الاثنين، 7 ديسمبر 2020

شكوى

بعنوان : شكوى 

يا بحر إليك شكايتي 
 وقضيّتي 
ومسار شعب مسّه الطوفان ..
غربة عصفت بي 
زلزلتني
رافقني الهجر 
والبؤس
 وانقادت لي الأحزان ....
قلبي تماوجَ 
تمزّقٙ تسارعٙ  
 ‏ في الخفقان . .  
 ‏يا بحر     
ظننتكَ رفيقي
ومهجتي  
وفيك الأمان  ِ... 
لكنّي فقدتُ فيك  أهلي
ورفاقي 
قذفتني بعدوان  ...
فاضت دموعي 
 تنعى شعبٍ 
تشرّدَ
مسّٙهُ الخذلان . ....

بقلمي : خوله رمضان

لأجلك فلسطين

في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني. 29/10/2020 أقول :

لأجلك فلسطين

يا وطني..
يا ديار الأوفياء
لأجلك سنكافح 
وننطلق بمزايا الشّرفاء ..
لا بدّ من عودة
لرباك 
نذوق الشهد  
في غسق المساء...
شامخ أراك يا وطني 
 كشموخ النّخيل
 ‏كجبال الجليل  
تزمجر حناجرنا
قبل أن  
يسودَ خريف الهزيمة
النّكراء... 
سنقتلع من رباك 
 حكم  الجهلاء.... 
وننهي فقر عقولنا 
ومن ضلوعنا نقتصُّ جمر 
الخيانة والجفاء ..
لا بدّ أن 
نستنسرَ يوما
نجتاز الأرض
ننالُ وسام بطولة
الشُّرفاء.. 
يا وطني الكبير
في رباك
دم الشّهادة كالهدير  
رمز البطولة والنّماء...
لك معنا 
أسرارٌ، هي كنزُ  
محبّتكّ الغرّاء ...
انت كما أنت 
عنوان الكرامة
والشهامة
رمز وطنيةٍ 
وتاجُ الصّفاء ..
لأجلك يا وطني
 نتّحدى
نجوبُ الفضاء... 

بقلمي خوله رمضان

الأحد، 1 نوفمبر 2020

كن معي من حلقة همس المساء بقلمي خولة رمضان

من ارتجالياتي في حلقة همس المساء
في حلقة قدمتها في مجلة همسات فوق أوراق الصمت.

بعنوان كن معي.

المشاركة الأولى
-------------------
كن معي يا صديقي  
ذلّلْ عنائي في وقت ضيقي ..
كن معي في بداياتي 
امسح دمعاتي 
لنكبر معا 
ونفوز  معا  
 فأنت رائد انطلاقاتي  
 ‏وأنت عون  طريقي ...
كن لأحلامي شاديا 
كن لي فيها مؤنسا 
 كن دوما  رفيقي  ....
 ‏
 المشاركة الثانية 
--------------------
كن معي 
يا عطر الفؤاد وبوح الحروف 
فإنكَ
إن فارقتني مزّقتَ
اشرعة الحبّ 
 وأفقدتني بوصلة
النجاة
وأفقدتني  الدّرب..
كم من المرات 
أرويتَ عطش الفؤاد
لكنك فارقتَ في
الظّرف الصعب...
لكنَك ستبقى دوما
 امام نظري نبراسا
تنيرُ رياض القلب..
كن معي في نهاياتي 
كما كنت في بداياتي
بين الهُدب ...

المشاركة الثالثة 
-------------------
كن معي 

كن معي دوما وليفا  
يا من تاهت أمنياتك في
 خريف العمر  ... 
ما تبقّى لك من شوق تسامى 
إلا وريقات الشجرٔ ..
كل الثواني تمرُّ معك بهيجةً
في  
 تماوجات  السّحر... 
 غابَ عنك باعُ الهوى 
لكنّ قلبي  ما غدرٔ ..
رُغمَ أنّي امتهنتُ العتاب   
بلا صوت
 وصلَتُ في البوح 
 ‏ حدَ الضّجرٔ .. .. 
في سرابك أمنياتي 
تندبُ حظّها
عصفتْ بها ريح القدر ..
كن معي 
 عونا أنيسا ..
كن تاج حروفي 
وتاج قصيدي 
كي أخلّدَ أبجدياتي 
يوما
في ليالي السّمر ...

بقلمي خوله رمضان

الأحد، 11 أكتوبر 2020

تطبيع بقلم الشاعر ‏المبدع ‏ ‏Kamal ‎yousef ‎‏

ـــــــــــــــ(( تَطبيـع ))ـــــــــــــــ

رقصَت على جثثِ الكرامِ كلابُ
وتَـبـاعَـدَ  الخِّـلّانُ  والأصحـابُ

وتهَـوَّدت بعضُ البِطاحِ  دَنَـاءَةً
وتَـهَـجَّنـت  فتَخالَـطَ  الأنسابُ

ماعادتِ القدسُ الجريحةُ همَّنا
فـي كلِّ قطـرٍ مِحنَـةٌ ومُصـابُ

زمَـنُ الخيانَـةِ فَـاقَ كلَّ تَـوَقُّـعٍ
هَزُلَت؛ وأطفالُ الحِجارةِ شابوا

صَهيـونُ فَـرَّقنـا وشتَّتَ شملَنـا
وتغَـوَّلَـت في بعضِنـا  الأنيـابُ

وتفلَّتَ الشَّيطانُ عن مِعقـالـهِ
وتَصَفَّــدَ   العُقّــالُ   والألبـابُ

وخرائطُ الأوطانِ مزَّقَهـا الأنـا
مِن أجلِ عرشٍ كم تُجَذُّ رِقابُ! 

سودانُ ضاقَ شمالُها بجنوبِها 
وبِـبـابِـلٍ   تتنـاحَـرُ  الأعــرابُ

غَصَّت حناجـرُ أهلِهـا  بِفُراتِهـا
و لِـنـازِكٍ  يَـتَـنَـكَّـرُ  السَّـيّــابُ

يـاحضرَمَوتُ أما كفانا مقتَـلًا 
مَن للسَّعيدِ إذا بغى الأقرابُ؟

في مكةَ انصاعَ الشُّيوخُ لِعابِثٍ
كم سالَ فوقَ الأخشَبَيـنِ لُعابُ

النِّفطُ يصنعُ في الحِجازِ جآذرًا
لَـولاهُ  كُـلُّ  الحاكِمِيـنَ  ذُبـابُ

باعوا قَضايانا بصفْقَةِ قَرنِهِـم
لم يعلمـوا أنَّ الشُّعوبَ تُهـابُ

والمالُ يفنى والمناصِبُ دُوَّلٌ
تتـرا، ودولابُ الـهَــوى قَـلّابُ

لن تَمتَلي عَينُ الطَّموعِ دراهِمًا
في القَبـرِ ديدانٌ الثَّرىٰ وتُرابُ

دنيا الزَّخارفِ لايطولُ مُقامُها
فاعمَل لآخِـرةِ الخُـلودِ تُثـابُ

ليس السَّلامُ حمامةً أو غصنَ ـ
زيتونٍ بأيدٍ صُنعُهـا الإرهـابُ

لا تستوي كلُّ الطيورِ بشأنها
فالنَّسرُ نَسرٌ و الغرابُ غُـرابُ

طَـبَّـعتُـمُ، أو لا، فما تطبيعُكُم
يُجدي ولا في الأرذلينَ عِتابُ

صمتٌ وإطباقٌ يلازمُ بعضُنـا
وكأنَّـنـا راضونَ فيمـا عابـوا! 

والبعضُ بارَكَهُـمْ وأيَّدَ فِعلَهم
خابوا وجاؤونا بما قد خابوا

ياربِّ أهلِكْ من يرومُ خيانةً
واغفر لمن للصّالِحاتِ أنابوا. 

بقلمي ـ كمال يوسف. 
دمشق  ٢٠٢٠/٩/١٠ م

لُجّة الغدر بقلمي خوله رمضان

نبض الصورة 
بعنوان : لجّةُ الغدر 

تشابكتْ أفكاري  
مع قرارٍ صعب 
 فقرّرتُ الاغتراب ...  
سألتُ الحرفَ أن 
يروي تفاصيلَ عمرٍ فات 
وأن
 يرسمَ حقيقتي
 ‏وحقيبتي
ويدا تتمرجح تجتاحُ السّراب  ..
سألته أن يصرخَ
 ليكشفَ لُجّةَ الغدرِ
في دياجير  الظّلام  ...
فهذا زمن
 جُلّ من فيه 
خان ..
سألته أن يروي قصة
روح تعاني 
اشتاقت للسّلام 
وبعضا من  فتاتِ أمان ... 
رجوتُ البوحَ
 أن يكشفَ أحداثَ دمارٍ  
أفقدتني الأهل والخلّان ..
وأن يفتحَ 
صفحة الماضي  
ليفصحَ عمّا جرى وكان ..
فاختارَ
 أن يبقى مهشّما 
في فصلٍ من نزاعاتِ
هذا الزّمان ..
اختارَ أن يذوي قبل 
أن ينتصرَ عليه
 عهرُ وحقدُ وخذلان ...
نوى الهروبَ في محنةٍ 
عمّتْ
سالكا منافذ الهجران ..
سار على نهجهِ
شعبٌ بئيس
تشرّدَ 
 فاستشرَتْ 
في نبضه الأحزان ... 
رحلَ بما يحملُ  
من فوضى
تهشّمَتْ فيها القرارات
واندثرتْ 
لم يبقَ إلّا جمرٌ يستَعرُ
  في الوجدان ....

بقلمي خوله رمضان

الخميس، 3 سبتمبر 2020

مذكرات امرأة

مذكّرات امراة 

ذكرياتٌ من زمن فات
حينما اعتبرتهم ثقات
تبادلتُ معهم المِنح والهبات 
والكثير من العطاء.... 
ترافقْنا على الملأ
في الفضاء... 
نروي الغِلال ونجني
الحصاد 
نتواصلُ بالتّضحيات
  رمزُ الودّ عنوان السّخاء ... 
 لكن قد حانَ على حين غِرّة
البلاء.. 
فحلّ الفراق
وحُمَّ القضاء....
 انقضى عهدُ الوفاء
حادَ جمعُهم عن الطّريق
وشهِدَ الحبُّ معاناة الغريق .. 
 وما من منقذٍ 
ولا من رفيق.. 
وشهادتي بحقوقي
مجروحة تحتاج
للتوثيق.. 
اغتيلَ الحبّ
واعتزلوا الوَجد  
وتاه الجميعُ من بعده عن السّرب
أضاعوا الدّرب 
 وانتهِبتْ صوامعُ القمح 
وامتدتْ أيديهم إلى غِلالي 
اصطادوا تضحياتي
شاع الغدرُ
 علا الطَّوفان
واشتدَّ الغليان 
وفي  القلبِ حريق.. 

بقلمي خوله رمضان

الأربعاء، 2 سبتمبر 2020

في ظلال النقد بقلمي خولة رمضان لقصيدة دعني أسأل للشاعر د عبد الهادي عبد المالك ‏


          بسم الله الرحمن الرحيم 
   الرؤية النّقدية المقدّمة من قِبلي خوله رمضان لقصيدة دعني أسال
   ‏   عبر برنامج في ظلال النّقد
          للأديب المتألق الشاعر المصري
       Abdelhady AbdelMalik
من مجلة همسات فوق أوراق الصّمت
نلتقيكم مع حلقة جديدة لعشاق النّقد
اخترنا لكم هذا الأسبوع قصيدة :
دعني أسأل
وإليكم الرؤية المبسطة وما يختبئ وراء الرؤية من ظلال وانعكاسات .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
أعزائي المتابعين 
 أضع بين أيديكم هذه الدّراسة النّقدية بعنوان  : ماوراء النّقد 
الموجهة من قبلي خولة رمضان  لأديبنا الشاعر الراقي د عبد الهادي عبد الملك .
        
إليكم القصيدة 

من همسات المساء

(دعني أسأل)

دعني أسأل يارفيقي

هل خلقنا للشقاء

فافترشنا الأرض رملا

والتحفنا بالسماء

أم عشقنا الليل حبا

وغدا الصبح بداء

ماذا من دنياك تبغي

وهى دار للفناء

تبتسم حينا وحينا

يعترينا منها داء

إنها الدنيا دروب

فيها من راح وجاء

دكتور/عبد الهادي عبد الملك
أولا 
....... 
نبذة مختصرة عن حياة الشاعر كما كتب عن نفسه. 
اسمي \ عبد الهادي عبد الملك محمد
من إحدى قرى مركز منيا القمح محافظة الشرقية. 
مواليد عام  ألف وتسعمائة واثنين وخمسين
الدراسة الجامعية
خريج كلية الطب بجامعة القاهرة عام 1977م
التخصص جراحة المسالك البولية
بدات موهبة في المرحله الإعداديه حيث كنت أهوى قراءة الشّعر لكلّ الشُّعراء مثلا
أحمد شوقي وحافظ إبراهيم وعلي الجارم ونزار قبّاني. والكثير من قصائد الشّعر الجاهلي. 
وفي المرحله الثانوية بدات كتابة خواطر من النثر المقفّى. تطورت إلي كتابات للشعر العمودي في المرحله الجامعية. 
ثانيا 
........ 
العنوان : دعني أسأل 
هذه مقطوعة شعريّة عمودية بعنوان دعني أسأل. 
هذا العنوان موجّه لصديق الشّاعر 
لأن فعل الأمر دعني عبارةعن فعل الأمر دعْ وياء المخاطب للمذكر.  
والمنادى رفيقي بالبيت الأول  نكرة مقصودة وهو ربما رفيق مقرّب للشّاعر. 
عنوان النّص الشّعري مكشوف منذ البيت الأول. الذي يقول فيه دعني أسأل يا رفيقي. 
وهذا العنوان من الأساليب الإنشائية المألوفة نظرا  لاستخدامه فعل الأمر متبوعا بالمضارع المنسوب لذات الشّاعر  .
هذا العنوان يثير في  النفس رغبة لمعرفة ما نوع التساؤلات التي تثير قلق الشاعر  قبل البدء بقراءة النّص الشعري :
أولها ماذا سيسأل . 
وثانيها ما الفكرة التي سنصل
اليها بعد السؤال ... ما الأمور التي سيتناولها الجواب على هذا التساؤل ... ثم يبدأ القارئ بالبحث عن الإجابة لهذا السؤال عبر نوافذ فتحها الشاعر في نصه ليعبر منها القارئ كما يعبر القطار بين المروج والسّهول فيشعر القارئ بضرورة الإقامة الجبريّة بين حروف القصيدة ليستوفي إجابات هذه الأسئلة التي يقوم عليها بناء القصيدة .. يضطّر القارئ مجبرا  أن يشارك الشاعر  موضوعاته القيّمة التي قامت عليها أفكار القصيدة ...

الصورة الكليّة للمقطوعة الشّعرية 
....................................... 

نص شعري واقعي اجتماعي إنساني بلمحة فلسفية من الشّعر العمودي بشكل أشطر على بحر مجزوء الرّمل. 
وهو من ضمن مجموعة نصوص ومقطوعات شعرية  معنونة بهمسات الشاعر المسائية. 

إضاءة على النّص
........................ 
يتّسم النّص بالبساطة والوضوح في التّراكيب ونلمس هذا الأمر من خلال 
 التنقّل بين أبيات القصيدة   للوصول إلى أفكار القصيدة ومعانيها للبحث في نوعية  التساؤلات التي يقصدها الشّاعر  .
فإلى أين سنصل مع الشاعر  ؟ 
وهل سنصل إلى بيئة الشاعر مثلا أو إلى مجتمع الشاعر والإنسانية بشكل عام. 
  ... دعونا نرى هذا من خلال سبر أغوار القصيدة وتتبّع مسارها ..

التّجنيس الأدبي للنّص:
 إن النّص الذي بين أيدينا والمعنون 
( دعني أسال )هو مقطوعة عمودية , نظرا للشكل البصريّ للنّص. 
قصيدة إنسانية وجدانية تحمل همّ إنساني بمسحة فلسفيّة  مالت إلى الحكمة الوعظية , وتتبع نظريّة الالتزام الدّيني  .

الأفكار الفلسفية في النّص الشعري :
السؤال الأول يقودنا لقضية فلسفية لطالما بحثها الفلاسفة وهي التلازم بين الإنسان والشقاء. 
فهل خلق الإنسان حقا للشقاء؟ 

 يجري الإنسان في هذا الدنيا لتحقيق السعادة، فهي غاية البشر، وعندما يفهم البعض حقيقة السّعادة ربما  يكون هذا الفهم  من مسببات الشّقاء، فمن ذلك أنّ بعض النّاس يريد السّعادة الدّائمة، لكن هيهات أن يغيب الألم مثلا سواء الجسدي او النّفسي ، 
 لهذا لا يمكن العيش في سعادة دائمة لأن اللّوم وتعنيف الذّات أكبر مسببات الشقاء. 
 ‏ وقد ذكر بعض المهتمين  أن السعادة كالعمل الفني، "لا بد أن يكدّ المرء ويتعب في صياغته وصنعه"..
 
وبعض النّاس يعتقد أنّه في شقاء دائم  لأنه يظنّ أنّ النّاس يعيشون في سعادة بشكل دائم، وأنه الوحيد الذي يعاني، خصوصًا لمن يتابع كلام النّاس عن أنفسهم ، حين يصورون حالات يُفهم منها أنهم سعداء رغم انهم يعانون..ولم يسلموا من الحزن والشّقاء ولكن لا يحبون الحديث عن معاناتهم كي لا ينتقص من قيمتهم أمام الآخرين، وبعضهم يؤمن أنّ
 الشّكوى لغير اللّه مذلّة. من باب الإيمان بأنه لا منجا إلا طريق اللّه. 
نلاحظ كيف أدّى تكالب الناس لتحصيل السّعادة إلى النّزاعات بين الشّعوب والأمم وأحيانا بين الأخوة في البيت الواحد. 
فينتزع الاخ حقوق أخيه، والأمم تطمع في زيادة ثروتها فتستعمر غيرها لتحقيق المزيد من الثروات ونهب مقدّرات الشّعوب. 
ووصل بهم الأمر من أجل السّيادة في الأرض أن سعوا لنشر الأوبئة، اذن إنه الطّمع الذي يقود إلى الحقد والحروب وأحيانا  يجعل النّاس تفترش الرّمال بعد أن  تنتزع أملاك الإنسان بالدّمار والرّدم.. مما يجعل بعض الشّعوب تنزح عن بيئاتها  فتبقى في تشرّد دائم. 
وقد عبّر شاعرنا عن هذا المعنى بقوله :
دعني أسأل يارفيقي
                     هل خلقنا للشّقاء
فافترشنا الأرض رملا
                    والتحفنا بالسّماء
أم عشقنا اللّيل حبا
                  وغدا الصّبح بداء
 
السؤال الفلسفي الأهم موجه من الشّاعر لمن يطلب العلوّ في الدّنيا وهي دار للفناء. 
بحث الفلاسفة مسألة الفناء واعتبروا الموت نهاية كلّ أمّة مهما علا مقامها. 
وفي الشّرع الحنيف يعتبر  الموت هادم اللذات. 
وقد  اعتُبر الإيمان بالموت والبعث والحساب من أسس العقيدة الإسلامية ومجمل الأديان السماويةالتي لا يمكن إنكارها. 
نعم الفناء يحصد البشر رغما عنهم، وكم من الأمم بادت وحُصِدتْ واقتلعتْ من جذورها. وقد ورد ذكرها في المراجع التاريخية وأخبرنا بها القرآن الكريم. 
يقدم الشّاعر حقيقة وعظيّة للإنسان لأنه يتمرجح بين السعادة والنّعيم والشّقاء معا  فلا تدوم النّعم. فيقدّم شاعرنا الدّليل على زوالها. فنراه مبتسما ثم تنتزع منه السّعادة رغما عنه حينما يجتاحه الدّاء والوباء. 
فقال في هذا المعنى :

ماذا من دنياك تبغي
                   وهى دار للفناء؟ 
تبتسم حينا وحينا
                  يعترينا منها داء
ما أروعك شاعرنا وأنت تقدم للإنسانية جمعاء حقيقة الوجود. عبر بيتك الأخير بقولك :
إنها الدّنيا دروب
              فيها من راح وجاء
وقد قدّم شاعرنا  الدّليل وأقام الحجّة ليدرك الإنسان أنّ من يأتي للدّنيا ينهض على أكتاف من مضى وذهب. 
الدنيا دروب متناقضة فيها التضاد  وفيها كل المعاني التي لا تلتقي ابدا، فكيف يلتقي الخير والشر؟ ويستحيل أن تلتقي كفة الميزان بالكفة الأخرى. 

الخيال 
............... 
جاء الخيال عبر بعض الصّور الفنيّة كالاستعارات فمثلا شبّه الرّمل بالفراش وشبه السّماء باللحاف. 
شبه الدّنيا بالدّار لكنها فانية كما يفنى البناء بعد حين من الدّهر. ويمكن أن نصف خياله بأنّه بسيط ويخلو من الصّور المجنّحة. 

هناك بعض الأخطاء التي وردت في النّص الشّعري، مثل عدم ضبط النّص بالحركات.
وهناك تكرار في القافية بكلمة داء في تفعيلة الضّرب. وهذا التّكرار يعدّ من عيوب القافية. 
 وأرجّح أنّ الشّاعر يكتب سماعيا على البحور العروضيّة وهذا لا يعدُّ مأخذا عليه وإنما هو دليل على  إبداعه الفطريّ الذي يحتاج لبعض الدّراسة الأدبية ليكون في مصافّ المبدعين    . 

الموسيقى في النّص الشّعري 
..................................... 
كتب الشاعر قصيدته على بحر مجزوء الرّمل. 
تناوبت أربع تفعيلات في كل بيت، في كل شطر تفعيلتان. 
فاعلاتن فاعلاتن     فاعلاتن فاعلاتن. 
استعمل الشاعر جوازات هذا البحر كزحاف الخبن في بعض المواضع وهو حذف الثاني الساكن لتصبح فاعلاتن (فعِلاتن).
ولي عليه مأخذ حيث أن الأضرب كلها منقوصة بسكونين (فاعلات) وفي كل الأبيات ماعدا ضرب البيت الأخير أتت (فعَلات). 
وقد جاءت الموسيقى من التزام الشّاعر بالبحر العروضي والقافية وحرف الرٍويّ. 

 جاء تراسل الحواس بين الشاعر  والمخاطب على شكل خطاب عبر سيل من الأسئلة موجّهة للإنسانية عامّة .لهذا تعدّ قصيدته من شعر الحكمة الوعظية، تنبع عواطفه من أعماق وجدانه لما يشاهده من مآس تلازم الجنس البشري. 
 ‏وجاءت تعابيره وفق مدركات واقعية   يلتمسها الإنسان في كل زمان ومكان.  
 ‏
 ‏ألف شكر شاعرنا الفاضل لهذا الشُّعور الإنسانيّ الفلسفيّ الوجداني الذي اعتراكَ حينما عبّرتَ عن تساؤلاتك. فأغنيت المتلقي من حديقة قلبك وأقنعت الإنسانية بفكرك المنطقيّ لحقيقة الوجود. 
 ‏ 
 لقد نبّهتَ القارئ والإنسان الغافل  والمخاطب للتفكر في حال الدنيا. وعدم الركون لمغرياتها.
 
 ففي القصيدة تراسل وجداني بين الشاعر  والمخاطب على شكل  سيل من الأسئلة موجّهة للإنسانية عامّة .لهذا تعدّ قصيدته من شعر الحكمة الوعظيّة، الّتي تنبع من تفكيره العميق في هذه الحال الّتي عليها البشريّة منذ خلقها اللّٰه تعالى. 
    لهذا تأتي تراكيب القصيدة بمسحة عتاب للإنسانيّة جمعاء، عبر رسالة وعظيّة وتوجّه ديني ينبع من مجموعة من الثوابت الدينية. 
    ‏تتشح رسالته الوعظيّة  بالأسى لأنّ الفناء  يلازم الجنس البشري. كما أنّ القلق من الأوبئة المنتشرة في بيئة الشّاعر خلق هلعا وخوفا من النّهايات المحتومة. 
 ‏أمّا  تعابيره فقد جاءت  وفق  مدركات واقعيّة يلتمسها الإنسان في كلّ زمان ومكان.  
 ‏ وقد نسبْتُ تساؤلاته  لشعوره الإنساني وتفكيره الفلسفيّ  الّذي اعتراه حينما عبّر عن الواقع الإنساني . لقد أغنى المتلقّي من حديقة قلبه فأقنع القارئ بفكره المنطقيّ لحقيقة الوجود. 
 ‏حرص شاعرنا على تنبيه القارئ والإنسان الغافل  والمخاطب للتفكّر في حال الدّنيا. وعدم الرُّكون لمغرياتها لكن بشكل غير مباشر في الوعظ .
 ‏وهذا الجهد المبسّط في دراسة قصيدتك أديبنا هديّة لك من مجلة همسات لجهودك القيّمة ‏في النّشر والتّعليق. وهديٍّة مني شخصيّا. 

ألف شكر أديبتنا الرّاقية همسة عتاب وأديبنا الفذّ أشرف سعد لهذا التّوجّه من قبلكم ودوركم في تفعيل فقرة النّقد في مجلة همسات فوق اوراق الصّمت للارتقاء بالأدب والأدباء .. كان معكم :   خولة رمضان 

ضمن فعاليات وبرامج مجلّة همسات فوق أوراق الصّمت . ألف شكر أديبتنا همسة عتاب على هذا التّصميم لواجهة البرنامج .

  ألف شكر لكلّ المتابعين والمتفاعلين .











الاثنين، 27 يوليو 2020

أوطان الخريف بقلم المبدع كمال يوسف ‏Kamal ‎Yousef

ــــــــ(( أوطان الخـريف))ـــــــــ

رؤوسٌ تهاوَت ـ و نامَت كَرامَـهْ
وعافت شموخَ الرِّجالِ الشّهامَهْ

سَلُوا عن سيوفٍ عَتَتْ في نِزالٍ
لهـا فـي كِتـابِ التَّسامي عَلامَـهْ

فـدارَ الـزَّمــانُ و جـارَ  المكـانُ
وبانَت علينـا صِفـاتُ النَّـعـامَـهْ

عيـونٌ تعـامَـت فكـانت لِـزامـًا
علينـا تغـاضي حديثَ المَلامَـهْ

صـروحُ الحقـارةِ سادت عُـلُـوَّاً
وصـرحُ الحضارة زادَ انهِدامَـهْ

جَمـاجِمُنـا فـي أديـمٍ  تـرامَـتْ
فحقَّت علينـا شروطُ القِيـامَـهْ

حَشَونا قِحـافا حُثـالَ المبـادي
كذا ماحَوَتْ حاويـاتُ القِمامَـهْ

خَسِرنا بِطاحـًا فَزِدنا انبطاحـًا
لِـنَيلِ الرّضا من عدوٍ ، وِسامَـهْ

غرابيبُ صُهيونَ عاثَتْ فسادًا
وعقلَ العروبـةِ أبـدى انهزامَـهْ

سِهامٌ من الغدرِ شقّتْ صفوفاً
وسهـمٌ من اللّهِ شقَّتْ سِهامَـهْ

فِلِسطينُ ثارت على الغاصِبينا
بِصَـدرٍ تعــرّى وصوتٍ وقامَـهْ

وعُـربٌ لهم مـا لهـم من سِلاحٍ
على بعضِهم يَشحَذونَ الَّـلآمَهْ

يَعيـبـونَ بعضـًا لبعضٍ وعــارٌ
فهل عابَ يومـًا بعيرٌ سنامَـهْ؟! 

تَعَـرَّوا وطـارَت وُرَيقـاتُ توتٍ
خطـوبُ البلايا أزاحت لِثـامَـهْ

فَ بالرَّافديـنِ استكانت عراقٌ
لِـهـرجٍ و مـرجٍ و يـا لَـلـنَّـدامَـهْ

وصنعاءُ نادتْ: أغيثوا تُـراثـي
من الحاقدينـا وناحت تِهـامَـهْ

تنـادَوا و قالـوا سيـأتـي ربيـعٌ
وإذ في خريفٍ اطالَ الإقامَـهْ

لنـا اللّهُ فـي مُعضِـلاتٍ ألَـمَّـتْ
فما عاد يُجدي نُـواحُ اليَمامَـهْ

هنا مَنبِتُ الخيرِ في غوطَتَينا
ومن قاسِيُونَ استقينا هُيامَـهْ

دمشقٌ تعافَت و مهمـا تجافَت
ستبقى شآمٌ على الخدِّ شامَـهْ

المتقارب. 
بقلمي ـ كمال يوسف ـ دمشق

الأربعاء، 22 يوليو 2020

من سجالاتي الارتجالية

من سجالاتي الارتجالية الحديثة :

اسمعني نبضك 
يا حبيّ الموقوت بين
السّحاب  ...
هنا قد أسرتَ قلبي  
فأشرعتُ لك
 ألف باب وباب ... 
وكان في القلب
 حنينٌ واشتياقٌ وجواب...
وفي نفس المكان
ظلمتْنا خطوبٌ
  لا تخلو من عذاب...
فكنا طيفين ظلمَنا الحبّ
وذكريات حزينة
 في جوف السّراب... 💖

بقلمي خوله رمضان

فلسطين

أسمعني نبضك
 ياوطن السلاطين....
فلا عدوان إلا على الظّالمين..
هم الصّهاينة الملاعين..
هم حشرات 
هم فضلات الزّمان
شرّدوا الآمنين... 
سلبوا الخيرات
هدموا البنيان
نهبوا  الزيتون 
 ثمّ جنوا علينا
وبدّلوا اسم فلسطين.. 
على الخارطة إسرائيل 
لكنّها في قلوب الملايين 
فلسطين فلسطين.. 
نحن لها ومنها فلسطين... 
لن نخبو ولن نتخاذل
 ولن نسميها  إلا فلسطين
 ‏لا لا لن نستكين... 
 ‏شعارنا الحق المبين... 
 ‏وسيف العدل 
 ‏قويٌّ متين... 

بقلمي خوله رمضان

لأجل عينيك 
اختبأتُ في بحر السكون.. 
جئتكَ مبحرة أبحث عنك 
 يا سريّ الميمون... 
منحتك ودّي 
في ليل يعشقه القمر
 تطرّزه النّجوم.. 
ورسمتكَ في نهار
جاء مممزوجا بأحلامي
 في مدارات الغيوم ..
لأجل عينيك ينهمر المطر 
ويغشاني السكون .. 
لك ودّي وأعذاري
 فكن كما أنت
في الأحداق ظلالا، 
  وبريقا في العيون..
🏆🏆🏆🏆🏆
بقلمي خوله رمضان

خبّروه أنّي نويتُ الرّحيل 
أعلموه أنّي سأبلغُ نقاء 
حرفهِ  
ولن أسلو 
كأس قوافيه ..
 ولن أتجاهل نظم معانيه ..
فلديّ من الوصل كنز 
 وفي جعبتي 
من النّظم بديل .. 
 سأرفدُهُ شوقي 
وبعض خربشات
 أخطّها  
 تناغي النّسيم العليل .. 
 فكلُّ أحلامي رهينة 
بين يديه  
سأغزلها مع خيوط الشّمس
تحتلُّ أفق عينيه  .. 
  ليدنو منه حرفي  
يتسرّب
 في الفضاءخوفي  ..
أرسمُ  
لوحة شوقي  
حينما يدنو الأصيل  ... 
بقلمي خوله رمضان

وردة جورية 

على مفارق الطّرق
وجدتُك 
واستمعت 
لكلمات منك  سحريّة ...
هديّة منك أنعشتني
بلونها الأحمر  
 وردة جورية ...
 وأحسستُ بنبض 
قلبك الغافي 
في جوف نبتة
  تجتاح البراري ...
وحلم عتيق  
 يجتاح القوافي 
يبشرني  
 بكيان سوسنة
 مخمليّة  ...
كل الجمال يأتيني  
طوعا 
مع سقيا ماء
تجتاح مخيّلتي 
وعطر زهر من حروفك 
يشملني 
  ويعبقُ في البريّة... 

بقلمي خوله رمضان

الجمعة، 10 يوليو 2020

شوق إلى دمشق بقلم المبدع ‏Kamal ‎yousef

الرابطة الشعرية العربية
مسابقة شاعر عكاظ ٣٠
بعنوان: 
        (شوق.. إلى دمشق) 

هل جفَّ ضَرعٌ أم تصحّرَ وادي؟
أم   بادَلَـت   شَنَـآنَهـا   بِـوِدادي؟

أم  أنّـهـا  ثكلـىٰ  وليس  كأنّـهـا
نـاحَـت  ولا  أولادُهـا  أولادي؟! 

أشتاقُها والشوقُ بَعثَـرَ أدمُعـي
فأخافُ إن سَبَقَ اللّقـاءَ رُقادي

العينُ تدمَـعُ من فراقِ  أحبّتـي
والقلبُ يحزنُ من نزيف بِلادي

شامُ العروبةِ  والقوافـي سرُّهـا
كم شِيْـدَ فيهـا للقريضِ نَـوادي

والضّادُ تفخَـرُ أنَّ جُلَّـقَ مَهدُهـا
فَتَقَـلَّدَت عَرشـًا  مِـنَ  الأمجـادِ

دَمْشَقتُ من وجعٍ بيانًا ساطِعـًا
وعلى جبينِ الشَّمسِ خُطَّ مِدادي

بَـردى تمايَـلَ ليس غُنجـًا  إنّمـا
يبكـي على الأطلالِ والأجـدادِ

ودموعُهُ تسقي الوِهادَ وحزنُـهُ
أرخـى سدولًا وُشِّحَـت بِسَـوادِ

جيـلٌ من الأزهارِ سالَ رحيقُـهُ
مِـن حـاقِـدٍ  أو مُــدَّعٍ  لِـجِهـادِ

قِرطاسُ شِعري والرّماحُ يراعتي
ونَجيعُ حِبـرٍي عُـدَّتي و عَتـادي

سَيُسجِّلُ التاريـخُ  كلَّ جريمَـةٍ
وسيثـأرُ المَـكلـومُ  دونَ هَــوادِ

ويعـودُ للجبَـلِ الأشَمِّ شموخُـهُ
مِن قاسِيونَ نهَلْـتُ سِرَّ عِنـادي

فالياسميـنُ نَظَمـتُ منه قِـلادةً
وتميمَــةً مِـن  أعيُـنِ   الحُسّـادِ

وتَظـلُّ تشدو بالهديـلِ خمائلـي
فلقد نَضَىٰ سيفَ الحَميَّةِ فادي. 

بقلمي ــ كمال يوسف. 
دمشق   ٢٠٢٠/٧/١٠ م

الأحد، 28 يونيو 2020

شهداء الجوع بقلم الشاعر ‏Kamal ‎Yousef

(شهداء الجوع)

أرادَ    اللهُ   فـينـا   ما   أرادا
وسادَ الجوعُ بعد الرَّوعِ سادا

أنـادي  أيـنَ أرزاقـي  وحقّـي 
فلا عاشَ  المُنادي  والمُنـادَى

ودونَ  اللهِ  لَـن نَدعــو  إلٰـهـًا
هَجينٌ مَن لِـغَيـرِ الحَقِّ حـادا

حِصارُ القوتِ أبشَـعُ ما رأينـا
ولا عانَـوهُ في عـامِ الرّمـادا*

فأجعلُ من وتيني شِلوَ لحـمٍ
وأطعِـمُ  طِفلَتـي وأقُــدُّ زادا

نلوكُ اليَـأسَ  لانبغي اكتفـاءً
وحوتٌ  راحَ  يَزدَرِدُ  ازدِرادا

سوادُ الناس شدَّت أحزِمَتْهـا
وما عادَ الجَـوادُ  أخَا الجَوادا

وذقنا الويلَ من شرقٍ وغربٍ
وقيصَرُ زادَ في الكَيلِ الزّيادا

طوَينا البطنَ من فقرٍ وجَهدٍ
وصارَ السَّعيُ للرَّمَقِ الجِهادا

وسُـدَّت كـلُّ أبـوابِ النَّجــاةِ
فإمّا الموتُ أو إمّا الشهـادَة!

بقلمي ـ كمال يوسف.

الخميس، 18 يونيو 2020

أطفالنا أكبادنا في مهب الريح


بعنوان : في مهبّ الرّيح

( أطفالُنا أكبادنا 
تمشي على الأرض..)
لكنّهم مضطّهدون 
من المهد إلى اللّحد ..
مشرّدون في مهبّ الرّيح 
من سالف العهد ..
محرومون من نومٍ 
قرير ..
تائهون حتى الرّمق 
الأخير ..
ينامون  بمخدع الغاب 
 تنهشهم الذّئاب  
لم يُحفظٔ لهم عهد ..
سيّافٌ يمينيٌ 
يدمّر منازلهم 
وسيّافٌ يساريّ 
يحتالُ على طفولتهم   
يندّدُ بالعدوّ أمامهم 
قنّاصٌ أخبثُ من عدوّ وغد ..
نيران حقدٍ تجتاحُ طفولتهم 
تأكلُ من أبدانهم 
تسدُّ طريق نجاتهم 
تحرقُ أغصانهم  
ثمّ يستغلّون براءتهم
يتلاعبون بهم كحجرِ النّرد .. 

بقلمي خوله رمضان

السبت، 13 يونيو 2020

بوح قلم بقلمي خوله رمضان

بوح قلم 

كان في خيالي 
من الأحلام الكثير ...  
دمع غزير 
مد جارف كالهدير 
ليس لديّ سبب يقنعني 
أو  تفسير...
 إطلالة طيفه المركون 
من خلف السّتار  .. 
في مرآتي له في 
قلبي وقعٌ
يسير في أوتاري  كالمدار .. 
لكنه متمرّد
في الخفاء 
من خلف الإطار  ..
 فاتّضحت صورته 
في مرآتي رزقا
وماء سلسبيلا كالأنهار ..
وامتدّ
مع النّسيم
من خلف الحكايا
 سرٌّ تسرّبَ من وجداني
وأفلتَ من كياني 
ذاعَ في ‏ الأخبار ..
9/6/2020
بقلمي خوله رمضان

الثلاثاء، 2 يونيو 2020

منشوري النقدي خوله رمضان لنص خطى منهكة للأديبة الراقية وفاء غريب


               بسم اللّه الرّحمن الرّحيم 
   الرّؤية النقدية المقدّمة من قبلي خوله رمضان  لنص ( خطى منهكة )  عبر برنامج في ظلال النّقد .
  
          للأديبة المتألقة الشّاعرة المصريّة 
       وفاء غريب سيد أحمد   

ضمن برامج مجلة همسات فوق أوراق الصّمت اخترنا لكم هذا الأسبوع 
نصّا نثريا بعنوان  : 
 { خطىً منهكة   }
للأديبة  المصريّة  المتألقة وفاء غريب سيّد أحمد .
وإليكم الرّؤية المبسّطة وما يختبئ وراء الرُّؤية من ظلال وانعكاسات .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
أعزائي المتابعين 
لمحة عن حياة الأديبة كما ذكرت عن نفسها

السّـيـرةٌ الذّاتـيـَّةٌ :

وفاء غريب سيّد أحمد / مصرية
تاريخ الميلاد  / 14 / 3/ 1962 
 ست بيت بسيطة لم أكمل  دراستي الجامعية 
أحبّ الشعر وأعشق القراءة
طرقت عالم الكلمة منذ 7 أعوام 
من بعد رحيل رفيق الروح
حصيلتي الأدبية
ديوان ورقي وهو (عودة الحياة)
وثلاث دواوين إلكترونية
ياقاتلي، عاهدتني ، أذكرني 
وبعض القصائد المصورة 
على اليوتيوب 
وأحضر لديواني الثاني 
مع وزارة الثقافة المصرية


إليكم النص : 
( خطى منهكة
أسيرة ونظرة عينيّ زائغةً
كموجِ بحرٍ زاخر ليس له شطآن 
كصراعِ سفينةٍ شراعُها الخيال
وليل كالوتر بلا عازف
ذهب معه جمال الصّباح
سجينة في ذاكرةٍ
تأخذك لغيومٍ تخاصم الرياح
فلا تناشدك الأمطار 
كي تصلّي صلاة الغائب
على فجرٍ حبيس الدّجى والأوهام 
ينغمس كشتلاتٍ خفيّة 
تموت في زحامٍ 
يخبرك بموعد الحساب 
يتباعد عنّي الضوء
لا تَبْرؤ الرّوح من غيبوبةٍ
تجعل اللّاوعي 
لها بيتا خالي الوفاض 
تسقني الألم 
من نبع جافٍ لا يهتدي إليه المطر
تيبّست السّماء 
بدَا السّحاب عقيما 
تسري من خلاله 
رياحٍ تُخصّب الأحتراق 
في فؤادٍ عاشق يَبكيهِ الليل 
جعلني أنثى تروّض الصّبر
تترنّم في محرابه
شاردة فوق منصّة العتاب
يطلق الخريف 
أوراقه المتساقطة في وجه الرّيح 
شريدة تتحسس احتمال وجود الرّبيع
تجوب الفضاء على جناح فراشةٍ
تنفض عناء مواجهة النّور
كي تتقمّص فرحة
ترسمها باستخفافٍ على وجه الزّمان )

وفاء غريب سيد أحمد 

25/1/2020


أشير أنّي سأتعمد الإشارة للنفس القابعة في داخل النّص ، اي أنّني سأنهج طريقة جديدة تناسب طبيعة هذا النٌص . 
ولم أخرج عن عنوان برنامجي في ظلال النّقد بل ما زلت أحوم في الظّلال وأتعمد أن يكون نقدي نفسيّا في هذا المنشور وفق نظريات النّقد النّفسي . 
هناك حلقة وصل بين  النّقد الأدبي والتّحليل النفسي.
وقد نبع هذا الوصل قديما في الأدب العربي ويتّضح أنّ المنهج النّفسي، لم يظهر في أدبنا العربي بقوّة، فملامحه كانت بسيطة من خلال تسجيل بعض الملاحظات، التي استعان بها النّقاد وتمّ تطبيقها على الأعمال الأدبيّة ولم يتخذ
كمنهج مستقل بذاته.
 وأكبر الظّن أن هذه الملاحظات اعتمد عليها طه حسين فانتهجها في كتاب عن أبي العلاء المعرّي.
كما انتهجها العقاد فاستغلها في تأليفه عن أبي الرّومي وعمر بن أبي ربيعة، وسار عليها  المازني الذي استعان بهذه الملاحظات النّفسية في مقالات متفرقة.
أما مؤسس النّقد النفسي الغربي، فكان  "سيفموند فرويد" 
وسار على منهجه "شارل مورون" .

الرؤية البصريّة للنّص:
نص وجداني رمزي نثري على هيئة خاطرة تطول أسطرها وتقصر وفقا لتدفّق الشّعور لدى الكاتبة. والمعنون  بخطى منهكة .
الرؤيّة الكليّة للنّص : 
نصّ نفسي وجداني رومانسي بلمحة فلسفية اجتماعيّة يتبع الأدب النّسوي المعاصر.

قراءتي للعنوان 
___________
خطى منهكة 
جعلت الكاتبة عنوان خاطرتها نكرة ، 
وبدأتها بكلمة خطىً وهي جمع تكسير لكلمة خطوة .
ووصفتها بأنّها منهكة متعبة، والإبهام في العنوان شيء في صالح النّص الأدبي ، لأن الانكشاف والتّصريح يفقد النّص الأدبي أهميّته منذ البداية ، ونلاحظ أيضا أن العنوان فيه حذف متعمد من الكاتبة ، لأنها حذفت الخبر لكلمة خطى وأبقت فقط على الوصف،  فالأصل قبل الحذف أن يكون العنوان جملة اسميّة من المبتدأ والخبر .
ولكن الخبر يمكن لأي قارئ  تقديره بعد قراءة النّص لأنّه يُفهم من سياق الكلام . وأستطيع أن أفترضه مثلا. كقولي :
   خطى منهكة خطواتي
   ‏خطى منهكة حياتي
   ‏لكن كما قلت سابقا ، المبتدأ نكرة موصوفة بلا خبر يذكر في العنوان. 
   ‏ وفي الحذف أهميّة بلاغيّة لأن الإيجاز في العمل الأدبي من السّمات البلاغية النّاجحة. 
  
الصورة الكليّة للنص :
نص إنساني رومانسي رمزي على شكل خاطرة غير مقفّاة . 
  ‏ ‏
السّمات النّفسية في العنوان :
____________________
العنوان إشارة واضحة لمسيرة حياة ومنهج سير يكشف التضحيات وربما المتاعب التى لاقتها الذات الإنسانية التي تتحدث عنها صاحبة النّص .
 يبدأ الإنسان منذ الطفولة المبكرة تكوين شخصيته ،  وحينما يخوض الإنسان معترك الحياة مثلا بعد المراهقة أو أثنائها تتكشف سمات الشخصية الإنسانية .
 وحينما نخوض غمار الحياة فإن كل خطوة يسبقها فكرة أو مخطّط وربما تلقائيّة وعفويّة لاعتياد الشّخص على أفعال تعلّمها من واقع الحال الّذي يعيشه، ومن مكتسبات البيئة أو طبيعة السلوكيات المتعلّمة من الأهل والأصحاب.
 ‏ وفي هذا النّص إشارة واضحة لخطوات شخصيّة مكافحة تسعى للسير نحو تحقيق الأهداف . فهل نجحت في الوصول .؟ وخصوصا أنها وصفت خطواتها بالمنهكة . فإلى أين قادتها خطواتها ؟ وما الذي جعل الخطوات منهكة؟  . إنّها صعوبات تواجه البشر منذ خوضهم معترك الحياة تلازمهم في كل المراحل . سنرى إلى أي مدى تكشفت ملامح شخصيّة الذّات التي تتحدث عنها  الأديبة وفاء غريب  من خلال تتبع أفكار النص .  
 ‏وقد قلت أن النّص يحمل صبغة اجتماعية .
فالنّاقد النّفسي يسعى من خلال رؤيته من التّحليل النًفسي ليصل إلى الواقع الاجتماعي لحياة الكاتب ، كما أنّ النّقطة
الأساسية التي تتميز بها الدّراسة النّفسية ، الوصول لملامح شخصية الذّات التي يقصدها  الأديب 

الدّراسة  النّفسية للنّص.  
__________________
من بداية النّص النّثري ألقت بنا الأديبة في قمقم الأسر لنخوض التّجربة معها  . 
فهل الأسر حقيقي أم معنوي ؟
سنعرف هذا الأمر من دلالات الألفاظ ومن الصّور الخيالية والفنيّة للنّص. 
في السّطر الأوّل أوحت لنا الأديبة بملامح وجهها حين الشّعور بالأسر. 
وصفت عينيها بأنها زائغة حين الأسر،  ثم دمجت بين حالة الأسر  والبحر الزّاخر الذي فقد الشّطآن أي أنّه فقد السّيطرة والأمان . 
صورة بلاغيّة جميلة لحالة الشّاعرة . غضبٌ ينتابها وثورة أفقدتها السّيطرة على مشاعرها قانتزع الموقف الأمن من حياتها.  . 
وأكّدت لنا الصّورة تلك بصورة جديدة قوامها سفينة بلا شراع حقيقيّ . بل بشراع مزيف من خيال . 
وتابعت الصّورة بصورة جديدة كأنّها ليل بوتر غادره العازف مما أدّى لتتابع تبعات الأسر ليبقى صباح الأديبة كاللّيل بلا جمال، وذاكرة تسيطر على منطلقاتها في حياة تقيّدها كالسّجينة وأحداث قديمة تسيطر على الذّاكرة . 
فقالت في هذا المعنى :
أسيرة ونظرة عينيّ زائغةً
كموجِ بحرٍ زاخر ليس له شطآن 
كصراعِ سفينةٍ شراعُها الخيال
وليل كالوتر بلا عازف

ما هي الملامح العامة لنفسية الأديبة وفق ما ظهر هنا في هذا المقطع ؟
أولا :  الأسر
وهو أسر نفسي معنوي وليس حقيقي 
لأنّ هناك أدلّة تتبع في النّص تؤكد ذلك .
ثانيا : الصّور الأدبيّة التي شبّهت بها حالها وأوّلها حالة الأديبة المعنوية .
( موج زاخر ليس له شطآن )
صورة دلاليّة لحالة فقدان الأمن النّفسي والمجتمعي . 
فحينما يهدأ الموج على الشّاطئ فهذا دليل الاحتواء المجتمعي. 
لكن هنا البحر بلا شطآن . 
وهذا دليلي على فقدان الدعم المجتمعي للمرأة، فلجأت  للأسر النّفسي المعنوي . 
هي لم تجد الأمان المجتمعي فلجأت للأسر النّفسي. فالذات لجأت للأسر او بمعنى آخر للعزلة والوحدة لتتخلص من زيف المجتمع وكذبه وظلمه. 
والصّورة الثّانيّة  : شبّهت حالها بسفينة 
تصارع أمواج البحر لأن شراعها من خيال. 
نستنتج أنّها في قمة الغضب والصّراع للبقاء.
وأقول أنّ هناك رمزا في الصّورة . 
الرّمز هو الكشف عن سمات المجتمع الذي تعيش به من غش وخيانة وتزوير وكراهية . 
هناك مجتمع ظالم لم يعطها ما تتمنى بل خدعها وخانها فمنحها سفينة بلا شراع  حقيقي ، كي يجعلها في مواكب التائهين . 
الصّورة الرّمزية الثالثة ، فقدت جمال التأمّل لأنّها في ليل يفتقر للعزف . نظرا لفقدها للعازف ، وربما هو رمز للقدوة والصّداقة الغضّة مع اللّيل . نلاحظ أنّ الذّات ليس لها في أسرها وعزلتها  من صديق أو قريب أو شخصيّة تخفّف عنها عناء الأسر المعنوي. 
فمن الطّبيعي أنّ وجود الصّداقة والقدوة والرّفيق عوامل هامّة في حياة الشّخص، تعين في تخفيف أعباء الحياة عمن أصيب بجرح الزّمن فهاجمته الحياة تنتقص من حريّته وأوقعته في قمقم الأسر النّفسي . 

وتابعت الشّاعرة النّص بقولها :

(ذهب معه جمال الصّباح
سجينة في ذاكرةٍ
تأخذك لغيومٍ تخاصم الرّياح
فلا تناشدك الأمطار 
كي تصلّي صلاة الغائب
على فجرٍ حبيس الدّجى والأوهام 
ينغمس كشتلاتٍ خفيّة 
تموت في زحامٍ 
يخبرك بموعد الحساب ) 

نلاحظ حينما ينتهي اللّيل كيف تواجه الأديبة الصّباح .
عادة الصّباح يكشف غمّة المكروب وخصوصا مع العمل والحركة ومواجهة الحياة .
فتتغير الألوان لتصبح زاهية في نظر البشر. 
لكن الكشف النّفسي لن يسعفنا في تجلّي الأمن الرّوحي مع شروق يوم جديد.
 والظّلال الكئيبة مستمرّة حتى مع توافد يوم جديد .
نلاحظ الصّباح لا جمال فيه لأنّ النّفس مشغولة وسجينة بذكريات الماضي الكئيب.  
كيف وصفت الذّاكرة ؟
استخدمت المظاهر الطّبيعية لتعزيز مفهوم السّجن والأسر.
فالغيوم في خصام مع الرّياح 
لا أمطار في تلك الغيوم 
مما يدعوك لتصلّي صلاة الغائب على تلك الغيوم ليتنزّل المطر . 
صورة أدبيّة تظهر المعاناة ، والدّليل على قولي هو انحباس المطر . 
فالمطر غيث يسعد المكروب ولكن الفجر بوصف الشاعرة حبيس الدٌجى والأوهام وبلا غيث يذكر .
ثم ينغمس هذا الفجر  كشتلات خفيّة تموت في الزّحمة ليخبرك بموعد الحساب.  
وهذه الصّورة في نظري لها بعد نفسي إذ أنّ  النّهار يزاحم فجر الشّاعرة ، فلا يدعها تستأنس بالفجر المنير . حتّى أنّها جعلته يموت مع اختراق النّهار . 
والصّورة تؤكّد على أمنية الذّات بأن تلاقي يوم الحساب سريعا لأنّها بالأصل تحسّ بالموت المعنوي . ولكنّها استخدمت المظاهر الطّبيعيّة لتعزّز شعورها بأنّها في حالة قلق وارتباك وعدم استقرار.
وتابعت الأديبة صورها الخيالية بقولها :

 (يتباعد عنّي الضوء
لا تَبْرؤ الرًوح من غيبوبةٍ
تجعل اللّاوعي 
لها بيتا خالي الوفاض )
رغم مجيء النّهار إلا أن الضّوء يتباعد ، فما الذي أبقاه بعيدا ؟
لا شك إنّها ظلمة النّفس المعذبة والأسيرة في قمقم اللّيل رغم مجيء النّهار. 
فما هو اللّاوعي الذي ذكرته الشّاعرة ؟
 يدل اللّاوعي إلى حدٍّ ما على ما يقابل الوعي كاللّاشعور الذي يعتبر سلوكاً لا واعياً، واللّاوعي بحسب مدرسة التّحليل النّفسي ‏هو ما نسميه العقل الباطن موطن الذّكريات.
هذا دليل جديد على أن الشّاعرة هاربة من الواقع في أسرها لذاتها ، وهي تبحث في ذاتها ( عقلها اللّاواعي ) عن مصدر لسعادتها.

فهل نجحت في البحث ؟ 
 نلاحظ فشل  الرّوح التي عادت من رحلة اللّاوعي صفر اليدين .( بيت خالي الوفاض)

ثم تابعت قولها :
تسقني الألم 
من نبع جافٍ لا يهتدي إليه المطر
تيبّست السّماء 
بدَا السّحاب عقيما 
تسري من خلاله 
رياحٍ تُخصّب الأحتراق 
في فؤادٍ عاشق يَبكيهِ اللّيل 
جعلني أنثى تروّض الصّبر
تترنّم في محرابه
شاردة فوق منصّة العتاب

كرّرت الشّاعرة صورتها الفنيّة وهي صورة اليباس والجفاف الرّوحي مما أعان على تواجد رياح أعانت على احتراق فؤاد العاشق  .

من هو العاشق ؟ 
لا نعلم من قصدت به الأديبة لأنها تحدّثت عنه بضمير الغائب .ولكن معطيات الفراق ربما تكشفه في نهاية النّص . 
وخصوصا أنّها صوّرت اللّيل يبكي فؤاد العاشق. 
وجعلت نفسها أنثى تروّض الصّبر في محراب هذا الفؤاد . 
فهل هناك قصّة فراق ؟ 
ربما هي تتكلف الصّبر لأجل حب حُكِم عليه بالإعدام  والدّليل انها روٌضت الصّبر  فوق منصة العتاب . 
العتاب والصّبر أدوات استخدمتها الذّات لمواجهة الصعاب .
الآن فهمنا أنّ العتاب أحد أساليبها لتغيير الحال . رغم أنها لم توضح لمن وجّهت العتاب ، لكن المعطيات تدلّ على عتاب موجّه منها  ربما هو عتاب للطرف الآخر الذي غيّبه القدر  .

وتابعت الأديبة  بقولها :

(يطلق الخريف أوراقه المتساقطة في وجه الرّيح شريدة تتحسس احتمال وجود الربيع
تجوب الفضاء على جناح فراشةٍ
تنفض عناء مواجهة النّور
كي تتقمّص فرحة
ترسمها باستخفافٍ على وجه الزّمان )

ما دلالات الخريف والربيع ؟ 
الخريف هو الموسم المفترض لكل من يشعر بالأسر والوحدة واليأس .
أما الرّبيع فهو موسم يتمناه الجميع  لأنه فصل الجمال والنضارة .
ونلاحظ كيف وصفت نفسها بالشّريدة التي تتحسس وجود الرّبيع دليل على معاناتها ومطلبها للنّور الذي افتقدته. 
وها هي تجوب الفضاء تبحث عن الرّبيع
وترسم فرحة مصطنعة على وجه الزّمان .

الرّمزية في النّص 
_____________
هذا النّص نموذج هام للمذهب الرّمزي 
فمن بداية النّص بدأت برمز الأسر 
وهو دليل الوحدة والعزلة .
ثم لجأت لرمز البحر الذي بلا شطآن 
كرمز لفقد الأمن المجتمعي والنّفسي.
 أما السّفينة بلا شراع فهي رمز للخداع والخيانة ممن حولها . ورمز للإحباط والبطالة وضعف الذّات أمام متطلبات الحياة . 
 ‏أما اليباس والجفاف والخريف والغيوم التي تخاصم الريح فهي رموز لليأس والخوف والهموم والأحزان . فالغيوم التي لا تأتي بالمطر  لها دلالتها النفسية من اكتئاب وتكدّر وبالتّالي غياب الأمن النّفسي ..وبالتالي غياب مظاهر السرور.
 ‏وقد اقنعتنا هذه الرّموز في النّهاية لأنها قادتنا لمعرفة كم من المحاولات الفاشلة لاقتناص لحظة فرح إلا أنّها لم تتوصل لمبتغاها، فرسمت فرحة مفتعلة في وجه الزمن . لكنها بديل غير مقنع لأنّها رسمتها باستخفاف.
 ‏أما فؤاد العاشق فبقي رمزا لاحتمالين اثنين:
 ‏- فؤاد الذّات التي تتحدث عنها الأديبة ، إنها ذات فقدت الحبّ فآثرت العزلة والهروب والبحث عن مصدر للفرح ينسيها معاناتها. 
 ‏ - فؤاد الحبيب الذي غادر حياتها رغما عنها  ولم يعمل لتلبية متطلبات ذلك  العشق ، مما دعا تلك الأنثى لتتكلف الصّبر ، رغم أنّها لجأت للعتاب الذي باء بالفشل .

مما سبق نظهر التّحليل النٌفسي للنّص : 
--------------------------------------
ذاتٌ فشلت في مواجهة مطالب النّفس فلجأت للهروب والوحدة والعزلة ، إلا أنّها 
لم تجد ملاذا آمنا تلجأ إليه ، فهي تجد خيانة  لمتطلبات نفسها  وتلبية حاجاتها ولا نعلم بعد هل خانتها الأقدار أم خانها المجتمع الذي تعيش فيه .
 ماذا فعلت الذّات التي تتحدث عنها  أديبتنا  في الخاطرة  ؟
 ‏واجهت الأقدار بعد معاناة شديدة فاحتالت على خيالها لينقلها عبر الفضاء على جناح فراشة تبتغي اقتناص فرحة مفتعلة ترسمها باستخفاف على وجه الزّمن.

اللّغة ومعجم الأديبة .
------------------
نلاحظ الكمّ الهائل من كلمات العناء والمواجهة والتّحدي لواقع الحال بطريقة الانسحاب والتقوقع على النّفس .
ومن الأدلة على هذا الحال :
( أسيرة وسجينة في الذّاكرة ، الرّوح في غيبوبة ، وتسقى الألم . 
بحر زاخر بلا شطآن ، سفينة بلا شراع . )
كل هذه الكلمات والمقارنات جعلت من نص اديبتنا نصّا رومانسيّا وجدانيّا نفسيّا تغلب عليه عواطف الألم  كالتّيه والتّحدي  والعذاب  واليأس والإحباط  . 

البؤرة الثّابتة 
-------------
 ثبات الأديبة 
هي سنوات العمر التي قضتها متقوقعة على نفسها هاربة من مواجهة مجتمعها وهاربة   من محاولة العيش في محيط جديد يرأف بحالها ،  هي ترفض التّجديد وتريد البقاء في الأسر النّفسي وفي سجن الذاكرة الذي يقربها من شخص ربما فرقتها عنه الأقدار رغما عنها . 

البؤرة المتحوّلة 
--------------
محاولة إيجاد لحظة فرح  ، بعد أن كان   الفراق وراء هذه المعاناة  وربما لسبب آخر لا نعلمه . 
التّحول في تفكير الكاتبة هو عقدة النّثرية 
وبؤرتها المتحوّلة لدرجة أنّ خيالها اوحى لها باستقلال جناح فراشة تنقلها للفضاء لتقتنص لحظة فرح، بعد تجربة شعوريّة جعلتها تنكفئ على ذاتها وبعد رحلة معاناة تحملتها لوحدها في قمقم من الأسر النّفسي   .
  ‏
البلاغة والخيال 
------------------
نقلتنا الكاتبة إلى أجوائها النّفسية عبر الكلمات الموحية والتشبيهات والاستعارات والكنايات . 
فعلى سبيل المثال : 
تشبيه حالها في الأسر ببحر زاخر بلا شطان .
وتشبيه حالها بالأسر بسفينة بلا شراع .
وتشبيه حالها بليل بلا عازف . 
تشبيه السّجن الذي أجبرت ذاكرتها عليه بالغيوم التي تخاصم الرياح . فلا أمطار قد تنقذها من هذا الجفاف . 
شبهت تحوّل الذّات للفرح برحلة عبر الفضاء
تحاول اقتناص لحظة فرح وهي على جناح فراشة .
المعذرة على هذه الإطالة فهناك الكثير ايضا ولكنّي اختصرت كي لا أثقِل عليكم. 

إضاءة على النّص
--------------- 
هذا النّص غنيّ بالمفردات الدّالة على الحزن والتّعب والإحباط والشّعور بالوحدة والعزلة . والصُّور الشعرية الخيالية  والإسقاطات النّفسية على ذات الشّخصية التي تتحدّث عنها الكاتبة . هذا النّص الرومانسيّ النّفسي جعل الكاتبة تجتاح اللّاوعي في رحلات خاصّة بها نقلتنا معها للبحار والفضاء والسّماء، والغيوم ، والرّبيع والخريف. 
 لقد نقلتنا أديبتنا وفاءغريب  إلى تجربتها الشّعورية وجعلتنا في مواجهة مفترضة معها لنجتاز الأرض في رحلة نحو الفضاء للبحث عن فرحة مزعومة للخروج من وضع إنساني مقيت، وهو وضع نسوي ملازم غالبا للمرأة الشّرقية التي تفقد المعيل فتحتال على نفسها  لمواجهة الحياة بنفس معذّبة ومعاناة حقيقية ،  وربما هو قدر صنعته المرأة بنفسها ،  ولكن النّفس البشريّة لا تقرّ بأن هذا ما جنيناه بأنفسنا وما جناه علينا أحد . 

وهذا الجهد هديّة لك منّي شخصيّا خوله رمضان ومن إدارة همسات فوق أوراق الصّمت نظرا لتفاعلك في المجلة وجهودك الطيّبة . 

أشكرك اديبتنا الألقة  وفاء غريب لأنك أوحيتِ لي بظلال جمّة تناولتها بنقدي 
لخاطرتك .. بارك الله بك وحفظك مع المزيد من التّقدم في ميدان الأدب الذي خضتيه بكلّ انفتاح ، فقد كانت الرّومانسية طريقك لرسم لوحة فنية لمعاناة امرأة قسا عليها المجتمع وأحكمت عليها الأقدار قبضتها . شكرا للذّات التي  اجتازت مصاعب الحياة وأتمّت دورها الإنسانيّ   ..
تحيّاتي لك على طبق من الورود، لدورك الفاعل في رسم فرحة لذات معذّبة ولو في الفضاء وعلى جناح فراشة. إنها محاولات النّفس البشريّة لمتابعة الحياة رغم الفقد والغياب.
 
ألف شكر أديبتنا الرّاقية همسة عتاب وأديبنا الفذّ أشرف سعد لهذا التّوجّه من قبلكم ودوركم في تفعيل فقرة النّقد في مجلة همسات للارتقاء بالأدب والأدباء .. كان معكم : 
     خولة رمضان 
ضمن فعاليات وبرامج مجلّة همسات فوق أوراق الصّمت . الف شكر أديبتنا همسة عتاب على هذا التّصميم لواجهة البرنامج .
  ألف شكر لكلّ المتابعين والمتفاعلين .



 ‏ 

الجمعة، 29 مايو 2020

زيف بقلم المبدع ‏Kamal ‎Yousef

(زيف)

أتدري؟ فما عادَ يُغـري صَفاك
وما عدْتُ  أدنـو إلى مستواك

لأنّـي عَميـتُ عـنِ  الخائنيـن
وصدَّقتُ زيفـًا طغى واحتواك

فما عدْتُ أهوى قريضَ الحروف
مِنَ المبغضيـنَ ومنْ ذا وذاك

فقدْ تحظى بالحبِّ منْ غافلين
ولكنَّ  يومَ  الرَّدى   منتهــاك

فلا تكُ ممَّنْ يرومُ الوِصــال
فمـا الوصـلُ إلّا  بربٍّ هَـداك

تَـزيّـنْ  بخُلْـقٍ  ولا  تعتـدي*
فمنْ يفتـرِ الشَّرَّ يلـقَ الهلاك

ومهما تَـزَيَّنتَ حُـلوَ الكـلام
غدا سوفَ يهوي قناعُ الملاك

ارتجال ـ كمال يوسف.

السبت، 23 مايو 2020

قصة خط بارليف بقلمي خوله رمضان

بحمد الله ورعايته فازت قصتي بالمركز الأول في مجلة روائع الفكر الإبداعية وهي تروي حكاية أحد أبطال حرب أكتوبر الشهيد محمد زرد ....
قصة حقيقية 
ألف شكر  مجلة روائع الفكر بإدارة 
الشاعر عاطف عبد الله .الى مزيد من التقدم والعطاء...

خط بارليف

خاص بمسابقة روائع الفكر
قصة قصيرة 
قصة  أحد ابطال حرب اكتوبر  محمد زرد

قصة قصيرة 
بعنوان : فوهة الحصن 
   لا يغفو رغم قواه الخارقة  النادرة فمنذ صغره نشأ في أحضان والده الذي اهتم بتدريبه في نادي رياضي ... رجل يتحدى المستحيل ، يقف على أبواب حلمه بيقظة تامه ...يعاف النوم وهو يفكرفي حدث هام لا بدّ أن يطوي حياته .. 
يتخيل نفسه  وقد حطم أسطورة خط بارليف الذي لا يقهر وفق أقوال الطغاة ...وما أن تخرّج من الكلية الحربية  حتى أصبح قائدا لفرقة اللواء الحربية  المصرية .. فاكتمل حلم حياته بإتاحة الفرصة له ليكون في قافلة   الفداء  والتحرير .....
 يجلس في ثكنته العسكرية متأملا ما مضى من عمره الفائت .. ويغفو على قصص البطولة التي رواها له والده الخمسيني 
تتعلق عيناه بمشهد والده وهو يقوده
بيده إلى المسجد لتأدية الصلاة في وقتها....
يغفو ليجد نفسه في أحضان أمه الرؤوم 
تسبغ عليه من حنانها أنهارا ...يتعلّق قلبه 
ببوح فريد تتمتم به شفتاها حبا وعطفا ..
    نام وهو يدوّن رسالة شوق للقاءقريب مع والديه وأسرته... ثم تغفو عيناه قليلا ويرجع لمتابعة تدوين الرسالة وما أن غطّ في نومه. حتى جاءه الطارق ليخبره بأهمية حضوره لاجتماع طارئ مع رئيس القوات الحربية المصرية ..
لم ينس كلام معلمه في المرحلة الثانوية 
وهو يقول له : إنك درّة ثمينة يا ولدي 
فابحث عن الدّرة في نفسك ...ابحث عمّا 
يجعلك في مصافّ الخالدين .

      وجد نفسه يبحث عن تلك الدرّة في أعماقه فتبدو لعينيه ساحرة مبهرة يتشوق  لرؤيتها حقيقة ويطمح لتفعيلها .
انتظر قطار الشوق الذي يحمله إلى منتهى 
أمنياته وعذوبة توقعاته ...
   تمت ترقيته عدة مرات بسرعة فائقة حتى أصبح بفضل شجاعته قائدا لفرقة باسلة في تاريخ حرب أكتوبر .. 
     لن تهزم أحلامه فهو يطمح بالمزيد. ...قفز قطار عمره بسرعة وهو يخوض التجربة في القوات الحربية الخاصة .
قال له صديق طفولته وصباه وشبابه :
أراك تتمتع  بحيوية وشجاعة منقطعة النظير  فنحن غدا على موعد مع النصر بإذن الله .

  بعد منتصف اللّيل استعد الجيش المصري والسوري بالتزامن معا للهجوم المباشر في جبهتين متساويتين .. وكان هدف القوات المصرية تحطيم  أسطورة خط بارليف الذي لا يقهر كما أشاعت المخابرات الإسرائيلية  كنوع من الحرب النفسية ..  استعدت فرقته في اليوم التالي. لتنفيذ ما اتفق علية مع الرئيس ...
الرئيس : غدا ستكون  ليلة الاحتفال بعيد الغفران في تل أبيب ....
محمد زرد : أفهمك سيدي نحن على استعداد 
لقلب الأرض وهم مخمورون بعد سهرهم 
للاحتفال بعيدهم ...
الرئيس :  فهمتني بسرعة القائد محمد زرد 
سننفذ خطتنا قبل صحوتهم ...
خرج محمد زرد وقد اشتعل حماسا وثورة 
واستجاب  له أفراد فرقته الحربية وبدأت فرقة محمد زرد تمشط الموقع  بنسف الأرض بالمتفجرات وتساندها الطائرات الحربية
  بإلقاء الصوريخ التي تفجر الأرض وتصدّعها  فتنهار الشبكة الفولاذية من تحت الأرض وتتراكم البقايا يمينا ويسارا .. 
ويتوافد الأبطال  لرفع الرايات على الأماكن المحررة , ترتفع الأعلام المصرية على كل ثكنة محررة......
   تفاجأ العدو الصهيوني بهذا الهجوم فقد كان غير مستعد....وكان منشغلا بالسكر وإقامة التعاويذ الكاذبة ... ثم غفا مخمورا وفاقدا للوعي ..
كان قادة الجيش الإسرائيلي في تلك المرحلة  الحاسمة  مطمئنين مرتاحي البال وقد أيقنوا من تحصين خط بارليف بالشبكات الفولاذية والجسور الحديدية  ..
  وبعد هذه الأهداف التي حققها الجيش المصري وبأسرع مما يتخيل العقل البشري
بقي هناك نقطة واحدة من خط بارليف لم تستجب للتفجيرات وقد استعصت على القوات المصرية  ...
 وارتفعت الأعلام على كل المناطق المحررة إلا هذا المكان الذي أعلن الجموح والعصيان وتنكر لكل المحاولات ... ولم تنفع كل الجهود .
  وفجأة وقف البطل محمد زرد متحديا هذه 
  النقطة المحصنة وتذكر كلام أستاذه حينما 
  قال له أنت درة نفيسة يا ولدي.... .. وبدأ بالبحث عن الدرة النفيسة في ذاته..أيقظ في ضميره نوارع الخير لوطنه .. وفتح بابا من نوازع الشر للعدو الغاصب .  

    وبدأ يصارع ذاته ويستخرج مقومات البطولة من أعماقه ... يتحدى العجز والفتور  ويؤكد لنفسه أن ليس هناك شيئا مستحيلا ... 
    كانت  النقطة التي استعصت على الجيش المصري محصنة بطريقة فريدة وقوية ويبدو أنها كانت مخصصة لقيادات إسرائيلية معينة .. عانت المجموعات الحربية المصرية المرار واليأس وهي تكرر الهجوم والقصف بلا فائدة تذكر ...
  .. كان لهذه النقطة فثحة ضيقة للتهوية 
  ولها باب صغير تعلوه فوهة أيضا  
  وكان يقلق المجموعة المكلفة بالتعامل مع هذا الحصن قوة الشبكة الفولاذية  التي تدعم هذا الحصن من الداخل ...
وبعد هذا التّحدي لذاته قرر محمد زرد أن يكون الأقوى من بين الجميع ... خاطب الجنود  قائلا :
ارتقبوني على الجانب الآخر من الحصن  
وقفز بما يتحزّم به  من قنابل إلى فتحة التهوبة التي تعلو الحصن .

تابع ==========

ويبدو أنّ  الجيش الإسرائيلي قد فاق من غفلته وتيقظ لما يحصل وهو مستنكر  ومندهش .. .بدأ بالتفاعل مع الحدث  لكن بعد فوات الأوان  .
 فأمطر القوات المصرية بالقذائف وشتى الوسائل المتاحة  ... ولكنه لم يتمكن من الوصول لمحمد زرد .. فقد كان أسرع من  ء البرق  ودلف بجسمه إلى فتحة 
التهوية وفجر الحصن من الداخل بما يحمل من قنابل .

وما هى إلا ثوان معدوده وإذا بباب الحصن يفتح من الداخل ويخرج منه البطل محمد زرد  ورغم الدماءوالتمزق الذي حصل بيده اليمنى إلا أنه ضغط بيده  اليسرى  على باب الحصن لاستكمال فتحه ... ...
كان هذا آخر عمل قام به ... هذا البطل 
الملهم الذي جاء على موعد مع هذا العمل البطولي ّ العسكري ... 
   كتبت الصحف المصرية والعالمية كيف 
تم تطهير آخر حصون خط بارليف .. ونال 
محمد زرد شرف الشهادة ,وشرف تطهير آخر نقطة من  خط بارليف حينما استحضر الدّرر النفيسة التي كانت في اعماقه .....
رفعه أصحابه على الأكتاف مكبرين وأوصلوه إلى العلم ليلمسه بيده اليسرى .
عمل محمد على استنطاق الشجاعة وحب الاستشهاد في سبيل الله ..
  وكتبت الصحف المصرية تنعاه وتنشر آخر رسالة كتبها لوالديه في ليلةاستشهاده...بكت عيون الأمهات في مصر في ذات اللحظة  التي صدرت فيها الصحيفة الصباحية ...
وكانت والدته تتابع الخبر بفخر كبير منقطع النظير ، وتزغرد تلك الزغرودة التي تزلزل كيان الغاصب ، ويعلو صوت والده وزوجته وأولاده  وهم يقرؤون رسالته التي دونها في ليلة التحرير والتطهير  كأجمل نص وطني يدرّس في مناهج الدّراسة المتوسطة …
وقف ابنه زياد يقرأ نص الرسالة التي سُجّلت 
في المناهج بكل فخر ويقول لزملائه :  هذه رسالة أبي الشهيد محمد زرد ..  
عاهدوني أن نكون مثله ... فيرددون معا وبصوت واحد : كلنا محمد زرد ...
قصة قصيرة / بقلمي خولة رمضان

نقد بقلمي خوله رمضان للأديبة ‏Najat ‎نجاة ‏عيوشAyoush ‎

بسم الله الرحمن الرحيم 
   الرؤية النقدية المقدم من قبلي خولةرمضان لخاطرة   (من خلف النافذة    ) عبر برنامج قصيدة وتأملات ناقد ....
          للأديبة المتألقة نجاة عيوش
    الراقية  : Najat Ayouch      

إلى عشاق النقد الأدبي 

نجوم لمعوا في سماء { همسات فوق أوراق الصمت }
واسعدونا براقي حروفهم
وابهرونا بزخات أقلامهم 
فوجب علينا أن نهديهم إهداء شرفي يليق بهم 
وهو نقد لما أبدعوا من سحر القصيد 
اخترنا لكم هذا الأسبوع 
قصيدة  { من خلف النافذة ) للأديبة المتألقة 
Najat Ayoush
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
         تحية إكبار وإجلال 
من منبر  مجلة همسات فوق أوراق الصمت
مجلة الأدب والفكر والثقافة أحييكم أجمل 
تحية وأضع بين أيديكم هذه الرؤية النقدية
الموجهة من قبلي خولة رمضان  لأديبتنا الراقية Najat Ayoush   عن خاطرتها النثرية من خلف النافذة  :  
            إليكم الخاطرة  
          
نغمة شوق.. والمطر..
من خلف النافذة...
سماء كئيبة حزينة كقلب مكسور ..كواه الفراق
تبكي عيونها ...وترشح شوقا...
من خلف النافذة ..
صوت حبات المطر تطرق على الزجاج توقظ الروح.
كصوت هاتف يهتف في اذنك اشتقت اليك طال السفر..
من خلف  النافذة ...
كل حبة مطر تلامس الأرض .. تاخذني إليك...إلى لمسة يديك..إلى دفء الحنين في عينيك..
من خلف النافذة ...
 تعانق الأرض حبات المطر كشغف لقائي بروحك هناك..
من خلف النافذة..
ألف حكاية شوق ...تنتظر ان تُطرب بعزف اللقاء .تماما كما تُطرب الأرض بحبات المطر ..
 من خلف النافذة ...
أنظر في وجوه الناس فأراك كل البشر...
 من خلف النافذة.... احبك رسمتها على أنفاس شوقي  .. ..أعشقك والمطر...
                      بقلمي نجاة عيوش...

نبدأ بلمحة عن حياة الأديبة :

نجاة عيوش .من لبنان الشقيق
العمر 45 سنة.
متزوجة .وأم لثلاثة أولاد
اختصاص فلسفة..عملت في مجال التعليم .مدرسة ثانوي فرع الفلسفة..
وعينت مديرة لمدة 10 سنوات...
عملت في مجال الإرشاد الصحي الاجتماعي.
حائزة على،شهادة بإدارة الأعمال والتسويق..
تعشق الكتابة والورود والشروق.
أبرز هواياتها...الكتابة ...تصميم وتنفيذ الأزياء...الرسم ...وغيرها.

أبدأ من عنوان النص كمدخل للنص النثري :
من خلف النافذة 
عنوان من ثلاث كلمات 
يبدأ بشبه جملة من الجار والمجرور
 (من خلف) مضافا إليها كلمة النافذة
 الأصل في تركيب هذه الجملة أنها 
 كالتالي:
 من خلف النافذة أمطار
 أو من خلف النافذة ذكريات 
 أو من خلف النافذة ينهمر المطر ....إلخ
 وبالتالي هناك تقديم وتأخير وقد  تكون جملة اسمية أو فعلية .. 
 لو ارجعنا الجملة لأصلها لقلنا :
جمل اسمية تامة المعنى على سبيل المثال :
-أمطار خلف النافذة 
-إيحاءات خلف النافذة 
او جمل فعلية عل سبيل المثال :
-تنهمر الأمطار خلف النافذة 
-أراك خلف النافذة 
إذن هناك جزء محذوف في الجملة لا بد من الكشف عنه.
 ما فائدة الحذف ؟
 الحذف يفيد التشويق للقارئ ويوحي بأن المعاني غامضة ، ولا بد من متابعة النص 
 للكشف عما يريده الكاتب .. 
 وسنأتي على المعانى التي أرادتها الكاتبة 
 من خلال التدرج في عرض الأفكار. 
إذن هناك فائدة من الحذف وهو خلق جو من التشويق والتفاعل مع النص... 
العنوان بحد ذاته قصة واختزال للأحداث 
التي تريدها الكاتبة .. 
هل وُفقت الكاتبة في هذا العنوان ؟
بالرجوع إلى مائدة النص وعرض الأحداث والمشاعر نجد توافقا بينهما ..
فهناك عنصر محذوف. في العنوان تفسيره :
ما ورد في النص النثري من أفكار .
فماذا تشاهد الكاتبة من خلف النافذة ؟
تشاهد كل ما له علاقة بمشاعرها في تلك الحالة الشعورية التي تعيشها .
تعيش لحظات افتقاد وشوق ... 
افتقاد للحبيب الغائب وشوق للقاء طال افتقاده ... 
وسنأتي على هذه الأفكار بالتفصيل .

الفكرة  الكلية :

النص خاطرة نثرية رومانسية وجدانبة إنسانية تتناوبها قافية منسجمة بين سطر وسطر مما جعلها خاطرة قريبة جدا من القلب يتعلق بها القارئ  ..
ويسعى كل قارئ لتلك السطور لإتمامها 
والتفاعل معها .
ما القوافي التي وردت وتناوبت عليها الأسطر النثرية ؟
السفر ...المطر ... البشر ( قافية الراء )
يديك , عينيك (قافية الكاف )
إذن هناك نغمة موسيقية  تأتلف في  النص وتجعله قريبا من النص الشعري بسبب تنوع القوافي وتتابعها وانسجامها .
 
النص إنساني انطلق من الذات والنفس التي تخص الكاتبة الى نفس كل قارئ لتلك السطور  .... عاطفة إنسانية ... تكتنف جميع 
النفوس البشرية نظرا للعاطفة الوجدانية التي يشترك بها بني الإنسان ...
التطلع للقاء بعد الفراق .. الشوق للغيّاب....
انهمار الأحاسيس والمشاعر الإنسانية 
في لحظات انهمار المطر .. شيء رائع  يرد في نفس كل إنسان سويّ  وتنبع 
تلك المشاعر من الداخل بتتابع جميل وفقا لدرجة توافق المواقف الشعورية  مع حالة الشخص ودرجة إحساسه ورومانسيته وتدفق وجدانياته ...
هل. وفقت الشاعرة بالتعبيرعن ذاتها ؟
استطاعت الكاتبة نجاة عيوش أن تنقلنا 
لحالتها الشعورية من خلال تفاعلها مع حبات 
المطر خلف النافذة .. 
فالسماء حينما أرسلت المطر هي تبكي في نظر الكاتبة .
وهذا البكاء له دلالته . فالكاتبة تلقي بظلال 
حالتها الشعورية على الطبيعة . 
شبهت الكاتبة السماء الكئيبة بالقلب المكسور 
الذي كواه الفراق ... 
اذن السماء تنفّس عن حزنها واكتآبها بالبكاء
فكيف جاء هذا التنفيس؟ 
جاء تنفيس السماء عن حزنها بانهمار المطر
والشاعرة تراقب هذا الأنهمار وتستلهم منه 
حالتها وشعورها الوجداني. 
صورة فنية تمثيلية فيها تشبيه وتشخيص
فالسماء لها عيون كما الإنسان وتبكي لتنفس عن حزنها ...
هي صورة تترجم حالة الشخصية التي تقصدها اديبتنا  على ما اظن تقصد نفسها 
لأنها تكلمت بضمير ياء المتكلم مثل :
 تأخذني ولقائي .
 وتاء الفاعل مثل اشتقت .

فقالت في هذا المعنى :
 "من خلف النافذة...
سماء كئيبة حزينة كقلب مكسور..كواه الفراق
تبكي عيونها ...وترشح شوقا..."

إضاءة على نص من خلف النافذة 

هل الحديث عن المطر وربطه بالحالة الشعورية شيء جديد في
الشعر الجاهلي والأدب  المعاصر ؟

المطر مظهر من مظاهر الكون الواسع وهو صورة لرحمة الله تعالى بخلقه، وله دور مهم في حياة البشر، فهو يعني الحياة العطاء والخير العميم والخصب .
وورد ذكره في القرآن الكريم . فقال تعالى:
"وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ"

والشعراء في تلك العصور قاموا بتوظيف المطر في أغلب الموضوعات كوصف المرأة وصفات الممدوح وصفات المرثي وصورة المعارك والحيوان.
وقد ورد ذكر المطر بكثرة في القرآن الكريم بلفظ الماء والغيث مصدرا للفوائد الكثيرة، قال الله تعالى: "وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مَاء فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ."
واستمر الشعراء في ذكر المطر في اغلب مراحل الشعر حتى عصرنا الحديث..
ومن أشهر قصائد المطر الرومانسي في الشعر المعاصر قصيدة الشاعر العراقي بدر شاكر السياب ( أنشودة المطر )
والتي يقول فيها :
عَيْنَاكِ غَابَتَا نَخِيلٍ سَاعَةَ السَّحَرْ 
أوشُرْفَتَانِ رَاحَ يَنْأَى عَنْهُمَا القَمَرْ 
عَيْنَاكِ حِينَ تَبْسُمَانِ تُورِقُ الكُرُومْ 
وَتَرْقُصُ الأَضْوَاءُكَالأَقْمَارِ في نَهَرْ

وإليكم مثالا آخر للشاعرة نازك الملائكة 

على وقع المطر للشّاعرة نازك الملائكة أمطري، لا ترحمي طيفي في عمق الظّلام أمطري، صُبّي عليّ السّيل، يا روح الغمام 
لا تُبالي أن تعيديني على الأرض حطام وأحيليني، إذا شئت، جليداً أو رخام 

والأمثلة على اشعار المطر كثيرة ومتنوعة .
فقط اوردتها هنا من اجل الإشارة الى أن الحديث عن المطر في الأدب العربي ليس 
بجديد ....
لكن الجديد في نثرية الأديبة نجاة هو تلك الصورة المبدعة واللوحة الفنية التي يمكن ان نرسمها لكلمات الشاعرة 
فهي صورة متكاملة ..موحية 
امرأة خلف النافذة ترقب السماء وما ترسله من حبات المطر الى الأرض فترى السماء كقلبها المكسور  ، تصل حبات المطر الى 
الزجاج فيأتي صوتها موقظا للروح .
وتتوارد الخواطر حينها 
وكأن هاتفا يهتف في أذنها انه اشتاق لها. بعد السفر .
فتقول في هذا المعنى :
من خلف النافذة ..
صوت حبات المطر تطرق على الزجاج توقظ الروح.
كصوت هاتف يهتف في اذنك اشتقت اليك طال السفر..
من خلف  النافذة ...
كل حبة مطر تلامس الأرض .. تاخذني إليك...إلى لمسة يديك..إلى دفء الحنين في عينيك.."
وهكذا كان صوت حبات المطر على الزجاج 
كصوت الغائب يعلن عن شوقه بعد الفراق 
فقد أعلنت الكاتبة عن سبب الشوق وهو الغياب بسبب السفر  .
صوت حبات المطر أيقظ روحها وجعلها تستشعر مأساتها بغياب شقيق الروح ....
الآن في هذا الموقف تستشعر الكاتبة لقاءمفترضا بين الأرواح ، وعبرت الأديبة عنه بقولها :توقظ الروح
فهل كانت الكاتبة غافية عن هذه اللقاءات ؟
الغفلة تحدث حينما ينشغل الإنسان في دروب الحياة فياتي موقف يوقف الغفلة ويوقظ المشاعر .
مثل هذا الموقف وهو صوت حبات المطر أيقظ مشاعرها 
واستمرت الكاتبة في استكمال مشاهد اللقاءالروحي ....فحينما تلامس حبات المطر الأرض وتلتقي بها  يستيقظ الحنين في نفس الاديبة وتتخيل ملامسة مماثلة من يديّ الحبيب وتأخذها أيضا الى دفء الحنين في عيني الحبيب الغائب الحاضر في تلك اللحظات .

فهل اكتملت صورة اللقاء المفترض ؟
ما زالت الصورة الشعرية لم تكتمل فهناك شغف للقاء حقيقي لم تصل اليه بعد فقالت في هذا المعنى :
"من خلف النافذة ...
 تعانق الأرض حبات المطر كشغف لقائي بروحك هناك..
من خلف النافذة..
ألف حكاية شوق ...تنتظر ان تُطرب بعزف اللقاء .تماما كما تُطرب الأرض بحبات المطر .."
إذن من وجهة نظري ..الكاتبة ما زالت مستمرة في استلهام موقف اللقاء الذي يطربها ويروي عطشها المستمر للقاء عاصف .. فهناك الف حكاية شوق ...وحكايا الشاعرة في شوقها للقاء مع الحبيب تشبه
حكايا السماء مع الأرض .
فالأرض في شوق مستمر  للقاء مع الماء الذي يروي عطشها عبر فصول الجفاف  وكذلك حكايا الشوق في نفس الشاعرة 
تحتاج إلى لقاء لترتوي طربا بوقع الوصال 
الذي تطلبه من الحبيب .
صورة خيالية رائعة ... رومانسية حالمة 
إنها المراة الشفافة إنها المشاعر الصادقة 
شوق لا حدود له يكتنف روح الشاعرة فتربط كل مشاعرها بالطبيعة وصورة المطر 
بعد الجفاف .
فهل اكتملت الصورة ؟
لا ...فما زالت الأديبة تطرق أبواب الرجاء
وتستلهم المواقف فقالت :
 
من خلف النافذة ...
أنظر في وجوه الناس فأراك كل البشر...
 من خلف النافذة.... احبك رسمتها على أنفاس شوقي  .. ..أعشقك والمطر...

إذن الشاعرة تشتاق لوجه الغائب فتراه
في وجه كل البشر الذين تشاهدهم من خلف نافذتها ..
ووصلت لحد الإعلان عن حبها الذي كتمته 
ثم باحت به الآن .  
فصرحت به بكلمة أحبك وهذا الحب جاء مع أنفاسها حين الشوق .
وسؤالي هو : هل هذا الحب معتدل ؟
لا ، ليس معتدلا إنه حب منتقل الى الدرجة السابعة .. وفق بعض التصنيفات 
عن درجات الحب   ...
فقالت  "أعشقك والمطر"
العشق يأتي بعد المحبة  والحب والمودة والهوى والشغف والصبابة ..... إذن هو مرحلة متقدمة في هذا المجال .
 ما هو العشق بدقة تامة وفق  تفصيلاته ؟ 
 
عشِق الشَّيءَ : هوِيه وتعلّق قلبُه به وأحبَّه حبًّا  شديدًا .
وورد في معجم لسان العرب ما يأتي :
"العِشْقُ فرط الحب وقيل هو عُجْب المحب بالمحبوب يكون في عَفاف الحُبّ ودعارته"
وذكرت الكاتبة ايضا كلمة الشغف 
فما هو الشغف ؟ 

يقال أن كلمة "شغف" أتت من "الشغافة"، والشغافة هي غِلاف القلب. وفي هذه الدرجة الأولية من الحب، يدخل الشخص إلى القلب من خلال الشغافة. قال ابن عباس في ذلك: دخل حُبه تحت شغاف قلبها.
وقد صنّف الشغف في مرحلة خامسة للحب 
وفق بعض التصنيفات .

أعلنت الشخصية التي تتحدث عن ذاتها في الخاطرة النثرية عن عشقها ولكن قرنت العشق مع المطر .
جمعتهما بواو المعية التي تدل على المصاحبة .
إذن كلما جاء المطر هاج العشق وانتشت العواطف بهذا المظهر الطبيعي الذي ظل مصدر إلهام للأدباء والشعراء على مر العصور .
 كيف نصنف عشقها ؟ 
 هل ما لجأت إليه من وصف لمشاعرها 
 يصنف تحت باب الحب العذري؟
 في رأيي الشخصي كناقدة أقول  :نعم 
 حب عذري لأنها تتحدث عن حب غائب 
 بعيد .. تتلمسه عبر محطات وتصورات 
 وجدانية خيالية ... ولم تلجأ لأي صورة  من 
 صور الحب الصريح إلا في كلمة أعشقك وكلمة شغف .

الخيال والعواطف : 
مر معنا سابقا الصور والتشبيهات أثناء 
الخوض في النص وسأكثف الحديث عنها 
في هذا المكان :
لجأت الشاعرة للتشخيص فنسبت للسماء 
صفات الإنسان من اكتئاب وحزن 
وجعلت للسماء عيونا وقلب . فعيونها ترسل الدموع على شكل  مطر . 
وتسكب المطر شوقا فترشحه ببطء .
وهذا التشخيص فيه تشبيه مفرد بقوله :
حزينة كقلب مكسور ... وفيه استعارة مكنية 
بحذف المشبه به وهو الإنسان.

وشبهت طٙرق حبات المطر على النافذة بصوت حقيقيّ يهتف وعبّر عن نفسه بكلمة 
اشتقت  إليك طال السفر .. وهو تشبيه تمثيلي . 
قارنت بين ملامسة حبات المطر للأرض وبين حالتها الشعورية حيث أسهبت في 
الوصول بشغف لملامسة يدي الحبيب
والإحساس بدفء عينيه .
تشخيص حبات المطر وإعطائها الصورة الخيالية بأنها كالإنسان مشتاقة للأرض 
إذن هناك شغف مشترك .
شغف ينطبق على حبات المطر مع الأرض 
وشغف من الشخضية المتحدثة لروح الحبيب.
شبهت حكايات الشوق بالإنسان الذي ينتظرالوصال فهي تشبه هذه الصورة بصورة 
المطر حينما يطرب بالوصال مع الأرض.
رسمت الشاعرة حبها على انفاس شوقها .
فهل للشوق أنفاس ؟
إذن هي صورة بلاغية ايضا تشخيص واستعارة .
شخصت الشوق وصورته بالإنسان الذي
يتصف بالشوق واللهفة . على سبيل الاستعارة المكنية . 
صور واضحة وجميلة وشفافة تعكس عواطف الشخصية وشوقها للغائب وحبها وعشقها وشغفها . 
عواطف إنسانية تصدر عن تجربة ذاتية 
يشترك فيها كل ذي قلب شفاف .
عواطف تجمع السماء بالأرض وتوحد البسط مع المقام في معادلة رومانسية شفافة . 
صور بلاغية تعكس الحزن الذي يرافق الشوق في إيدولوجية النفس البشرية التي 
تعتمد في بقائها واستمرارها على الحب .
ينطبق على هذه الخاطرة وصف الحب العذري بألفاظ رومانسية بسيطة وغير معقدة . 

وأخيرا اود الإشارة ان الأديبة عبرت بصدق عن عواطفها بلا تملق وبلا مجاملة وشعرت أنها ترتجل الكلمات مع ارتجالية عواطفها 
المتأصلة حيث هتفت بها الف مرة فاختمر التعبير في ذاتها ليخرج  بوهج وألق .
وأغلب  الشعراء اهتموا بهذا الشعور الوجداني وخلدوه في أشعارهم من القدم 
وسأختم بكلمات بسيطة للشاعر نزار قباني 
إذ قال :
 بعض ما قال نزار قباني عن العشق:
عندما قررت أن أنشر أفكاري عن العشق
ترددت كثيرا
فأنا لست بقسيس
ولا مارست تعليم التلاميذ
ولا أؤمن أن الورد
مضطر لأن يشرح للناس العبيرا
ما الذي أكتب يا سيدتي؟
إنها تجربتي وحدي
وتعنيني أنا وحدي
إنها السيف الذي يثقبني وحدي
.فأزداد مع الموت حضورا

تحياتي إليك شاعرتنا الألقة Najat Ayoush على طبق من الورود .. فهذه الخاطرة الوجدانية نهر من العطاء نقلتيه لنا بصورة تعبيرية صافية وجميلة عبر كلمات 
بسيطة بلا عقد بالصور او غموض في الألفاظ والصور .
ألف شكر على هذه الوجبة الدسمة من المشاعر الروحية  التي سكبتيها أمام القارئ إنها صورة حية من الطبيعة ترافقها تعبيراتك الرومانسية ، وعواطفك الإنسانية  ، وظلال تجربتك الشعورية .

هذا الجهد المتواضع الذي قمت به هدية قيمة لك أديبتنا مني ومن مجلة همسات فوق أوراق الصمت.    

ألف شكر أديبتنا الراقية همسة عتاب وأديبنا الفذ أشرف سعد لهذا التوجيه من قبلكم  .. كان معكم : 
خولة رمضان 
ضمن فعاليات وبرامج مجلة همسات فوق اوراق الصمت .
  ألف شكر لكل المتابعين 
الف شكر الرائعة همسة عتاب على التصميم البديع .

عزف القصيد بقلمي خوله رمضان

بوح صورة 
عزف القصيد 
في منتدى عذب القصيد

في ذاك المكان 
عندما ذاب من 
القلب الجليد ... 
وطغى الود ُّّ
في يوم جديد ... 
قلت يا ربي :
هل من مزيد ؟
لقلب تاه عبر الأمنيات 
وذاق الحسرة
وأدمته الجراحات ...
تمكنت منه الهموم 
غطته الغيوم 
تتابعت عليه 
 الحسرات ....
ثم  هلّ طيف الحبيب
في جوّ مٙهيب
عند المغيب  
تلاقت  النظرات
مع رذاذ غيث السّموات
واستمر
إلى وقت السّحر 
وراجع الفؤاد  ما حصل 
وتشابكت اليدان 
فتوقف الزمان .. 
واستمعنا لعزف
 القصيد 
بنظم  فريد ..
وكانت أنفاسنا 
تستجير.. 
عبر الأثير...
فتوقف نزف الوريد
وفاق القلب الشريد ...
تجدد  سحر البيان  
وفجّر من الشوق
الحنان ....  
وهمومي صارت 
 في سبات 
 حتى الممات .. 
 وما زلت انظمه
 القصيد 
 في يومي
  السعيد .... .
بقلمي خوله رمضان

ليتني بقلمي خوله رمضان

بوح صورة بعنوان : ليتني
بقلمي خوله رمضان

بعنوان : ليتني 
ليتني استطيع رتق 
جراحاتي ..
 
وكتابة ما رأته
في الجوى
 أحداقي ...
 
ليتني أصل
 إلى دنياك 
فقد اكتملت في بعدك
 عذاباتي ...

ليتني  
أهاجر كما الطيور 
أختصر في الوصول
 إليك كل
 مسافاتي.. 
 
أعانق الغيوم .. 
أنسى الهموم ....
تجتاحني الأفراح 
منذ الصباح 
حتى مساءاتي ...

 أعانق الضباب
ينتهي زمن  الغياب
فأسعد بالإياب
وأشعلها مناراتي ...

وأعود إليك 
أشتمها النسمات  
أرسمها الكلمات
بألوان طيفك  
في فضاءاتي ....
 
ليتني
ألقيه قصيدي
مرنّما 
يجوبُ الفضاء
يسعد يومي
يجدّد عزمي 
يقيلُ عثراتي ....

بقلمي / خولة رمضان

نقد أدبي بقلمي خوله رمضان للأديبة شيماء الفرة

بسم الله الرحمن الرحيم 
   الرؤية النقدية المقدمة من قبلي
    خولة خوله رمضان
  لقصيدة  ( ألم الأمس    ) عبر برنامج قصيدة وتأملات ناقد ....
          للأديبة المتألقة الأديبة
    الراقية  : شيماءةالفرة 
 Shaymaa El Farra     

إلى عشاق النقد الأدبي 

نجوم لمعوا في سماء { همسات فوق أوراق الصمت }
واسعدونا براقي حروفهم
وابهرونا بزخات أقلامهم 
فوجب علينا أن نهديهم إهداء شرفي يليق بهم ....
وهو نقد لما أبدعوا من سحر القصيد 
اخترنا لكم هذا الأسبوع 
قصيدة  { الم الامس  ) للأديبة المتألقة 
شيماء الفرة 
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
تحية إكبار وإجلال 
من منبر  مجلة همسات فوق أوراق الصمت
مجلة الأدب والفكر والثقافة أحييكم أجمل 
تحية وأضع بين أيديكم هذه الرؤية النقدية
الموجهة من قبلي خولة رمضان  لأديبتنا الراقية شيماء الفرة   عن خاطرتها النثرية   ( ألم الأمس )  :  
            إليكم الخاطرة  
ألم الأمس
نسير بلا قلب بلا روح
تتقاذفنا الأمواج العاتية
يحط العمر رحاله عند ضفاف الألم
وتعاني أجسادنا من السقم
تخلو سماء حياتنا من صفائها
تتلبد بالغيم
وئدت البسمة على ثغر شفاهنا
وغاب من فضائنا الحلم
ولكن يلوح من بعيد الأفق
طيف وبريق أمل
طال انتظاره
لعله ينزع عنا رداء الحزن والشجن
ويكسونا برداء فرح
ويمسح من أعيننا
دموعا سكنت المقل
ويرسم على محيانا
بسمة وان قصر بنا الأجل
د. شيماء الفره

لمحة عن حياة الأديبة د . شيماء الفرة 
شيماء على حسن الفره
الهوايات. الرسم والشعر والأشغال اليدوية والقراءة الحرة...
تهوى كتابة الشعر الرومانسي
إلى جانب الشعر الديني ، الوطني ، المقالات
تهوى ايضا كتابة الشعر باللغة  الإنجليزية  تهوى كتابة الشعر الرومانسي
الى جانب الشعر الديني ، الوطني ، مقالات
تعمل حاليا بمجال التحاليل الطبية .

جو النص :   
    دعونا  نسافر ونرحل معا في رحاب حروفها الراقية  من أجل الغوص في أسرار هذا النص ثم نحلق  في عالم النقد  بكل شفافية وارتقاء لنقد بنّاء  في دوحة الأدب الوارف بالعطاء   ...

الشكل البصري للنص : نص نثري على شكل خاطرة نثر مقفى عنوانها :
ألم الأمس  .....
 نص وجداني إنساني عاطفي رومانسي 
 يحمل أبعادا اجتماعية وفلسفية .

أبدأ من عنوان النص
   
ألم الأمس   كلمة تضم بين حناياها الزمن وهو زمن مقيد  
جزء من مجموعة كبيرة من الكلمات العربية والعالمية التي تتحدث  عما مضى من الزمن .
لقد  تبلور مفهوم الامس  بالنسبة للأديبة مع مفهوم الوقت الذي انقضى وانتهى .... 
فالكاتبة تشير الى وقت سابق وهو الأمس
على سبيل المجاز اللغوي فالأمس جزء من الزمن السابق يسمى في البلاغة  بالمجاز المرسل  علاقته الكلية لأن الأديبة لم تقصد يوما بعينه بل قصدت الزمن السابق كله .

لماذا قرنت الأديبة كلمة الألم مع الأمس ؟
على شكل شبه جملة من المضاف والمضاف إليه...
لا بد من التعمق في أفكار النص لنفهم 
سبب هذا الاقتران..  
نترك العنوان لنبحث في اغوار النص 
عن سبب الالم ..

الأفكار :
ما هو الالم ؟ 
هو انواع  ....  : 
 ألم جسدي وألم معنوي .
فما نوع الألم الذي قصدته الأديبة شيماء الفرة  ؟

نلاحظ من خلال النص أن الكاتبة تكلمت بضمير المتكلم للجماعة فقالت في المقدمة :
نسير بلا قلب بلا روح 
نسير نحن الجماعة 
فكيف يذهب القلب واين يذهب يا ترى ؟ 
وأين تذهب الروح ؟
لكل منا قلب وروح تلازمه .. ولما يذهب القلب وتذهب الروح فهذا يعني ان هناك 
معاناة ...
وقد تكون المعاناة جسدية او معنوية ....
فهل هناك معاناة فردية ؟ أم أنها معاناة 
جماعية ؟ 
لا شك أن الكاتبة تنظر للجميع من منظور 
إنساني وترى الألم يخالط الجميع فقالت : 
يحط العمر على ضفاف الألم ...
وتعاني أجسادنا من الألم ....
عادت لتؤكد الألم بضمير الجماعة ....هي وغيرها من الناس مصابون بالآلام التي 
يتسببها العيش في مجتمع ظالم ربما .. أو لأننا حقيقة نصاب بالأمراض التي يصاحبها 
الألم .... والدليل على الأمراض التي قصدتها اللكاتبة   قولها :
وتعاني أجسادنا من السقم ..
تخلو سماء حياتنا من صفائها تتلبد بالغيم ...
مأساة جماعية تعيشها البشرية منذ خلق الله البشر والمعاناة قائمة ... تنتاب الأمراض البشر والعمر يسير نحو ضفاف الالم ... 
فالإنسان يكبر.. وتحط رحاله رغما عنه 
على عتبة العمر المتردي المصاحب للسقم ...
هل نملك التوقف عن رحلة الحياة ؟ هل نستطيع كف يد القدر ؟ هل نستطيع ان نوقف العمر عند ضفاف الشباب والصحة والعافية بعيدا عن الأسقام ؟ 
لقد تناول هذا الموضوع عدد كبير من الفلاسفة والكتاب .. وتحدثوا عن إكسير الحياة ... وتناولوا موضوع الوصول للخلود 
بلا آلام ... فهل من الممكن ذلك ... هل من الممكن التوقف في عمر الشباب الى الابد ؟ 
لا شك ان هذا الامر مفروغ منه ....
كثيرة هي الكتابات في اكسير الحياة 
ولكن كل الوصفات للتمتع بالشباب الدائم باءت بالفشل  ولم تمنع الألم عن الإنسان سواء الألم الجسدي او المعنوي ... 
محظوظ ذلك الإنسان الذي يعيش العمر بلا 
ألم ... فربما لم يتألم جسديا ..  ولكنه تألم 
معنويا حينما فقد حبيبا ...او حينما خاب أمله  او حينما تكسرت مجاديفه وهو يصارع الحياة   ..
وقد قرأت مقالا لكاتب في النمسا 
ناصر الحايك إذ يقول :
'عش تيسا تعمر طويلا 'في نظري انها دعوة للبلادة من أجل نسيان كل ما في الحياة من أحداث ترهق تفكيرنا وتقودنا للألم ...واول راي له في هذا المجال هو تشفير كافة المحطات الفضائية التي تنقل إلينا صور القتل والدمار على مدار الساعة .
وهو راي  ربما يبدو رشيدا لكن هل باستطاعة الإنسان الانسلاخ عن بيئته ومجتمعه وإنسانيته ... وخاصة المواطن العربي فهو يقبع داخل مسلسل من العنف والتشرد .
أما الفلاسفة فهم يرون ان الفلسفة شباب 
دااائم وتعليلهم لذلك لأن الفلسفة تقود للصحة البدنية والفكرية والنفسية ...
فالمشتغل بالفلسفة لديه سعة في التفكير
تعينه على فهم الاشياء والظواهر .
المهم في كلام اديبتنا شيماء الفرة أن الصفاء يغادر سماءنا لهذا تتلبد السماء بالغيم ..
فقالت في هذا المعنى :
( تخلو سماء حياتنا من صفائها
 تتلبد بالغيم ...)
 وندت النسمة على ثغر شفاهنا .. 
 وغاب من  فضائنا الحلم ...  )
 كاتبتنا تصف واقع نعيشه ولا يمكن تجاوزه 
 وخاصة انها تعيش في مجتمع عربي 
 لو افترضا فيه الأمان فلن يغادره الفقر والمرض وسوء الأحوال المعيشية ...
  يجري الإنسان منذ الصباح حتى المساء نحو لقمة عيشه .... فالغيوم لها دلالتها النفسية من اكتئاب وتكدر وبالتالي غياب الأمن النفسي ..
 وبالتالي غياب مظاهر السرور كالبسمة التي تدل على السرور  .
 حتى الأحلام غادرتنا كي لا نفرح بشيء،
 متوقع ... فقد استخدمت الكاتبة الحلم وغيابه  كدليل نفسي على التشاؤم وفقدااان الأمل .

فهل كانت جادة بتلك النظرة التشاؤمية ؟
الجواب ياتينا بقولها :
( ولكن يلوح من بعيد الأفق 
طيف وبريق أمل 
طال انتظاره ..
لعله ينزع عنا رداء الحزن والشجن 
ويكسونا برداء فرح
ويمسح عن أعيننا دموعا 
سكنت المقل 
ويرسم على محيانا 
بسمة وإن قصر بنا الأجل  .)

انتقلت الكاتبة من عالم التشاؤم فجأة إلى 
عالم الأمل ...
إنه الأمل الذي طال انتظاره من النفوس المعذبة ...
إنه الأمل الذي ينزع رداء الحزن والشجن 
إذن في الغالب الكاتبة تقصد الحزن والألم النفسي والمعنوي ...
هي مسالة رجاء تعتري النفس وتقودها 
نحو استبدال رداء الحزن برداء الفرح .
الله عليك كاتبتنا كيف اتسع فضاؤك وغردت كلماتك مع سرب الفرح ... 
طرحت گل الحزن والالم بثوب التمني والرجاء..

هذا الرجاء الذي سوف يمسح الدموع التي رافقت الحزن .

ايقنت الكاتبة أن الأمل سيعيد البسمة الى الشفاه وإن قصر بنا الأجل ... 
نعم رغم الأمل لكن لا بد من الأجل . 
إلا أني سأعرض ما ورد في الكتاب والسنة من مسالة الأجل ....

ويقول تبارك وتعالى :
( قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ . أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ . يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) نوح/2-4.

قال عليه الصلاة والسلام :

مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ رِزْقُهُ أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِى أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ ) . رواه البخاري (2067) ، ومسلم (2557)
وعَنْ سَلْمَانَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : 
( لاَ يَرُدُّ القَضَاءَ إِلاَّ الدُّعَاءُ ، وَلاَ يَزِيدُ فِي العُمْرِ إِلاَّ البِرُّ )

إنها بركة العمر التي يبشرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ... وما ورد في الحديث الشريف لا يناقض ابدا ما ورد في الكتاب عن حتمية الأجل .. 
حقيقة إن الأجل له اسبابه المادية التي نعلمها ..
وهذه الأسباب ليس لها علاقة بالعمر فقد يقصر وقد يطول ... 

الموسيقى في النص 
النص من فئة النثر المقفى 
لجأت الكاتبة للموسيقى الخارجية عن طريق 
تتابع حرف الروي الميم في الكلمات التالية :
الألم , السقم ، الحلم 
ثم تتابع حرف الروي اللام في قولها :
أمل ، مقل ، أجل 
كل هذا له اثر في  ان يصبح النص ذا طابع شعري... وهذا ما يجعله نصا أقرب للنثر المقفى ... وليس من اللائق ان نعتبره خاطرة نثرية .لأن الخاطرة النثرية أبعد في مداها عن الشعر.

الخيال : 
جنحت الشاعرة للخيال والصور الشعرية والاستعارات والكنايات والمجازات مثل : 
 - نسير بلا قلب بلا روح 
كناية عن الاستسلام لتقلبات الزمن وحوادثه فنحن حقيقة لا ننفصل عن قلوبنا وارواحنا 
ولكنها صورة مجازية لحالة الخذلان واليأس التي تصيبنا ... 
- لجات الكاتبة للصورة الشعرية التي تشبه فيها صروف الزمان بالأمواج العاتية فقالت :
- تتقاذفنا الأمواج العاتية ...
وهذه الصورة تعكس ضخامة الحدث الذي 
يرافق اليأس وتقلبات الزمان .
 - شبهت العمر بالرحالة الذي يركب البحر 
 - ثم يرسو على الشاطئ ، ولكن بالنسبة لأديبتنا جعلته يرسو على ضفاف الألم 
  نظرا لأنها تتحدث عن الألم المرافق للأحداث التي تعيشها .. إنها استعارة أيضا 
  فقد استعارت للألم ضفافا وشبهته بالشاطئ. 
  - استعارت للحياة سماء وجعلتها تتلبد بالغيوم نظرا لحالة الاكتئاب التي ترافقها 
  - وهي تصارع الحياة ... مما اضفى عليها 
   طابع الياس والقنوط ... 
   فقالت : تخلو سماء حياتنا من صفائها تتلبد بالغيم ... فالغيم كناية عن مشاعر الإحباط ....
-   ندت البسمة على ثغر شفاهنا كناية عن 
غياب مظاهر الفرح والانبساط من حياة البشرية حيث تشهد الشاعرة هذه الظواهر المرافقة للمجتمع الذي تعيش به .

وفجاة تنقلنا الشاعرة لجو جديد ومغاير تماما لما رأيناه سابقا .
فاكثرت من عبارات التفاؤل والرجاء كناية 
عن غزو الأمل لمملكتها الفكرية .. 
- شبهت الأمل بطيف يلوح واستعارت له كلمة البريق ليبدو جميلا ولامعا ومجددا 
لمظاهر حياة البشرية السابقة ... 
واستمرت  في التشبيهات فقد شبهت 
الحزن والفرح بالرداء الذي يلبس من باب
الكناية انه ملازم للجسد .. ومن باب الاستعارة فقد استعارت  للحزن والفرح رداء.
- شبهت الأمل بالرسام الذي يرسم البسمة على المحيا ...
-التشخيص  :
-جعلت الكاتبة خيالها يجنح للتشخيص 
فالعمر كالإنسان الرحالة 
والأمل كالطيف الإنساني يلبسنا رداء الفرح 
وينزع عنا رداء الحزن والشجن ..ويمسح دموعنا ويرسم على محيانا البسمة 
كناية عن تبدل الأحوال من حالة الى حالة
أخرى ...

ولكن لم تبدلت الأحوال بعد تلك المعاناة ؟ 
لا شك أنها فسحة الأمل التي ترافق الإنسان 
في مسيرة حياته ....
ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل .....

العاطفة : 
عواطف إنسانية ترافق الإنسان عبر مسيرة 
حياته مثل :
الحزن , االألم ، الاكتئاب ، الأمل .

وأخيرا 
أشكر الأديبة المتألقة شيماء الفرة على هذا النص الجميل حيث يتسم بالبساطة ..فقد استخدمت ألفاظا يستخدمها الجميع ..
وابتعدت عن الالفاظ الغريبة .... ولجات للصور الفنية الواضحة ولم تلجا للرموز الفلسفية. .. لكنها ادخلتنا في تيار الفلسفة 
حينما تحدثت عن العمر الذي لا بد أن يحط رحاله عند ضفاف الألم ..
إنها حديث الفلاسفة من قديم الزمان رحلة الألم ورحلة الأمل .. متناقضان يرافقان 
الفكر الإنساني ...ويستوطنان روح واحدة 
ويحتلان قلبا واحدا .. 
هما صديقان لا يفترقان .. فلحظات الألم  ترافقها لحظات الأمل وفقا للظروف التي 
نعيشها .. فأحيانا يطغى الألم والحزن وأحيانا يطغى الأمل والفرح ...وهكذا هي حياة الإنسان .. 
وفي النهاية لا بد ان نبتسم مهما عشنا من لحظات بؤس .. وقد اعتبر الشاعر أبو ماضي 
الابتسامة اجمل شباب للنفس فقال محاورا صديقا له  :
قال الصّبا ولّى فقلت له ابتسم
لن يرجع الأسف الصبا المتصرّما ّ
 وفي نظري ان كل مظاهر الحزن تنجلي حينما يدرك الإنسان حقيقة وجوده وانه خلق للعبادة .. فحينما ينقضي العمر ويظهر الشيب يكون هذا المظهر دليل الوقار والاتزان في مرحلة عمرية مكللة بالنجاح 
 لأولاد بارين وصالحين ... ومكللة بالعمل الصالح المثمر الذي قدم للمجتمع خيرات 
 كثيرة ...مما يبعث الرضا والسعادة في النفوس....
 ويعجبني كتابا اطلعت عليه قديما بعنوان :
( دع القلق وابدا الحياة )وهو مترجم لجميع اللغات ... وايضا يعجبني كتاب الشيخ عائض القرني حفظه الله بعنوان : لا تحزن ...
هذان الكتابان غيض من فيض ..ولا ننسى 
كتاب الله وسنة رسوله في حفظ النفوس وحمايتها من كل مظاهر البؤس .. هذا لو طبقت في. حياتنا بحذافيرها ....

أشكرك اديبتنا الألقة Shaymaa Elfarra
لأنك فتحت علينا ابوابا كثيرة تناولتها بنقدي 
لقصيدتك .. بارك الله بك وحفظك مع المزيد 
من التقدم في ميدان الأدب الذي خضتيه 
بكل انفتاح على هذا المجال وخاصة وأنت تعملين في المجال العلمي .. فقد كانت الرومانسية رفيقتك .. كل هذا سببه جمال نفسك الفياضة بالعطاء ..

تحياتي إليك شاعرتنا الألقة شيماء الفرة على طبق من الورود سلم 
نبضك الحي الذي يحرص على رسم الأمل
على محيّانا رغم الصراعات والحروب والألم.  

هذا الجهد المتواضع هدية قيمة لك أديبتنا    

ألف شكر أديبتنا الراقية همسة عتاب وأديبنا الفذ أشرف سعد  لهذا التوجيه من قبلكم  .. كان معكم : 
خولة رمضان 
ضمن فعاليات وبرامج مجلة همسات فوق اوراق الصمت .الف شكر استاذة همسة عتاب للتصميم البديع
  ألف شكر لكل المتابعين
تم نشره في همسات فوق أوراق الصمت
وعلى صفحتي الشخصية