن الدنيا دون وداع  ولم يلتق بليلى .
لكن كما نعلم أن الموت نهاية مؤكّدة لكلّ الأحداث . لكن الأديبة أماتت الحب برحيله لأنه رحل دون وداع تماما كما حصل بقصة الحبّ التي تتحدث عنها.
فهل أنصفت اديبتنا قيس بهذا الحكم ؟
  هل هو كاذب مخادع لم يحبّ أصلا بل قال شعرا به صار مشهورا كما ذكرت ؟
وهذا الرأي من أديبتنا ربما ينطبق على قصة تسردها  اديبتنا فقط . اما قيس فقد غاب عن ليلى لأن والدها رفضه فهام على وجهه في الصحراء حتى وجدوه ميتا ..
وقد كان انتشار خبر مرض ليلى في العراق سببا  في مرض قيس وتأكيدا على وفائه حتى بعد معرفته بأنها تزوجت .
‏فالحكم من اديبتنا لم يكن مناسبا لموقف قيس وليلى، لأننا نعلم كم استمات قيس لأجل ليلى وكيف صارت قصته مضربا للوفاء بين الأحبة  . أما السّبب الرئيس في فقدان المجنون لليلى فهو تناقل العربان لشعره وغزله مما جعل والدها يغضب منه ويرفض تزويجه بها .

كانت ليلى هنا وكان قيسٌ
قصة من فصولٍ
وسردٍ بلا نهايةٍ
لَيلَى والمجنونْ
كَانت أجْمِل حِكايةً...
إنها حكاية تداولها الرواة واستقوا احداثها من شعر قيس بن الملوح الجاهلي  تبعا لما اشتهر به من شعر الغزل العذري . قصة بطل نعلم بوفائه وموته بسبب بعده عن محبوبته التي اجبرت على الزواج من رجل آخر .

بعد أن حكمت الأديبة  على الحبّ بأنه حبٌّ كاذب تبعا لواقعها الشُّعوري وتدفّق ذكرياتها
فهي تعتبر رغم وفائها أنّ كل الحكاية كذب وتدليس باسم الحب .
فهنا كان قيس وهنا كانت ليلى مجرد قصة مكتملة الفصول ..ثم تأتي أديبتنا على ذكر قصة العشق تلك .
أنها قصة لأديبة تنسج من حروفها قصة نثرية غزلية ويأتي الوصف أحيانا بضمير المتكلم وأحيانا بضمير الجمع  ، لكن ارى أنها اسقاطات من قبل الكاتبة على أحداث القصة التاريخية لقيس كي تلقي بظلال تجربتها الشّعورية على القصة الشّعرية التّاريخية لقيس وليلى .لتبيّن لنا الكذبة التي تعيشها النّفس الإنسانية . فالرّحيل بلا سبب مقنع
جعلها تسقط تجربتها على قصة قيس .
في نظرتها أن الحب ما هو إلا أكاذيب ، لأنّ الرّحيل والفراق أكبر ظاهرة للخداع والتّدليس وعدم الوفاء. لكن لا ننسى الموانع التي تحول أحيانا من اجتماع الأحبة وأغلبها موانع اجتماعية كما حصل مع قيس وليلى .
واحيانا يكون الموت سببا آخر ، وأحيانا يكون عدم وفاء أحد الطرفين .

هل وفّقت الكاتبة في هذا الإسقاط النّفسي لدرجة أنها جعلت هذا الحب التاريخي كاذبا  ؟
ربما حمّلت الكاتبة قيس المسؤولية بفقده ليلى . فقد قال كلمات من الشعر العذري جعلته مشهورا بين العربان .
  ثم  تناقل العربان شعره وغزله مما جعل والدها يغضب منه ويرفض تزويجه بها .
وهنا نفهم لماذا قالت الكاتبة  :
ضاعت ليلى مع شعر المجنون .
رحل دون وداع

وإني أسال اديبتنا
هل الموت أديبتنا كان سببا للفراق الذي تحدثت عنه ؟ وخصوصا أنّك قارنت بين قصتين قصة وداع الحبيب في نثريتك وقصة موت قيس في سبيل حبّه .
ونحن نعلم أن الفراق تمّ قبل موت قيس بمجرد ان أرغِمتٔ  ليلى على الزّواج برجل غيره. فهل هذا هو الواقع الذي حصل
في قصة الحب التي تحدثتِ عنها في نثريتك وخاصة أن محور الحديث عن الفراق دون وداع .  ؟
ولك الحرية بالإجابة الصريحة عن السؤال . 

اللغة ومعجم الأديبة .
------------------
نلاحظ الكم الهائل من كلمات الوداع والرّحيل والفراق والذكريات والحزن والحب
الغياب الأحباب الاشتياق ، التيه ، الدموع ، الآهات الجنون، الأكاذيب .
كل هذه الكلمات والمقارنات جعلت من نص اديبتنا نصا رومانسيا وجدانيا نفسيا تغلب فيه العواطف الوجدانية كالحب والعذاب والآهات واليأس والإحباط  .

البؤرة الثابتة
-------------
هو الحب والوفاء الذي آمنت به الكاتبة ، هو الجنون بأن الحب لا يموت .
هو سنوات العمر التي قضتها بالانتظار، هو الإيمان بحتمية اللقاء.

البؤرة المتحولة
--------------
اكتشافها لكذبة الحبّ ، لان الرّحيل جاء دون وداع ، وربما كما قلت كان الموت وراء هذا الفراق بلا وداع، وربما لسبب آخر لا نعلمه .
التّحول في تفكير الكاتبة هو عقدة النّثرية
وبؤرتها المتحولة لدرجة أنها طعنت بالوفاء.
وأسقطت نتيجة الفراق الذي حصل معها على قصة المجنون فقالت :
كان حبا ..  كان عشقا ... كان أكاذيب كلمات
وصلت الكاتبة  لدرجة اليأس والإحباط . رغم أن قصة قيس بذاتها كانت اجمل حكاية ، وقصة من فصول وسرد بلا نهاية .

البلاغة والخيال
------------------
نقلتنا الكاتبة إلى أجوائها النّفسية عبر الكلمات الموحية والتشبيهات والاستعارات والكنايات .
فعلى سبيل المثال :
تشفيه كلمات ملغومة بالأكاذيب
شبهت الكلمات الكاذبة  بالألغام لها وقع كبير في شفاء القلب الجريح.
وقولها : بوح شاعر مجنون يعشق الرقص بالكلمات .
شبهت بوح الشاعر بكلمات الحب بالرقص
كناية عن المتعة التي يجدها في كتابات الغزل.
شبهت الحب بالإنسان الذي يموت على سبيل الاستعارة التصريحية .
في قولها : أن الحبّ لا يموت
ومات الحب
المعذرة على هذه الإطالة فهناك الكثير ايضا ولكنّي اختصرت كي لا أطيل عليكم.

إضاءة على النّص
---------------
هذا النّص غني بالمفردات الجميلة والصُّور الشعرية الرائعة والإسقاطات النّفسية على قصة قيس وليلى التي اثارت عدة تساؤلات
‏إبداعية .. هذا النّص الرومانسي النّفسي في نظري يحتاج للنقد النّفسي ، وقد اشتهرت النّظرية النّفسية في معالجة مثل هذه النصوص عند بعض النُّقاد القدامى مثل : افلاطون وابن قتيبة والجرجاني .
‏وغيرهم من النقاد الغربيين .

‏أشكرك اديبتنا ا. همس كلمات ثورية
بارك الله بك وحفظك مع المزيد
من التقدم في ميدان الأدب الذي خضتيه
بكلّ انفتاح على هذا المجال .. فقد كانت الرومانسيّة رفيقتك .. كل هذا سببه جمال نفسك الفيّاضة بالعطاء ومشاعرك الرقيقة  ..
 
هذا الجهد المتواضع مني هديّة لك  تحياتي وتقديري لتواضعك وحكمك على نفسك بأنك   
هاوية ولست بأديبة متمرّسة .

ألف شكر أديبتنا الراقية همسة عتاب وأديبنا الفذ اشرف سعد لهذا التوجيه من قبلكم  .. كان معكم :
     خولة رمضان
ضمن فعاليات وبرامج مجلة همسات فوق أوراق الصّمت .
 
ألف شكر لكل المتابعين