بسم الله الرحمن الرحيم
الرؤية النقدية المقدمة من قبلي
خولة رمضان
لخاطرة ( نهاية ) عبر برنامج قصيدة وتأملات
ناقد ....
للأديب المتألق الشاعر المغربي
مصطفى ياسر العامري
إلى عشاق النقد الأدبي
نجوم لمعوا في سماء { همسات فوق أوراق الصمت }
واسعدونا براقي حروفهم
وابهرونا بزخات أقلامهم
فوجب علينا أن نهديهم إهداء شرفي يليق بهم
وهو نقد لما أبدعوا من سحر القصيد
اخترنا لكم هذا الأسبوع خاطرة {.نهاية }
للأديب الشاعر المغربي المتألق /مصطفى ياسر العامري
وإليكم النقد والتحليل
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
تحية إكبار وإجلال
من منبر مجلة همسات فوق أوراق الصمت
مجلة الأدب والفكر والثقافة أحييكم أجمل
تحية وأضع بين أيديكم هذه الرؤية النقدية
الموجهة من قبلي خولة رمضان لأديبنا الراقي مصطفى ياسر العامري عن خاطرته النثرية نهاية ...
إليكم الخاطرة :
نهاية
لا تقتربي ..
فالعالم أوشك على نهايته
لا تحلمي ...
حتى لا تجدي أحلامك متناثرة
فوق ركام هذا العالم
وعلى بقايا الأيام !
لا تكتبي لي رسالة ..
فساعي البريد ..
حتما سيكون تحت الأنقاض
لا تنتظري ..
فساعة الأنتظار
قد تتزامن مع النهاية
لا تعلقي الأمل ..
فالأمل رحل من سمائي
منذ زمن حينما وجد نهايتي
وانعزل في ركن ما ينتظر الخلاص !
لا تعدي الأيام ...
فالأيام إنتحرت ولم يبقٙ منها -
غير السّاعة !
الآتية لا ريب !
لا تضربي لي موعدا ...
فالوقت ليس كافيا للمواعدة
لا تبنيِ القصور في الخيال ..
فالخيال نفسه ..
يبحث عن خيال يحتمي فيه-
من هول الصدمة !
ورغم كل هذا ...
لا تقلقي عزيزتي ...
ربما نلتقي !!!
ولو في عالم غير هذا
يمكن في الجنة ...
حيث الأرواح فقط ..
حيث الملائكة سفراء القلوب
حيث الشموع لا تنطفئ
حيث الأنهار والبحار لم تسجر
حيث العشار لم تعطل
حيث اللذة ...
اللذة فقط !
حيث لاقلق ولا وجع انتظار
حيث الآمال لا تكون شماعات !
حتى لا يوجد عليها تعليق !!
حيث تحرر الأحلام من قيد البشر !
حيث يموت الموت ...
ويعدم الألم !
سيدتي لا تتألمي ...
قريبا سينتهي الألم .
مصطفى ياسر العامري
نبدأ بلمحة عن حياة الأديب الشاعر المتألق
مصطفى ياسر العامري من مواليد 1975 بمدينة مراكش المملكة المغربية حائز على بكالوريا شعبة الآداب وبعدها درس سنتين حرتين في جامعة القرويين قسم اللغة العربية ...
يكتب الشعر العمودي والنثر ..
جو النص :
دعونا نسافر ونرحل معا في رحاب حروفه من أجل الغوص في أسرار هذا النص ثم نحلق في عالم النقد بكل شفافية وارتقاء لنقد بنّاء في دوحة الأدب الوارف بالعطاء ...
الشكل البصري للنص : نص نثري على شكل خاطرة نثرية غير مقفاة عنوانها :
نهاية .....
نص وجداني إنساني عاطفي رومانسي
يحمل أبعادا إنسانية اجتماعية ودينية وفلسفية .
أبدأ من عنوان القصيدة
( نهاية ) كلمة إنسانية عامة وشاملة لكل مناحي الحياة ... فكل الأمور الحسية والمعنوية والكونية وكل الأحداث ترتبط ببدايات ونهايات .
غالبا بالنسبة للبدايات المعنوية منها تكون بلا اختيار ... منذ الصرخة الأولى للإنسان تبدأ المعاناة للحصول على الأكسجين ..
ويتشبث الجنين بالحياة ويتشبث به من حوله .. وتبدأ الرحلة عبر الزمن ...
وتبدا التجارب والارتكاسات .. والعواطف والاختيارات والفروض ...إلخ
تتسابق الأرواح للعيش بامان لتحقيق الاحتياجات والرغبات والأمنيات ضمن منظومة القيم والمبادئ ...
تختمر الروح حينما تحب ويصل هذا الشعور الى حد النضوج ... وتبقى الروح في مدارها الإنساني تبحث عن الأمان وعن السلام ...
ولكن هل هذا الفعل انساني عام ؟!
ما بال تلك الأرواح نزعت للسلام وغيرها
تاه في عفن الحروب ..والطمع والجشع
تأصلت فيها لغة الدماء وأدمنت صوت العويل والبكاء ؟!
كل هذا يحصل على مرمى البصر .. والعيون تحملق ولكل شيء نهاية ...حتى العويل يهدأ ..حتى الروح تخرج وتخمد .. حتى الجسد يفنى ...
والممالك تزول.... والزلازل والكوارث والحروب مقصلة الحياة تأخذ من الإنسانية
بهجتها وتلقيها في نهايات لا تختارها ...
لكن ما علاقة كل هذا بخاطرة شاعرنا وأديبنا ؟!
لاحظوا معي أن الشاعر استخدم العنوان نكرة بلا تعريف ..وهذا الاستخدام للنكرة مقصود ..لان النكرة تزيد من الاحتمالات
لمفهوم هذا العنوان وتزداد النفس شوقا
للتعرف على حيثيات هذا العنوان ...
وانا مثلكم ازددت شوقا للغوص في هذا النص ودراسة افكاره وإني أتساءل وكلي شوق ودهشة
عن اي نهاية يتحدث ؟ !
لا بد من. دراسة أفكار الخاطرة لنتعرف على النهاية التي قصدها الشاعر مصطفى ياسر العامري ....
الأفكار :
بم بدا الشاعر خاطرته ؟
بدأها بأسلوب النهي بقوله : لا تقتربي .
من تخاطب ايها الشاعر ؟
لا شك ان الأسلوب يوحي بانه يخاطب ضمير المؤنث بدليل ياء المخاطبة ..
ينهاها عن الاقتراب منه .. لماذا ايها الشاعر تدعوها لعدم الاقتراب ؟
الجواب في قوله : العالم على وشك الانتهاء
كيف ترى العالم على وشك الانتهاء شاعرنا ؟
هل حانت ساعة القيامة ؟ بالطبع لا نعلم القصد من هذا القول ..
ولكن كل المظاهر التي يشاهدها الشاعر توحي بذلك . مسرح مليء بالأحداث يشاهده يدعو للتشاؤم .. دور تهدم وارواح تباد وقتل مبرمج ... مؤامرات تحاك ومشاهد تبث ويراها الجميع ..
لا تقتربي ..
فالعالم أوشك على نهايته
لا تحلمي ...
حتى لا تجدي أحلامك متناثرة
فوق ركام هذا العالم
وعلى بقايا الأيام !
لا تكتبي لي رسالة ..
فساعي البريد ..
حتما سيكون تحت الأنقاض
لا تنتظري ..
فساعة الأنتظار
قد تتزامن مع النهاية
ويتابع شاعرنا طلبه .. لا تحلمي .. نهي عن الحلم ايضا فلماذا وهل الحلم ممنوع في عرف االشاعر ؟
ربما لا يريدها ان تتفاءل بالقرب منه ثم تحول بينهما الموانع ...
وياتي الجواب منه بقوله :
حتى لا تجدي أحلامك متناثرة
إذن هو خوف وإرهاب نفسي . كل ما تراه العين يتقوقع داخل النفس .. يخشى شاعرنا
الاقتراب الذي يؤجج المشاعر .. لان لكل شيء نهاية .. والنهاية تترافق مع نهاية الأيام والعمر الذي ينقضي .
حتى الأحلام تتناثر فوق الركام حينما تسود لغة الخراب والدمار ...
هل هذا الخراب بفعل الكوارث الطبيعية ؟
لم يشر الشاعر الى كونها كوارث طبيعية
بل قال : لا تكتبي لي رسالة
لأن ساعي البريد سيكون تحت الأنقاض .
ولا تنتظري
ربما الانتظار يتزامن مع النهاية ...
كم أجاد الشاعر القول ...فكل التراكمات النفسية والاختزالات المعرفية في داخله توحي بالنهاية ... حتى الانتظار وهم كاذب بالنسبة لشاعر فقد الأمن والأمان الخارجي...
وفقد الأمن النفسي ايضا . .
والآن أختزل كل قصصه الواقعية بهذه الطلبات التي جاءت بشكل نهي عن افعال إنسانية تتعلق بالنفس المتأملة المنتظرة .
لا تعلقي الامل ... يريد الشاعر ان لا تتعلق
بأمل كاذب ..فحينما يتغير الواقع ونصل للنهايات التي يشير إليها الشاعر ننعتق من الواقع ونرفضه وهذا حال الشاعر
فقال في هذا المعنى :
لا تعلقي الأمل ..
فالأمل رحل من سمائي
منذ زمن حينما وجد نهايتي
وانعزل في ركن ما ينتظر الخلاص !
لا تعدي الأيام ...
فالأيام إنتحرت ولم يبقٙ منها -
غير السّاعة !
الآتية لا ريب !
لا تضربي لي موعدا ...
فالوقت ليس كافيا للمواعدة
لا تبنيِ القصور في الخيال ..
فالخيال نفسه ..
يبحث عن خيال يحتمي فيه-
من هول الصدمة !
ما زالت الأفعال تتوالى بنفس الأسلوب
الذي استخدمه فقال :,
لا تعدي الأيام
لا تضربي لي موعدا
لا تبني قصورا في الخيال
تتوالى على الشاعر تدفقاته الشعورية التي تزاحم عقله الباطن وتندفع بقوة لعقله الواعي ..
استخدم الشاعر اسلوب التشخيص فالزمن بشبه الإنسان يرحل حينما يشاهد نهاية الشاعر وينعزل ينتظر الخلاص ، والأيام كالإنسان تنتحر ...
وتتلاشى ولم يبق شاهدا عليها إلا الساعة ... كل هذه صور فنية تشبيهات
على شكل استعارات مكنية حذف منها المشبه به وهو الإنسان . وقد جاء بها الشاعر ليثبت ضيقه اللامتناهي من فكرته الرئيسة وهي نهاية كل شيء ..
هذا هو المحور الرئيسي أو البؤرة المحورية
لقضية إنسانية يعيشها الإنسان في أي بيئة
اجتماعية وليس كل البشر بنفس مستوى المعاناة .. ولكن هي الظروف التي تسيطر
على مجريات منظومة السيالات العصبية في عقل الإنسان وتسير هذه السيالات الى الوجدان لتحرك الشعور وتنبثق الكلمات والتعبيرات التي تكشف ما يكتنف الشاعر والأديب من ضغوط نفسية وفكرية .
إلى هذه الدرجة ضاقت الأحداث على الشاعر لدرجة أن الوقت حينما انتحر لم يعد ما بقي منه كافيا لضرب المواعيد ...
وكشف الشاعر عن افتقاد الأمل حتى بالتخيل .. الذي هو منفس لكل إنسان تضيق عليه الحياة فيلجا للحصول على امنياته عن طريق الخيال ..فقال ؛
لا تبني قصورا في الخيال .. فالخيال أصبح منهارا لشدة المأساة والكارثة الإنسانية وطلب لنفسه خيالا يحتمي به . ... هي صدمه خاصة للشاعر وصدمه بشرية وكارثة إنسانية تشمل مجتمعا ربما كاملا وربما مجتمعات كاملة تعيش المأساة .. وإذا كانت
النهاية هي المأساة فإنها تشمل البشرية
جمعاء ولا تخص مجتمعا بعينه.
ما درجة الشعور الديني والارتباط بحقيقة
الجنة والنار في نظر اديبنا ؟
هل فلتر الشاعر معتقده الديني الإسلامي على سطح مجريات تدفقاته الشعورية ؟
الجواب ياتيكم هنا :
ورغم كل هذا
لا تقلقي عزيزتي
ربما نلتقي
ولو في عالم غير هذا
يمكن في الجنة
حيث الأرواح فقط
حيث الشموع لا تنطفئ
جواب سؤالي بات واضحا ..
في قمة اليأس والإحباط ينبثق الاعتقاد بالمبدأ ... فهو مبدأ راسخ في نظر المسلم ألا وهو الإيمان باليوم الآخر ... والفوز بالجنة امل المسلم .. يعمل لأجل هذه الخاتمة السعيدة لحياة ستنتهي بالموت ألا وهو نهاية
كل كائن حيّ ..
هناك في جنة النعيم تتلاقى الأرواح التي حرمت من العيش معا في الدنيا ...
اما الشموع التي لا تنطفى فهي كناية عن
الأنوار والبهاء والعيش الآمن الذي لا تسجر فيه البحار والأنهار ولا تعطل فيه العشار كما ورد في القرآن الكريم ...وهذه من علامات قيام الساعة التي أصبحت من أساسيات
عقيدة المسلم ...
هل نعتبر هذا البوح للشاعر منفذ الأمل الذي ينتظره المسلم بفارغ الصبر ؟
الولوج للجنه مطمح المؤمنين المخلصين لله
وهي من التطلعات التي تكتنف نفس المسلم المخلص .. هل أخلص شاعرنا النوايا ؟
نجيب عن السؤال بعد هذا العرض التوضبحي لتطلعاته في الجنة فقال :
حيث اللذة ...
اللذة فقط !
حيث لاقلق ولا وجع انتظار
حيث الآمال لا تكون شماعات !
حتى لا يوجد عليها تعليق !!
حيث تحرر الأحلام من قيد البشر !
حيث يموت الموت ...
ويعدم الألم !
سيدتي لا تتألمي ...
قريبا سينتهي الألم .
هذه الأنثى التي يخاطبها شاعرنا ربما تكون رمز نفسي يحدثها في شعره لتكون متنفسه وطريقة للولوج إلى منتهى أمله وأحلامه .وربما يلجأ لمحاكاتها ليتخلص من ضغوطاته النفسية التي فرقت بينه وبين أمنياته وأحلامه .. ومن يدري ربما هي زوجة وحبيبه .. وربما هي صورة في خيالاته.. أيقونة مختارة لأحلامه ...لهذا يطمأنها الشاعر باللقاء في الجنة ...
ولكن كان من الأجدر بشاعرنا ان يؤكد الجنة ولا يستخدم الفعل يمكن معها .. لأنه هكذا يشكك نفسه بدخول الجنة وربما لأنه لا يستطيع الحكم على أفعاله التي تؤهله وإياها لدخول الجنة .
كل ما سمعناه في القرآن الكريم وفي السنة الشريفة عن حقيقة العيش في الجنة نراه في سطور هذه الخاطرة النثرية مثل :
اللذة التي يحرم منها الإنسان المسلم في الدنيا لأنه يتطلع للحلال ..
القلق والاضطراب والانتظار كل هذا لا يوجد في الجنة ..
الجنة محطة للآمال التي تصبح حقيقة ..
الأحلام أيضا تتحرر من قيود البشر..
وهناك خلود دائم لا موت في الجنة ...
لا ألم في الجنة ..
دعوة من الشاعر للسيدة التي يخاطبها
كي لا تتالم لفراقه ونهاية لآلامها التي كابدتها في الدنيا ...
سيدتي لا تتالمي
قريبا سينتهي الألم ..
لا أعلم إن كانت هذه السيدة حقيقة تتالم وتتعذب بسبب مرض أصابها او لاًلم معنوي بسبب فراق حدث بحكم الظروف الخاصة بهما .. ام هي السيدة المفترضة في خيالاته
ويحلم بلقائها في الجنة ... كل هذه الاحتمالات واردة .... المهم ان البؤرة المحورية الخاصة بالنص النثري ثابتة وهي النهاية الحتمية .. والبؤرة المتحركة وهي الأحداث التي تدل على البؤرة الثابتة من انتهاء الآمال وموت الوقت وتلاشيه وعدم جدوى الخيال .. كلها مظاهر تخدم البؤرة الرئيسة وتؤكدها .
رغم الالم والفراق والقلق والياس إلا أن العاطفة إنسانية بحته تلامس وجدان البشرية جمعاء وتخص المؤمنين منهم الذين يتطلعون للخلود بالجنة .
الخيال والعاطفة :
جاء الخيال في الخاطرة النثرية خادما للأفكار والعواطف ومرتبطا بما يحقق للكاتب الغرض من نظرته لنهاية لا بد منها ماثلة أمامه ..
جعل الكاتب للأشياء المعنوية مظاهر وصفات الإنسان ..
وهذا من باب التشبيهات والاستعارات
والتشخيص ...
الأمل إنسان يرحل .. والأيام شخض ينتحر ..
الخيال كالإنسان باحث عمن يشبهه ليحتمي به .. والأحلام أسيرة مقيدة بقيود البشر..
الموت يموت ...هذا المفهوم المعنوي يصبح
كائنا حقيقيا يؤول للموت .
الألم ينتهي عن طريق الإعدام ..
هذا الخيال جزء هام لتحقيق الهدف الرئيسى من الخاطرة ألا وهو انتهاء كل شيء ... خدمة ضرورية لعنوان الخاطرة النثرية. ..
أما النص فهو ربما تجربة حقيقية شخصية بدليل عواطفه الخاصة
التي استخدم لها ضمائر المتكلم مثل :
سمائي ..عزيزتي . ربما نلتقي.... سيدتي
لا تكتبي لي ....
وهو نص إنساني عام بدليل عواطفه الإنسانية الشامله مثل : القلق والياس
فالعالم أوشك على نهايته ....الوقت ليس كافيا للمواعدة ...ساعة الانتظار قد تتزامن مع النهاية .. عواطف مشتركة مع جميع البشر ..
وهو نص ديني تتجلى فيه العواطف الدينية
بدليل قوله :
ربما نلتقي .. يمكن في الجنة
حيث الأرواح فقط .. حيث الملائكة سفراء
القلوب ... تفوح من هذا المقطع عاطفة دينية
إيمانية ...
وهو نص بلمحة فلسفية .. يشير إلى منظومة الكون الذي يسير وفق نهاية كونية محكومة بفلسفة الوقت والزمن المخلوق
حينما خلق الله الكون .. وطبعا هذة نظره فلسفية إسلامية .. وهناك الكثير من الآراء الفلسفية في هذا الموضوع .
والنص بلمحة سياسية نلمحها من بعيد
فحينما يفقد المواطن الأمن والأمان يبدأ يشعر بفقدان الوقت .. ويصيبه الإحباط والياس وعدم القدرة على ترتيب الوقت للشعور بمتعة الحياة ..
وحينها ينتظر آمال السماء من اجل التمتع
بالآخرة في ملذات جنان النعيم ...وحينما تسيطر عاطفة اليأس والإحباط تنقذه الإيمانيات والمعتقدات الدينية من الوقوع التام في الأمراض النفسية والاكتئاب فيلجا لله ويسلم أمره كله لله .
فالمؤمن إن أصابته سرّاء شكر .. وإن أصابته
ضرّاء صبر .
وأخيرا
أشكر الأديب المتألق مصطفى ياسر العامري على هذه الخاطرة النثرية الجميلة حيث تتسم بالبساطة ..فقد استخدم ألفاظا سهلة ميسورة ..
وابتعد عن الألفاظ الغريبة .... ولجا للصور الفنية الواضحة ولم يلجا للرموز الفلسفية. .. لكنه ادخلنا في تيار الفلسفة
حينما تحدث عن انتحار الأيام كرمز إنساني كوني فلسفي ليخدم فكرته المحورية التي قامت عليها الخاطرة النثرية ألا وهي النهاية الحتمية .
عاش الشاعر لحظات بؤس ونظر للأمور نظرة تشاؤمية .. ثم سرعان ما انبثق نور من وهج المعتقد الديني وسلّم أمره لله ليكون سعيدا مع سيدته المفترضة في جنات النعيم .
ولادة الأمل من وسط اليأس والإحباط
هو نوع من تسلية النفس المؤمنة لترسو على شواطئ الإيمان متناسية كل الظروف
المفترضة في عالم من القتل والدمار والبؤس والمشاكل الاجتماعية .
( ألا بذكر الله تطمئن القلوب )
أشكر الأديب الشاعر مصطفى ياسر العامري
على هذه الخاطرة النثرية الممتعة والمليئة
بالأفكار الاجتماعية .. والتي تضج بمشاعر
الشاعر الإنسانية وتميل للمشاعر الدينية
المخلّٙصة من البؤس والياس والإحباط والقنوط بثوب تأمليّ فلسفي ... وعواطف وجدانية رومانسية تجنح للخيال والعواطف الإنسانية المشتركة .. وتسلط الضوء على هموم مجتمع يعيش واقعا يحتاج إلى تغيير وإصلاح للنفوس .
تحياتي إليك شاعرنا الألق مصطفى ياسر ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻳﺎﺳﺮ العامري على طبق من الورود سلم
نبضك الحي الذي حرص على رسم الأمل
بجنات النعيم رغم قساوة التجربة
الوجدانية التي افترضت كناقدة وجودها في حياتك . ووفقا للتدفقات الوجدانية في النص .
دام نعيم الحياة في جو عامر بالتفاؤل والأمل وسلمك الله من كل نوازع البؤس واليأس والإحباط .
هذا الجهد المتواضع هدية قيمة لك أديبنا
أرجو ان ينال إعجابك .
ألف شكر أديبتنا الراقية همسة عتاب وأديبنا الفذ أشرف سعد لهذا التوجيه من قبلكم .. كان معكم :
خولة خوله رمضان
ضمن فعاليات وبرامج مجلة همسات فوق اوراق الصمت . الف شكر اديبتنا همسة عتاب على هذا التصميم للحلقة .
ألف شكر لكل المتابعين والمتفاعلين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق