الثلاثاء، 29 يناير 2019

فراق للشاعر القدير Kamal Yousef


خاص بالمسابقة.
شاعر عكاظ 14.
الرابطة الشعرية العربية.
معارضة الشاعر الأندلسي ابن زيدون برائعته:
أَضْحَى التَّنَائِي بَدِيـلاً مِـنْ تَدانِينـا
وَنَابَ عَــنْ طِيـبِ لُقْيَانَـا تَجَافِينَــا
بنتـم وبنّـا فمــا ابتلّـت جـوانحُـنـا
شوقـًا إليكــم و لا جفَّــت مآقينــا.

عمودية بعنوان :

                  ( فـراق )

غِيضَت مياهُ الصَّفا، جفَّت سواقينا
والوصلُ ماعـادَ حِـرزا فـي تراقينـا

مـاكنتُ أدري بـأنَّ الهجـرَ يقـتُـلُـنــا
حتـى دنـا إذ دنـا  دَبَّ الجفـا فينـا

طـالَ البُعَادُ وطـارتْ منـه ناعِسَتي
وادهَـمَّ لَـيْــلٌ بِـهِ شَـوقُ المُحِـبِّـينـا

والصُّبحُ أرخى سدولا عن مَشارقِهِ
لمّــا تنــاءى وليـفٌ عـن نَـواديـنـــا

ضاعت قلوبٌ كما ضاعت مراكِبُنـا
في لُجِّ بحرِ النَّوى حارَتْ مَراسينـا

والآهُ من لوعـةِ المشتـاقِ تحرِقُني
كالجمـرِ مِـن زَفـرةٍ حَــرّا فيافينــا

ياحاديَ العيسِ أنشِد كي تحنَّ لنا
نوقُ العصافيرِ تاهت عن خطاوينا

ريحُ الصُّدودِ التي صارت تُكابِدُني
سُقيـا لأيــامِ مَـن كانـت رَيَـاحـينــا

كانـت نسائِـمُـهـا عبْـقــًا فتُـنعِشُنـي
آلــتْ رياحـًا سَمُومـًا أو خَمَـاسينـا

وا لَهْـفَ قلبي على خِـلٍّ نأى عنّـي
كأنَّـمـا حُـبُّـنــا مـا كــان يـعـنـيـنــا

ضاقت بنا حالُـنا مِن فرطِ بُعدِكُـمُ
إن أنْسَ لا أنْسَ مَن يأسى ليُنسِينا

يأسُ المُحبيـن لا تحلـو عَوارِضُـهُ
كُـنّـا نظنُّ الجفـا جافى لِـيُسْلينــا

عودوا فما دَهرُنا يدعو لِـهَجرِكُـمُ
غَـصَّ الزمـانُ وما مالَـت مبادينــا

قالوا عن العِشقِ إذ قالوا وماقالوا
مِعشارَ مافي الهوى فاضت مآقينا

مافي ابنِ زيدونَ إلا بَعضُ أحزاني
من هَجـرِ ولَّادةٍ، لو عـاشَ يرثيـنــا

(بحر البسيط)
مُسْتَفْعِلُنْ فاعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فاعِلُنْ.

بقلمي ـ كمال يوسف ـ دمشق..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق