{ أوطان الخـريف }
رؤوسٌ تهاوَت ـ و نامت كَرامَـة
وعافت شموخَ الرجالِ الشهامَة
سَلُوا عن سيوفٍ عَتَتْ في نِزالٍ
لهـا فـي كِتـابِ التسامي علامَـة
فـدارَ الـزمــانُ و جـارَ المكـانُ
وبانَت علينـا صِفـاتُ النَّـعـامَـة
عيـونٌ تعـامَـت فكـانت لِـزامـًا
علينـا تغـاضي حديثَ المَلامَـة
صـروحُ الحقـارةِ سادت عُـلُـوّاً
وصـرحُ الحضارة زادَ انهدامَـة
جَمـاجِمُنـا فـي أديـمٍ تـرامَـتْ
فحقَّت علينـا شروطُ القِيـامَـة
حَشَونا قِحـافا حُثـالَ المبـادي
كذا ماحَوَتْ حاويـاتُ القِمامَـة
خَسِرنا بِطاحـًا فَزِدنا انبطاحـًا
لِـنَيلِ الرّضا من عدوٍ ، وِسامَـة
غرابيبُ صُهيونَ عاثَتْ فسادًا
وعقلَ العروبـةِ أبـدى انهزامَـة
سِهامٌ من الغدرِ شقّتْ صفوفاً
وسهـمٌ من اللّهِ شقَّتْ سِهامَـة
فِلِسطينُ ثارت على الغاصِبينا
بِصَـدرٍ تعــرّى وصوتٍ وقامـة
وعُـربٌ لهم مـا لهـم من سِلاحٍ
على بعضِهم يَشحَذونَ الَّـلآمَة
يَعيـبـونَ بعضـًا لبعضٍ وعــارٌ
فهل عابَ يومـًا بعيرٌ سنامَـة؟
تَعَـرَّوا وطـارَت وُرَيقـاتُ توتٍ
خطـوبُ البلايا أزاحت لِثـامَـة
فَ بالرافديـنِ استكانت عراقٌ
لِـهـرجٍ و مـرجٍ و يـا لَـلـنَّـدامَـة
وصنعاءُ نادتْ: أغيثوا تُـراثـي
من الحاقدينـا وناحت تِهـامَـة
تنـادَوا و قالـوا سيـأتـي ربيـعٌ
وإذ في خريفٍ اطالَ الإقامَـة
لنـا اللّهُ فـي مُعضِـلاتٍ ألَـمَّـتْ
فما عاد يُجدي نُـواحُ اليَمامَـة
هنا مَنبِتُ الخيرِ في غوطَتَينا
ومن قاسِيُونَ استقينا هُيامَـة
دمشقٌ تعافَت و مهمـا تجافَت
ستبقى شآمٌ على الخدِّ شامَـة
المتقارب.
بقلمي ـ كمال يوسف ـ دمشق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق