الثلاثاء، 29 يناير 2019

معاناة وطن للمبدع Kamal Yousef

مسابقة الرابطة الشعرية العربية.
شاعر عكاظ 11
مجاراة الشاعر اليماني الكبير
ـ عبد الله البردوني ـ رحمه الله
في قصيدته:
وحدي وراء اليأس والحزَنِ
تجتـرُّنـي محـن إلـى محـنِ.
في معاناة الأوطان.

قصيدة بعنوان:

          ( معاناة وطن )

لا تسألـوا التاريـخَ عن شَجَنـي
أرضُ الـعُـروبــةِ كلُّـهــا وَطنـي

مُـذ كـنتُ طِفـلا زارنـي حلــمٌ
أنْ قد أعيشُ العُـمْرَ جِـدَّ هَنـي

فـاغتـالـنـي يــأسٌ و أرَّقـنـــي
بَغـيُ الطّغـاةِ  و غَـدرةُ الـزمَـنِ

كم من شِعاراتٍ وكم نَـظَـمـوا
زيفـًا من الأمجـادِ لــم تَـــكُــنِ

قالوا : بِـلادِ العـُـربِ أوطِنتـي*
واستبدلوا في خَيمـةٍ سَكَـنـي

هُجِّـرِّتُ كالعصفـورِ من وَكَــنٍ
واستوطنَ الغُربانُ فـي فَـنَنـي

القدسُ صاحت: أين نَخوتُـكم؟
فارتــدّتِ الأصـداءُ مـن عَــدَنِ

مِن ذاتِ كـأسِ الـغـدرِ مشربُنـا
مِن ذاتِ نبضِ القلبِ في بدَني

لـن يستطـيعـوا قطْـعَ أورِدَتـي
مـادام بــي نبـضٌ ، يُـزلـزِلُـنــي

فأنـا دمشقـيُّ الـدِّمـــاءِ و فـي
روحي تِـهـامـيُّ الجَوى، يمـني

فالشّامُ رَغـمَ الهـرجِ ما وَهَـنَت
قد أرضعتني الحبَّ في اللّبـنِ

تَـاللّهِ إن أبــرَحْ ثَـــرى بَـلَـــدي
ما كُـنتُ مِن أنثـى ، ولـم أكُـنِ

ظنّــوا ربيعــًا قـادِمـًا وَ سَعَـوا
في هَـدمِ أمـنٍ و العَـدُوُّ دَنــيْ

بغــدادُ نامَـت بعــدَ سَكـرَتِـهــا
قـد أثْمَـلتـهــا حُـرقــةُ الـفِـتَـنِ

في تونُسَ الخضراءِ لي صُحَبٌ
عـانــوا مـن الأرزاءِ والـمِـحَــنِ

شَـدَّت رِبـاطَ الجأشِ مغـرِبُـنـا
بالعفـو عن ماضٍ  و عـن هِنَـنِ

وَ كَـبَـتْ كِـنـانةُ في مرابِـضِهـا
يـا ليتهـا لـم تَـكـبُ، لـم تُـهَــنِ

فـي ليـبيـا مـا زالـتِ البَــلـوى
تَـطـغــى و للشَّيطـانِ تَـرتهِــنِ

صَهيـونُ أمسَـت فـي مرابِعِنـا
وَ بِـهَـيــأةِ الأقــرانِ تَـقــتَــرِنِ

جاءت علـى أشكالِنـا وَ غَـزَت
هل لي بصبحٍ يجتلي حَزَنـي؟

قد قالهـا ربي و قـد عَـظُـمَـت
في مُحكـمِ التنزيـلِ و السُّنَـنِ

يــا ربنـــا لا ،  لا  تـؤاخِــذنـــا
فـي فِـعلِـهـم يـا واسِعَ المِـنَـنِ

بقلمي ـ كمال يوسف ـ دمشق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق