الاثنين، 29 يناير 2018

قصة تحت الركام للمبدعة القاصة خولة رمضاان

قصة قصيرة
تتحدث عن جهاد الشعب الفلسطيني في غزة الجريحة وهي بعنوان / تحت الركام
  قصة حقيقية ...

قصة قصيرة  بقلم  خولة رمضان
بعنوان / تحت الركام

تنعمت بدلال ذويها .. ولكن شاء القدر  ان تحيا في ظل حرب ابادة شبه دائمة في غزة الجريحة .. جمالها  لا يدانيه جمال في مقابيس الجمال ،عينان خضراوان مع
بشرة حنطية طاغية ..
     تابعها صديق طفولتها حتى كبرت واستنشق عطر جمالها وفاز منها باول كلمة عشق في الدراسة الجامعية . ، لم تسعها الدنيا عندما تقدم لخطبتها . .. وانعكس الجمال على قلبيهما وهما يعبران جسر المحبة الى مسرح  الحياة  الصاخب .وامتد بهما الزمن يعدهما بالحب  بعد رحلة انجاب لثلاث من الإناث.
ما زال الحب يتنامى .والعواطف في تدفق مستمر .. لم يفكر يوما بالزواج من غيرها كما نصحه البعض ليظفر بمولود ذكر .
  وبعد هذا العمر وقد تعدت الأربعين ...شاء القدر ان يرزقا بهبة الروح .. الأمل الذي
  تمناه في سره ، لم تسعه الدنيا حينما علم أنّ ولي العهد قادم ..وأنه سيظفر بأخ لبناته الثلاث ،تجددت أمنياته باكتمال سرب العأئلة فوجود الذكر امنيته التي لم يبح بها يوما.
  بعد ولادتها خاطبته والدموع تخضب عينيها : هل سيكبر طفلنا هل نستطيع ان نربيه معا بلا خوف !؟
  ليتني استطيع أن اخبئه بين اضلاعي
  لا أريد أن يكبر جنبا إلى جنب مع حرب بشعة لا تميز الطفوله ...
    كل هذا الوضع المأساوي رأته حنين بعيون نازفة .. 
     فهنا حرب إبادة  يتعمدها المستعمر الغاشم ..وحشية عنيفة يتبناها ذوو القلوب الحاقدة .
تنهدت بعمق وحسرة وألم وهي تحاول نسيان الجرح الغائر في أعماقها  ...تحاول ان تخلد الى النوم الهادئء كي تنسى مأساتها .. ولكن هيهات ..تتقلب يمنة ويسرة ..تتغلب عليها دموعها وتأبى إلا أن تبلل وسادتها ، تنتفض بشدة وهي تغالب دموعها ثم تعود الى واقعها كعصفور بلله القطر ...
     تعيش حنين مع زوجها وعائلتها
وأطفالها  فلذات كبدها،ومستقر هواها
وسر طمأنينتها ...  أسرة سعيدة وادعة راضية بقسمتها ،ولم ينغص على قلبها شيء إلا تهديدات المعتدين بالانتقام ممن زعزع  أمنهم وسلامتهم . رغم ذلك كانت تتعطر بالإيمان الذي ترسو على بره وبما وهبها الله من رضا وسداد راي .
        جلسا معا على الشرفة ذات يوم ،وقف الى جوارها يؤكد ولاءه  ويؤكد حبه المستديم .
        خاطبها  جمال قائلا :
        انظري حنين الى البعيد ..هل تشاهدين دبابات العدو إنّها متجهة نحو مدينتنا ، هل
        سنذوق ويلات الحرب التي ذاقها مخيم جنين ؟
       عقد الخوف لسانها وارتبكت بشدة
     وبدا عليها الهلع ..وغصت الكلمات في حلقها ..ولم تجب ..
             حبيبتي ما بالك؟
     وبعد عناء أجابت:   -  انا لا اخاف على نفسي انا أتلوع حسرة  عليكم .. انهمرت الدموع على وجنتيها فزادت حمرة خدودها
     فبدت اجمل الكائنات على قلبه كصبية
     في عمر الورود.
       امتدت يده الى وجنتيها يمسح دموعها
       بأصابعه ويهمس لها بكلمات العاشق الحزين .. وخاطبها :
               - حبيبتي ،:'قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ،"ودعها وهو يرنو إليها وإلى أطفاله بقلب ينبض حبا ، وخطا الى الخلف قليلا والتفت اليهم وغصت عيناه بالدموع.
  خرج جمال ليرى  المتاريس وأكياس الرمل تملأ الطرق  ...
       علم حينها انّ الحرب الضروس على
       وشك الوقوع . والآن عليه أن ينجز المهمة الموكلة إليه ، عليه أن يقف شامخا ليقوم بمهمته على أكمل وجه. الموقف صعب  ولكنه سيخرج ليقابل أصدقاءه ويضع
يده في ايديهم .
       كان اللقاء المبدئي بينهم في شقة اسفل العمارة التي يقطنها .. اجتمع بهم وقرروا كل شيء .
           المشكلة التي يعاني منها هو  والمجاهدون ندرة السلاح بالمقارنة مع تجهيزات العدو .. ولكن هو الآن في حلبة   المواجهة .. 
   اقتربت إحدى الدبابات من الحاجز .. انهال عليها سيل من القنابل اليدوية  من قِبل المدافعين.
ولكن كيف يكون للقنابل اليدوية  وقع وهناك  وابل من الغارات الجوية  صعدها جيش الاحتلال باتجاه غزة !!!
   تناوشته الأفكار وسيطرت عليه هواجس القلق ، هل يستمر مع إخوانه ام يعود أدراجه
لبيته ليربي ابنه الرضيع وبناته  ..

  وفجأة  وبلا سابق إنذار ، تطايرت الحمم وأضاءت السماء وعلا تكبير المجاهدين الشرفاء  فقد  استطاعوا تفجير الدبابة الصهيونية بمن فيها  .وتردد الصوت  يجلجل في أنحاء غزة الجريحة .
  انتفض أهل غزة للدفاع عنها  ،  وغصت الطرق بالمقاومين هنا وهناك.
  أما العدو فقد  زلزلت هذه الحادثة كيانهم وباتوا يخططون للانتقام من أهل غزة .
   عاد جمال إلى البيت . فاستقرت نفس حنين وخيم الهدوء على قلبها المتعب
   واحتضنته بحنان تمسح شعره
    وخاطبته : حمدا لله على سلامتك.
     وتابعت سمعتُ دوي انفجار هائل  فاصابني إعصار من القلق . الحمد لله أنك بخير . وغالبتها دموعها بشرف الإباء والتّرفع
     عن الضعف .
     وبعد هذا الحادثة لم يهنأ العدو , بل
    استمر  في البحث والتدقيق ،والتفتيش  عمن فجّر الدبابة .
    اما جمال فوسوست له نفسه بالرحيل من شقته وعقد العزم على ذلك .

   هو يعلم ان العدو لا بدّ باستخباراته
    القذرة أن يتوصل لمقر المجاهدين .
    وإن توصل لمقرهم فسيهدم العمارة بأكملها على رؤوس أصحابها .  
   
    صراع في داخله يمنعه النوم ..ويفجر الأسى والخوف في اعماقه . فالعدو لن يرحم احدا .
    لو علم أمر هذه الشقة سيفجر العمارة بأكملها ، الخونة لهم أساليبهم في ايصال
    المعلومات الى العدو الإسرائيلي.
    واستمر يوشوش نفسه وزوجته تلاحقه بأسئلتها ..
- ما بك حبيبي اسمعك تتمتم ؟
- لا شيء حياتي فقط استغفر واسبح .
  لم. يشأ ان يزيد مخاوفها.
-  . اسمعي حبيبتي خذي بعض الملابس
  والحاجيات وهيا انطلقي مع البنات
  الى بيت اهلي بسرعة غاليتي.
  - ولكن لم ؟
_  لا تسالي ونفذي بسرعة وانا سأتبعك مع انس بعد ان يصحو من نومه .
  هيا لا تتباطئي. سألته وقد اغرورقت عيناها بالدموع : لم تريدني أن أغادر.؟
  أجابها: أشك ان العمارة على وشك ان تقصف .

ارتعدت فرائصها وهي تسمع ما ذكر
  نفذت له ما أراد واستعدت للمغادرة مع بناتها طبعت قبلة على جبينه وتحسست انس بيديها الحانيتين . وغادرت مع بناتها وهي في قمة الأسى والخوف على
  وحيدها وزوجها.
  قالت : لا تتأخر بالمجيء حبيبي سانتظرك
  وغادرت وعيناها مغرورقتان بالدموع
 
ونظرها مصوب لشقتها.وقدماها تتراقصان
  هلعا وخوفا. وكأن ّ نفسها تحدثها بأن القادم لن يرضيها .شعور خفيّ يثنيها عن المتابعة ولكن هيهات لها ذلك.
    ظل جمال واجما وهو  يرقب من عين الباب السحرية رجالا يصعدون السلم إلى
    الأعلى يبدو انهم ذاهبون لسطح العمارة.  
    - ترى ماذا فعلوا ؟ هو يعلم أنّ الخيانة
    أقوى العوامل في تحطيم المقاومة ، وهي اليد الخفية في زرع الفتنة والفساد ..تمنى لو
    يستطيع كشف المؤامرات الخفية التي داهمته على حين غِرّة .
    تذكر شيئا ..هناك جهاز  يضعه الخائنون
    على اسطح العمارات وهذا الجهاز مربوط مع الطائرات الجوية ليدلها على رجال المقاومة .. بهدف تصفية  المجاهدين .
   
   ثم تقصف الطائرة هذه العمارة  بكل ثقة
   فالجهاز المزروع على سطحها دليلهم
   إليها.
    في نظرهم أن من فيها لا يستحق العيش هو خصمهم اللدود .أدرك جمال ان العمارة على وشك القصف ، وان الحل الوحيد هو إخلاء العمارة من السكان.
    وتناوشته الهموم واحتار ما يفعل هل يهرب مع وحيده  ام يخلي العمارة ام يصعد الى سطح العمارة ويلغي عمل الجهاز ، لا يعلم   بم يبدأ اولا .
    وفجأة خطرت على باله فكرة جهاز الإنذار
    داس عليه منذرا فخرج السكان الى الادراج مستفسرون فصرخ بأعلى ما عنده
    هيا غادروا ستقصف العمارة.
    بدأ السكان بالهروب . تذكر وحيده انس
    ما زال نائما ولكن ايهرب معه ام يلغي الجهاز !!! ولم ينتبه الا وهو على سطح العمارة .
     
      اراد ان يحطم الجهاز المزروع (دليل الطائرات الى مقر المجاهدين  ) هو متأكد ان   الخونة من قام بزرعه ، فهل سيحالفه الحظ  قبل أن تكتشفه الطائرات الحربية الإسرائيلية ..
      

وصل السطح .. بحث هنا وهناك ..
       وجد علبة صغيرة مثبتة بالجدار
       وقبل ان يفكها تفاجأ  بهدير طائرة   تدوّي  .. وبلمح البصر نزل الى الطابق الذي يقطنه ، أراد ان يهرب مع ابنه أنس ولكن  الصاروخ الجوي كان اسرع منه.
       اخترق الصاروخ سطح العمارة
    تمتم بصمت :  يا إلهي ابني أنس ..ويلي ماذا حصل ؟
       انقلبت العمارة فجاة وتهافتت أمنياته تحت الركام ..وتكالبت عليه الحسرات .. فصار وحيده تحت الأنقاض .. والحجارة  ما زالت تتساقط. وبدأت النيران
       تشتعل ،هو الآن ما زال حيا ولكنه مصاب ...زحف باتجاه ابنه واراد ان يقبّله  قبلة الوداع ولكن هيهات له ذلك. والرّكام يحيط به من كافة الجوانب ويده تمتد
باتجاه وحيده ويتهدّج صوته باسم حبيبه أنس .
       اشتعل قلبه حمما وقطرانا وغلى الدم
       في عروقه ولام نفسه لانه لم يرسل
       أنس مع امه .ولكن هل ينفع الندم ؟
       اما هو فقد حاصرته النيران ولم يستطع
       الخروج . واستمر يزحف وينادي لينقذه  أحد ولكن لا حياة لمن تنادي  .
       تسمر في مكانه واستعد القدر ليعزف مقطوعته الشهيرة، معزوفة الشهادة تحت الركام وبين الأنقاض . وألقى الموت ظلاله على من تبقى في العمارة من كبار السن والأطفال ،أرواح بريئة تندثر وتتلاشى  شيئا فشيئا .    
       اسرع الدفاع المدني للمساعدة  وبدأت عمليات البحث عن ناجيين .
       اما حنين فقد عادت بسرعة البرق  .. كانت قد سمعت دوي انفجار عنيف  ..فاسرعت  نحو شقتها فلم تجد للعمارة  أثرا ..بكت بحسرة وعلا صراخها
  تلعن الاحتلال وتركض هنا وهناك تبحث
وتحرك الركام بيدها .
       واختلطت عبراتها مع التراب الذي تنعفه على وجهها وجبينها... أدركت ان أنس وجمال تحت الانقاض ، فاشتعل الوجد والحنين ، وذاب صمت دفين بين جوانح امرأة عاشت على الحب واستمتعت بأجمل
العلاقات الأسرية مع زوج أحبها بعنف
وترجم مشاعره لها بقوة ..
     طغى  الوجد وتسارعت نبضات قلبها حينما رأت الاجزاء المقطعة تظهر من تحت الأنقاض .غشت على عينيها ضبابيات الرؤية
هذه يد  ، وهذه رجل وهذا رأس .أجل  . يا إلهي ماذا تفعل وقد انهارت تماما وخارت قواها بين دفّات  الياس والرجاء !! أدرك الجميع ما حصل ، فراحوا  يواسونها وبكاؤهم يزداد لحظة بعد  أخرى ويختلط النحيب , وتتعالى الشهقات ، ولكنها لا تنفك تتأمل هذه الأجزاء  وتحرك  الركام  يمينا ويسارا . تبحث بهستيريا مفرطة تُندي جبين الأمة المتخاذلة .. 
اختلط الدمع والتراب والدم معا ، وتفجرت من روحها أعاصير النّدم  ونزفت انينا ووجدا قبل أن يكمل ابنها الرضيع عامه الأول.

سرت قشعريرة  بكامل بدنها .. لكنها ليست قشعريرة برد ... إنها قشعريرة القنوت والعذاب .. قشعريرة شتاء الحقد على المستعمر الغاصب ، سرت في بدنها كما تسري النار في الهشيم ، وعلا صوتها يزلزل أركان الركام وهي تنادي انس جمال ..ولا مجيب غير هدير الطائرات وصوت
الإسعاف. وهناك كان باب العمارة ما زال
شاهدا على عمارة سقطت بأكملها وبين
ركامها ابنها وحيدها الذي لن تنجب غيره
واستمرت تنظر الى خيالات تتوهمها  لوجه ابنها وزوجها خلف الباب .
تجمّدت حروف الحب على لسانها  ، واختلطت كل الأمور عليها لا تعلم أن رأيتها هل هي عاقلة ام مجنونة ، واستعدت لجرح سيطغى عليها بقية عمرها .. واستمرت في نواح يقطع القلوب ويلهب الأنين وتجمدت الحروف في حلقها   ، وتملكتها مشاعر  الحسرة والعذاب وسرت  في أوصالها  ، واستعدت لجرح مساحته كل الأيام الجميلة السابقة .. واستمرت في حديث غير مسبوق يمزق الأوصال , ويلهب الثورة على المستعمر الغاصب ويسري صداه  بين الركام .لكن لها أمل أن يكون وحيدها وزوجها بين الناجين ..وما زال البحث جاريا ...

تمت بقلمي / خولة رمضان

الجمعة، 26 يناير 2018

مليك القلب بقلمي خولة رمضان


يا مالك  القلب
قد مللت منك الهجران 
وسئمت منك الشك
والبهتان ..
سافر عبر أحلامي
نحو الغمام   ..
كفاك تنّكرا لمن
قلبها بركان  ...
كفكاك عزفا
على نبرات الشك
والتّوهان ..
تيقّن من صدق أقوالي
وخلّد في الرؤى
عنوان ....
فكل واقعنا  صار
حلما ..
بل حالة  منسية
تحتاج لبرهان ...
وتراتيل شوقنا  كبّلها
الخوف...
أدماها الحصار
تعاني مشقة الأسر
  والخذلان
لماذا التردد 
في إسعاد روح
قد ملّت منك البعد
   والهجران...
  ترفقٔ بالأماني 
  واعزف على وتر
  الشوق
  بكل أمان ...
فربما لو نبذت التردد
وغالبت الأسى
تنتعش  أوراق خريفي التي
ذبلت 
ونرددها معا
أهازيج المنى
مع الصحب  والخلّان
نتابع أبجديات حنين
في سالف الأزمان ...
وربما
في غسق الدّجى
يكون لنا
عودة وارتقاء
بلا أحزان ...  

بقلمي خولة رمضان

الخميس، 18 يناير 2018

حلم عابر

خاص بهمس الصورة
بعنوان /حلمٌ عابرٌ
شعر حرّ

في بيادر ِ الشّٙوق
نثرتُ محبتي
لأجنيها الغِلال ...
لأتهادى مع الطُّيور 
لأشتمّٙها 
تلك العطور ..
لكن تملكتني حيرة
سكنتْ ما بين
الثَّنايا واختباتْ
ما بين الصُّخور ..
فقررتُ أن
أحفرَ  اخاديدا
لأتفيّأٙ منها
الظّلال ...
لأجنيَ الأمنيات
بابتهال ...
لكنّي
  لم أصلْ إلى
  ‏ مُبتغاي  
‏لم  أحظَ بالمنال ...
وما زالَ  البحثُ
جاريا
في أجوائها 
عن ربيعٍ يشملني
عن حظّ يسعفني
فاستنهضتُ همّٙتي
وعرفتُ درب
   سعادتي ...   
واستفقتُ على
بوحٍ  ومرسال...
في حُلّةٍ   
بهيّة الجمال 
تملؤها  الورود 
بأريجها المعهود.
وطفقتُ أناظرها
حتى  تغلغلَ عطرُها
مع أنفاسي
حر ّكَ ربيعَ إحساسي

وعادت إليّ روحي
وانتعشتْ الأوصال 
ورأيتُ طيفا
حالما 
حلو الخِصال ...
وفجاة هبّت
أعاصيرٌ أنذرتني   ...
وانكفأ
مرسالُ الحبيب...
ما كنتُ اعلمُ
أنّ حظّي قد يخيب ...
وان قصصَ الحبّ 
مجرّدَ حُلمٍ عابرٕ
وحظّ عاثر ٍ
وربما  سراب ....
وما  جنيتُ  منه
إلاُ
التّيه في جوف 
العذاب ...
يا إلهي
عشتُ حُلُما بهيّا
غارقا
في الخيال ....
‏حينها عرفتُ  كيفَ
‏تبدّدَ حُلُمي

‏واستوطن في أعماقي
‏همّي....
وعزِّت الأماني
وعزّٙ الوِصال ...
‏بقلمي : خولة رمضان
الأردن

الخميس، 11 يناير 2018

حريّة السّماء

بوح الصورة
بعنوان : حرية السماء/ بقلمي خولة رمضان

يا امراة تتحدّثُ
في مخاض
الكلمات ...
وتحملُ على عاتقها
شقاء العمر
وأنين التّضحيات...
تبوحُ بأنهار من
من الحكمة
ومنها تتهادى
  العطاءات ..
بهدير  حروفها
تتنامى من يديها الخيرات  ...
ومن صمودها شهبٌ
تضيءُ الأرضَ
والسّموات..
هنيئا لنا
بمن عاتقها يضجُّ
بالتّحدّي 
وتتعطر منه النّسمات ...
هنيئا لنا بامرأة
تمدُّنا بالصّبر
تغذّي به
تاريخنا فلا كسل  ولا
خسارات  ...
هي حرية السماء المرسلة
لنساء الشرق الملهٙمات. ...
تملأ الأرض ربيعا عربيا
ومن الخريف
تورقُ بحملِها الكرامات ...
تستجدي رزقها
من رب كريم
  تتزايدُ من عطاياه
   الخيرات ...
نعيش على نبضها
تحقّقُ  ما نرجوه
من  الأمنيات ....
ربما نلتحفُ منها
الأمان 
ونرتقُ جراحنا
ونذيبُ الحسرات ...
هنيئا لنا بك من زمن
التّحدّي
نلتِ شرف الصّبر
وتقدير الثّقات...
بقلمي  خوله رمضان

السبت، 6 يناير 2018

ماذا عسى قلبي يقول

ماذا  عسى قلبي  يقول

ضمن ما يحدث
في الحياة
هناك استخفاف بالعقول ...
تاه  القلب البريء
ما بين الصخور  ....
تبعثرت  المحبة
ما بين السطور ....
هم منافقون
يظلمون 
يسلبونك السرور....
ماذا عسى قلبي أن يقول  ...
وقد مالت الشمس
نحو الأفول ....
والقلب تلوع
وأصابه الذبول ....
والبدر غاب وعم الظلام...
حينما تمنينا السلام
ربما يحدث  أمرا
من المجهول ....
كي ترتاح العقول 
ولربها تؤوب ....
وتتوب ..
نرجوك يا رباه
اغفر ما اقترفته يدانا  ....
من ذنوب ...
وفي الحق دع أقلامنا
تصول وتجول ...

بقلمي /خولة رمضان

قصة فوهة الحصن / تحطيم خط بارليف

بحمد الله ورعايته فازت قصتي بالمركز الأول في مجلة روائع الفكر الإبداعية وهي تروي حكاية أحد أبطال حرب أكتوبر الشهيد محمد زرد ....
قصة حقيقية
ألف شكر  مجلة روائع الفكر بإدارة
الشاعر عاطف عبد الله .الى مزيد من التقدم والعطاء...

خط بارليف

خاص بمسابقة روائع الفكر
قصة قصيرة
قصة  أحد ابطال حرب اكتوبر  محمد زرد

قصة قصيرة
بعنوان : فوهة الحصن
   لا يغفو رغم قواه الخارقة  النادرة فمنذ صغره نشأ في أحضان والده الذي اهتم بتدريبه في نادي رياضي ... رجل يتحدى المستحيل ، يقف على أبواب حلمه بيقظة تامه ...يعاف النوم وهو يفكرفي حدث هام لا بدّ أن يطوي حياته ..
يتخيل نفسه  وقد حطم أسطورة خط بارليف الذي لا يقهر وفق أقوال الطغاة ...وما أن تخرّج من الكلية الحربية  حتى أصبح قائدا لفرقة اللواء الحربية  المصرية .. فاكتمل حلم حياته بإتاحة الفرصة له ليكون في قافلة   الفداء  والتحرير .....
يجلس في ثكنته العسكرية متأملا ما مضى من عمره الفائت .. ويغفو على قصص البطولة التي رواها له والده الخمسيني
تتعلق عيناه بمشهد والده وهو يقوده
بيده إلى المسجد لتأدية الصلاة في وقتها....
يغفو ليجد نفسه في أحضان أمه الرؤوم
تسبغ عليه من حنانها أنهارا ...يتعلّق قلبه
ببوح فريد تتمتم به شفتاها حبا وعطفا ..
    نام وهو يدوّن رسالة شوق للقاءقريب مع والديه وأسرته... ثم تغفو عيناه قليلا ويرجع لمتابعة تدوين الرسالة وما أن غطّ في نومه. حتى جاءه الطارق ليخبره بأهمية حضوره لاجتماع طارئ مع رئيس القوات الحربية المصرية ..
لم ينس كلام معلمه في المرحلة الثانوية
وهو يقول له : إنك درّة ثمينة يا ولدي
فابحث عن الدّرة في نفسك ...ابحث عمّا
يجعلك في مصافّ الخالدين .

      وجد نفسه يبحث عن تلك الدرّة في أعماقه فتبدو لعينيه ساحرة مبهرة يتشوق  لرؤيتها حقيقة ويطمح لتفعيلها .
انتظر قطار الشوق الذي يحمله إلى منتهى
أمنياته وعذوبة توقعاته ...
   تمت ترقيته عدة مرات بسرعة فائقة حتى أصبح بفضل شجاعته قائدا لفرقة باسلة في تاريخ حرب أكتوبر ..
     لن تهزم أحلامه فهو يطمح بالمزيد. ...قفز قطار عمره بسرعة وهو يخوض التجربة في القوات الحربية الخاصة .
قال له صديق طفولته وصباه وشبابه :
أراك تتمتع  بحيوية وشجاعة منقطعة النظير  فنحن غدا على موعد مع النصر بإذن الله .

  بعد منتصف اللّيل استعد الجيش المصري والسوري بالتزامن معا للهجوم المباشر في جبهتين متساويتين .. وكان هدف القوات المصرية تحطيم  أسطورة خط بارليف الذي لا يقهر كما أشاعت المخابرات الإسرائيلية  كنوع من الحرب النفسية ..  استعدت فرقته في اليوم التالي. لتنفيذ ما اتفق علية مع الرئيس ...
الرئيس : غدا ستكون  ليلة الاحتفال بعيد الغفران في تل أبيب ....
محمد زرد : أفهمك سيدي نحن على استعداد
لقلب الأرض وهم مخمورون بعد سهرهم
للاحتفال بعيدهم ...
الرئيس :  فهمتني بسرعة القائد محمد زرد
سننفذ خطتنا قبل صحوتهم ...
خرج محمد زرد وقد اشتعل حماسا وثورة
واستجاب  له أفراد فرقته الحربية وبدأت فرقة محمد زرد تمشط الموقع  بنسف الأرض بالمتفجرات وتساندها الطائرات الحربية
  بإلقاء الصوريخ التي تفجر الأرض وتصدّعها  فتنهار الشبكة الفولاذية من تحت الأرض وتتراكم البقايا يمينا ويسارا ..
ويتوافد الأبطال  لرفع الرايات على الأماكن المحررة , ترتفع الأعلام المصرية على كل ثكنة محررة......
   تفاجأ العدو الصهيوني بهذا الهجوم فقد كان غير مستعد....وكان منشغلا بالسكر وإقامة التعاويذ الكاذبة ... ثم غفا مخمورا وفاقدا للوعي ..
كان قادة الجيش الإسرائيلي في تلك المرحلة  الحاسمة  مطمئنين مرتاحي البال وقد أيقنوا من تحصين خط بارليف بالشبكات الفولاذية والجسور الحديدية  ..
  وبعد هذه الأهداف التي حققها الجيش المصري وبأسرع مما يتخيل العقل البشري
بقي هناك نقطة واحدة من خط بارليف لم تستجب للتفجيرات وقد استعصت على القوات المصرية  ...
وارتفعت الأعلام على كل المناطق المحررة إلا هذا المكان الذي أعلن الجموح والعصيان وتنكر لكل المحاولات ... ولم تنفع كل الجهود .
  وفجأة وقف البطل محمد زرد متحديا هذه
  النقطة المحصنة وتذكر كلام أستاذه حينما
  قال له أنت درة نفيسة يا ولدي.... .. وبدأ بالبحث عن الدرة النفيسة في ذاته..أيقظ في ضميره نوارع الخير لوطنه .. وفتح بابا من نوازع الشر للعدو الغاصب . 

    وبدأ يصارع ذاته ويستخرج مقومات البطولة من أعماقه ... يتحدى العجز والفتور  ويؤكد لنفسه أن ليس هناك شيئا مستحيلا ...
    كانت  النقطة التي استعصت على الجيش المصري محصنة بطريقة فريدة وقوية ويبدو أنها كانت مخصصة لقيادات إسرائيلية معينة .. عانت المجموعات الحربية المصرية المرار واليأس وهي تكرر الهجوم والقصف بلا فائدة تذكر ...
  .. كان لهذه النقطة فثحة ضيقة للتهوية
  ولها باب صغير تعلوه فوهة أيضا 
  وكان يقلق المجموعة المكلفة بالتعامل مع هذا الحصن قوة الشبكة الفولاذية  التي تدعم هذا الحصن من الداخل ...
وبعد هذا التّحدي لذاته قرر محمد زرد أن يكون الأقوى من بين الجميع ... خاطب الجنود  قائلا :
ارتقبوني على الجانب الآخر من الحصن 
وقفز بما يتحزّم به  من قنابل إلى فتحة التهوبة التي تعلو الحصن .

تابع ==========

ويبدو أنّ  الجيش الإسرائيلي قد فاق من غفلته وتيقظ لما يحصل وهو مستنكر  ومندهش .. .بدأ بالتفاعل مع الحدث  لكن بعد فوات الأوان  .
فأمطر القوات المصرية بالقذائف وشتى الوسائل المتاحة  ... ولكنه لم يتمكن من الوصول لمحمد زرد .. فقد كان أسرع من  ء البرق  ودلف بجسمه إلى فتحة
التهوية وفجر الحصن من الداخل بما يحمل من قنابل .

وما هى إلا ثوان معدوده وإذا بباب الحصن يفتح من الداخل ويخرج منه البطل محمد زرد  ورغم الدماءوالتمزق الذي حصل بيده اليمنى إلا أنه ضغط بيده  اليسرى  على باب الحصن لاستكمال فتحه ... ...
كان هذا آخر عمل قام به ... هذا البطل
الملهم الذي جاء على موعد مع هذا العمل البطولي ّ العسكري ...
   كتبت الصحف المصرية والعالمية كيف
تم تطهير آخر حصون خط بارليف .. ونال
محمد زرد شرف الشهادة ,وشرف تطهير آخر نقطة من  خط بارليف حينما استحضر الدّرر النفيسة التي كانت في اعماقه .....
رفعه أصحابه على الأكتاف مكبرين وأوصلوه إلى العلم ليلمسه بيده اليسرى .
عمل محمد على استنطاق الشجاعة وحب الاستشهاد في سبيل الله ..
  وكتبت الصحف المصرية تنعاه وتنشر آخر رسالة كتبها لوالديه في ليلةاستشهاده...بكت عيون الأمهات في مصر في ذات اللحظة  التي صدرت فيها الصحيفة الصباحية ...
وكانت والدته تتابع الخبر بفخر كبير منقطع النظير ، وتزغرد تلك الزغرودة التي تزلزل كيان الغاصب ، ويعلو صوت والده وزوجته وأولاده  وهم يقرؤون رسالته التي دونها في ليلة التحرير والتطهير  كأجمل نص وطني يدرّس في مناهج الدّراسة المتوسطة …
وقف ابنه زياد يقرأ نص الرسالة التي سُجّلت
في المناهج بكل فخر ويقول لزملائه :  هذه رسالة أبي الشهيد محمد زرد .. 
عاهدوني أن نكون مثله ... فيرددون معا وبصوت واحد : كلنا محمد زرد ...
قصة قصيرة / بقلمي خولة رمضان